كيف تقضي المزيد من الوقت الجيد مع طفلك؟

على الرغم من أن الأيام التي يكون فيها الأطفال صغار غالبًا ما تبدو طويلة، إلا أن السنوات تمر. 

استخدمي هذا النظام العملي والهادف لتتذوقي اللحظات التي تقضيها مع أطفالك

من يمكنه البقاء مستيقظًا لوقت متأخر؟ 
حمامات، سيارات، حقائب غداء، أنشطة ما بعد المدرسة، عشاء، واجبات منزلية، وقت الاستحمام، وقت النوم، كل ذلك علاوة على وظيفتك والمشاكل الأخرى لمرحلة البلوغ. 
لديك ما يكفي من الطاقة لسحب نفسك إلى الفراش حتى تتمكني من الاستيقاظ مبكرًا وبدء نفس النظام من جديد. 

كل يوم مع الأطفال الصغار يبدو وكأنه اسبوع، وكل اسبوع مثل شهر.

ومع ذلك مع مرور كل عام، يبدو أن السنوات تمر بسرعة فائقة، فالأطفال بعمر خمسة أشهر يصبحون بعمر 5 سنوات في غمضة عين، ثم يبلغون 15 عامًا سريعًا. 
هذه المسيرة التي لا هوادة فيها والتي تحول الأطفال إلى كبار، فكل يوم يجلب نموًا جديدًا ونظامًا ومعالم جديدة وإعجابًا جديدًا، لكن تحديات التوفيق بين حياتنا غالبًا تمنعنا من تقدير الفروق الدقيقة للطفولة بشكل كامل.

خلال الثلاثين عامًا الماضية، تعلمت أن هناك حقيقة واحدة تنطبق على أي فلسفة تربية:

يحتاج أطفالك إلى قضاء وقت مفيد معك، إنهم بحاجة لمعرفة من أنت وكيف تعيشين حياتك، وفي المقابل، سيساعدونك على رؤية نفسك بشكل أفضل.

عندما تضيفين كل الوقت الذي يقضيه أطفالك في الرعاية النهارية، في المدرسة، نائمين، في منازل الأصدقاء، مع جليسات الأطفال، في المخيم، وغير ذلك من الأنشطة التي لا تشملك، تصبح اللحظات المتبقية ثمينة بشكل خاص. 

هناك 940 يوم عطلة فقط بين ولادة الطفل ومغادرته للجامعة، وقد يبدو هذا كثيرًا، لكن كم عدد الأوقات الجيدة معهم بالفعل؟ 

إذا كان طفلك يبلغ من العمر 5 سنوات، فقد ولت 260 يوم عطلة، وكلما تقدم أطفالك في السن، كانت أيام العطلات أكثر انشغالًا مع الأصدقاء والأنشطة. 

اعتمادًا على أعمار أطفالك وما إذا كنت تعملين خارج المنزل، قد يكون هناك ما لا يقل عن ساعة أو ساعتين يوميًا خلال الأسبوع لكي تقضيه معهم.

ومع ذلك، بدلاً من القلق بشأن عدد الدقائق التي يمكنك قضاءها مع أطفالك كل يوم، ركزي على تحويل تلك الدقائق إلى لحظات لا تنسى. 

غالبًا ما يعوض الآباء عن وجود مثل هذا القدر الضئيل من الوقت عن طريق تحديد نظام لوقت ممتع.

ساعتان في الحديقة، أو بعد ظهر يوم في السينما، أو عشاء في مطعم، ولكن الحقيقة هي أن الوقت الجيد قد يحدث عندما لا تتوقعيه.

جربي هذه الحيلة الذهنية لمساعدتك على إعادة ضبط تفكيرك:

خلال يوم مشحون بالمهام، تخيلي أن ساعة الأمومة البيولوجية الخاصة بك تتقدم إلى الوقت الذي يكبر فيه أطفالك ويغادرون المنزل، وتخيلي أن غرف نومهم المزدحمة نظيفة وفارغة، وشاهدي المقعد الخلفي للسيارة وهو يتم تنظيفه بالمكنسة الكهربائية وبدون مقعد سيارة أو فتات، ورفوف غرفة اللعب مكدسة بدقة بالألعاب المتربة، والغسيل تحت السيطرة. 
ثم أعيدي عقارب الساعة الخيالية إلى الوراء إلى الآن، وشاهدي دقائق الفوضى التي نشهدها اليوم على حقيقتها: إنها محدودة وعابرة.

