الزواج رائع، لكنه غير كل قناعاتي، فسرعان ما أدركت أن هدفي الأساسي في الحياة قبل الزواج هو ببساطة أن أبقى سعيدة.

جاء هذا "الاضطراب" فجأة وتنكر في صورة رجل شرع في طلبي للزواج منه، وأصبح رسميًا شخصًا في مساحتي الشخصية لبقية حياتي، وقدم هذا القرار أهم تجاربي وأكثر تجاربي تحديًا، ومع ذلك كنت أتمنى لو كان لدي المزيد من البصيرة حول الزواج لمساعدتي على المضي قدما في كل شيء.

وفقًا لمعظم الأبحاث، فإن أكثر من 50 بالمائة من الأشخاص الذين يقولون سنبقى معا للأبد، لن يناموا في نفس السرير بعد ثماني سنوات من الآن مثلا، وعلى الرغم من أن القرآن الكريم واضح في أن الزنا وسوء المعاملة هما سببان قد يدفعا الأزواج إلى إنهاء الزواج، فأنا أجزم بأن معظم التحديات التي يواجهها الزواج تأتي نتيجة عدم الوعي. 

يقفز معظم الناس إلى الزواج بحقائب مليئة بالمفاهيم الخاطئة، غير مدركين تمامًا للجمال الفريد للزواج، وعلى الرغم من أن السعادة غالبًا ما تكون منتجًا ثانويًا حقيقيًا لعلاقة صحية، إلا أن الزواج له غرض أكثر أهمية من السعادة الزوجية.

فيما يلي بعض الأفكار حول الحياه الزوجيه الناجحه والتي شاركها معي بعض الأزواج:

أذكر نفسي بهذه الأفكار كثيرًا على أمل الحفاظ على الزواج ممتعًا وصحيًا.

• الزواج لا يعني العيش في سعادة دائمة.

غالبًا ما تتنافس احتياجات الزوجة مع تركيز زوجها على الذات، وقد يعلم الزوج أنه لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو، لكنه قد يكون أناني وعنيد بشكل عام.

إن الهدف من الزواج ليس السعادة فحسب، وعلى الرغم من أن السعادة غالبًا ما تكون نتيجة ثانوية حقيقية جدًا لعلاقة صحية، إلا أن للزواج هدف أكثر أهمية يلوح في الأفق، إنه مصمم لسحب الخلل الوظيفي إلى سطح حياتنا ومساعدتنا على النمو، وعندما نكون على استعداد لرؤية الزواج بهذه الطريقة، فإن نقاط الاحتكاك في زيجاتنا سرعان ما تتحول إلى هدايا تدعونا باستمرار إلى تجربة حياة أكثر شمولية وإرضاءً.

• كلما وضعتِ زواجك كأولوية زادت عوائدك.

على مدار العام الماضي، أجريت مع عدد من الأزواج محادثة حول مآس الزواج ومآزقه، وتحديدًا كيفية الاستفادة القصوى من الأوقات الجيدة وتجنب الأوقات السيئة، وعلى طول الطريق صادفنا فرضية تخرج عن المسار تسير في شيء كالتالي:
إذا جعل الزوج زوجته أو -جعلت الزوجة زوجها- أحد أهم أولوياته، فإن جميع مجالات الحياة الأخرى تستفيد من ذلك.

عندما نعيد الزواج إلى مكانه الصحيح في أولوياتنا، يمكن أن يتحول بسرعة إلى أعظم الأصول لكل شئ آخر من حياتنا، ولكنه ادعاء قد يكون مربكا للرجل، مربك لأنه يعترض على إقتناعه بأن النجاح كرائد أعمال أو محترف يتطلب أن تأخذ هذه المهنة عرش أولوياته على الأقل لبضع سنوات، ومع ذلك نظرًا لأن الاهتمام بالعمل على الزواج لم ينتج عنه سوى بعض المال بالإضافة لزوجة بائسة، فإذا جرب الزوج لمدة قصيرة فقط، أن يعطي الأولوية لزوجته عن قصد، ثم يتتبع فعالية هذا في جميع المجالات الأخرى من حياته، بما في ذلك الإنتاجية المهنية ونوعية الحياة العامة، فقد يجد إثبات بعد حوالي شهر فقط أنه كلما وضع زواجه كأولوية أكثر تزداد عوائده.

والجدير بالذكر أنه في الأيام التي تشعر فيها الزوجة بالتقدير حقًا قد تدفع زوجها للاستثمار بعمق في عمله، ولن ترى علاقتها الزوجية ومساعي حياة الزوج المهنية كمنافسين لجذب انتباهه.

عندما نعيد الزواج إلى مكانه الصحيح في أولوياتنا، يمكن أن يتحول سريعًا من شيء يتعين علينا الحفاظ عليه والتضحية من أجله إلى أعظم رصيد لكل شئ آخر في حياتنا.

الحياه الزوجيه الناجحه يمكن أن تغير العالم.

غالبًا ما يتسائل الرجال الذين يبحثون عن الحل الذهبي للأبوة: "ما هو أهم شيء يمكنني القيام به كأب؟"

تشير إجابتي لهذا السؤال إلى حقيقة مفاجئة، فبقياس تأثير جعل زواجك أولوية على مجالات مختلفة من حياتك، ستجد من ضمن هذه المجالات مثلا سلوك أبنائك، وستلاحظ أن سلوك طفلك يتأثر بشكل مباشر بمستوى النية التي استثمرتها في زواجك.

فما هي إجابة السؤال "ما هو أهم شيء يمكنني القيام به كأب"؟

أحب زوجتك، فالزواج الصحي يخلق استقرارًا راسخًا داخل الأسرة وملاذًا آمنًا للطفل في عملية نموه، وفي النهاية ينتج عن الحياه الزوجيه الناجحه آباء عظماء.

النقطة المهمة هي أن الحياه الزوجيه الناجحه لها هدف أسمى من جعل شخصين سعداء، نعم، فالاستثمار الذي نجريه في زواجنا يؤتي ثماره علينا وعلى سعادتنا، ولكن نفس الاستثمار له أيضًا آثار كبيرة على عائلتنا ومجتمعنا وثقافتنا في النهاية.

لذا، أيها الرجال وأيتها النساء، عندما تحلمون بأن تعيشوا أو تنجحوا في حياتكم المهنية أو أن تكونوا آباء أفضل مما أنتم عليه، افعلوا للعالم معروفًا:
أحبوا بعضكما البعض كزوجين وضعوا زواجكم كأولوية.