لا شك أن الأخطاء تحدث، فهي جزء من الحياة، ولكن عندما يتعلق الأمر بوسائل منع الحمل، فإن الخطأ يمكن أن يكون له عواقب كبيرة متمثلة في الحمل غير المخطط له !

ما يقرب من نصف حالات الحمل غير مقصودة، تحدث نتيجة لاستخدام وسائل منع الحمل بشكل غير صحيح، ولكن مع وجود العديد من خيارات وسائل منع الحمل المتاحة، فإن العثور على طريقة بسيطة تناسبك بشكل أفضل أصبح أمرًا سهلًا.

فعلى سبيل المثال، وسائل منع الحمل طويلة الأمد مثل اللولب الرحمي والغرسات الهرمونية هي خيار ممتاز؛ لأنها فعالة بنسبة 99٪، حيث يقوم طبيبك بإدخالها مرة واحدة ولا يتعين عليكِ تذكر القيام بأي شيء يوميًا، ثم بعد 3-10 سنوات، واعتمادًا على نوع الجهاز، ستحتاجين إلى زيارة الطبيب لإزالته أو استبداله، ولكن ماذا عن الوسائل الأخرى ؟!

أخطاء شائعة في استخدام وسائل منع الحمل

• عدم تناول حبوب منع الحمل في الموعد المحدد

سواء كنتِ تتناولين حبوب منع الحمل المركبة (حبوب تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستين) أو حبوب منع الحمل الصغيرة (التي تحتوي على البروجستين فقط)، فأنتِ بحاجة إلى تناولها كل يوم في نفس الوقت، سواءًا مارستِ العلاقة الحميمة أم لا !

والتوقيت مهم بشكل خاص مع حبوب منع الحمل الصغيرة؛ فإذا لم تلتزمي بجدول زمني، فمن المرجح أن الحبوب لن تمنع التبويض، مما يزيد من احتمالات الحمل.

كيفية تجنب ذلك: اضبطي منبهًا يوميًا على هاتفك الذكي، أو دوّنيه في جدول أعمالك أو تقويمك، أو نزّلي تطبيقًا يذكرك بتناول حبوب منع الحمل، مما يجعلكِ تعتادين على تناولها في الوقت المحدد، مما يجعلها أكثر فعالية في منع الحمل.

• وإذا فاتتك جرعة، فتأكدي من استخدام وسيلة احتياطية لمنع الحمل مثل الواقي الذكري أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وتناولي الحبوب بمجرد تذكر ذلك اليوم.
• إذا لم تتذكري حتى اليوم التالي، فتناولي حبتين للعودة إلى الجدول الزمني.
• ولكن إذا تخطيتِ تناول أكثر من حبتين، يجب عليكِ الاتصال بطبيبك لمعرفة ما يجب عليكِ فعله بعد ذلك، ففي هذه المرحلة، قد تضطرين إلى البدء في تناول عبوة حبوب جديدة.

• تناول دواءًا يمكن أن يؤثر على وسائل منع الحمل

تمنع الحبوب واللصقات والحلقات المهبلية الحمل عن طريق تعديل الهرمونات، ولكن بعض الأدوية أو المكملات الغذائية التي تتناولينها يمكن أن تخفض مستويات تلك الهرمونات في جسمك.

كيفية تجنب ذلك: تحدثي إلى طبيبك حول جميع الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تتناولينها - حتى تلك التي تبدو غير ضارة - قبل البدء في استخدام شكل هرموني من وسائل منع الحمل.

• سقوط الحلقة المهبلية

لاستخدام الحلقة بشكل صحيح، ضعيها داخل المهبل وارتديها لمدة 3 أسابيع، يمكنكِ إزالتها في الأسبوع الأخير من الدورة الشهرية، أثناء الدورة الشهرية، ثم وضع حلقة جديدة، ولكن في بعض الأحيان قد تسقط الحلقة، أو قد تنسين تغييرها في الوقت المحدد.

كيفية تجنب ذلك: إذا سقطت الحلقة، اشطفيها بالماء البارد وأعيدي إدخالها في أسرع وقت ممكن أو في غضون 3 ساعات، ستظلين محمية من الحمل، ولكن إذا ظلت الحلقة خارج المهبل لأكثر من 3 ساعات وكان الأسبوع الثالث من الدورة الشهرية - أي ليس أسبوع الدورة الشهرية - تخلصي منها وضعي حلقة جديدة على الفور، وإذا مارستِ الجنس خلال الأيام السبعة التالية، استخدمي الواقي الذكري أو طريقة حاجزة أخرى.

• واقيات ذكرية منتهية الصلاحية أو تالفة

من السهل شراء علبة من الواقيات الذكرية، وتخزينها في مكان ما، ثم نسيانها، لكن الخبر السار أن لها تواريخ انتهاء الصلاحية، يعد أيضًا مكان تخزين الواقي الذكري أمرًا أساسيًا لمدى فعاليته، حيث يمكن أن يؤدي الاحتفاظ به في المحفظة أو الجيب الخلفي إلى إتلافه بسبب حرارة الجسم والاحتكاك ويجعله أسهل في التمزق.

كيفية تجنب ذلك: تحققي من تواريخ انتهاء الصلاحية على الواقيات الذكرية واستبدليها عندما تصبح قديمة، أيضًا احفظيها بعيدًا عن الحرارة، وقومي بتخزينها في مكان بارد وجاف، مثل المنضدة بجانب السرير.

