آثار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإساءة استخدامها على الزواج

لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي الطريقة التي نتفاعل بعا مع بعضنا البعض كأزواج، حيث توفر منصة لمعرفة المزيد عن الأشخاص الذين نعرفهم، ومع ذلك فقد ساهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا في تفاقم مشاكل الزواج.

أظهرت الأبحاث المتزايدة أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي كان له تأثير سلبي على الزواج، حيث أدت المستويات العالية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى المزيد من المشاكل في الزواج، والخيانة الزوجية، والصراعات، والغيرة، والطلاق في نهاية المطاف.

"تقضي الكثير من الوقت على Facebook"؟

لا يقتصر الأمر على ما يفعله الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أيضًا مقدار الوقت الذي يقضيه في فعل ذلك يمكن أن يتسبب في حدوث صراع، ولقد ثبت أن الوقت المفرط الذي يقضيه المستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على زواجه.

قارنت دراسة حديثة معدلات الطلاق على مستوى الدولة بحسابات الفرد على Facebook، ووجدت الدراسة صلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وانخفاض جودة الزواج في كل نموذج تم تحليله.

ووجدت أيضًا أن الزيادة السنوية بنسبة 20٪ في الالتحاق بالفيسبوك ارتبطت بزيادة 2.18٪ إلى 4.32٪ في معدلات الطلاق. 
ويتنبأ نموذج الدراسة من نتائج الاستطلاع الفردي أن الأشخاص الذين لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يكونون أكثر سعادة بنسبة 11٪ في زواجهم من الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام.

تكاثر الشبهة والتطفل والغيرة

توفر وسائل التواصل الاجتماعي وصولاً سهلاً للزوج الغيور للبحث عن معلومات حول تفاعلات زوجته سواء كانت الشكوك قائمة أو لا أساس لها، وغالبًا ما يشعر الناس بعدم الارتياح بشأن علاقتهم بعد اكتشاف شيء ما على حساب شريك الحياة على Facebook، ويؤدي هذا غالبًا إلى زيادة المراقبة والغيرة والصراع في الزواج. 
في الواقع وجد الباحثون أنه كلما زاد فحص الشخص لنشاط شريك حياته على Facebook كلما شعر ذلك الشخص بالغيرة وانعدام الثقة.

الخيانة الزوجية عبر الإنترنت

لسوء الحظ غالبًا ما يكون هناك ما يبرر الشكوك حول تفاعلات شريك الحياة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعترف واحد من كل عشرة أزواج بإخفاء الرسائل والمنشورات عن الآخرين، وثمانية في المائة من الأزواج يعترفون بأن لديهم حسابات سرية، وواحدة من كل ثلاث حالات طلاق تبدأ عبر الإنترنت.

باستخدام الهواتف الذكية وتطبيقات الوسائط الاجتماعية لم يكن من السهل أبدًا على الأزواج غير الراضين البحث عن علاقة جديدة أو الاتصال بحبيب سابق أو البحث عن علاقة غرامية، فهي تلبي احتياجات المتزوجين الذين يبحثون عن علاقات غرامية.

في غمرة طوفان التكنولوجيا وافتراض أن الأجهزة الحديثة من هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر وإنترنت، في خدمتنا وليس العكس، نجد أنفسنا نتوقف قليلا أمام مصطلح "الغيرة الالكترونية" بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والإقبال عليها من الكبار قبل الصغار بطريقة منقطعة النظير وبعدد ساعات كبير يتواصل فيه الأزواج والزوجات مع أناس من عالم كبير وقارات بعيدة، في حين يبتعد كل منهما عن الآخر داخل البيت الواحد وتزداد الفجوة بينهما.

ويلاحظ بشدة انتشار مصطلح "الغيرة الالكترونية" وتغير المشاعر من واقعية إلي افتراضية بطريقة شديدة السلبية، وقد سلطت التقارير الصحفية الضوء علي هذه الظاهرة ورصدت زيادة عدد المشكلات الزوجية والاستشارات الأسرية بسبب وسائل التواصل.

وأكدت التقارير وصول هذه المشاكل في بعض الأوقات لطلب الانفصال وخاصة من الزوجة بسبب إدمان الزوج لصفحات الفيس بوك،وقد تصل مثل تلك القضايا إلي المحاكم، وهو أمر جديد علي مجتمعاتنا الشرقية المترابطة.

ويري الباحثون أن القاسم المشترك في أغلب هذه الحالات هو اكتشاف أحد الطرفين رسائل غير متوقعة في صندوق رسائل الطرف الآخر.

وقد نشرت صحيفة (ديلي ميل) دراسة أجريت بجامعة بوسطن الأمريكية، أكدت أن استخدام موقع "فيس بوك"، كان مؤشرًا كبيرًا على ارتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج، وأفادت الدراسة أن معدلات الطلاق تزايدت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي في 45 دولة.

فالعلاج يكمن في ضرورة التفاهم المتبادل بين الطرفين فمن حق الزوجة ألا يخفى عنها زوجها مشاركته في تلك المواقع والعكس صحيح!

لكن الأخبار السارة:

- نسبة كبيرة من الزيجات تبدأ الآن عبر الإنترنت من خلال مواقع المواعدة وشبكات التواصل الاجتماعي.

- بدأ الأزواج أيضًا في فهم تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات والعمل على الحد من الوقت الذي يقضونه على Facebook ويكونوا أكثر انفتاحًا في أنشطتهم عبر الإنترنت، ويتبعون سلوكًا مقبولًا عبر الإنترنت، مثل عدم مشاركة المعلومات أو الصور الخاصة مع الجنس الآخر.