الملكة:

يعد التفكير المستمر واحدًا من المشكلات التي يعاني منها عدد كبير من الأشخاص بمختلف المراحل العمرية، لأنه يسبب الشعور بالانزعاج، و مع التعرّض للضغوط المختلفة ومشكلات الحياة، قد يلجأ الإنسان إلى التفكير المفرط وهو ما يؤثِّر على الحالة النفسية ويزيد من القلق والتوتر، وقد تصل الحالة  الى الإكتئاب، ولذا من المهم أن نتعرف على الطرق التي تساعد على التخلص من التفكير المستمر .

طرق التخلص من التفكير المستمر :

الوعي هو الخطوة الأولى لوضع حد لـ الحالة لإفراط في التفكير، فيجب الانتباه إلى طريقة التفكير، عندما تلاحظي أنك تعيدي الأحداث في ذهنك مرارًا وتكرارًا، أو ينتابك القلق بشأن أشياء لا يمكنك التحكم فيها، واعترفي بأن أفكارك ليست مثمرة إن كانت بالفعل كذلك.

عند الانخراط في الحالة في التفكير المفرط يمكنك اللجوء إلى تمارين التنفس العميق التي تساعد على التوقف عن التفكير وعليك بالجلوس في وضع مريح مع الحرص على راحة الرقبة والكتفين.وعليك وضع إحدى اليدين على البطن والأخرى على القلب مع التنفس ببطء من خلال الأنف حتى يمتلئ الصدر بالهواء وكتم النفس للحظات وإخراج الهواء عبر الفم، ويمكنك تكرار التمرين ثلاث مرات خلال اليوم.

من السهل الابتعاد عن الأفكار السلبية قبل البدء في التفكير بها وتحليل المواقف بشكل خاطئ، اعترف بأن أفكارك قد تكون سلبية بشكل مبالغ فيه، وتعلم كيفية التعرف على أخطاء التفكير، واستبدلها قبل أن تتسبب في إصابتك بالجنون.

عند شعورك بأن الأفكار تحاوطك ولا تستطيع التخلص منها عليك بإشغال نفسك بممارسة أي نوع من النشاط الذي يخلصك من التفكير، مثل اللجوء إلى الرسم أو الكتابة أو ممارسة نوع من الرياضة

من الضروري تجنب التفكير بما مضى، أو القلق بشأن الغد، فمن الأفضل أن تكون أكثر وعيًا، ويساعد التدريب الذهني على تجنب التفكير المستمر، كممارسة بعض المهارات أو الهوايات، وبمرور الوقت تقل معدلات التفكير المستمر

حين تفكر بشكل زائد عليك بإحضار ورقة وقلم وتدوين الإيجابيات، وتجنب السلبيات التي توجد بحياتك، وحتى إن كانت الإيجابيات بسيطة فإنها تساعدك على تحسين الحالة المزاجية، والتخلص من التوتر والقلق والتفكير الزائد

تعد تمارين التأمل من الوسائل الجيدة التي تساعدك على تصفية ذهنك من ازدحام الأفكار، إذ إن تمارين التأمل لها دور في التقليل من الضغوط النفسية والقلق والتوتر والتفكير المفرط في شتى الأمور.

بعد الإجابة عن كيف يمكنك التوقف عن التفكير المستمر لا بُدَّ من الإشارة إلى بعض الأضرار المرتبة على عملية التفكير المستمر وتأثيراته السلبية على حياة الإنسان، حيث يؤدي التفكير المستمر إلى تضييق أفق الإنسان، ليكون أقل قدرة على الموازنة بين الأفكار وإيجاد حلول للمشكلات التي يمر بها في حياته، كما يساهم التفكير المستمر في دخول الإنسان في دوامة من التفكير السلبي التي تُبعده عن الأفكار الإيجابية التي تقود إلى النجاح، كما يؤدي التفكير المستمر إلى اجترار الذات، وتكرار بعض التجارب الفاشلة التي خاضها الإنسان فيما مضى بسبب العودة إلى الماضي وتكرار ذات الأخطاء، وهذا يتسبب في إعاقة تقدم الإنسان عن الوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه.