غالبًا ما نتحدث عن خصوبة المرأة عند محاولة الحمل، ولكن حدوث الحمل يتطلب خصوبة كلًا من الرجل والمرأة معًا!

على الرغم من أن المرأة هي التي ستحمل الطفل وتلده إلا أن للرجل دور حاسم أيضًا، ولكي يحدث الإخصاب يجب أن تكون حيواناته المنوية صحية وقوية للوصول إلى بويضة المرأة واختراقها.

وليحدث الإخصاب يجب أن يكون الرجل قادرًا على الانتصاب وأن يكون لديه ما يكفي من الحيوانات المنوية بالشكل الصحيح وتتحرك بالطريقة الصحيحة ولديه ما يكفي من السائل المنوي لحمل الحيوانات المنوية إلى البويضة وفقًا لمايو كلينك، وأي مشكلة في أي خطوة في هذه العملية يمكن أن تمنع الحمل.

ويمكن أن تؤثر مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية ونمط الحياة والتعرضات البيئية والهرمونات على خصوبة الرجل، لذلك من الصعب تحديد السبب الدقيق للعقم، وفقًا للدكتور "جاريد روبينز"، رئيس قسم أمراض الغدد الصماء التناسلية والعقم في نورث وسترن ميديسن للخصوبة والعقم. ومع ذلك أشار "روبينز" إلى أن الأطباء يحددون سبب المشكلات لدى حوالي 80% من الأزواج المصابين بالعقم، وقال إنه عندما يكون هناك سبب معروف للعقم فإن المشاكل لدى الرجل تميل إلى أن تمثل حوالي 40% من الأزواج المصابين بالعقم.

ولكن هناك العديد من الخطوات التي يمكن للرجال اتخاذها لتحسين صحتهم الإنجابية ونمط حياتهم لزيادة فرص الزوجين في الإنجاب، فيما يلي أفضل نصائح للرجال الذين يرغبون في تحسين خصوبتهم.

1. فقدان الوزن الزائد

أشارت الدراسات إلى أن الأزواج الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يستغرقون وقتًا أطول للحمل مقارنةً بالأزواج الذين لا يعانون من مشاكل الوزن، وأشارت الأبحاث أيضًا إلى أن زيادة الوزن أو السمنة تؤثر على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل مما يقلل من عدد الحيوانات المنوية ويقلل من قدرتها على السباحة فضلًا عن زيادة الضرر الذي يلحق بالمادة الوراثية (DNA) في الحيوانات المنوية، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي.

ووجدت دراسة أجريت عام 2012 أن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة كانوا أكثر عرضة لانخفاض عدد الحيوانات المنوية أو نقصان الحيوانات المنوية القابلة للحياة مقارنةً بالرجال ذوي الوزن الطبيعي، وقد اشتبه الباحثون في أن زيادة الدهون في الجسم مرتبطة بالتغيرات في هرمون التستوستيرون ومستويات الهرمونات التناسلية الأخرى لدى الرجال.

2. السيطرة على الظروف الصحية

تقترح المجلة العالمية لصحة الرجال أن إدارة الحالات الطبية المزمنة بشكل فعال مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري قد تحسن خصوبة الرجل، بينما قد تؤثر الحالات الطبية الأخرى مثل التليف الكيسي أو دوالي الخصية (الأوردة المتضخمة في كيس الصفن التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة) على خصوبته، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم (حاصرات بيتا) والاكتئاب والقلق (SSRIs) والألم (المواد الأفيونية طويلة الأمد) وتضخم البروستاتا (فيناسترايد) يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الخصوبة، وفقًا لـ كليفلاند كلينك. ويمكن أن يقلل التستوستيرون التكميلي أيضًا من إنتاج الحيوانات المنوية، ويمكن لبعض أدوية العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي للسرطان أن تسبب العقم الدائم، وفقًا لمايو كلينك، لذلك يجب على الرجل التحدث إلى طبيبه حول الأدوية التي يتناولها وما إذا كانت يمكن أن تتعارض مع قدرته على إنجاب طفل أم لا.