لن يكون كل يوم مع أطفالك مثاليًا، ولكن نأمل يومًا ما أن تستقبلي رحيلهم بشعور عميق بالرضا لأنك منحتيهم ما يحتاجون إليه للنجاح وأيضًا أعطيت نفسك ما تحتاجيه لتشعري بأنك والدة ناجحة. 

على الرغم من أنني لا أعرف كيفية إبطاء الوقت، إلا أن لدي بعض الأفكار حول كيفية تحسين الوقت الذي تقضيه مع أطفالك:

      مارسي التأمل الأبوي

عندما تكوني غارقًة في مسؤولياتك، فمن السهل التبديل إلى برنامج تجريبي تلقائي مع أطفالك، ولكن إذا كان عقلك في مكان آخر خلال اللحظات الثمينة التي عملت بجد للحفاظ عليها، فقد فقدت طفولة أطفالك تمامًا كما لو كنت لم تقضي الوقت معهم على الإطلاق. 
بدلاً من ذلك حاولي البقاء في اللحظة، حيث تركزين على رؤية أطفالك، والاستماع إليهم وفهمهم والإعجاب حقًا بما صنعته معجزات الحياة، فالأطفال يتعلمون مثل الإسفنج وينمون كالأعشاب.

يمكن أن تكون الساعة التي تسبق موعد النوم فوضوية مع الأطفال الصغار، وواحدة من التقنيات المفضلة لدي لمساعدتهم على الهدوء إذا سمح الطقس هو المشي في المساء. 
لن يمنح أطفالك وقتًا لطيفًا وهادئًا لفك الضغط فحسب، بل يمنحك أيضًا لحظات خاصة معهم ربما تكون قد ضاعت على التلفاز.

مفتاح المشي قبل النوم هو البيجاما، فاجعلي الأطفال جاهزين تمامًا للنوم، وتنظيف الأسنان بالفرشاة، وغسل الوجوه، وارتداء ملابس النوم. 
ثم ضعيهم في عربتهم، أو على دراجتهم ذات الثلاث عجلات، أو في أحذيتهم الرياضية، لا توجد وجبات خفيفة في الطريق، ويتم تنظيف أسنانهم قبل الخروج؛ لا تركلي كرة القدم على طول الطريق؛  وتأجيل المحادثات المتحركة حتى يوم غد. 
قد يستغرق الأمر بضع لفات، ولكن بحلول الوقت الذي تصلين فيه إلى المنزل، سيكون أطفالك في نشوة في الهواء الطلق ومستعدون للنوم.

      هل لديك ليلة بيتزا؟

يعد العشاء في المنزل مع جميع أفراد الأسرة أمرًا مميزًا في حد ذاته، ولكن أطفالك سيكونون أكثر حماسًا للجلوس معًا عندما يكون لوجبتك موضوع. 
يمكنك قضاء ليلة تاكو أو ليلة بيتزا أو ليلة صينية أو ليلة بيض أو ليلة فطيرة، عندما يكون الأطفال متحمسين ويستمتعون، فإنهم ينشطون في محادثتهم وفي مشاركة أخبارهم على الطاولة.

ليالي العشاء الخاصة هي أيضًا فرصة فريدة لزيادة مشاركة أطفالك في الطهي معك، وعندما تكون هناك موضوعات متكررة لتناول العشاء، يمكنهم القيام بدور أكبر في إيصال الطعام إلى المائدة لأنهم سيتذكرون روتين آخر مرة. 
أثناء غسل الخضروات وتكديس التورتيلا وخلط الصلصة وبشر الجبن، قد يكونون يتحدثون عما يحدث في المدرسة، وعندما يغادرون المنزل في الصباح، تأكدي من تذكيرهم: "بيتزا الليلة!"  وسوف يتطلعون إليها طوال اليوم.

      الإصلاحات معًا

لا تقومي أبدًا بإصلاح صنبور مسرب أو تغيير إطار أو طلاء السياج أو استبدال مرشح الفرن بدون أطفالك، حيث تعد تحسينات المنزل طريقة رائعة لقضاء الوقت معهم أثناء تعليمهم الأدوات والحياة في نفس الوقت، إنها فصول دراسية لتعلم كيفية عمل الأشياء وكيفية إصلاح الأشياء بأمان، أعطهم مصباحًا ضوئيًا وتحدثي معهم خلال الوظيفة التي تقومين بها. 
ومع تقدمهم في السن، امسكي المصباح اليدوي لهم، واتركيهم يحاولون الإصلاح بدلاً من الخوف من الأشياء التي تنكسر، سترين إبداعاتهم باعتبارها فرصًا إضافية لقضاء الوقت مع أطفالك.

