وفقًا لعالم النفس "مايكل سليبيان"، الحاصل على درجة الدكتوراه ومؤلف كتاب "The Secret Life Of Secrets"، فإن الشخص العادي يحتفظ بـ 13 سرًا.

ومن خلال البحث عن آلاف الأسرار من خلال استطلاعات كثيرة قام بتجميع قائمة تضم 38 فئة من الأسرار التي يحتفظ بها الأشخاص عادةً لأنفسهم.

وقال: "إن 97٪ من الناس لديهم على الأقل سر واحد من هذه القائمة في الوقت الحالي، والشخص العادي لديه 13 سرًا من هذه القائمة المكونة من 38 سرًا".

ليس كل سر يجب أن يكون جزءًا ضخمًا من المعلومات التي يمكن أن تغير الحياة، ولكن يمكن أن تصبح كل هذه الهياكل العظمية في النفس عبئًا كبيرًا، في الواقع ، يقول "سليبيان" إن الاحتفاظ بالأسرار يمكن أن يضر في النهاية بحالتكِ المزاجية، في حين أن مجموعة محددة جدًا من الأسرار يمكن أن تعزز طول العمر! هيا بنا إذًا ملكتي لنكتشف ما إذا كانت الأسرار التي تحتفظي بها يمكن أن تعزز أهدافك الصحية أم تعرقلها.

● كيف يمكن للأسرار أن تضر الصحة؟!

يلاحظ "سليبيان" أنه عندما يحتفظ الناس بالأسرار فإنهم يحاولون عمومًا حماية شيء ما، لذا فمن المنطقي أن تركزي بشكل إيجابي على الاحتفاظ بالسرية المذكورة من أجل الحفاظ على مشاعر شخص آخر وما إلى ذلك، لكنه يقول أن: "السر العادي يضر بحالتنا المزاجية، لذلك فإن التكلفة تصبح أكبر مما نعتقد!"

إنه ليس نوع السر بحد ذاته الذي يضر بصحتك بشكل أو بآخر، فمثلًا الشخص الذي لديه أكثر من 13 سرًا يكافح أكثر من شخص لديه ثلاثة أسرار فقط، يقول "سليبيان": "لا يوجد سر معين بالضرورة ضار لك، ولكن عندما يكون السر مضرًا بك تجدي نفسك تفكرين فيه، عندما تجدي نفسك عالقة في التفكير وتجدي نفسك غير متأكدة مما يجب عليك فعله أو تشعرين بالخجل، وإذا كان عقلك يفكر بشكل متكرر في هذا السر مرارًا وتكرارًا، فيمكن أن يبدأ في التأثير على رفاهيتك وحالتكِ المزاجية".

لدى "سليبيان" بحثًا يدعم هذه النظرية، في دراسة أجريت عام 2019 وجد أن التفكير المستمر في الأسرار يمكن أن يزيد من التعب من خلال إثارة مشاعر العزلة ويمكن أن يكون لهذه التأثيرات عواقب على المثابرة في المهام والأداء.

ويشير أيضًا إلى أنه إذا كنتِ شخصًا يحتفظ بالأسرار كطريقة للتعامل مع المشكلات فمن المحتمل أنكِ لا تعملين على حل هذه المشكلات بطريقة مثمرة.

التواصل الاجتماعي مهم جدًا للصحة العقلية والجسدية، فقد أظهرت الأبحاث أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤثر على الاستجابة المناعية، ومن خلال الاحتفاظ بالأسرار قد لا تتمكني أبدًا من تحطيم هذا الجدار العاطفي تمامًا.

● كيف يمكن للأسرار أن تعزز الصحة؟!

هناك أوقات يمكن أن يؤدي فيها الاحتفاظ بالأسرار إلى تعزيز رفاهيتك وحالتكِ النفسية، إذًا فما هو السر الصحي؟!

وفقًا لـ"سليبيان"، تتضمن الأسرار الجيدة نوعًا من الكشف المثير أو الشيق، على سبيل المثال إذا كنت تخططين لتجهيز عيد ميلاد لأحد أحبابكِ أو ستعلني عن حدث جديد مثير لعائلتك وأصدقائك. سيتم اكتشاف كل المعلومات في مرحلةٍ ما لكنكِ أنتِ من تتحكمين في الكشف وهذا هو بالضبط سبب شعورنا بالرضا حيال هذه الأسرار.

"نظرًا لأن لدينا تاريخ واضح ومحدد في المستقبل ونخطط حقًا لكيفية ظهور هذا السر فنحن نشعر حقًا بالسيطرة على أسرارنا الإيجابية، كما يقول "سليبيان"، ويقول أيضًا: "إنه شعور صحي حقًا عندما نشعر بالسيطرة على حياتنا، فإننا نعيش حياة أكثر صحة ونكون أفضل في التعامل مع ضغوطات الحياة، والأشخاص الذين يشعرون بالسيطرة يعيشون لفترة أطول".

● الخُلاصة

قد يكون للاحتفاظ بالأسرار -حتى الصغيرة منها- تأثير سلبي على الصحة وعلى رفاهيتك خاصةً إذا كنت تفكرين باستمرار في كتم المعلومات، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نصبح كتابًا مفتوحًا (هناك فرق بين السرية والخصوصية).