سألت ذات مرة إحدى صديقاتي -حديثة الإسلام- بريطانية الأصل والتي أصبحت تعيش ببلاد العرب بإختيارها، فقلت لها: "أخبريني يا أنيتا ما هو أكثر شئ أعجبك أو جذبك للإسلام ؟!" 
فقالت : " حسنًا في البداية جذبتني فكرة حسن التعامل وجمال أخلاقيات من تعاملت معهم من العرب المسلمين، ثم ما لبثت أن أدركت أن حسن الخُلق له مكانة عظيمة في الإسلام .. وهذا أكثر شئ ثبتني على الإسلام، فأدركت أنه كلما كان تعاملي مع غيري أفضل وكلما كانت أخلاقي تتحسن كلما زد ذلك من مكانتي ومنزلتي يوم القيامة، فقد سمعت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال أن الأقرب له منزلة يوم القيامة هم القوم الأحسن أخلاقًا وهذه بشرى عظيمة ! "

لذلك ملكاتي الجميلات تتعرض إحدانا لمضايقات وتصرفات غير لبقة وأحيانًا وقاحات من أناس مختلفين علينا أن نقابلها بحسن الخلق وأن نتعلم كيف كان يجب عليهم أن يتصرفوا ! فلا نقع في نفس أفعالهم !
ومما لا شك فيه أنه من الصعب فهم سبب رغبة بعض الأشخاص في إيذاء الآخرين، لكن هناك شيء واحد واضح تمامًا: كثير من الناس لا يلاحظون فكرة أنهم يتصرفون بعدم لباقة أو بطريقة فظة.

نحن في #الملكة نأمل ألا يكون لديكِ الكثير من هؤلاء الأشخاص في حياتك، ولكننا سنعرض بعض المواقف التي مازالت محدثة في نفوس أصحابها آثارًا نفسية سيئة لعلنا ننتبه ولا نتسبب في إيذاء أحدهم يومًا !

قليل من التفكير يمكن أن يُحدث فارقًا !

تشاركنا "سها" تجربتها قائلة :- " عندما كنت في روضة الأطفال، فزت في إحدى المسابقات، وكانت هناك هديتان: للمركز الأول والثاني، وكنت أنا بصفتي الفائز يمكنني أن أختار، وكانت هناك ألعابًا: كلب رقيق أبيض وسنجاب... وبالفعل اخترت! ثم كنت في طريقي إلى المنزل وأنا أشعر بالسعادة والفخر، ثم انتزعت جدتي اللعبة من يدي وقالت ، "الأطفال لا يمكنهم اللعب بهذه الألعاب! سوف تدمريهم في 15 دقيقة! " فأصبحت حزينة جدًا، لم تكن أمي موجودة ولم ترق لأبي فكرة أن يتجادل مع والدة زوجته ! هل تعلمون لقد استعدت لعبتي بعد 15 عامًا عندما كنت في الكلية! كانت جيدة كالجديدة، لكن لم يعد لها قيمة الآن !

تعليق #الملكة :- في الحقيقة لم يخطر ببال الجدة فكرة إيذاء سها نفسيًا على الإطلاق ! ولكنها لم تنتبه أنه لا يهم أن تنكسر اللعبة التي ربحتها سها بمجهودها، ولم تنتبه إلى أهمية أن يستمتع الطفل بأشيائه حتى لو كانت باهظة الثمن أحيانًا، ولم تنتبه بعدها بسنوات أن تعيد إليها لعبتها وهي مازالت طفلة .. لذلك نصيحة #الملكة قبل أن تقدموا على فعل أي شئ فكروا قليلًا في الإيجابيات والسلبيات .. فقط تأملوا في فكرة ماذا لو فعلت كذا ؟! ماذا ساربح وماذا ساخسر !

كيف حكمتي عليها ؟!

تحكي لنا "سارة" عن تجربتها مع جارتها غير اللبقة : "عندما كنت اخرج في الشارع للتنزه مع الحيوان الأليف خاصتي وهو كلب البلدغ الفرنسي، غالبًا ما كنت أرى فتاة تنزه كلبًا من نفس النوع، بدأت ذات مرة في إخباري كيف دفعت الكثير من المال لكلبها بل ودفعت مبلغًا إضافيًا مقابل عينيه الزرقاوين.
كنت على أمل أن تتوقف عن الكلام، لكنها قالت بعد ذلك: "هل حصلتي على كلبك من ملجأ، أليس كذلك؟ لم أر قط مثل هذا اللون الغريب. كلب مسكين! جيد لك أن وجدتي مثله، هذه الكلاب ليست رخيصة على الإطلاق "
 ثم قلنا وداعًا لبعضنا البعض وغادرت دون أن تعرف أنني اشتريته مثلها ولم اعثر عليه من ملجأ !" 

تعليق #الملكة :- من المؤسف جدًا فكرة تباهي البعض وتفاخرهم بالأشياء المادية التي يمتلكونها، ومن المثير للسخرية أن يظنوا أن الآخرين أقل مكانة منهم ويحدثونهم على هذا الأساس وربما يتفاجئون بعد ذلك أنهم أعلى منهم مكانةً علمًا ومالًا ونسبًا !

نصيحة الملكة الذهبية لا يوجد أحسن مما رواه الفاروق حين كان على المنبر وقال :" يا أيها الناس ! تواضعوا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من تواضع لله رفعه الله ، فهو في نفسه صغير ، وفي أعين الناس عظيم ، ومن تكبر وضعه الله ، فهو في أعين الناس صغير ، وفي نفسه كبير ، حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير " .