إن انجاب طفل جديد هو حدث يغير الحياة، وعادة ما يُشعرنا نبأ دقات قلبين في الرحم بالإثارة والترقب والقلق، وقد تغمر أذهاننا الكثير من الأفكار عند الحمل بـ توأم، مثل:

• هل سيكون أطفالنا بصحة جيدة؟
• كيف سنرعى التوأم ونعتني بهم؟ 
• كيف نطعم طفلين في وقت واحد؟ 
• ماذا لو كانتا متطابقتين ولا أستطيع التمييز بينهما؟ 
• كيف يمكننا أن نجري خلف طفلين صغيرين؟ 
• كيف نكون منصفين عند التعامل مع مشاجرات الأشقاء؟

يقدم التوأم للأبوين العديد من الأفراح والتحديات، فهذا يعني استقبال فردين جديدين من العائلة، ويعني أيضًا اطعام طفلين والتجشؤ والنوم والحفاض واللعب والقلق بشأنهما وبالطبع الحب. 
إن تربية الأطفال في السنوات الأولى رائعة ولكن يمكن أن تكون مرهقة جسديًا وعاطفيًا، ومع ذلك فإن التحضير والاستعداد والتعليم والدعم المحب من العائلة والأصدقاء يمكن أن يساعدك على فهم أفضل طريقة لرعاية طفليك التوأم ورعاية نفسك.

ماذا تعرفين عن التوأم

تقدم حقيقة أن التوائم كانا معًا منذ الحمل العديد من المزايا للأشقاء، على سبيل المثال: غالبًا ما يتعلم التوأم النوم من خلال الضوضاء والحركة ويفهمون بسرعة أنه يجب عليهم الانتظار حتى يتم تلبية احتياجاتهم. 
قد يُظهر التوائم قلقًا أقل من الانفصال لأن لديهم رفيقًا دائمًا، حيث تخلق الرابطة التي يشكلها التوائم الراحة أثناء تنقلهم خلال العديد من تحولات الحياة معًا مثل تركهم في رعاية جليسات الأطفال أو دخول عالم الروضة ورعاية الأطفال. 
في السنوات الأولى من الطفولة المبكرة يمكن أن يستفيد التوأم من هذه القدرة على التعلم من بعضهما البعض.
على الرغم من أن كل توأم يجد الراحة في الآخر وقد يكون هناك الكثير من القواسم المشتركة، فيجب على الوالدين أن يفهموا أن كل طفل هو فرد مستقل، والتوائم كائنان منفصلان ويجب اعتبارهما كذلك منذ اليوم الأول على الرغم من أنه يجب تقدير الرابطة العاطفية لبعضهم.
فهم مثل جميع الأطفال الأشقاء لكل توأم مزاجات واحتياجات ورغبات وقدرات مختلفة وسيتجادلان ويتقاتلان ويعانقان ويحبان بعضهما، وقد يكون هناك بعض التنافس.

نصائح لتربية الأطفال التوأم

• اطلبي المساعدة

تواصلي مع عائلتك وأصدقائك وجيرانك للحصول على الدعم عند تربية التوائم، فغالبًا ما يرحب الناس بدعوتهم لاحتضان طفل رضيع أو إطعامه أو اللعب معه، فالجميع يحب أن يشعر بالحاجة إليه، وسيستمتع أصدقاؤك أو عائلتك بدعوتهم ليكونوا مع الأطفال حتى تتمكني من أخذ قيلولة.

• تطوير الروتين والجداول

يساعد الروتين المنظم والقابل للتنبؤ كل فرد من أفراد الأسرة على تحقيق قدرته المثلى، ويساعد الروتين اليومي الأطفال على الشعور بالأمان لأنهم يعرفون ما الذي سيحدث وما يمكن توقعه بعد ذلك.

• تواصلي مع آباء التوائم الآخرين

يمكن لأولياء أمور الأطفال التوأم تقديم ثروة من الدعم من خلال مشاركة معارفهم وخبراتهم في تربية التوائم. 

