غالبًا ما ننسى أن الاطفال لا يولدون ولديهم إحساس داخلي بالتصرف بلباقة، حيث يحتاج اطفالنا إلى أن يتعلموا أن يكونوا مهذبين.
فكري في الأمر، فالأطفال يولدون مضطرين لاختبار عالمهم لتلبية احتياجاتهم، ويفعلون ذلك بالبكاء، حيث يعد البكاء أمرًا طبيعيًا ومناسبًا للأطفال، فهو وسيلة لإخبارنا بأنهم جائعون أو مبتلون أو بحاجة إلى الحمل.
ولكن مع تقدم الاطفال في السن، فإن وظيفتنا كآباء هي تعليمهم طرقًا مهذبة لتلبية احتياجاتهم، ومن المؤكد أن البكاء ونوبات الغضب ليست طرقًا لائقة لتحقيق ذلك.
لسوء الحظ، لم يتعلم العديد من الاطفال الأدب، فمن الشائع رؤية الأطفال والمراهقين يتجادلون مع الوالدين أو يتجاهلونهم تمامًا، ويستخدمون لغة بذيئة، ولا يحرصون على الأخلاق أو يحترمون من هم أكبر منهم سنًا ومقامًا.
للأسف، أصبح هذا هو المعيار للعديد من الأطفال والمراهقين في العصر الحالي.
في رأيي، يبدو أن YouTube والأفلام والموسيقى وألعاب الفيديو تروج لطريقة غير محترمة ووقحة في التعامل مع الآخرين، ونتيجة لذلك علينا أن نعمل بجد أكبر كآباء لتعليم أطفالنا أن يكونوا محترمين.
والأهم من ذلك، أن العديد من الآباء لم يؤسسوا ثقافة راسخة للتأديب في منازلهم، حيث يعد الجزء الأكبر من المشكلة هو أن الآباء غالبًا ما يكونون مشغولين، مما يجعل من الصعب جدًا الاستجابة الفورية لسلوكيات الأطفال.
دعونا نواجه الأمر، فمن الأسهل ترك الأمور تنزلق عندما تكوني مرهقًة ومجهدًة من العمل الشاق، وأعتقد أن العديد من الآباء يجدون صعوبة في النظر إلى أطفالهم من منظور واقعي.
لا يتعلق الأمر بإعجاب طفلك بك أو حتى شكره لكِ على ما تفعليه، فمن المهم أن تتذكري أن طفلك ليس صديقك.
إنه طفلك، ومهمتك هي تدريبه على العمل بفعالية في العالم والتصرف باحترام معك ومع الآخرين.
عندما تعتقدين أن طفلك قد يتجاوز الحدود، فإن القاعدة الأساسية هي أن تسألي نفسك: "هل سأترك شخصًا غريبًا يخبرني بذلك؟ " إذا كانت الإجابة لا، فلا تدعي طفلك يتمادى في سلوك غير محترم.
يومًا ما عندما يصبح طفلك كبيرا، قد تصبح علاقتكما أكثر صداقة، ولكن في الوقت الحالي من واجبك أن تكوني والدته، ومعلمه، ومدربه، وواضع حدوده، وليس الصديق الذي يسمح له بتجاوز الحدود.
من الجيد مواجهة السلوك غير المحترم مبكرًا إن أمكن، وإذا كان طفلك فظًا أو غير محترم فلا تغضي الطرف، بل تدخل وقولي:
"نحن لا نتحدث مع بعضنا البعض بهذه الطريقة في هذه العائلة."
إن إعطاء العواقب عندما يكون أطفالك أصغر سنًا سيؤتي ثماره على المدى الطويل، فحاولي التخلص من السلوك الغير محترم في مهده.
من المفيد أن تكوني أنت وزوجك في نفس الصفحة عندما يتعلق الأمر بسلوك طفلك، وتأكدي من أن أحدكما لا يسمح بالسلوك غير المحترم بينما يحاول الآخر التوسط، اجلسوا معًا وتحدثوا عن القواعد الخاصة بكم، ثم ابتكروا خطة عمل وقائمة بالعواقب التي قد تعطيها إذا خالف طفلك القواعد.
من المهم تعليم طفلك الأخلاق الأساسية مثل قول "من فضلك" و "شكرًا".
عندما يتعامل طفلك مع معلميه في المدرسة أو يحصل على وظيفته الأولى ولديه هذه المهارات التي يمكن الاعتماد عليها سوف تقطع شوطًا طويلاً، فهذه الكلمات البسيطة تعلم أطفالك احترام الآخرين.
