في تلك الأيام الأولى من الطفولة بين فترات الرضاعة والتبديل والنوم قد تتسائلين: ماذا أفعل مع هذا الطفل؟

بالنسبة للآباء الذين ليسوا على دراية بمرحلة حديثي الولادة قد تبدو كيفية إبقاء الرضيع مستمتعًا تحديًا شاقًا. 

ما الذي يمكنك فعله مع طفل لا يستطيع التركيز في عينيك أو الجلوس بمفرده أو توصيل أفكاره؟

دمج اللعب في مهامك اليومية مع طفلك يمكن أن يكون بسيطًا، فالاطفال حديثي الولادة لا يطلبون ألعابًا معقدة أو قصصًا منطقية، إنهم فقط يتوقون إلى حضورك واهتمامك.

متى يجب أن تبدأي اللعب مع الاطفال حديثي الولادة؟

منذ اللحظة الأولى التي تحملي فيها مولودك الجديد، فإنك تشغلين حواسه، إن الاطفال حديثي الولادة يمكنهم أن ينظروا إلى وجهك ويسمعوا صوتك ويشعروا بدفء بشرتك. 

في الشهر الأول قد يبدو أن اهتمامات طفلك تقتصر في الغالب على الأكل والنوم والتبرز، ولكن قد تلاحظي أيضًا أن الاطفال حديثي الولادة ينتبهون ويوجهون رؤوسهم نحو الأصوات المألوفة أو يحاولون تركيز أعينهم على لعبة عندما تصدر أصوات خشخشة أو صرير.

قد يكون من الصعب تخيل ذلك ولكن بحلول الشهر الثاني قد يكون الاطفال حديثي الولادة قد رفعوا رؤوسهم عند وضعهم على بطنهم للنظر حولهم.

وبحلول الشهر الثالث من المحتمل أن تري ابتسامات طفلك وتسمعي أصواتًا تبدو وكأنها محاولة منهم للتواصل معك.

على الرغم من أنهم غير قادرين على إخبارك بالكلمات بأنهم يقضون وقتًا ممتعًا، فقد تلاحظي علامات تدل على أن طفلك مستعد ومهتم بوقت اللعب كل يوم. 

بينما يقضي الاطفال الكثير من الوقت في النوم، ففي الأشهر الستة الأولى من المحتمل أن يكون طفلك نائماً من 14 إلى 16 ساعة كل يوم، ستبدأي في رؤية الأوقات التي يكون فيها مستيقظًا ومنتبهًا ولكن هادئًا.

خلال هذه الأوقات التي يتقبل فيها الاطفال التفاعل يمكنك البدء في المشاركة في بعض الألعاب والأنشطة البسيطة.

أفكار لوقت لعب الاطفال حديثي الولادة

   ▪ وقت البطن

يوصى باستخدام وقت البطن لجميع الاطفال ولكن غالبًا ما لا يتم استقباله جيدًا من قبل الاطفال الذين ما زالوا يعملون على التحكم في العضلات والتنسيق اللازمين لرفع رؤوسهم.

في هذه الحالة ضعي الطفل على صدرك وتحدثي معه أو غنِّ الأغاني، وعندما يشجعه صوتك على رفع رأسه فكافئيه بابتسامة، يمكن أن يجعل الاتصال الجسدي والقرب من طفلك في وقت البطن تجربة ممتعة أكثر لكما.

وعلى الرغم من أن وقت الاستلقاء على البطن قد لا يكون هو الوقت المفضل لديه، إلا أنه نشاط يومي مهم لحديثي الولادة، الذين يميلون إلى قضاء معظم وقتهم في وضع الاستلقاء. 
لاحظ أحد الباحثين في الدراسة أن وضع الرضيع يؤثر على قدرته على التفاعل مع العالم، وبالتالي يؤثر على نموه.

   ▪ متعة أثناء الطي

الوقت الذي تقضيه في القيام بهذا العمل الرتيب يمكن أن يكون أيضًا وقتًا تقضيه مع طفلك، فأحضري بطانية بالقرب وضعي عليها الطفل منك أثناء عملك على معالجة كومة الملابس.

يمكن لعملية طي الملابس أن تحفز الحواس لدى الطفل، مثل: ألوان القمصان واندفاع الهواء أثناء هز الملابس لطيها، ويمكنك التحدث مع الطفل حول الألوان والقوام والاستخدام لعناصر مختلفة.

   ▪ التدليك والدغدغة

ضعي الطفل على بطانية وساعديه على الحركة، وامسكي يديه برفق أثناء تحريك ذراعه لأعلى وللخارج وللجانب، التدليك اللطيف والدغدغة من أسفل القدمين إلى أعلى الرأس يمكن أن يوفر لكما المرح.

هذا أيضًا وقت رائع لتقديم بعض الألعاب البسيطة، مثل: لعبة محشوة، خشخيشة، أو مرآة غير قابلة للكسر كلها خيارات جيدة، فاجعلهيا قريبة بما يكفي حتى يتمكن طفلك من التركيز، وامنحيه فرصة للوصول إلى العناصر ولمسها أثناء اللعب.

    ▪ تمايلي وتحركي مع طفلك

يحب الأطفال الحركة ويجدونها مهدئة، فيمكنك دائمًا حمل الطفل بين ذراعيك، وضعي بعض الألحان، ويمكنك الرقص والقفز في جميع أنحاء غرفة المعيشة، ولكن يمكنك أيضًا العمل في المنزل أو إجراء بعض المكالمات الهاتفية أثناء التنقل مع طفلك الصغير.

    ▪ اقرأي بصوت عالٍ

في هذه المرحلة يحب الاطفال سماع صوتك فقط، لذا إذا كان طفلك يستيقظ طوال الليل وتريدين قراءة هذا المقال عن نوم الاطفال حديثي الولادة فابحثي عنه واقرأيه بصوت مسموع لطفلك.

يتعلق الأمر بكيف تقولبن ذلك أكثر منه حول المحتوى، لذا اقرأي ما تريدين، فقط اقرأيه بصوت عالٍ، فالقراءة المبكرة غالبًا ما تعزز نمو الدماغ وتزيد من سرعة المعالجة وتزيد من المفردات.

  ▪ غني أغنية

سواء كانت في وقت النوم أو في السيارة، فطفلك لن يحكم على صوتك؛ إنه يحب الصوت المألوف كصوتك.

    ▪ خذي استراحة

لست مضطرًة إلى التركيز على طفلك طوال ساعات يقظته، فيحتاج الأطفال إلى توازن بين التحفيز والهدوء للتعامل مع بيئتهم.

إذا كان طفلك مستيقظًا وهادئ، فلا بأس من السماح له بالإستلقاء في سريره أو في مكان آمن آخر بينما تحصلين على بعض الوقت الذي تستحقيه لنفسك.

في حين أن الاطفال قد لا يكونوا قادرين على فعل الكثير بمفردهم، فإن طفلك يسعد بكل لحظة يقضينها معك، وحتى اللحظات الصغيرة التي تقضيها معه يمكن أن تساعد في تشجيع نمو طفلك.

لا تقلقي بشأن الألعاب أو المعدات الفاخرة، فكل ما تحتاجيه للعب مع طفلك هو أنتِ!