• الرضاعة في نفس الوقت

من الممكن إرضاع التوأم من الثدي وزجاجة الرضاعة في نفس الوقت، ويمكن تغذية الأطفال بالزجاجة في نفس الوقت باستخدام الوسائد لدعمهم في حضنك أو بجوارك، والتوائم التي ترضع من الثدي ممكنة أيضًا بوسائد مصممة خصيصًا لدعم الطفل، وقد يكون تجشؤ طفلين أمرًا صعبًا لأنه يجب أن يحدث بشكل طبيعي بعد إرضاع كل طفل، وقد يكون هذا هو الوقت المناسب لطلب المساعدة.

• عاملي كل طفل كفرد كشخصية فريدة

إن اعتبار التوائم أفراد فريدة من نوعها يساعد كل طفل على إدراك شخصيته الخاصة وتطوير هويته الخاصة، فعند تربية التوائم قد يكون هناك ميل دائمًا إلى التفكير فيهم كوحدة واحدة، ولكن احترمي الفروق الفردية وكوِّني توقعات منفصلة حول قدرات كل طفل واهتماماته، وادعمي فردية كل طفل من خلال الإشارة إلى كل طفل بالاسم وليس "بـ التوأم".

• خططي لوقت ممتع بمفردك مع كل طفل

توفر بعض أنشطة وقت اللعب الجيدة مثل الجلوس والتحدث أو مشاركة كتاب أو لعب لعبة أو الذهاب إلى السوق الاهتمام الفردي الذي يحتاجه الأطفال. 
والهدف هو إعطاء كل طفل تجارب حياة ممتعة ومناسبة لهم، حيث يميل التوائم خاصة في السنوات الأولى إلى الاعتماد الشديد على بعضهم البعض، ويساعد فصل الوقت على تطوير هويات منفصلة ويمنح الأطفال أيضًا وقتًا مهمًا مع شخص كبير.

• فهم الإنصاف مقابل احترام احتياجات الأطفال

لأن لكل طفل احتياجات مختلفة فإن احترام احتياجاته الفردية أهم من العدل عند تربية التوائم، فلا يحتاج الآباء دائمًا إلى قضاء نفس القدر من الوقت مع كل طفل أو شراء هدية مماثلة لكل طفل أو معاملة الأطفال بالطريقة نفسها بالضبط، فإن احترام أوجه التشابه والاختلاف بين الطفلين يعزز إحساسًا حقيقيًا وصحيًا بذاته.

• ضعي في اعتبارك الممتلكات والهوية المزدوجة

تساعد الممتلكات الأطفال على تكوين شعور بالهوية، حيث تعزز بعض الملابس والألعاب والكتب والبطانيات المنفصلة وما إلى ذلك الانفصال والملكية. 
يحتاج كل طفل إلى بعض الممتلكات التي لا يجب مشاركتها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إعطاء كل طفل خزانة خاصة أو مساحة على الرف، وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار غير قادرين على القراءة بعد فمن المفيد تسمية الممتلكات الفردية بأسمائهم.

• كوني حذرة عند إجراء المقارنات

التنمية رحلة وليست سباق، وغالبًا ما يقارن الآباء نمو أطفالهم بالأطفال الآخرين من نفس العمر وسيكون من المغري القيام بذلك مع التوائم، ومع ذلك من الأفضل عدم المقارنة بين التوائم. 
الأطفال الصغار مدركون تمامًا ويستوعبون ما يسمعونه، ويمكن للمقارنات أن تثني الطفل بسهولة أو تخلق موقفًا يشعر فيه بأنه أقل ذكاءً أو قدرة أو جاذبية من توأمه.

• الأهم من ذلك استمتعي برحلة تربية التوأم! 

ستوفر قراءة الكتب والمقالات حول تربية التوائم العديد من الموارد وتساعد في التخفيف من المخاوف من خلال مساعدة الآباء على فهم أفضل لمتع وتحديات التربية والتسلح بالمعرفة والدعم.