تصاب العديد من النساء بالإحباط الشديد عندما لا يقوم أزواجهن بالمساعدة في المنزل، حيث يتعين عليهن عمومًا القيام بالجزء الأكبر من الأعمال المنزلية.

لماذا لا يزال هناك مثل هذا الخلل عندما يتعلق الأمر بالأعمال المنزلية والعمل في المنزل؟

دعونا نلقي نظرة على سببين رئيسيين لعدم مساعدة زوجك في أي شيء، وما يمكنك فعله حيال ذلك.

الأسباب الرئيسية لعدم مساعدة الأزواج في أي شئ:

   ▪ من الصعب كسر العادات المتأصلة

لآلاف السنين، كانت الأعمال المنزلية تعتبر عمل نسائي، حيث كان الزوج يعمل خارج المنزل والزوجة لا تعمل، لذلك كان المنزل من اختصاص الزوجة، فكانت مسؤولة بشكل عام عن الطبخ والتنظيف وتربية الأطفال.

هذه الديناميكية موجودة في جميع أنحاء العالم، ولا تزال سائدة في العديد من الأماكن، رغم ان عمل النساء خارج المنزل أصبح شائعًا فقط في الخمسين عامًا الماضية.

   ▪ اعتمادًا على التنشئة الثقافية لا يزال لدى العديد من العائلات شراكة تكون فيها المرأة هي مدبرة المنزل الافتراضية

إذا نشأ زوجك في أسرة حيث كانت والدته تهتم بالواجبات المنزلية، فقد يقطع ذلك شوطًا طويلاً لشرح سبب جلوسه وترك الاعتناء بالأعمال المنزلية لكِ بالكامل.

بعد كل شيء إذا لم يكن قد نشأ على تحمل بعض الأعمال المنزلية والمسؤوليات فمن المحتمل أنه يعتقد أن هذه الأشياء تعتني بنفسها، وبالتالي قد يضعك في دور الأم ومدبرة المنزل لأن هذا كل ما يعرفه على الإطلاق، ومن المحتمل أنه لا يدرك ما يفعله أو لا يفعله

فكري في هذه النقطة الأخيرة للحظة.
إذا نشأ شخص ما مع هيكل عائلي معين، وشاهد هذه الديناميكية بشكل مباشر، فسيكون من الصعب جدًا عليه تصور أي شيء سوى تجربة حياته الخاصة التي عاشها مسبقًا.

الآن، اربطي ذلك برجل نشأ في منزل حيث كانت ماما تقوم بكل الطبخ والتنظيف، وربما لم يشارك زوجها وأبناءها في الزواج إعداد الوجبات أبدًا: فقد جلسوا لتناول الطعام عندما كان جاهزًا، ويتم إلقاء الغسيل في سلة الملابس ويجدوه نظيفًا ومطويًا في خزائنهم، ويرون السجاد نظيفًا دائمًا.

قد تشعري بالإحباط الشديد حيال هذا الموقف، ولكن حاولي البقاء على أسس منطقية وعقلانية بشأنه، فمن السهل أن تنزعجي أو تكون عدوانيًة، لكن هذه الأساليب نادرًا ما تساعد في أي شيء، فبدلاً من ذلك كوني استباقيًة وعقلانيًة، فالتذمر والأنين لن يؤدي إلا إلى جعل زوجك يساعدك، ولكن نهج الحل العقلاني من المرجح أن يؤدي إلى تغيير حقيقي.

لذا دعينا ننتقل إلى بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تغيير ديناميكية الأسرة إلى شيء أكثر مساواة

   1. تقديم قائمة

يعمل الكثير من الأزواج بشكل جيد مع الإشارات المرئية بدلاً من المفاهيم المجردة، لذا قومي بعمل قائمة.

قومي بتقسيم صفحة من الورق، في العمود الأول اكتبي كل الأعمال التي يجب القيام بها في المنزل:
إعداد الوجبات، وغسل الأطباق، والغسيل، وترتيب الأسرة ... سميها ما شئت، وفي العمود الثاني اكتبي اسم الشخص الذي يعتني بهذه الأعمال غالبًا، ثم اجلسي مع زوجك وأظهِري لهما مقدار ما يقوم به كل منكما، واشرحي له سبب الحاجة إلى تحقيق المزيد من التوازن.

جهزي نفسك لمواجهة المقاومة والدفاعية الفورية من وجهة نظره، ربما يرى انه يقوم بالكثير لأنه على الأرجح يقوم بأعمال منزلية أكثر بكثير مما فعله والده، وحاولي التحلي بالصبر معه خلال هذه العملية، واشرحي موقفك دون أن تكوني عدوانية أو مفرطة في الانفعال حيال ذلك، فبعد كل شيء أنتما شريكان في الحياة، أليس كذلك؟  لذا تعاملي مع هذا باعتباره شراكة بين أنداد، باحترام وكفاءة.

