لا نريد أن نفوت الأيام العشر من ذي الحجة دون استثمارها! لأنها تمامًا مثل الليالي العشر الأخيرة من رمضان تزخر هذه الأيام العشرة بفرص كبيرة لكسب الحسنات، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ"، لذلك ملكتي جمعنا لكِ هذه النصائح البسيطة لاتباع السنة المُحمدية وكسب الحسنات خلال هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة:

كثرة الذِكر

لنبدأ بعمل بسيط ولكنه فعال ألا وهو زيادة الذكر، ففي مكة تكون التلبية على لسان كل حاج على مدار النهار والليل، وكذلك أُمر من في منزله بحمد الله باستمرار في هذه الأيام العشرة، وتكبيرات العيد هي أفضل مثال على الذكر والذي يجمع هذه الأدعية الثلاثة: التهليل والتكبير والتحميد، ويمكنك أيضًا الذكر بعد الصلوات الخمس؛ سبحان الله 33 مرة والحمد لله 33 مرة والله أكبر 34 مرة، كما أن قول (سبحان الله وبحمده) مائة مرة في اليوم يمحو الذنوب مهما كانت كبيرة بإذن الله.

استغفري عن كل ذنوبكِ!

من أروع الأمور في الحج أنه إذا قَبِل الله -سبحانه وتعالى- منكِ فإن ذنوبك تُمحى تمامًا وتكونين طاهرة من الخطايا والذنوب كما ولدتكِ أمكِ! ولكن هل هناك أي شيء يمكن لغير الحجاج القيام به خلال شهر ذي الحجة ليغفر الله لهم؟ بالطبع نعم ملكتي! فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الله يكفر بصوم يوم عرفة السنة التي قبله والسنة التي بعده، بشرط اجتناب الكبائر.

صلاة الليل وصيام النهار!

لقد مر شهران منذ آخر عشر ليالٍ من رمضان وقد فقد الكثير منا "السعادة الروحية" التي كانت لدينا أثناء البحث عن ليلة القدر من خلال عبادتنا الليلية، ويدل هذا الحديث: "ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ" على أن الله يحب أن يُعبد في هذه الأيام العشر ومن أفضل الطرق التي تضمن لك تعظيم عبادتك هي صيام النهار وصلاة التهجد بالليل! فعندما تضحين بالطعام والشراب والنوم في سبيل الله فستجنين ثمار هذه الأيام المباركة إن شاء الله.

صيام يوم عرفة

إذا كنت غير قادرة على الصيام طوال العشر أيام فحاولي على الأقل أن تصومي يوم عرفة فقط، فكما أن ليلة القدر هي أكثر ليالي العام بركةً فإن عرفة هو أكثر أيام السنة بركةً أيضًا! وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وأنه لَيدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم".

وتمامًا مثل ليلة القدر يجب أن نقضي هذا اليوم في البحث عن المغفرة وطلب رحمة الله، في هذا اليوم تتاح لغير الحجاج فرصة محو ذنوب السنة اللي تسبقه والسنة التي تليه! كما ذكرنا في الحديث النبوي سابقًا.

تصدقي أكثر

علينا أن نبذل جهدًا إضافيًا في عمل الخير في هذه الأيام، سواءً كنت تساعدين في المنزل أكثر أو تصنعين كوبًا من الشاي لشخص تحبينه أو تبتسمين فقط لعائلتك وأصدقائك وزملائك تصبح هذه الأعمال البسيطة أكثر قيمةً خلال الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة، لذلك لا تفوتي هذه الفرصة الرائعة لربح حسنات إضافية مقابل الأعمال الصالحة البسيطة!

ذبح الأضحية

عن جابر رضي الله عنه قال: "شَهِدْتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ الأَضحى بالمصلَّى، فلمَّا قَضى خطبتَهُ نزلَ من منبرِهِ، وأُتِيَ بِكَبشٍ فذبحَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بيدِهِ، وقالَ: بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أَكْبرُ، هذا عنِّي، وعمَّن لَم يضحِّ من أمَّتي" رواه أبو دود والترمذي وابن ماجة وأحمد. بالطبع بالنسبة للقادرين فإن الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في ذبح الأضحية هي وسيلة ممتازة لكسب الثواب في ذي الحجة، فأنتِ لن تقومي بإحياء سنة النبي فحسب بل ستضاعفي تأثيرك أيضًا من خلال إطعام المزيد من العائلات وجبة مشبعة من اللحوم خلال أيام عيد الأضحى.

نتمنى من الله ملكتي أن تفيدكِ هذه النصائح بإذن الله وتساعدك على تحقيق أقصى استفادة من الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، ونتمنى لكِ شهرًا مباركًا مليئًا بالأعمال الصالحة والمغفرة والقُرب من الله.