عندما يكون سلوك طفلك غير محترم، قومي بتصحيح سلوكه بطريقة محترمة، فالصراخ والانزعاج ردًا على سلوكه ليس مفيدًا، حيث يؤدي الانزعاج إلى تصعيد السلوك غير المحترم، والحقيقة هي أنه إذا سمحت لسلوكه الوقح بالتأثير عليكِ فمن الصعب أن تكوني معلمة فعالاً، فبدلاً من ذلك يمكنك سحب طفلك جانبًا وإعطائه رسالة واضحة عما هو مقبول، ولا داعي للصراخ عليه أو إحراجه.
قد يعني التحلي بالواقعية بشأن أنماط سلوك طفلك أنكِ بحاجة إلى خفض توقعاتك.
غالبًا ما يكون من المفيد وضع حدود مسبقًا، فعلى سبيل المثال: إذا كنت ستخرجين لتناول العشاء، فكوني واضحًة مع أطفالك بشأن توقعاتك، وستساعد التوقعات الواضحة طفلك على التصرف.
عندما تكوني في موقف يكون فيه سلوك طفلك غير محترم، فهذا ليس الوقت المثالي للتحدث كثيرًا عن الحدود أو العواقب، ولكن في وقت لاحق يمكنك التحدث مع طفلك عن سلوكه وتوقعاتك منه.
إذا كان طفلك يتسم بعدم الاحترام أو الوقاحة، فتحدثي عما حدث بمجرد أن تهدأ الأمور، وتحدثي عن كيفية التعامل بشكل مختلف، فالمحادثة الهادئة هي فرصة لك للاستماع إلى طفلك وفهم مشكلته بشكل أفضل.
تستطيعين أن تقولي:
"تخيل أن هناك كاميرا فيديو تسجل كل شيء، ماذا سأرى فيها؟ "
يعد هذا أيضًا وقتًا مثاليًا لجعل طفلك يصف ما كان يمكن أن يفعله بشكل مختلف.
أحد أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الآباء هو أخذ سلوك أطفالهم على محمل شخصي، والحقيقة هي أنه لا يجب عليك الوقوع في هذا الفخ أبدًا لأن المراهق يفعل الشيء نفسه لوالديه، فكل الأطفال لديهم صراعات مع والديهم، ويتمثل دورك في التعامل مع سلوك طفلك المراهق بموضوعية قدر الإمكان.
عندما لا يكون لدى الوالدين طرق فعالة للتعامل مع هذه الأنواع من الأشياء، فقد يشعرون بأنهم خارج نطاق السيطرة ويخافون نتيجة لذلك، وغالبًا ما يبالغون في رد فعلهم أو يتجاهلون الموقف، وفي كلتا الحالتين لن يساعد ذلك طفلك المراهق على تعلم إدارة أفكاره أو عواطفه بشكل أكثر فعالية، ولن يتعلم أن يكون أكثر احتراما.
إذا لم تكوني قادرًة على التدخل مبكرًا مع أطفالك لتهذيب سلوكياتهم فيمكنك البدء في أي وقت في التدخل ووضع تلك الحدود الواضحة.
الأطفال يريدون حقًا حدودًا، حتى لو احتجوا وسوف يحتجون!
والرسالة التي يتلقونها عندما تتدخلي وتضعي حدودًا هي أنك تهتمين بهم، وأنهم محبوبون، وأنك تريديهم حقًا أن يكونوا ناجحين وقادرين على العمل بشكل جيد في العالم.
لن يشكرنا أطفالنا الآن، ولا يتعلق الأمر بجعلهم يشكروننا، إنه يتعلق بتصحيح سلوكياتهم وفعل الأشياء الصحيحة.
كيف تُربي طفلًا سعيدًا؟ إليكِ أهم النصائح!
عندما يُسأل الآباء والأمهات عما يريدونه لأطفالهم يكون الرد الأكثر شيوعًا هو أنهم يريدون رؤية أطفالهم سعداء، وذلك لأن سعادة الأطفال أكثر أهمية
كيف تدربين طفلك على التخلص من الحفاض في ثلاثة أيام فقط
يعد استخدام المرحاض مهارة مهمة تزيد من استقلالية الاطفال وتزيد من ثقتهم بأنفسهم، والغرض من التدريب على استخدام المرحاض هو:
أفكار رائعة لابقاء الأطفال مستمتعين في العيد في المنزل!
إلى كل الآباء والأمهات أعلم أنكم مرهقين بعد شهر رمضان؛ حيث تعود حالة الإرهاق إلى أن الأمر يحدث يوميًا ويتكرر خلال شهر رمضان.