الملكة:

ممّا لا شكّ فيه أنّ الصدق خصلة حميدة نسعى جميعًا للتحلّي بها، ومع ذلك فالجميع قد يكذبون . قد تكون أكاذيب صغيرة لجذب انتباه الآخرين وإثارة إعجابهم، وفي أحيان أخرى تتحوّل إلى كذبات كبيرة لتجنّب العقاب أو لإلقاء اللوم على الغير أو خداعهم. على الرغم من أن العديد من الكذبات البيضاء كما يسميها البعض لا تؤدّي إلى أي ضرر، إلاّ أنها قد تكبر شيئًا فشيئًا لتلحق خسائر فادحة بأصحابها أو بالأشخاص الذين صدّقوها.

في علم لغة الجسد قد يكشف الشخص الكاذب بنسبة 95% عن طريقة حركاته وانفعالاته، كما أوضحت الدكتورة خبيرة لغة الجسد بأن الشخص الكاذب  عادة لا يجيب أبدًا على الأسئلة المباشرة ويفضل التهرب منها، كما حددت كيفية كشف الشخص الكذب من لغة جسده كما يلي.

لغة الجسد للكاذب :

عادة لا يستطيع الكاذب التركيز في عينك عند التحدث معك، فدائما ما تجده يحاول النظر إلى الأعلى والأسفل بشكل مضطرب، حتي يخفي كذبه، وذلك خوفا من أن يكشفه الناس.

عادة يُغيّر الشخص الكاذب اتجاه رأسه بسرعة، عند توجيه سؤال ما إليه؛ وتكون هذه الحركة بسحب الرأس إلى الوراء أو إلى لأسفل أو إلى الجانب. وغالباً ما يحدث ذلك قبل أن يردّ على السؤال بشكل مباشر.

لا ينتبه الكاذبون في الغالب إلى هذا التصرّف، فهم يقومون به من دون وعي. إذ يقومون بتغطية فمهم أو لمسه في محاولة لمنع أنفسهم من الإجابة عن سؤالك.

عادة عندما يحاول شخص ما أن يكذب، تتغيّر حركة التنفّس لديه، ويُصبح تنفّسه أكثر صعوبة، كما يترافق ذلك مع ارتفاع الكتفين وتقطيع في الصوت، نتيجة تغيّر معدّل ضربات القلب وتدفّق الدم.

من التصرّفات الأخرى التي يقوم بها الأشخاص حينما يكذبون هي تغطية أماكن معيّنة من الجسد بيديهم أو بأيّ وسيلة أخرى (طاقية، حقيبة...الخ). إن رأيت أحدهم يبادر بوضع يده على حلقه أو صدره، أو يقوم بتغطية رأسه أو منطقة المعدة فور طرح سؤال عليه، فهنالك احتمال كبير أنّ جوابه لن يكون صادقًا.

من المعروف أنّ الإنسان يبدأ بالتململ والحركة عادة عندما يشعر بالغضب والانزعاج، غير أنّ من الضروريّ الانتباه أيضاً إلى الأشخاص الذين لا يحرّكون أجسادهم أثناء الحديث، إذ غالبا ما يدلّ ذلك على أنّ المتحدّث يُحاول إخفاء شيء ما عن الآخرين.

أردفت خبيرة لغة الجسد أن علامات لغة الجسد ليست قاطعة بأن الشخص كاذب، قد يكون عرضة لضغط نفسي أو توتر كبير طرأ عليه بشكل مفاجئ فجعله يبدو كاذباً، ولكن حين إدراكنا للعلامات ودمجها مع معلومات عرفناها من قبل عن كذب الشخص وخداعه فيجب فوراً إنهاء النقاش بشكل لائق.

ونصحت خبيرة لغة الجسد بتغيير الموضوع الذي نتحدث فيه، فإن كان شخصًا ذكيًا سيدرك تمامًا معرفتنا بأنه يكذب ولا نصدقه، مما يعطيه فرصة لمراجعة نفسه ومحاولة تصليح صورته، لأن مع استكمال الحديث معه ونحن على علم بكذبه سيكون المناقشة بالكامل بلا جدوى وتكون كذب في كذب، فأفضل عقاب للكاذب هو قطع النقاش وليس بأن نقول له أنت كاذب مباشرة.