يقرر العديد من الأزواج أنه من غير الحكمة الدخول في محادثات معينة مع الزوجة.

وتدعي العديد من النساء أن الأزواج لا يستطيعون التواصل، حيث قالت لي امرأة ذات مرة: "كل ما يريده الرجال هو العلاقة الحميمة".

قد يكون من الحكمة أن تدرك النساء أن العديد من الأزواج يقررون أنه من غير الحكمة الانخراط في محادثات معينة.

على سبيل المثال: قد يتنبأ الرجل بأن الاستماع إلى زوجته لن يجعل الأمور أفضل، بل سيؤدي إلى تفاقم شعورها بالضحية غالبًا على حساب الرجل.

على سبيل المثال: إذا نسي رجل عيد ميلاد زوجته، فقد يخشى أنها ستدخل في خطة حول كيف جعلها تشعر بأنها غير محبوبة، وقد يشعر بالقلق من أنها ستبالغ في مدى شعورها بالسوء حتى تتمكن من انتزاع أقصى قدر من اشعاره الذنب وطلب التعويض منه. 

قد يكون خائفًا من طرحها للمزيد من الأخطاء التي ارتكبها - مثل:

 لقد أصررت على مشاهدة مباراة كرة القدم الغبية تلك عندما كنت تعلم أنه من المهم أن نزور جدتي، وأشعر أنني لست محبوبًة، وهذه مبالغة أخرى في انتزاع أقصى قدر من المكافأة منه.

في مثل هذه المحادثة قد يكون مدركًا أنها تبالغ في رد فعلها، والسماح لها بالتنفيس دون انقطاع سيعطي شرعية لا داعي لها لشكواها. 

ومع ذلك إذا دافع عن نفسه على سبيل المثال من خلال الإشارة إلى أنانيتها، فإنها ستتهمه بتوسيع الجدل، كما أنها قد لا تهدأ إذا قدم أمثلة على الطرق العديدة التي أظهر بها حبه لها. 

من المحتمل أن تشعر أو تؤكد أنه لم يستمع لها من قبل، وقد تقول: أريدك فقط أن تسمعني، ألا يمكنك الاستماع لمرة واحدة فقط؟

  إنه في مأزق؛ فهو يخسر في كلتا الحالتين.

من المفهوم أن الأزواج يريدون تجنب المحادثة حيث قد تعتقد النساء خطأً أن الأزواج لا يستطيعون التواصل، وأن "كل ما يريده الرجال هو العلاقة الحميمة".

في الواقع تطالب العديد من النساء بأن يتم الاستماع إليهن وأن الرجل لا يجرؤ على تقديم حل لمشكلتها خشية أن يقيدها، فهي تريد فقط أن تتنفّس، وتريد تشارك مشاعرها، وعندما تكون مستعدًة لحل المشكلة ستفعل.

يشعر الكثير من الأزواج بالإحباط عندما تواجه المرأة التي يحبها مشكلة يمكنه حلها، لكنه مجبر على الجلوس هناك وفمه مغلق، فبدلاً من الشعور بالإحباط، فإنه يستبق المحادثة أو يختصرها، أو يبتعد ببساطة، وعندها قد تقول المرأة أو تفكر: "لا يستطيع الرجال التواصل، وكل ما يريدونه هو العلاقة الحميمة".

كشفت دراسة أجرتها ديبورا تانين المتخصصة في الاتصال بين الجنسين في جامعة جورج تاون عن الحكمة التقليدية القائلة بأن النساء يتحدثن أكثر من الرجال، والحقيقة هي أن الرجال يتحدثون بنفس القدر تقريبًا - حوالي 16000 كلمة في اليوم.

قد يكون الاختلاف هو أن العديد من الرجال يقاومون الكلام ما لم تكن النتيجة البناءة محتملة، فالرجال قد لا يكونون أغبياء كما تدعي بعض النساء.