تحدثنا من قبل عن الولادة في الماء وكيف يتم إجراؤها وما رأي العلماء فيها ومن يمكن أن تسمح حالتها بإجرائها ومن يجب أن تمنع عن ذلك، واليوم سنتبحر أكثر ونناقش فوائد هذه الولادة وأضرارها كذلك !

فوائد الولادة المائية

على عكس المفاهيم الخاطئة العالقة في أذهاننا فإن الولادة في الماء ليست مجرد موضة بين المشاهير، ولكننا أصبحنا نلاحظ وعلى نحو متزايد فوائد الولادة في الماء حيث تزعم العديد من الأمهات أن الولادات في الماء بدون مخدر عادة ما تقلل من آلام المخاض والولادة وذلك بفضل طفو الماء، فتقول إحداهن :- "بالنسبة للنساء اللاتي يشككن في الولادة في الماء أسألي دائمًا عما إذا كان قد سبق لهن أن أخذن حمامًا ساخنًا للتخفيف من تقلصات الدورة الشهرية الرهيبة.. وعادة ما تكون هذه هي لحظة الاعتراف بالحقيقة لمعظمهن".

ولكن ما الذي يحدث فعلًا ؟!

عندما تدخل المرأة في المياه العميقة لحوض الولادة وليس مجرد حوض استحمام ضحل فهناك استجابة كيميائية وهرمونية تضبط مستوى هرمون الأوكسيتوسين الذي يضخ من الدماغ ويساعد في تنظيم شدة الانقباضات؛ لذلك عندما يصبح الجسم منتعشًا في المياه العميقة ويتم إطلاق المزيد من الأوكسيتوسين فإن المزيد من الإندورفين المانع للألم يغمر دماغ الأم مما يضعها بسرعة أكبر في حالة متغيرة من الوعي ويسمح لجسمها عادة بالقيام بالعمل الذي يحتاج إلى القيام به، بل يحدث ما هو أكثر من ذلك حيث يتسبب الماء في جعل منطقة العجان أكثر استرخاء مما يقلل من شدة التمزق المهبلي.

مخاطر ومضاعفات الولادة في الماء

تحتاج أي امرأة تفكر في الولادة في المنزل إلى التفكير في أسوأ سيناريو من أجل السلامة القصوى لطفلها ولنفسها، وعلى الرغم من اتخاذ خطوات لتجنب النتائج الخطيرة كما يذكر المدافعون عن الولادة في الماء في المنزل وأنها آمنة لكن لم يتم إجراء دراسات ذات شواهد كافية على الولادات في الماء لإثبات ذلك، فالولادات في الماء بحد ذاتها ليست أكثر خطورة بكثير من الولادة خارج الماء ولكن عندما تحدث في المنزل - ومعظمها يحدث - يكون هناك خطر متزايد؛ هذا لأنه لا توجد مساعدة طبية فورية في الولادات في الماء في المنزل.. وفيما يلي بعض مخاطر الولادة المائية المهمة التي يجب معرفتها.

خطر الإصابة بالعدوى

الولادة في الماء عادة ما تعني الجلوس والدفع والولادة في حوض - والذي عادة ما يتضمن وجود البراز في الحوض- يمكن للطفل المولود في تلك البيئة أن يبتلع المياه الملوثة مما يزيد من خطر إصابته بالعدوى، ولكن كيف يصبح الحوض ملوثًا؟! حسنًا لا توجد طريقة لضمان عدم تلوث مياه الحوض وذلك لأن الحوض يصبح ملوثًا بالإفرازات المهبلية والمستقيمية في اللحظة التي تجلس فيها الأم في الحوض حتى لو كان الماء معقمًا.

وهنا الطفل الذي يبتلع ماء الحوض معرض لخطر الإصابة، كما تتم برمجة الأطفال وراثيًا وفسيولوجيًا لأخذ أنفاسهم الأولى من الهواء وليس الماء وذلك في غضون ثوانٍ من ولادتهم وخروج رؤوسهم، وهنا وبسبب الغوص يمكن أن يتم غلق مجرى الهواء لديهم بشكل غريزي ويمنعهم من استنشاق الماء ، ولكن هناك بعض السيناريوهات التي قد تجعلهم يتنفسون الماء:

• لقد حدث لهم ما يشبه الصدمة أثناء الولادة
• يتم إحضار الرأس إلى السطح قبل بقية الجسم
• يتأثر إمدادهم بالأكسجين من المشيمة بطريقة ما

ومع ذلك من المهم معرفة أنه حتى عندما يتم طرد البكتيريا المعدية إلى الخارج أثناء الولادة فلا شيء يتحرك للأعلى وللداخل؛ لذلك فإن خطر الإصابة بالعدوى يحدث فقط إذا تنفس الطفل مبكرًا جدًا (تم تدريب القابلات وأطباء التوليد لتقليل هذا الخطر) أو إذا لم يتم تعقيم المعدات (الأحواض ، والفلاتر ، والمضخات) بشكل صحيح.