تعلمت أن أصبح أماً منظمة بعد الكثير من التجارب والأخطاء، ولم يكن كوني منظمًة أمرًا طبيعيًا بالنسبة لي، ولكنني تعلمت ذلك بسبب الفوضى التي تسببت فيها حياتي غير المنظمة.

الغسيل الذي يتراكم، والكتاب الذي كنت أرغب في قراءته لأسابيع، والفوضى في غرفة نومي كلها استدعت انتباهي، وعندما بدأ التوتر ينمو، أردت البحث عن حل، وتعلمت أن أحافظ على التوازن بين حياتي الشخصية وعائلتي وكل شيء آخر.

لذلك دعونا نتعمق في موضوعنا اليوم: كيف تصبح أماً منظمة؟

حسنًا، أود أن أبدأ بالقول إنني أم تعمل في المنزل لذا فإن أفكاري وأنظمتي في البقاء منظمًة تدور حول العمل من المنزل، ولكن كل هذه العادات مفيدة حتى لو كان لديك وظيفة خارج المنزل أو إذا كنت أمًا تقيم في المنزل، فستحتاجين فقط إلى تعديلها وفقًا لاسلوب حياتك.

لذلك دعونا نكتشف كيف يمكنك أن تكوني أكثر تنظيما كأم؟

    1. خططي لاسبوعك

تعلمت ترويض الفوضى في حياتي، والآن لدي مكان لتدوين كل شيء، ففي دفتر اليومية لديك مساحة للكتابة عن أي شيء وكل شيء.

سواء كان الأمر يتعلق بقائمة المهام الخاصة بك، أو قائمة الامتنان، أو أعمال التنظيف، أو الأهداف، أو الأفلام التي تريدين مشاهدتها، أو الكتب التي تريدين قراءتها للأطفال، وما إلى ذلك، فهذا يعني وضع كل ما يشغل ذهنك على الورق بحيث لا يكون لديك  ما يدعو للقلق، حيث يحرر الكثير من الفوضى العقلية ويساعد على تقليل التوتر والإرهاق الذي تشعرين به كأم.

بالإضافة إلى كتابة كل هذه القوائم يتم استخدام دفتر اليومية بشكل أساسي كمخطط لجدولة مهامك الشهرية والاسبوعية واليومية.

في بداية كل شهر أكتب أهدافي الشهرية

أهدافي الشهرية لا تشمل فقط الأعمال المنزلية وعملي المهني، ولكن كل شيء آخر بما في ذلك تحسين طريقة تفكيري وعاداتي الأخرى.

ثم شرعت في القيام بتفريغ عقلي لجميع المهام التي أريد القيام بها في غضون اسبوع، وجدولة كل مهمة، وأقوم أيضًا بجدولة وقت للعمل، والتمرين، والقراءة، والأعمال المنزلية، والرعاية الذاتية، وأيام الراحة، وما إلى ذلك.

أنا دائما كنت أسوف الرعاية الذاتية، ولكن مع نظام التخطيط هذا الآن، يتم الانتهاء من جميع أعمال العناية الشخصية الخاصة بي وأنا أكثر سعادة.

ملحوظة: أحتفظ بدفتر يوميات بسيط وأساسي جدًا لأنني أم مشغولة وليس لدي وقت لتزيين مخططي وإضافة المزيد إلى الإرهاق.

   2. العمل على جهاز تفكيرك

ما الذي يجب أن تفعله العقلية حيال كونها منظمة؟

ما تعلمته على مر السنين هو أن الكثير من عاداتنا تعتمد على طريقة تفكيرنا.

يقول جيمس كلير في كتابه الأكثر مبيعًاAtomic) Habits): "لخلق عادات دائمة تحتاج إلى إحداث تغيير على مستوى الهوية".

إذا كنت تقولين لنفسك "أنا غير منظمة" أو "أنا فوضوية"، فهذا ما ستصبحي عليه، لأن هذه هي الطريقة التي تعرفين بها نفسك، ومن ناحية أخرى عندما تبدأي في تعريف نفسك على أنك الشخص الذي تطمحين إليه يحدث التغيير، وهذه هي الطريقة التي تفسح بها العادات القديمة المجال لعادات جديدة وتمكينية، فأعيدي توصيل عقلك بتأكيد معتقدات جديدة من خلال تكرار التأكيدات الإيجابية.

في هذه الحالة أستخدمي التأكيدات الإيجابية مثل:

أنا شخص منظم وأنجز كل شيء في الوقت المحدد

أنا شخص منتج يدير وقته بكفاءة.

من الصعب تصديق هذه الأفكار الجديدة في بعض الأحيان لكن عندما تستمري في تكرارها شفهيًا أو كتابيًا، يبدأ عقلك في ربط المعتقدات الجديدة، ويصبح من الأسهل التصرف انطلاقا من هذه المعتقدات.

   3. إدارة طاقتك

السبب الرئيسي لرغبتك في أن تصبحي أماً منظمة هو أنه يمكنك أن تكوني أكثر إنتاجية مع الوقت المتاح لك، بحيث يتم تعيين أنشطتك اليومية على هذه الأنظمة وتحتاجين فقط إلى الالتزام بالخطة.

لكن أكبر عدو وجدته هو افتقاري إلى الطاقة، فعندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراء فأنا ببساطة متعبة.

هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تسبب التعب

أولاً: تحققي مما إذا كان لديك أي أسباب طبية للشعور بالخمول جسديًا أو نفسيًا.

ثانيًا: تحققي مما إذا كنت تديرين طاقتك جيدًا، فكل شخص لديه فترة من الوقت خلال اليوم يشعر فيها بالانتعاش والنشاط، وتحققي مما إذا كنت تستخدمين هذا الوقت لصالحك، وبالنسبة لي إنه الصباح، وإذا لم أستغل هذا الوقت جيدًا وأستعد للصباح مسبقًا، فإن إنتاجيتي تنخفض مع تقدم اليوم ولا يتم فعل أي شيء.

لذا فإن النوم الجيد ليلاً مهم، والتمرين مهم، والطعام المغذي مهم، فغالبًا ما تكون العادات الصغيرة عند ممارستها باستمرار بمرور الوقت هي التي نرى فيها تغييرات كبيرة، وهذا صحيح هنا أيضًا، لذا استعدي ليومك في الليلة السابقة، وضعي خطة جيدة حول كيفية استغلال الساعات الأكثر إنتاجية في يومك بأفضل طريقة ممكنة، وأيضًا اعتني بصحتك جيدًا، وحاولي أن تجعلي النوم لمدة 8 ساعات يوميًا شيئًا غير قابل للتفاوض، وسوف يفعل المعجزات لإنتاجيتك.

   4. إنشاء الروتين

بعد التخطيط ما يمكن أن يساعدك على تنظيم حياتك مع الاطفال هو إنشاء روتين (روتين الاطفال والأمهات).

بمجرد التخطيط لاسبوعك فكري في كيفية إنشاء إجراءات روتينية للمهام المتكررة.

على سبيل المثال: أنا مدمنة على التنمية الشخصية، وعندما أردت أن أجعل التأمل وكتابة اليوميات عادة يومية، قررت أن أجعل هذا جزءًا من روتيني الصباحي حتى يتم القيام به باستمرار.

ما يمكنك فعله هو أن تأخذي كل ما تريد القيام به باستمرار وأنشئي روتينًا حوله، على سبيل المثال: إذا كنت ترغبين في القيام بذلك بانتظام اجعليه روتينًا عن طريق قضاء عشر دقائق في الصباح أو في المساء للقيام بذلك.

وفقًا لطريقة تكديس العادات من الأسهل تكوين عادات إذا قمت بإرفاق العادة الجديدة بعادة موجودة بالفعل.

أعتقد أن وجود روتين صباحي وروتين مسائي يساعدك ويساعد الاطفال كثيرًا في التنظيم.

عادة ما يتكون روتيني الصباحي من:

- الاستيقاظ في وقت أبكر من الجميع

- الصلاة

- التأمل والصحافة

- تحضير الفطور وإرسال الاطفال إلى المدرسة

- ترتيب السرير

- اجلس لبضع ساعات من العمل

يتكون روتيني الليلي من:

- اعداد وجبة عشاء

- التحضير للإفطار والغداء المدرسي

- قراءة القصص مع الاطفال

- وضع الاطفال في الفراش

- التخطيط لليوم التالي

- روتين العناية بالبشرة ليلاً

- اقرأ في كتاب

- النوم من 10 إلى 11 مساءً

أجد أن تجهيز كل شيء للصباح من الليلة السابقة مفيد،  مثل: تجهيز ملابس الجميع، وحقائب الظهر، وإعداد الوجبات الخفيفة، وأيضًا سيكون لديك فكرة واضحة عن كيف سيكون يومك.

يقول بعض الناس إن العيش في ظل قيود الروتين أمر ممل ولا يضيف أي إثارة لليوم، ولكنني أعتقد أن وجود إجراءات وأنظمة تجعل عقلك يعرف تلقائيًا ما سيأتي بعد ذلك ويتم إنقاذك من عبء الاضطرار إلى اتخاذ القرارات باستمرار، وكنتيجة للروتين تصبحي منظمًة وتنجزي كل شيء.

لكن كما قلت أن تصبحي أماً منظمة يتطلب التجربة والخطأ، واعتمادًا على شخصيتنا علينا أن نجد ما يناسبنا ونلتزم به.

   5. حددي الأولويات لكل يوم

هناك الكثير من الأشياء التي ترغبين في إنجازها على مدار الاسبوع، لذلك عندما تفكرين في مهامك خلال الاسبوع حددي أولويات لكل منها.

كل يوم قومي بجدولة المهام ذات الأولوية القصوى لهذا اليوم، فيمكن أن تكون 3-4 مهام وهي المهام التي يجب القيام بها بغض النظر عن أي شيء، ويمكن أن يكون التمرين وتنظيف المنزل وإعداد الوجبات للاسبوع وما إلى ذلك.

أحب القيام بالمهام ذات الأولوية القصوى خلال الساعات الأكثر إنتاجية وحيوية في يومي، وبقية المهام ذات الأولوية المنخفضة يمكن تأجيلهم إلى اليوم التالي دون الشعور بالذنب حتى لو لم تتمكني من القيام بذلك، ولكن نظرًا لأنهم مدرجون في الخطة الاسبوعية، فسوف تتذكري القيام بهم حتى تتمكني من خلعهم بأمان من رأسك.