إذا كنت تريدين تأديب الاطفال دون أن تصرخي، فقد وصلت إلى المكان الصحيح، فلم يساعد الصراخ والعقاب أحدا، إنه فقط جعل الطفل البائس أكثر بؤسًا.

عندما يسيء الاطفال التصرف، يكون ذلك بسبب حاجة لم تتم تلبيتها، وقد لا يعبر الاطفال عن ذلك على هذا النحو، ولكن عندما تعاقبيهم على الاحتياجات غير الملباة، فإن التأديب يصبح غير فعال، كما أنه يؤثر على العلاقة بينك وبين طفلك.

هذا هو المكان الذي يفيد فيه اسلوب التربية الإيجابي الاطفال، ففي التربية الإيجابية يتم تلبية احتياجات الطفل بالتعاطف، وبالتالي يتم تصحيح سلوكه بناءً على الاعتقاد الذي تسبب في سوء تصرف الطفل.

عندما تحاولي تأديب الاطفال بشكل إيجابي، يتم التركيز على جذور السلوك ويتم وضع الحل بالتركيز على تلبية احتياجاتهم بدلاً من معاقبتهم على السلوك.

بعبارة أخرى تشبه الأساليب التأديبية التقليدية علاج الأمراض المزمنة، فعادةً ما يعالج الطب التقليدي الأعراض فقط دون علاج المرض نفسه، ويستمر المرض في الظهور في مناطق مختلفة من الجسم بأشكال مختلفة حتى يجد الطبيب السبب الجذري ويعالجه.

لذا حتى تجدي السبب التي يحرك السلوك الصعب لدى الاطفال، فإنهم يُظهرون السلوك السئ بطرق أكثر عنادًا.

ما هو تعديل السلوك الإيجابي؟  ولماذا هو مهم؟

التأديب الإيجابي هو برنامج تم تطويره بواسطة الدكتورة جين نيلسون بناءً على عمل ألفريد أدلر ورودولف دريكورس.

يركز التأديب الإيجابي على تغيير "المعتقد وراء السلوك" بدلاً من التركيز فقط على السلوك، والاعتقاد الجوهري وراء الانضباط الإيجابي هو:
"ليس هناك أطفال سيئون، ولكن هناك سلوك سيء فقط".

قد تستخدم الأم أساليب التأديب المعتادة التهديد والتشهير والرشوة والعقاب لتصحيح السلوكيات السيئة، ولكن مع مرور الأيام يصبح الاطفال أكثر غضبًا وإحباطًا ولا يبدو أنهم يتعلمون الدرس الذي نحاول نقله لهم.

لماذا؟

لأن أساليب التأديب التقليدية تركز على السلوك السيئ على هذا النحو وتسمية الطفل بالسلوك السيئ، وعندما يشعر الطفل بأنه طفل سيء بشكل متكرر، فإن السلوك يكبر معه ولا يغيره لأن البشر يتصرفون بوعي أو بغير وعي بناءً على معتقداتهم فقط.

يحتاج الاطفال دائمًا إلى التواصل والشعور بالانتماء، وإذا لم تلبى هذه الاحتياجات فإنهم يحاولون الحصول عليها عن طريق سوء التصرف.

يعتمد التأديب الإيجابي على إيجاد حلول لمشاكل الاطفال بالاحترام المتبادل واللطف والتشجيع.

وفقًا للدكتور نيلسون، هناك خمسة معايير للانضباط الإيجابي

- الانضباط الإيجابي حازم ولطيف في نفس الوقت.

- يساعد على شعور الاطفال بالانتماء والأهمية.

- إنه يعمل على المدى الطويل، على عكس العقوبات التي تعمل فقط في الوقت الحالي.

- يعلم الاطفال المهارات الحياتية والمهارات الاجتماعية التي تساعدهم على احترام الآخرين وحل النزاعات بالطرق السلمية.

- يتيح للأطفال اكتشاف قدراتهم واستخدام قوتهم الشخصية بطرق بناءة.

فوائد التأديب الإيجابي مقارنة بالتأديب السلبي

- يركز التأديب الإيجابي على الحلول وليس معاملة الطفل على أنه شخص سيء، بينما يتعامل التأديب السلبي مع الطفل على أنه شخص سيء.

- يعمل التأديب الإيجابي على تمكين الاطفال من خلال تعليم مهارات الاتصال واللطف الفعال، في حين يتسبب التأديب السلبي في انقطاع الاتصال ونقص التواصل الفعال بين الوالد والطفل.

- يركز التأديب الإيجابي على تلبية احتياجات الطفل وبالتالي تقليل فرص سوء السلوك في المستقبل، ولكن التأديب السلبي لا يأخذ في الاعتبار ما يقوله الطفل، حيث يتم إهمال عواطفه وبالتالي يجد الطفل طرقًا أكثر سلبية لجذب الانتباه وإشباع الحاجة إلى الانتماء.

- يتقبل التأديب الإيجابي الأخطاء ليس فقط أخطاء الطفل ولكن أخطاء الوالدين أيضًا، ولكن الطفل لا يزال يُعامل بلطف دون أن تُغتال شخصيته، ولكن في التأديب السلبي يشعر الطفل بالخزي على أخطائه ولا يظهر له اللطف أو التوجيه أو الدعم لتحسين سلوكه.

- في التأديب الإيجابي يتعلم الطفل الطريقة المناسبة لإطلاق العواطف من الوالد، حيث يستجيب الوالد بلطف وتعاطف وتقل السلوكيات العدوانية مثل الصراخ والضرب وما إلى ذلك، ولكن في التأديب السلبي يتعلم الطفل السلوكيات العدوانية من الوالد لأن هذا ما يراه، وينشأ الطفل مع عدم وجود التوجيه المناسب لكيفية التخلص من عواطفه وذلك قد يسبب تدني احترام الذات ومشاكل نفسية.