   2. ساعدي في تغيير وجهة نظره

قد يكون الرجال الذين نشأوا في هذا النوع من المنازل يرون أنها وظيفة المرأة، فقد يتحدث الرجال بفخر عن كيفية مجالسة الأطفال في الليلة التي كانت الأم في الخارج للعمل.

لا فهذه ليست مجالسة أطفال، إنها الأبوة والأمومة، فليس من مسؤولية الأم أن تعتني بالأطفال بمفردها، لذا فإن الأب يتقدم ويؤدي نصيبه، ولا يتحمل بشجاعة بعض مسؤوليات الأم هنا، والشيء نفسه ينطبق على الأعمال المنزلية.

يعود الأمر إلى كلاكما في كيفية توزيع المسؤوليات المنزلية، فعلى سبيل المثال: قد يكون لأسرة واحدة أدوار محددة، حيث تقوم الزوجة بمعظم أعمال الطهي والغسيل والتنظيف بالمكنسة الكهربائية، بينما يعتني الزوج بالأطباق والغبار والقمامة.

هذه أعمال روتينية ثابتة يجب الاعتناء بها، وهذا أسهل من مجرد برنامج يتم فيه إنجاز الأشياء في أي وقت ... وذلك أساسًا لأنه سيتم إنجازها حتمًا بواسطة الشخص الذي يعتني بها باستمرار، فنظرًا لأن كلاكما يعيش في هذا المكان، يحتاج كلاكما إلى الاهتمام به سويا.

   3. اتخاذ قرار بشأن تقسيم عادل للواجبات

عندما يتعلق الأمر بتحديد الأعمال المنزلية المختلفة والقواعد، فمن المهم مراعاة جميع جوانب العمل، فعلى سبيل المثال: إذا كان كلاكما يعمل خارج المنزل، ولكن أحدكما يعمل بدوام كامل والآخر يعمل بدوام جزئي، فمن المنطقي أن يقوم العامل بدوام جزئي بمزيد من الأعمال المنزلية، ومن المهم أيضًا أن تتذكري أن بعض الأعمال تتطلب وقتًا وجهدًا أكبر بكثير من غيرها ليس فقط بسبب التكرار، ولكن بسبب المجهود البدني.

   4. استمري في الإضراب وزعزعي استقراره

في أسوأ السيناريوهات، إذا كنت قد جربت بالفعل طرقًا كثيرة، وزوجك ولا يزال يتراخى، فقد لا يدرك مقدار الجهد المبذول في إدارة الأسرة، وعلى هذا النحو، فهو لا يفهم ما سيحدث إذا توقفت عن الأعمال المنزلية، لذا استمري في الإضراب.

فقط اخدمي نفسك، ولكن هناك خطر يتمثل في أن هذه الأنواع من الإجراءات المتطرفة قد تؤثر سلبًا على علاقتك الزوجية، ونأمل ألا تضطري أبدًا إلى اللجوء إليها، ومع ذلك إذا كان عليك اللجوء إلى هذا فقد يستحق الأمر المخاطرة، وقد يكون رده على هذا الموقف هو الذي يحدد مسار بقية زواجك.

تحذير هام:
إذا كان زوجك يسيء إليك بأي شكل من الأشكال الجسدية أو العاطفية، فإن الإضراب ليس فكرة جيدة.  قد يؤدي إلى العدوان أو الانتقام مما قد يعرض سلامتك أو رفاهيتك للخطر.

   5. إذا كان لديك أطفال، علميهم بشكل مختلف

أفضل طريقة لتجنب هذا النوع من المقاومة للأعمال المنزلية والتي ناقشناها هنا هي القضاء على تلك التوقعات في مهدها، أي لا تربي أطفالك بنفس الطريقة التي نشأت بها، أو تربى بها زوجك.

اجعليهم يبدؤون في الأعمال المنزلية في وقت مبكر جدًا، وأظهري لهم أن كل شخص يشارك في المنزل ومهام الأسرة، حتى يتعلموا أنهم كجزء من العائلة يجب عليهم المشاركة.

قد لا يتمكن طفلك الدارج من غسل الأطباق، لكنه سيسعد بمساعدتك على إضافة المكونات في أوعية الخلط خاصة إذا كان يلعق الملعقة لاحقًا.

إذا نشأ الأطفال مع فكرة المساهمة الشخصية في الأسرة كقاعدة، فسيكونون أكثر استعدادًا لمساعدة الزوجة في المستقبل.

ملاحظة أخيرة ومهمة للغاية:
ستحصلين على قدر كبير من الضغط والمقاومة، ناهيك عن السلوك المتجهّم والكلام، فإذا حاولت حمل الأطفال على تحمل أي مسؤوليات منزلية، فسيكون ذلك أسوأ إذا كان زوجك يتوقع منك القيام بجميع الأعمال المنزلية وقد يشعر بالرعب من فكرة جعل أطفاله يعملون في المنزل، فإذا لم يكن مضطرًا لذلك أبدًا، فلماذا يفعلون؟
هذه منطقة صعبة التفاوض. نعم، سيتطلب الأمر صبرًا ومنطقًا، ولكن يدًا حازمة أيضًا.