كيف تجعلين طفلك يفعل ما تطلبيه في المرة الأولى؟

تربية الاطفال الموثوقة هي طريقة ممتازة لتربية الاطفال وتأديبهم.

غالبًا ما يتجاهل الأطفال الطلبات والتوجيهات من آبائهم، مما يثير الفزع العالمي للأمهات والآباء في تربية الاطفال. 
في حين أنه من المحتمل ألا يسمع الأطفال أحيانًا ما يتم توصيله لهم، إلا أنهم في كثير من الأحيان يتجاهلون عن قصد ما يسمعونه في المرة الأولى. 
يقال إنهم يفعلون ذلك لأنهم لا يريدون الإجبار، أو يشنون شكلاً من أشكال الاحتجاج، أو يحاولون الاستمرار في السلوك الغير المرغوب.

في حين أن هذا قد يتراجع من نفسه عندما ينضج الطفل، إلا أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتحديد توقعات الاستجابة والبدء في كبح هذا السلوك. 
يبدأ هذا بإجراء بعض التعديلات في كيفية مطالبة طفلك بفعل ما تقوليه.

تكرار الطلبات مرارًا وتكرارًا مثل: انهض ونظف أسنانك، وابدأ واجباتك المدرسية، ونظف غرفتك، هو مصدر إحباط كبير لكثير من الآباء، وفي كثير من الحالات يقع الآباء في نمط تقديم العديد من طلبات الطفل دائمًا أثناء تربية الاطفال.

قد تخبري ابنك أو ابنتك بفعل شيء ما، ثم تخبريهم مرة أخرى بعد 10 دقائق، ومرة ​​أخرى بعد 30 دقيقة، مدركًة أنهم لن يفعلوا ما طلبتيه. 
وعندما يتعين عليك أن تطلبي من طفلك أن يفعل شيئًا الألف، يتراكم الإحباط ولا يكون رد فعلك غالبًا هادئًا، حيث يصبح الطلب البسيط مصدر توتر وصراع.

كيف تجعلي طفلك يمتثل؟

قبل أن تغضبي بشدة، من المهم ملاحظة أن طفلك قد لا يتجاهلك عن قصد. 

تتضمن الاستراتيجيات لجعل طفلك يفعل ما تطلبيه في المرة الأولى ما يلي:

• جذب انتباهه

لقد أثبت العلم أنه عندما ينغمس الأطفال في ما يفعلونه، فإنهم لا ينتبهون لما يجري من حولهم. 
في الواقع، يشير البحث إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا يفتقرون إلى "الوعي المحيطي" ، مما يعني أنه إذا كان طفلك يركز على لعبة أو كتاب أو برنامج تلفزيوني عندما تطلبي منه القيام بشيء ما، فإن دماغه  في هذا النشاط وليس أكثر من ذلك.

هذا يعني على الأقل أنه يجب عليك الاتصال بالعين عندما تطلبي من طفلك أن يفعل شيئًا، والأفضل إذا كنت تستطيعين لمس ذراعه أو وضع يدك على كتفه والنزول إلى مستوى عينه، وشجعيه على التواصل بالعين معك في المقابل وكرري ما طلبت منه القيام به.

إذا كنت مشغولة في غرفة أخرى، فاطلبي من طفلك أن يأتي إليك قبل تقديم طلبك.

• تغيير الطريقة

إذا كنت قد اقتربت من طفلك على النحو الوارد أعلاه ولا يزال الأمر يتطلب الكثير من التذمر أو التوسل من جانبك لحمله على فعل ما تقولين، فقد تحتاجين إلى خطة جديدة!
طور العديد من الأطفال عدة استراتيجيات لتأجيل الأمور لأطول فترة ممكنة، فلا يفهم الأطفال تمامًا عواقب عدم القيام بالمهام غير المرغوب فيها ويكون دافعهم أكبر لما يجلب لهم السعادة، وليس ما يجب القيام به.

حقيقة الأمر هي أن معظم الكبار لن يصنفوا هذه الأنشطة على أنها ممتعة أيضًا، لذلك يتعلم الأطفال تشتيت انتباه الوالدين عن طريق التذمر، أو التحدث عن شيء آخر للقيام به في تلك اللحظة أو مجرد تجاهل الطلب تمامًا. 
لمنع طفلك من المماطلة أو التجاهل، ستحتاجين إلى تخصيص المزيد من الوقت والاهتمام في الطريقة التي تتعاملين بها مع الموقف.

