تحدثنا سابقًا كيف أن تكوين وبناء عادة الجديدة أمر لا يحتاج فقط إلى قوة الإرادة أو الدافع ولكنه بجانب هذه النقاط المحورية الهامة يحتاج إلى العناية بعدة نقاط أخرى مثل كيفية ربط هذه العادة الجديدة بعادات أخرى قديمة لتسهلها وترسخها، وكيف أن الاستمرارية أمرًا هامًا للغاية وممارسة الأمر بشكل يومي ! كما أن البدء عاده بتغييرات بسيطة وصغيرة يكون أمرًا رائعًا ليسهل عليكِ حدوث باقي التغيرات تباعًا ! 

واليوم نستكمل معًا بعض النقاط الهامة التي يمكنها أن تساعدك في اكتساب عادة جيدة وجديدة في حياتك !

اجعليها سهلة

يعرف باحثو العادات أنه من المرجح أن نشكل عادة جديدة عندما نتخلص من العقبات التي تقف عاده في طريقنا، فعلى سبيل المثال يعد تغليف حقيبتك الرياضية وتركها بالقرب من الباب أحد الأمثلة على ذلك، تقول "ويندي وود" عالمة النفس والباحثة في جامعة جنوب كاليفورنيا، إنها بدأت في النوم مرتدية ملابس الركض لتسهيل النهوض من السرير في الصباح، وارتداء حذاء الجري والركض..أيضًا ربما إذا قمت باختيار تمرين لا يتطلب منك مغادرة المنزل - مثل الجلوس أو القفز - هو طريقة أخرى لتكوين عادة ممارسة سهلة.

يسمي الدكتور "وود "، مؤلف كتاب "العادات الجيدة والعادات السيئة: علم إحداث تغييرات إيجابية ثابتة" ، القوى التي تعترض طريق العادات الجيدة "الاحتكاك".. قام الباحثون في إحدى الدراسات بتغيير توقيت أبواب المصعد بحيث اضطر العمال إلى الانتظار لمدة نصف دقيقة تقريبًا حتى تُغلق الأبواب. (عاده ما تُغلق الأبواب بعد 10 ثوانٍ).. كان ذلك بمثابة تأخير كافٍ لدرجة أنه أقنع الكثير من الناس أن صعود الدرج أسهل من انتظار المصعد، قال الدكتور وود: "إن تلك التجربة أظهرت مدى حساسيتنا تجاه الاحتكاكات الصغيرة في بيئتنا، مجرد إبطاء المصعد جعل الناس يصعدون السلالم وتمسكوا به حتى بعد أن عاد المصعد إلى التوقيت الطبيعي."

يلاحظ "د. وود" أن المسوقين هم بالفعل خبراء في تقليل الاحتكاك مما يدفعنا إلى إنفاق المزيد، على سبيل المثال هذا هو السبب في أن أمازون لديها زر "نقرة واحدة" وتسهل شركات الوجبات السريعة تحجيمها. وقالت: "نحن متأثرون جدًا بكيفية تنظيم الأشياء من حولنا بطرق يفهمها المسوقون ويستغلونها لكن الناس لا يستغلونها ويفهمونها في حياتهم".

كافئي نفسك

تعد المكافآت عاده جزءًا مهمًا من تكوين العادات، وعلى سبيل المثال عندما نقوم بتنظيف أسناننا تكون المكافأة فورية - فم منعش، لكن بعض المكافآت - مثل فقدان الوزن أو التغييرات الجسدية من التمارين - تستغرق وقتًا أطول لتظهر، هذا هو السبب في أنه يساعد في بناء بعض المكافآت الفورية لمساعدتك على تكوين هذه العادة.

على سبيل المثال يمكن أن يساعد الاستماع إلى الكتب الصوتية أثناء الجري أو مشاهدة برنامج طبخ مفضل على جهاز المشي على تعزيز عاده ممارسة الرياضة، أو خططي لموعد للتمرين حتى تكون المكافأة وقتًا مع صديقة وتناول غداء لذيذ بعد الانتهاء ! وهكذا فكري في طريقة عاده لتكافئي بها نفسك على إنجازاتك اليومية مهما كانت صغيرة.