• مادة تشحيم قائمة على الزيت مع الواقي الذكري

سيؤدي زيت الأطفال والفازلين وأي مادة تشحيم قائمة على الزيت إلى إضعاف مادة اللاتكس الموجودة في الواقي الذكري وتسبب تمزقه أو فشله، أيضًا يمكن أن تسبب الواقيات الذكرية التي تحتوي على مبيدات الحيوانات المنوية تهيجًا.

وسائل منع الحمل التي قد يحدث الحمل عليها رغم استخدامها !

• حساب أيام التبويض

وذلك بأن تتبعي الفترات لمعرفة متى تكونين أكثر خصوبة، وتتجنبي ممارسة العلاقة الحميمة أو تستخدمي الواقي الذكري في تلك الأيام، وهي طريقة غير مؤكدة كوسيلة من وسائل منع الحمل؛ لأنكِ ربما تقومين بالحساب بشكل خاطئ !

عند استخدامها بشكل صحيح طوال الوقت، تكون فعالية هذه الوسيلة تتراوح بين 91% و99%، وإذا لم تتبعي التعليمات بدقة، فلن تكون فعّاليتها بنسبة 76%.

كيفية استخدامها بطريقة صحيحة

يمكنكِ تسجيل ما يلي كل يوم:

• درجة حرارة جسمك
• تفاصيل إفرازاتك المهبلية
• دورتك الشهرية

من خلال تتبع هذه البيانات، يمكنكِ معرفة الأيام التي من المرجح أن تصبحي حاملاً فيها (الأيام الأكثر خصوبة) كل شهر، وفي هذه الأيام، استخدمي الواقي الذكري أو تجنبي ممارسة الجنس.

قد يستغرق الأمر من دورتين إلى ثلاث دورات شهرية لفهم كيفية القيام بذلك بشكل صحيح؛ لذا استخدمي وسائل منع الحمل الإضافية خلال هذا الوقت، أو لا تمارسي الجنس.

ويمكن لتطبيق الملكة أن يساعدكِ في تحقيق ذلك وتتبع أيام خصوبتك، فقط أدخلي أيام دورتك الشهرية بدقة !

• القذف الخارجي

إن سحب القضيب قبل القذف (يُطلق عليه أحيانًا اسم طريقة القذف الخارجي) ليس طريقة فعالة لتجنب الحمل ولا ينصح به.

هناك مشاكل في استخدام الانسحاب كطريقة طبيعية لمنع الحمل، أولاً قد يفرز الرجل كميات صغيرة من الحيوانات المنوية قبل القذف الفعلي، ثانيًا يحتاج الرجل إلى ضبط النفس والشعور الدقيق بالتوقيت ليكون قادرًا على سحب قضيبه من مهبل المرأة قبل القذف؛ ولأن هذا قد يكون صعبًا على الرجل أن يكمله بنجاح، فإن طريقة الانسحاب فعالة بنسبة 75% إلى 80% فقط في منع الحمل.

• الرضاعة الطبيعية

إرضاع طفلك رضاعة طبيعية لمدة تصل إلى 6 أشهر لتأخير التبويض؛ لذا إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية وتتبعينها بشكل صحيح طوال الوقت، فإن فعاليتها في منع الحمل تزيد عن 99%.

أما إذا لم تتبعي التعليمات بدقة، فإن فعاليتها تصل إلى 98% وستحمل 2 من كل 100 امرأة مرة أخرى خلال 6 أشهر من الولادة.

كيفية استخدامها بطريقة صحيحة

تحتاجين إلى إرضاع طفلك رضاعة طبيعية:

• كل 4 ساعات على الأقل أثناء النهار
• كل 6 ساعات على الأقل أثناء الليل

هذه الطريقة لا تنجح إلا خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة ويجب أن تبدئي بها بمجرد ولادة طفلك، ولن تنجح هذه الطريقة إذا كنتِ في فترة الحيض أو إذا كنتِ تعطين طفلك حليبًا صناعيًا أو طعامًا صلبًا، وإذا قمتِ بسحب حليب الثدي، فقد لا تكون فعالة بنفس القدر، ولكن هناك القليل من الأبحاث حول هذا الموضوع.

ما هي أكثر وسائل منع الحمل أمانًا ؟

بصرف النظر عن طرق منع الحمل الطبيعية الفعّالة، هناك خيارات آمنة أخرى، وغالبًا ما تُعتبر الخيارات غير الهرمونية من بين أكثر الخيارات أمانًا.

• اللولب الرحمي النحاسي فعال للغاية وخالٍ من الهرمونات، مما يجعله خيارًا منخفض المخاطر للعديد من النساء.
• كما توفر الواقيات الذكرية أيضًا الحماية من الحمل دون التأثير على التوازن الهرموني.

كلتا الطريقتين لها عمومًا آثار جانبية أقل مقارنة بوسائل منع الحمل الهرمونية، ومع ذلك يعتمد الخيار الأفضل على الصحة الشخصية وأسلوب الحياة والتفضيلات؛ لذا من الضروري استشارة الطبيب لتحديد أكثر وسائل منع الحمل أمانًا وفعالية لاحتياجاتك الفردية.

خاتمة

انتبهي ملكتي فالتزامك بوسائل منع الحمل لا يعني عدم حدوث الحمل بشكل أكيد، إذ أن كل وسيلة تحتاج إلى طريقة استخدام معينة ولو حدث اختلاف أو خطأ في هذه الطريقة لربما حدث الحمل دون قصد !