      لا تقودي في كل مكان

الدقائق التي "نحفظها" من خلال قيادة أطفالنا لمسافة قصيرة إلى حديقة الحي أو منزل أحد الأصدقاء هي في الواقع لحظات لا تقدر بثمن نخسرها باسم الراحة. 
في المرة القادمة التي تحتاجين فيها إلى اصطحاب أطفالك إلى مكان قريب، حاولي الوصول إلى هناك سيرًا على الأقدام، يعد المشي مع أطفالك طريقة رائعة لإبطاء وتيرة حياتك ولقضاء المزيد من اللحظات غير المسجلة معهم. 
تحدثي عن المكان الذي تذهبين إليه، وماذا تفكرين، وماذا يفكرون، وما ترونه في الطريق، ومن قال ماذا لمن في المدرسة اليوم. 
إذا كنت تقومين بإنزالهم في مكان ما: موعد اللعب، أو درس البيانو، أو فصل الكاراتيه، وعادة ما تذهبين بعيدًا وتعودين مرة أخرى لاحقًا، اصطحبي معك حقيبة ظهر مع العمل أو القراءة وابحثي عن مكان هادئ للانتظار حتى ينتهوا. 
ستساعدك الساعة أو الساعتان اللتان تقضيهما بمفردك في المقهى أو تحت شجرة الظل على الإسترخاء، ثم اصطحبي طفلك وعودا إلى المنزل معًا.

      العبي ألعابهم

إذا قررت إحضار ألعاب الفيديو إلى منزلك، فابذلي قصارى جهدك لفحصها وحتى تعلم كيفية لعبها حتى تتمكني من تجربة هذا الجزء من عالم أطفالك.
لماذا؟ 
أولاً سوف يهمك أطفالك، ومن الجيد أن يرى الأطفال آباءهم أحيانًا على أنهم بشر. 
ثانيًا سيكون هناك مرح مضمون في افتقارك للبراعة. 
أخيرًا تتمتع بعض الألعاب باسترداد الواقع الافتراضي إلى حد ما، لأنها تحاكي أنشطة العالم الحقيقي مثل تنس الطاولة والبولينج والبيسبول والتزلج والرقص.
لكن ضعي حدودًا زمنية، لئلا يستحوذ واقعهم الافتراضي على واقعهم الفعلي.

      قدمي الآيس كريم والفشار

نعم، نعلم جميعًا أن هناك أزمة سمنة في هذا البلد، ولا نريد بالتأكيد تعليم أطفالنا الحصول على راحتهم من الطعام. 
ومع ذلك، يجب أن يكون الأطفال أطفالًا، وعندما يكبر الأطفال ليصبحوا بالغين وأولياء أمور، لا يزالون بحاجة إلى الشعور أحيانًا بأنهم أطفال.

أنشئي تقاليد خاصة حول الحلويات الممتعة، وتصبح أكثر خصوصية لأنها لا تحدث في كثير من الأحيان. 
أيس كريم صيفي في يوم عطلة، أو ليالي التلفزيون العائلية الشتوية الباردة مع الكاكاو الساخن، أو كرات الفشار، كما أن الأطعمة الصحية مثل: التفاح المخبوز مع القرفة والزبيب، وكعكة الفراولة، والموز مع الزبادي المجمد الخالي من الدهون يعمل أيضًا.

الطعام ليس هو الهدف، إنه يساعد فقط في توضيح هذه النقطة، فتعتبر الأطعمة الممتعة والحلويات الخاصة بمثابة بداية للمحادثات وصناعة للذاكرة. 

قد لا يتذكر أطفالك جميع مواضيع المناقشة أو النكات أو الدغدغة، لكنهم سيتذكرون باعتزاز إلى الأبد التفاح والزبيب المخبوز. 
وبطبيعة الحال، سوف يتذكرون المناسبات الخاصة التي تستحق المعاملة الخاصة، وأنهم شاركوها معك.

اشتهرت جدة زوجي بقولها لبناتها بشكل دوري، "تذكرن يا فتيات إنكن تعيشن طفولة سعيدة." 

إذا وجدت طريقة لتحقيق أقصى استفادة من كل لحظة لديك مع أطفالك، فلن تكوني فقط والدًة رائعًة، ولكنك ستعلمين أطفالك أيضًا كيف يصبحون بالغين جيدين وأولياء أمور رائعين بأنفسهم يومًا ما. 

أظهري لأطفالك مدى أهمية وقتك معهم، وسوف تؤثرين على الأجيال القادمة.