3. تناول الأطعمة الصحية

يقول "روبينز": "دور النظام الغذائي في خصوبة الرجال غير واضحة، على الرغم من أن العلم قد يكون غير حاسم إلا أنه لا يزال من الضروري للرجال تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية بما في ذلك الكثير من الفواكه والخضروات والتي تعد مصادر غنية بمضادات الأكسدة التي قد تساعد في إنتاج حيوانات منوية صحية، يجب أن يتناول الرجال أيضًا الأطعمة الغنية بالألياف والدهون الصحية الأحادية غير المشبعة وكميات معتدلة من البروتينات الخالية من الدهون".

يقول "روبينز" إن الرجال كثيرًا ما يسألونه عما إذا كان شرب الصودا يمكن أن يقلل من عدد الحيوانات المنوية لديهم، وقد أخبرهم أنه لا يوجد دليل جيد على أن الكافيين الموجود في الصودا يؤثر على خصوبة الرجال وهناك القليل من الأدلة على أن الكافيين الموجود في القهوة والشاي ومشروبات الطاقة مرتبط بمشاكل الخصوبة لدى الرجال.

4. ممارسة النشاط البدني بانتظام

يشجع "روبينز" الرجال على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لأنها تساعد في تقليل التوتر وتجعل الرجال يشعرون بتحسن تجاه أنفسهم ويفيد صحتهم على المدى الطويل، في حين أن النشاط البدني مفيد وفقًا لدراسة أجريت عام 2014 فإن أولئك الذين لديهم جدول تدريب شاق ويشاركون بانتظام في أحداث التحمل قد يؤثرون على مستويات الهرمون اللوتيني والتستوستيرون مما يؤثر على الخصوبة.

نظر الباحثون أيضًا في ما إذا كان ركوب الدراجة يمكن أن يؤثر على الحيوانات المنوية ووجدوا أن هذه الرياضة تنطوي على فترات طويلة من الجلوس في وضع يزيد من درجات حرارة كيس الصفن وكذلك الارتداد والاهتزازات التي يمكن أن تسبب صدمة للخصيتين، وأشارت بعض الدراسات إلى أن سائقي الشاحنات لمسافات طويلة قد يعانون أيضًا من مشاكل أكبر في الخصوبة لأسباب مماثلة لراكبي الدراجات.

ووجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة "Fertility and Sterility" أن الرجال الذين أبلغوا عن ركوب الدراجات لمدة خمس ساعات على الأقل في الأسبوع كانوا أكثر عرضة لانخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها مقارنةً بالرجال الذين مارسوا أشكالًا أخرى من التمارين، ومع ذلك هناك القليل من البيانات حول ما إذا كان ركوب الدراجات يؤثر بالفعل على الحيوانات المنوية أم لا، كما يقول "روبينز".

5. زيادة تناول الفيتامينات

يوصي الأطباء بتناول الرجال لفيتامينات متعددة يوميًا، يقول "روبينز": "هناك احتمال ضئيل للضرر منها ولها بعض الفوائد المحتملة".

قد تحتوي العديد من تركيبات الفيتامينات للرجال على مضادات الأكسدة مثل فيتامينات C و E ومعادن السيلينيوم والزنك، وقد وجدت بعض الأبحاث أن مضادات الأكسدة قد تسبب زيادة طفيفة في عدد الحيوانات المنوية وحركتها وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي.

ومن المنطقي أن مضادات الأكسدة قد تحسن جودة الحيوانات المنوية لأنها يمكن أن تحمي من الجذور الحرة والتي يمكن أن تسبب تلف الحمض النووي داخل خلايا الحيوانات المنوية.

هل تعلمين ملكتي أن الحرارة قد تؤثر على الحيوانات المنوية أيضًا! تابعينا غدًا لمعرفة المزيد عن هذا الأمر!