الملكة:

تعتبر عادة الفضول أو التدخل في شؤون الآخرين من الظواهر الاجتماعية والأخلاقية المنتشرة بين الناس، وهذه الظاهرة والعادة موجودة في جميع المجتمعات البشرية، ولكنها تختلف من مجتمع إلى آخر..

التدخل في شؤون الآخرين عادة غير مقبولة اجتماعيًا والمرفوضة دينيًا، حينما يعطي البعض لأنفسهم حق التدخل في شئون غيرهم، فتنعدم الاستقلالية، وتستباح الأمور الشخصية.

وأصبح كثير من الناس يشتكون من أن حياتهم أصبحت مشاعًا، بينما تجد من يشتكي هو نفسه يتدخل في شئون الآخرين بكل بساطة ويمنح لنفسه الحق بدون أي حق.

وهذا ما حذر منه الإسلام، ودعا نبيه صلى الله عليه وسلم إلى اجتنابه..

- فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»

بعض العلماء يقولون عن هذا الحديث، إنه يعدل ثلث الإسلام لأنه اجتمع فيه الورع كله لأنه أصل عظيم من أصول تهذيب النفس وتزكيتها

الإسلام بالأساس جاء ليتمم مكارم الأخلاق كما أكد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن ترك ما لا يعنيك من الإسلام.

استخدمي جملاً  صارمه تؤكد فيها أن مواضيعك الشخصية ليست مادة لتسليتهم، مثل: “لن أناقش راتبي مع أحد”. تعلّمي أن تقولي لا، وتذكري أنك لست مضطرةً لتقديم التبريرات والتوضيحات لأحد. من المهم أيضاً أن تحمي أغراضك الشخصية، فلا تترك هاتفك دون انتباه إليه، أو تفتحي حسابك على الفيسبوك من جهاز مشترك، وذلك لتقطعي الطريق على الفضوليين فلا يسعهم التلصص على معلوماتك.

تذكّري أن حياتك الخاصة ملكك وملك شريكك فقط. لديك حق اختيار الأمور التي ترغبين بمشاركتها مع الآخرين والتي تفضّلين الإحتفاظ بها لنفسك. لا بأس من الاستماع لنصيحة الآخرين إنما في نهاية المطاف، عليك ضبط تدخّلات الأصحاب ومن الأفضل أن تصارحيهم وتطلبي منهم عدم التدخّل في حياتك. عبّري لهم عن امتنانك لأهتمامهم بك ولكن حينما يتخطى أحدهم قواعد التعامل التي وضعتها فأبلغيه بذلك بكل صراحة ووضوح.

تجنّبي الخلافات والمشاجرات أمام الآخرين أو التعليقات والإنتقادات غير الازمة التي سوف تثير انتباههم وتسمح لهم بالتدخّل بينك وبين زوجك. حتّى ولو حاول شريكك استفزازك أو مناقشتك أمام الأصحاب والأهل، أجيبي بلباقة بعيداً عن العصبية. لا تسمحي بأن يكون زواجك مسرحاً للآخرين.تذكّري أنّ تصرّفاتك هي مرآة لتصرّفات الآخرين.

لا تتدخّلي في حياة الآخرين كي لا يسمحوا لأنفسهم بالتدخّل في حياتك. يجب دائماً أن نبدء بتطبيق القواعد على أنفسنا قبل تطبيقها على الآخرين. عادة الفضول الزائد و التدخل في خصوصيات الآخرين يعطيهم فرصة للتدخل في شؤونك و خصوصياتك. سيجنّبك عدم التدخّل في حياة الآخرين الكثير من الخلافات و المشاكل وبالتالي المحافظة على صداقتك للأبد.

معلوماتك الشخصية هي الوقود الأساس للمتطفلين، لأن بمجرد معرفتهم لشيء عنك، سيرغبون في التعليق عليه أو سؤالك عنه. احتفظي بالأشياء لنفسك، وحتى لو سألوك عنها، لاتعطيهم إجابة واضحة. لنفترض أن أحدهم سألك "لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟“، يمكنك الإجابة قائلاً “من اللطيف منك أن تقلق بشأن ذلك”. يمكنك أيضاً التأكد من عدم وصولهم إلى معلوماتك بتقييد إمكانية الوصول إلى حساباتك الاجتماعية.