بينوكيو:

منذ زمن بعيد عاش صانع ساعات قديم يدعى جيبيتو. 
تيك توك توك!  تيك توك توك!  صوت الساعات في متجره. 

كان عندما يعمل يشعر جيبيتو بالسعادة، ولكن عندما يستريح يخيم عليه شعور بالحزن، وكان يتمنى أن يكون لديه طفل يملأ حياته بالبهجة، لذلك قام جيبيتو ذات يوم بنحت دمية من الخشب على شكل صبي وسماه بينوكيو.

صنع أذرع الدمية وأرجلها حتى يتمكن من تحريكها، وقام بخياطة لباس جميل من أجله كما لو كان فتى حقيقيًا، ثم وضع جيبيتو الدمية الخشبية على السرير.

ونظر جيبيتو من النافذة إلى النجم المتلألئ في السماء وقال:
إذا كان بإمكاني تحقيق أمنية واحدة، فستكون أن يتحول بينوكيو لصبي حقيقي، ولكن بالطبع كان يعلم أن ذلك غير ممكن.

في تلك الليلة انطلق نفس النجم الكبير مباشرة إلى غرفة جيبيتو، وحول بينوكيو لصبي حقيقي يقدر على المشي والتحدث، وقال له إذا تمكنت يومًا ما من إثبات أنك شجاع وصادق، فقد تصبح صبيًا حقيقيًا.

وعندما استيقظ جيبيتو في صباح اليوم التالي قال:
"سأذهب لأخذ دميتي من السرير." 

ولكن السرير كان فارغا!

"ها أنا ذا يا أبي!"  قال بينوكيو من الجانب الآخر من الغرفة.

تأرجح جيبيتو:
"ماذا او ما؟  تستطيع التحدث؟"

"نعم!  أنا بينوكيو ، ابنك! "

"كيف يمكن أن يكون هذا؟"  قال جيبيتو بصدمة.  ثم قال: "ولكن من يأبه؟"  اندفع وجرف الدمية الخشبية بين ذراعيه.  "بينوكيو ، ابني!"  قال ذلك في سعادة كبيرة.

وذات يوم قال بينوكيو: "أريد أن أذهب إلى المدرسة للتعليم، مثل الاطفال الآخرين."

قال جيبيتو "بالطبع"، لكنه لم يكن لديه المال للتعليم وشراء الكتب المدرسية.

في وقت لاحق من ذلك اليوم، عاد جيبيتو إلى المنزل ومعه كتب مدرسية، وقال: "الآن يمكنك الذهاب إلى المدرسة".

قال بينوكيو: "لكن أبي، أين معطفك الدافئ؟"

لوح جيبيتو بيده وقال: "لا تقلق، ما يهم هو أنك ستذهب إلى المدرسة غدًا للتعلم! "  لم يكن يريد أن يعرف بينوكيو أنه قد باع معطفه الدافئ لشراء الكتب المدرسية.

في صباح اليوم التالي ودع بينوكيو جيبيتو، وقفز على طول الطريق إلى المدرسة، وقابله في الطريق ثعلب وقطة.
قال الثعلب:
"وإلى أين أنت ذاهب في هذا اليوم الجميل؟" 
قال بينوكيو:
"أنا ذاهب للمدرسة للتعليم!" 
قال الثعلب:
"في مثل هذا اليوم الجميل؟"    "يجب أن تأتي معنا إلى السيرك".

قال الثعلب: "استمع إلي"، ووضع ذراعه حول كتف بينوكيو، وقال: "أي شيء تريد أن تعرفه، يمكنك أن تتعلمه في السيرك.
قال بينوكيو:
"حقا؟" 
قال الثعلب:
"خذها مني".
قال بينوكيو:
"تمام!"   "دعنا نذهب إلى السيرك!"  وانطلقوا.

وفي السيرك كان عند البوابة رجل يرتدي ملابس بيضاء. 

نادى: "تعال ، تعال!  احصل على تذاكرك هنا!"

بنظرة حزينة قال بينوكيو للثعلب والقط:
"ليس لدي أي تذاكر."
وكان هناك رجل يبيع أشياء قديمة على طاولة بالقرب من البوابة. 

قال: بيع لي تلك الكتب المدرسية الجديدة!  فهذه هي الطريقة التي يمكنك بها الحصول على المال مقابل التذاكر ".

كان السيرك مشرقًا وملونًا ومثيرًا لدرجة أن بينوكيو أنه باع كتبه المدرسية مقابل التذاكر.
وعلى خشبة المسرح كان عرض للدمى! 
قال بينوكيو:
"أنا دمية أيضًا! يمكنني أن أرقص هكذا!" 
وقفز مباشرة على المسرح وبدأ يرقص مع الدمى الأخرى.
قال أحد الأشخاص:
"انظر إلى تلك الدمية الجديدة!" "بدون قيود؟"  قال آخر: "مدهش!"

ضحك الجميع وألقوا العملات المعدنية على المسرح.

رأى مدير السيرك عملات معدنية تطير على المنصة.  "فقال: "هذه الدمية التي بلا قيود ستجعلني ثريًا!"

ثم ألقى بينوكيو في قفص العصافير، وأُغلق الباب.

أخذ بينوكيو يصرخ: "أخرجني!" 
لكن الشخص الذي ألقى به إلى الداخل غادر الغرفة.

فجأة، ظهر النجم المتلألئ
قال بينوكيو: "لو سمحت!"   "هل يمكنك مساعدتي؟"

قال النجم: "أولًا قل لي كيف دخلت ذلك القفص؟"

قال بينوكيو: "لقد تعرضت للسرقة".

"هل هذا صحيح؟"  قالت النجم بعبوس، وبدأ أنف بينوكيو في النمو.

قال بينوكيو:
"نعم ، سُرقت!"  ونما الأنف أكثر.

"لقد أخذ السارق كتبي، وجعلني آتي إلى هنا، وألقى بي في هذا القفص! "
ونما أنفه أطول وأطول، حتى لم يستطع بينوكيو رؤية أي شيء أمام وجهه سوى أنف عملاق كبير.

صرخ بينوكيو:
"لماذا أنفي كبير جدًا؟" 

قال النجم بصوت صارم: "بينوكيو!"  يجب أن تقول الحقيقة.

قال بينوكيو:
"أردت المجيء إلى السيرك، وجئت إلى هنا مع الثعلب والقط ".

فأصبح الأنف أقصر.

فقال: "قررت بيع كتبي للحصول على تذاكر".

الأنف أصبح أقصر.

قال: "ثم وضعني أحدهم في هذا القفص".

عاد الأنف إلى طبيعته.

قال النجم: "أحسنت، الآن سأخرجك من هنا."

وكان بينوكيو يحمل نفس الكتب المدرسية الجديدة في يديه مرة أخرى.

قال النجم: "أنت وحدك من الآن فصاعدًا، فتأكد من قيامك بالشيء الصحيح في المرة القادمة ".  وذهب.

عاد بينوكيو إلى الطريق إلى المدرسة يريد التعلم.
قابل شخصا قال له: "ماذا عن الركوب؟"

قال بينوكيو: "لا ، شكرًا".  "أنا ذاهب للمدرسة."

قال لبينوكيو: "ستركب معي أسرع". 

قال بينوكيو: "حسنًا".  "أريد أن أذهب إلى المدرسة على الفور!"

قال الرجل لبينوكيو: لماذا تعتقد أن الاطفال مثلك يذهبون إلى المدرسة؟

قال بينوكيو: "للتعلم، وفعل ما اريد عندما أكبر".

قال الرجل: "حسنًا، ماذا لو أخبرتك أنك يمكن أن تفعل ما تريده الآن؟"

"فى الحال؟"

"نعم!  فكر بالأمر.  تخطي الكتب.  تخطي المدرسة. 
والآن، هل ترغب في الحصول على كل هذه الحلوى؟

قال بينزكيو: "كل الحلوى؟"

قال الرجل: "نعم. آيس كريم أيضًا من كل النكهات.
هل تريد يومًا أن تدخن سيجارًا أو تلعب البلياردو؟ كل هذا وأكثر في جزيرة المتعة.

- "جزيرة المتعة؟"

- "أفضل مكان في العالم للاطفال مثلك!"، هذا هو يوم حظك يا فتى، فماذا تقول؟"

قال بينوكيو: "فلنذهب إلى هناك!"  "أنا ذاهب إلى جزيرة المتعة!"

وبعد فترة توقفت الحافلة، وأمسك الرجل ببنوكيو وألقاه على الأرض.

 

أعطاه لرجل آخر مقابل المال ثم انطلق.

ماذا يمكن أن يعني كل ذلك؟ 
لكن عندما نظر بينوكيو حوله، لم يعد يهتم.

