قاد سعي الإنسان لمعرفة أصله إلى البحث عن جذوره وكان أفضل مصدر له دائمًا هو الكتب الدينية، ومن أعظم معجزات القرآن الكريم أن هناك وصف دقيق للأصل والتطور والمراحل المختلفة للخلق خطوة بخطوة للحياة داخل الرحم.

ماذا قال الإسلام ؟!

كان للمسلمين هذه المعرفة في القرن السابع، وكانت سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-(الأقوال، والأفعال، والموافقات التي رواها الرواة) قد فسرت كل شيء تقريبًا عن أحداث الحمل وحتى ما بعد الولادة، وعندما عرضت هذه الأقاويل على خبراء في مجال علم التشريح وعلم الأجنة، أكدوا بالفعل أن المعرفة التي أعطيت للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هي بالفعل إلهية ! فمن غير الخالق عز وجل يقدم هذه المعرفة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

إن علم الأجنة الحديث يعتبر تطور حديث إلى حد ما حيث بدأ مع اختراع المجهر في القرن السابع عشر، ورغم ذلك فإن مفهوم تطور الإنسان على مراحل لم يتم الاعتراف به إلا بعد ذلك بكثير ! لكن القرآن الكريم والسنة قد قدموا وصفًا تفصيليًا للأحداث المهمة في خلق الإنسان، التطور من مراحل الأمشاج والحمل حتى فترة الحمل والولادة الكاملة أو حتى بعد الولادة.. في الواقع صححت المعلومات الواردة في القرآن والأحاديث النبوية العديد من الأفكار الخرافية والغامضة حول النمو البشري التي كانت سائدة من قبل.

ماذا اعتقد القدماء في قضية الخلق ؟!

منذ الأبدية أراد الإنسان دائمًا أن يفهم ويستكشف أسرار الطبيعة؛ كيف ومتى بدأ الخلق والغرض من وجوده في هذا العالم.. استعان هذا الرجل الفضولي بالحضارات والطبيعة والمخطوطات القديمة وأحيانًا النبوءات وفوق كل ذلك الأديان.

• اعتقد أرسطو أن الجنين يتكون في الرحم من تجلط الدم والبذور من دم الحيض.
• اعتقد اليونانيون والأوروبيون أن الجنين تم خلقه من دم الحيض، وكان من اعتقادهم أن الجنين قد تم خلقه بالكامل وكان في شكل مصغر في الحيوانات المنوية أو في البويضة.
• اعتقد مالفيجي في عام 1672 ، الذي يعتبر أبًا لعلم الأجنة الحديث ، أن بيض الدواجن يحتوي على كتكوت صغير.

نحن الآن في مرحلة يمكننا فيها النظر إلى الأجنة بوضوح لا يمكن تخيله خلال فترة مالفيجي، لدينا تقنية الإنجاب الاصطناعي (ART)، والحقن المجهري، لقد قطعنا شوطا طويلا.. لكن هدفي هو أن آخذ إنسان اليوم إلى شبه الجزيرة العربية في القرن السابع عندما أُنزلت رسالة الإسلام على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

هيا بنا إلى زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تخيلي شبه الجزيرة العربية في القرن السابع،كان العرب الذين يعيشون في الصحاري متجولين ورعاة أغنام.. لم يكن لديهم أي اهتمام بالاختراعات والاكتشافات باستثناء شحذ السيوف لشن الحروب ولم يكن هناك سوى عدد قليل من العائلات الثرية من التجار وفي هذا المحيط لا نتوقع أن يكون لدى شخص ما معمل عالي التقنية، قام فيه بدراسة عينات الإجهاض لتعريف البشرية بمراحل الحياة المختلفة داخل الرحم !

كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، ثم من خلال علمه تعلم علماء المسلمين بل العالم كله عن الحمل، والخلق، ومراحل مختلفة من الحياة داخل الرحم، والتي عرفها علماء العصر الحديث فقط قبل عقود قليلة.

"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)" (القرآن: سورة المؤمنون الآية 12-14).

لذلك إذا رتبنا هذه المراحل ترتيبًا زمنيًا، فقد نتوصل إلى شيء مثل هذا:- 

1. نطفة أمشاج (قطرة مختلطة):- تغطي هذه المرحلة الفترة من الإخصاب إلى الانغراس.. وتنقسم هذه المرحلة إلى: (المرحلة الجرثومية الحالية): خلق، وتقدير.
2. تخليق (الجنين):- تمتد هذه المرحلة من بداية الأسبوع الثالث حتى نهاية الأسبوع الثامن وتغطي أحداث النمو، وتنقسم هذه المرحلة أيضًا إلى: العلقة، والمضغة، وعظام (الهيكل العظمي)، واللحم (العضلات).
3. النشأة: (النمو):- خلال هذه الفترة يكون التشكيل والنمذجة نشطًا، ويتطور المظهر الخارجي بحيث يصبح الجنين بشريًا بشكل واضح، ويستمر حتى اكتمال الحمل، وينقسم أيضًا إلى : النشأة الخلقية (من 9 إلى 26 أسبوعًا) والحضانة الرحمية (من 26 أسبوعًا إلى نهاية الحمل).

هل تريدين معرفة المزيد عن هذا الموضوع ؟ حسنًا أخبرينا أولًا كيف تشعرين الآن بعدما علمتي بهذه الحقائق العلمية ؟! وهل زادتك إيمانًا وحبًا لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ؟!