الاكتئاب هو حالة سريرية معترف بها؛ وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات من الرجال حيث تم الإبلاغ عن أن الرقم شهد ارتفاعًا حادًا بنسبة 665 في المائة في عدد استشارات الصحة النفسية منذ عام 2019، وبينما كان القلق والتوتر ونوبات الذعر من أكثر الموضوعات التي نوقشت لكن كان الاكتئاب أحد الموضوعات التي زادت بشكل كبير مما يجعل من المهم للغاية بالنسبة لنا فهمه بشكل أفضل.
في كثير من الأحيان يتم استخدام كلمة "الاكتئاب" بشكل مفرط ويخلط بينها وبين الحزن؛ الحزن هو رد فعل عاطفي على موقف خارجي وهو مجرد عرض من أعراض الاكتئاب، فعندما يموت شخص ما نشعر بالحزن والأسى وتأخذ عملية الحزن مجراها الطبيعي عبر الزمن كما أن هناك أسباب كثيرة للشعور بالحزن في هذا العالم، لكن ما هو الاكتئاب بالضبط وكيف نفرقه عن الحزن الطبيعي؟
كما ذكرنا سابقًا الحزن مجرد عرض من أعراض الاكتئاب لكن هناك أعراض أخرى تحدث في الصحة النفسية للشخص، مثل:
فقدان الاهتمام بالأنشطة: يفقد الشخص المصاب بالاكتئاب الاهتمام بجميع الأنشطة تقريبًا حتى الأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بها سابقًا، وعندما يستيقظ في الصباح لا يجلس ويخطط ويتطلع إلى بدء اليوم بنشاط، ويبدو أي نشاط وكأنه مهمة ثقيلة يتعين عليه إكمالها.
اضطراب في أنماط النوم وعادات الأكل: ينام الشخص المصاب بالاكتئاب أكثر من اللازم أو أقل من اللازم، كما أنه يواجه تغيرًا في شهيته حيث يأكل القليل جدًا أو أكثر من اللازم اعتمادًا على شهيته، أو قد يصبح النوم والطعام في بعض الأحيان أشياء ثانوية في حياته، وفي بعض الحالات يكون الإفراط في تناول الطعام والنوم المفرط بمثابة وسيلة هروب وآلية للتكيف بالنسبة له.
المشاعر المفرطة بانعدام القيمة و/أو الشعور بالذنب: سيشعر الشخص المكتئب بأنه لا قيمة له على الإطلاق وتتحطم ثقته بنفسه تمامًا حتى في حالة وقوع حادث بسيط، فهو يرى نفسه أقل شأنًا ويقارن نفسه بالآخرين أكثر من اللازم.
أفكار الموت أو الانتحار: عندما يصبح الاكتئاب شديدًا جدًا لأن الشخص لم يحصل على المساعدة في الوقت المناسب يصبح عبء جميع التجارب المذكورة أعلاه أكثر من اللازم عليه وعادةً ما يؤدي إلى أفكار وخطط وأفعال انتحارية، وهنا يستلزم الأمر كلٍ من الأدوية والعلاج النفسي المكثف لإخراج الشخص من الاكتئاب.
يواجه الشخص الاكتئاب لمدة 2-3 أسابيع أو ربما شهر ثم يتحسن من تلقاء نفسه، بعد بضعة أيام أو أسابيع تبدأ الأعراض نفسها في الظهور ببطء وذلك لأن الاكتئاب يمكن أن يحدث بسهولة بسبب الإجهاد وإذا ترك دون علاج فإنه يؤدي إلى نوبات متعددة حتى يصبح جزءًا من حياة الشخص مما يؤدي إلى الاكتئاب المزمن.
أما الحزن فهو شعور عابر ومؤقت ويمكن أن يستمر لبضعة أيام لكن -في حالة عدم وجود أعراض أخرى- يمكن التعامل معه بسهولة، فالحزن عاطفة طبيعية ومهمة ومن الجيد أن نشعر بالحزن في المواقف المناسبة.