• كوني صبورة

إن كسر ميل الطفل لتجاهلك أو مقاومة التعاون عندما تقولين شيئًا ما في المرة الأولى سيستغرق بعض الوقت وبعض الممارسة من جانبك، ولكن النتائج ستكون أقل إحباطًا وغضبًا وتوترًا بالنسبة لك، ونأمل أن يكون لديك المزيد من الاحترام والامتثال والانضباط الذاتي من طفلك.

من الأفضل أن تبدأي في ممارسة هذه الخطوات بطلب لا يتطلب منك مغادرة المنزل بعد ذلك بوقت قصير.

ففي بداية التمرين، قد تكون هناك نوبات غضب وتفسيرات مطولة، وكلها تستغرق بعض الوقت.

▪ اضبطي إطارًا زمنيًا

قرري في عقلك ما الذي تريدين أن يفعله الطفل والإطار الزمني الذي ستقبليه للامتثال (على الفور، في غضون 15 دقيقة، وما إلى ذلك) وتحققي مع نفسك بشأن السبب وراء اختياراتك وما إذا كان ذلك يطابق طلبك بالفعل.

▪ كوني دقيقة

لا تصيغي طلبك كسؤال، وأخبريه على وجه التحديد بما تريدين أن يفعله بطريقة مباشرة. 
على سبيل المثال: بدلاً من السؤال "هل يمكنك تنظيف أسنانك الآن؟"  قولي: "من فضلك اغسل أسنانك بالفرشاة الآن حتى تتمكن من النوم في الوقت المحدد."

• انتبهي للامتثال

من السهل إعطاء التعليمات وإعادة التركيز على ما كنت تفعليه مسبقًا، لكن في بداية هذه الممارسة، تجنبي القيام بذلك. 
تحققي على الفور لمعرفة ما إذا كان ما طلبتيه قد تم، وبهذه الطريقة، يكون طفلك مسؤولاً ويعرف أنك جادة بشأن امتثاله للطلب.

• تحققي من الفهم

إذا لم يبدأ في فعل ما طلبتيه أو لم يكمل المهمة، اسأليه بهدوء "ماذا طلبت منك أن تفعل؟" 
تأكدي من أن الطفل يفهم بوضوح ما هو متوقع.

• مدح النجاح

إذا قام طفلك بما طلبتيه، فأخبريه بالوظيفة الجيدة التي قام بها وما مدى تقديرك لقيامه بعمل ما. 
من السهل أن تنسي القيام بذلك، لكن تذكري تعزيز الامتثال للمديح يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً في تعزيز هذا السلوك.

• إعطاء تحذير عادل

إذا لم يفعل ما طلبتيه بعد الطلب الأول أو الثاني، فقد حان الوقت لشرح لماذا تطلب منه القيام بهذه المهمة المحددة وما هي العواقب إذا لم يمتثل. 
مجرد تكرار "لأنني قلت ذلك" ليس فعالاً وقد يؤدي إلى قضايا أخرى تتعلق بالامتثال.

إذا أمكن، أظهري لطفلك التأثير الفعلي لسلوكه حتى يعرف أن طلباتك ليست تعسفية. 
مثال على ذلك: السماح لطفلك بمعرفة أنه إذا لم يفعل شيئًا ما طلبتيه، فإنه يؤثر على الآخرين.

على سبيل المثال: "من فضلك اغسل أسنانك بالفرشاة الآن، وقت النوم بعد 15 دقيقة. 
وإذا لم تقم بتنظيف أسنانك الآن، فلن يتبقى وقت لقراءة قصة الليلة، حيث يتطلع بابا حقًا للقراءة معك قبل النوم وأنت تستمتع بالقراءة معه أيضًا ".

• كوني ثابتة ومتابعة

إذا تمت متابعة طلبك المعقول بمزيد من التحدي ونوبات الغضب، فقد حان الوقت لمتابعة النتيجة التي حددتيها، فكن حازمة واستمري في ذلك. 
يعد الثبات مع هذه الخطوة مفتاحًا لإعلام طفلك بأنك جادة عند تقديم طلب في المرة الأولى.

قد تبدو هذه الخطوات غير فعالة في المرات الأولى التي تستخدميها فيها ولكن التزمي بها، وفي النهاية سوف يعتاد كلاكما على الطريقة. 

ستتحسني في صياغة طلباتك بحزم وبشكل هادف، وسيفهم طفلك أنك لا تطلبي منه طلبات تعسفية أو غير معقولة.