لا تحتاج كل الحروب إلى أسلحة دمار شامل! فبعض الكلمات الجارحة كالسلاح، تدمر طفولة الاطفال وتفقدهم الشعور بالأمان.
تُرتكب يومياً جرائم بحق الطفولة بدءً من التعنيف اللفظي وصولاُ إلى لتعنيف الجسدي والإهانة، بإسم "التربية".
آن الأوان للتخلص من أساليب التربية المدمرة واتباع اسلوب جديد.

يكون الأمر أكثر صعوبة عندما يُظهر الاطفال ميولًا تخريبية أو متحدية أو عدوانية، يحتاج هؤلاء الأطفال إلى التشجيع الإيجابي للبقاء على اتصال مع ذويهم، لكن سوء سلوكهم يثيرنا ويجعلنا عصبيين أو غاضبين أو محبطين أو يائسين.

بمعنى أن هؤلاء الاطفال هم أسوأ أعداء لأنفسهم، لأنهم عالقون في أنماط السلوك التي تجعل الناس يتفاعلون معهم بشكل سلبي، وغالبًا ما يتم دفع الآباء لأنفسهم إلى أنماط عكسية فيصبحون عقابيين للغاية في بعض الحالات، أو غير مكترثين للغاية في حالات أخرى.

ما هو العلاج؟

ينصح علماء النفس الإكلينيكيون، الآباء والأمهات المضطربين باختيار معاركهم إذا كان الطفل يعاني من مشاكل سلوكية، فلا يمكنك توقع مراقبة كل جانب من جوانب سلوكه، وبدلاً من ذلك فكر من منظور "نظام الحصص" التأديبي.

تحدثنا في المقال السابق عن عدة طرق للعلاج، وتتناول في هذا المقال بعض الطرق الأخرى إن شاء الله:

7. خلق الظروف التي تعزز علاقات الأخوة الإيجابية

نحن نعلم أن إساءة معاملة الوالدين وعدوان الأقران ضار بالأطفال، فالضحايا معرضون بشكل كبير للإصابة باضطرابات عاطفية مثل القلق أو الاكتئاب، وبالنسبة للبعض يؤدي الإيذاء إلى ظهور مشاكل سلوكية خارجية.

لكن ماذا عن العدوان بين الأشقاء؟ 
إذا كان أخوك يضربك أو يتنمر عليك، فهل هذه بطريقة ما تجربة حميدة أي جزء من عملية النمو الطبيعية؟

تجيب الدراسات الحديثة على هذا السؤال بـ "لا".  عندما يتتبع الباحثون نتائج الأطفال ، فإنهم يرون أن عدوانية الأخوة لها نفس الآثار السلبية مثل الأشكال الأخرى من العدوانية.

وعندما يتشاجر الأطفال مع بعضهم البعض، تتأثر جودة التربية، ومن المرجح أن يستخدم مقدمو الرعاية المرهقون أساليب قاسية، أو يتخذون قرارات تعسفية وغير عادلة، أو يصبحون أقل انخراطًا في شؤون أطفالهم.

لذا يجب أن يبدأ اللطف والتعاون في المنزل، من خلال توضيح كيفية التفاوض للأشقاء حول التنازلات الخاصة بهم، والتدخل عند تعطل هذه المفاوضات، حيث يمكننا خلق بيئة تدعم تطوير ضبط النفس. 
من خلال تعليم الأطفال الأكبر سنًا حول القيود التنموية لأشقائهم الصغا، ومكافأتهم على التصرف بلطف ومسؤولية، يمكننا نزع فتيل الغيرة.

8. علمي الاطفال مراجعة افتراضاتهم السلبية

يميل بعض الناس إلى قراءة العداء في نوايا الآخرين، حتى عندما يكون غير صحيح، وهذا يقودهم إلى التصرف بشكل عدائي، وخلق نبوءة تحقق ذاتها، فإنهم يستفزون الأشخاص الذين قد ينظرون إليهم بطريقة محايدة أو ودية.

لذلك من المهم مساعدة الأطفال على اتخاذ موقف أكثر مرونة واسترخاء وتفاؤل، ويستفيد الأطفال الصغار عندما نشير إلى تفسيرات بديلة للسلوك السلبي الظاهر.