أتعس شيء في الاكتئاب هو أن بعض الناس يعيشون معه معظم حياتهم دون أن يدركوا أنهم بحاجة إلى المساعدة، يتحول إلى مرارة مع تقدمهم في العمر وغضب وتزيد لديهم قلة احترام الذات أو يتمنون لو أنهم ميتون كل يوم! إنهم يحاولون إعادة التركيز على عملهم وهواياتهم وعائلاتهم ولكن بغض النظر عن مقدار الجهد الذي يبذلونه فإنهم يشعرون بعدم الرضا.
من ناحية أخرى يمكن التعامل مع الحزن بسهولة حيث نتعلم جميعًا الكثير من تجاربنا الحزينة في الحياة ونخرج أقوى وأكثر تطورًا من ذي قبل، ويمنحنا هذا إحساسًا بالسيطرة على حياتنا لكن في حالة الاكتئاب يفقد الشخص هذا الشعور بالسيطرة.
لا يوفر الدواء وحده الحل للاكتئاب ولكن هناك العديد من الأساليب المعرفية والسلوكية التي تمت الدعوة لها في علاج الاكتئاب والتي تركز بشكل أساسي على تغيير السلوك من ناحية وتغيير الإدراك من ناحية أخرى، يستخدم علماء النفس الاستشاريون أو مستشاري الاكتئاب هذه الأساليب المعرفية والسلوكية لتعديل المواقف والتوقعات لدى الأشخاص، والأهداف الرئيسية لهذه الأساليب المعرفية والسلوكية هي:
زيادة النشاط: يمكن استخدام التعزيز الاجتماعي لبدء العملية والأنشطة المختلفة للشخص المصاب بالاكتئاب، ويمكن أن تكون التمارين البدنية المنتظمة فعالة للغاية في تحسين الصحة النفسية وزيادة مستويات الطاقة وتحسين الشهية والنوم وتحفيز المواد الكيميائية في الدماغ التي تسمى الإندورفين والتي يمكن أن تساعد على الشعور بالتحسن، في البداية قد يشعر المريض بالتردد في الانخراط في أي نشاط ولكن بمجرد أن يبدأ في القيام بذلك حتى لمدة 10-20 دقيقة من المرجح أن يستمر فيه بمجرد أن يبدأ في رؤية تأثيره.
الحد من السلوك غير المرغوب فيه: يمكن استخدام تقنية إيقاف التفكير لإعادة توجيه الأفكار السلبية.
زيادة المتعة: عدد الأنشطة التي تميل إلى رفع الحالة المزاجية وتحسين الصحة النفسية والاسترخاء والتفكير في شيء جيد عن المستقبل والسلام والهدوء وما إلى ذلك، تحتاجين إلى القيام بأشياء من شأنها تحسين الطريقة التي تشعرين بها تجاه نفسك، على سبيل المثال أخذ حمام ساخن طويل أو قضاء يوم بالخارج مع صديقتك المفضلة أو مشاهدة فيلمك المفضل.
تعزيز المهارات: عن طريق زيادة صعوبة المهام تدريجيًا ومع الممارسة يزداد مستوى ثقة الشخص، والهدف هو تعزيز المهارات مثل الرسم والغناء وما إلى ذلك.
اكتشفي السبب النفسي وراء الأحلام الجنسية
إن معرفة السبب الكامن وراء الأحلام وخاصةً الحلم بالجنس ضروري للغاية بالنسبة للبعض، وفي الحقيقة هو ليس سببًا وحيدًا يحدث للجميع، فعند
هذه الأطعمة الخمس تثير القلق والتوتر!
في حين أن التوتر هو رد فعل طبيعي وصحي للتحديات التي تحدث طوال الحياة (نسمي هذا الضغط النفسي الجيد) إلا أنه يمكن أن يصبح خطيرًا عندما يكون
تعفن الدماغ: مرض جديد تسببه التكنولوجيا! وهذا علاجه
تعفن الدماغ (Brain rot) بأنه تدهور للحالة العقلية أو الفكرية للشخص، ويحدث نتيجةً للإفراط في التعرض للمواد التي تعتبر تافهة، وخاصةً التعرض