فكل شيء قاله له الرجل كان صحيحًا!  أكوام من الحلوى، وأكواب الآيس كريم بكل نكهة. 
ويمكن للصبيان مثله أن يأكلوا ويأكلوا ويلعبوا طوال اليوم، ولم يضطر أي منهم إلى العمل أو التنظيف، وكان هناك سيجار، وطاولات البلياردو للعب.

لكن بعد أيام قليلة، كان هناك شيء غريب.  "أين ذهب كل الاطفال؟"

قال بينوكيو: "كل ما أراه الآن هو الحمير".

بعد ذلك ، برزت إحدى أذنيه كأذن حمار، ثم برزت أذنه الأخرى كأذن حمار أيضًا.

"قال بينوكيو: "ماذا يحدث لك؟"

رأى بينوكيو صفًا من الحمير يقودها شخص غريب على شاحنة.
وقال: "فهمت الان! 
هنا يتحول الاطفال إلى حمير، ثم تُباع الحمير!

ثم تحولت قدما بينوكيو إلى أربعة، وأحد الأشياء الجيدة في أرجل بينوكيو الأربع الجديدة هو أنه يستطيع الجري بسرعة كبيرة!  سريع ، سريع ، حتى خرج من جزيرة المتعة، وسرعان ما ابتعد.

"من فضلك يا سيدي!"  نادى بينوكيو على رجل عند الرصيف. 
"أنا أبحث عن رجل عجوز اسمه جيبيتو.  هل تعرفه؟"

قال الرجل: "يبدو أنك مصاب بنزلة برد".  "هممم ، جيبيتو.  هذا هو الرجل العجوز الذي غادر ابنه ذات صباح ولم يعد، لقد خرج على متن قارب للبحث عنه، ولم يره أحد منذ ذلك الحين ".

قال بينوكيو: "أوه لا!  هذا كل خطأي" 
"يجب أن أبحث عن والدي!"  قفز بينوكيو من الرصيف إلى البحر، وكان معظم بينوكيو لا يزال مصنوعًا من الخشب، لذلك يمكنه أن يطفو على الماء، وصرخ وهو يجدف في الماء بذراعيه.  "بابا!"  ولم يكن هنالك جواب.

كل ما يمكن أن يراه بينوكيو من حوله كان عبارة عن مياه زرقاء في كل مكان.  حتى رأى هناك شيء كبير وسريع جدا!

في لحظة كان حوت عملاق فتح فكيه العملاقين وابتلع بينوكيو بجرعة واحدة!  اندفع إلى الداخل مع كل مياه البحر التي هبطت، ورأى أنه في بطن الحوت المظلم.

سمع بينوكي  صوت رجل عجوز.
قال بينوكيو: "أبي، هل هذا أنت؟"

"أبي ، أبي ، أنا!"  قال بينوكيو.

"ابني!"  قال جيبيتو.  "اعتقدت أنني كنت أحلم!"

وتعانقوا بفرح.

"بحث!"  قال جيبيتو بينما سبحت ثلاث سمكات.  "هناك يذهب عشاءنا!"

قال بينوكيو: "أبي ، لدي فكرة!  دعنا نشعل النار ".

وجمع جيبيتو الأخشاب الطافية وأشعل اللهب، وهكذا يمكنهم جعل الحوت يعطس!  
وسرعان ما ارتفعت سحب من الدخان الأسود.

أصاب الحوت بسعال، وبعد ذلك ... في عطسة واحدة كبيرة، طار بينوكيو وجيبيتو من فم الحوت يتدحرجون في مياه البحر، وأخيراً تدحرجوا على الشاطئ.

نهض جيبيتو واقفا على قدميه، ولكن أين كان بينوكيو؟

وبعد ذلك وجد بينوكيو متجهًا لأسفل ورأسه في بركة مياه.

قال جيبيتو: "بينوكيو!" لقد فات الأوان، وبكى على بينوكيو، الدمية الصبي، الذي كان راقدًا في الماء.

ثم في ظهر النجم المتلألئ! وقال:
"بينوكيو"، "لقد أنقذت والدك، ولقد أثبتت أنك شجاع وصادق ".  "والآن ستكون فتى حقيقي."

استيقظ بينوكيو، ونظر إلى ذراعيه الناعمة ورجليه الرخوة.

"أبي!"  صرخ بينوكيو.  "أنا فتى حقيقي! "

"هذا انت!"  بكى جيبيتو.

ذهب الاثنان، وعاشوا معًا سنوات طويلة وسعيدة.