مثل:
إنها ليست غاضبة منك، إنها تمر فقط بيوم سيء.

لم يقصد إيذائك، لقد كان مجرد لعبة.

وقد يستفيد الأطفال الأكبر سنًا أيضًا خاصةً عندما نعلمهم طبيعة الشخصية المرنة، فالناس ليسوا مبرمجين ليكونوا "جيدين" أو "سيئين"، إنهم يستجيبون للبيئة، وقادرون على التغيير، ويتأثرون بالظروف.

9. أظهري للأطفال كيفية نزع فتيل مشاعرهم السلبية بتذكر الأشخاص الداعمين لهم في حياتهم

لقد سمعت عن إخبار الاطفال الغاضبين بأن يأخذوا نفسًا عميقًا وأن يعدوا حتى عشرة، إنها نصيحة جيدة.  لكن الأبحاث تشير إلى تكتيك واعد آخر: يمكننا تعليم الاطفال نزع فتيل مشاعرهم السلبية بقوة الفكر والحب.

10. تدريب الأطفال على التعرف ورفض آليات فك الارتباط الأخلاقي

غالبًا ما نفكر في السلوك المعادي للمجتمع على أنه أحد أعراض تناقص التعاطف، لكن العديد من الأعمال العدوانية يرتكبها أشخاص يتمتعون بقدرات تعاطفية ومهارات اجتماعية جيدة، ولديهم الأدوات النفسية لتجنب إيذاء الآخرين، لكنهم لا يستخدمونها.

11. استخدم الأساليب التأديبية التي تعلم حل المشكلات

تشير الدراسات إلى أن العقوبة القاسية يمكن أن تدفع الاطفال إلى تطوير مشاكل سلوكية أسوأ بشكل تدريجي.

يمكن لبعض أنواع النقد أن تجعل الأطفال يعتقدون أنهم أدنى مرتبة أو سيئون بالفطرة، وبالتالي لا حول لهم ولا قوة للتغيير، كما لاحظت في مكان آخر ، فإن الأطفال الذين يتعرضون للضرب بانتظام (أكثر من مرة في الشهر) يميلون إلى أن يصبحوا أكثر عدوانية بمرور الوقت.

إذًا ما يفعل الوالد؟

تجاهل العدوان فكرة سيئة، ولكن هناك طريق آخر: يمكننا التركيز على تعليم الأطفال دروسًا ملموسة حول كيفية التحكم في دوافعهم وحل المشكلات والتفاوض على النزاعات والتعويض.

على سبيل المثال:
عندما قارن الباحثون بين الأساليب التأديبية المختلفة، كان الأكثر فاعلية ليس الصفع أو التوبيخ أو إخبار الطفل بالجلوس في الزاوية.

كانت التكتيكات الأكثر فاعلية هي تلك التي تجمع بين العقوبات غير المادية والمنطق، مثل شرح القواعد والغرض منها؛ التحدث مع الأطفال حول كيفية تجنب المشاكل.

وهناك سبب وجيه للاعتقاد بأن تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية العملية، مثل كيفية التوصل إلى حل وسط، أو إصلاح الضرر بعد الصراع، وقد يساعد الأطفال على تجنب العدوانية واكتساب قبول الأقران.

12. اطلبي المشورة المهنية إذا كان هناك شيء يقلقك، أو إذا كان طفلك يمثل تحديات خاصة

قد يبدو التفكير مع طفلك وكأنه حلم بعيد المنال إذا كان متحديًا بشكل خاص، وقد يبدو الأمر مستحيلًا إذا كان يعاني من مشاكل في الانتباه أو صعوبات عاطفية.  إذا كان طفلك قد جعلك في وضع حرج، أو كان هناك شيء يقلقك احصلي على مشورة متخصصة.

وفي الختام

عندما تتعاملين مع طفل عدواني، فمن الطبيعي أن تتساءلي عما إذا كنِت متسامحًة للغاية، أو سلطويًة للغاية، أو متذبذبًة بين التطرف، فقد يساعدك هذا المقال لأساليب التربية في توضيح ردودك وما إذا كانت تتناسب مع أهدافك.