كيف تستخدمي التأديب الإيجابي؟  فيما يلي بعض الاستراتيجيات!

▪ الإكثار من قول نعم

لا يحب الناس أن يتم التحكم بهم، وأعني بالناس الاطفال أيضًا، فهل سبق لك أن لاحظت كيف يميل الاطفال إلى فعل المزيد مما يُطلب منهم عدم القيام به؟

عندما نقول "لا" يُظهر الاطفال المزيد من المقاومة ويحاولون ممارسة القوة، فدائمًا ما يكون سماع كلمة "لا" أمرًا متعبًا بالنسبة لنا أيضًا، فعلى الرغم أن القواعد جيدة لمساعدتنا على أن يكون سلوك أطفالنا أفضل، ولكن الكثير من القواعد قد تجعلهم أكثر تمردًا.

كيف نعطي التعليمات عادة للأطفال؟

- "ممنوع القفز على الأريكة"

- "لا تلعب في الخارج"

- "لا يوجد تلفزيون بعد الساعة 9 مساءً"

- "لا الضرب"

ولكن إذا أكثرتِ من قول نعم في المنزل فيمكنك توقع المزيد من السلوك التعاوني للأطفال، ببساطة أعيدي صياغة عبارات لا إلى نعم، على هذا النحو:

- "الأريكة للجلوس، إذا كنت تستمتع بالقفز يمكنك القيام بذلك على الأرض."

- "الجو حار جدا للعب في الخارج الآن، تعالى إلى الداخل، سنستمتع ببعض الألعاب الداخلية".

- "إن مشاهدة التلفزيون لوقت طويل حتى الليل ستجعلك صبيًا غاضبًا في الصباح، أليس كذلك؟  سنغلق التلفزيون بعد الساعة 9 مساءً ".

- ”الضرب يؤلم!  نظهر الغضب بالكلمات وليس بالأيدي!"

بدلاً من مجرد قول "لا" على الفور اشرح أسبابك لقول "لا".

وإذا طلب منك الاطفال اللعب معهم فبدلاً من قول "لا" يمكنك أن تقولي: "أنا في منتصف طهي هذه الوجبة من أجلكم وسأنضم إليكم بمجرد انتهائي."

   ▪ بدلاً من الصراخ استخدمي صوتًا ثابتًا

إن الانضباط الإيجابي يجب أن يكون حازمًا ولطيفًا في نفس الوقت، فعندما تقولي أن طفلك لا يستطيع فعل شيء فأنت تعني ذلك، ولكن إذا استجابوا بغضب أو إذا انفجروا بالبكاء فأنت تتعاطف معهم، وهذا ما يعنيه التأديب بلطف.

إذا احتج طفلك على أخذ الملعقة يمكنك أن تقولي: "أعلم أنك كنت تقضي وقتًا ممتعًا في ضرب الملعقة على الطاولة، ولكن الملعقة للأكل وليست للضرب لذلك أنا آخذها ".

عندما تكوني لطيفًة وحازمًة تصل رسالتك إلى طفلك، فلا يمكن للصراخ أن يوصل رسالتك أبدًا لأن طفلك لا يشعر بالفهم وأنه يستمع إليك وأنت تقفين في مكان من الخوف.

هل يمكنك تعليم أي شخص درسًا إيجابيًا عندما تكوني غاضبًة ومتى تشعري باندفاع الأدرينالين في جسمك؟  لا، وهذا ما يحدث عندما تصرخين، ومن ثم فإن الصراخ غير فعال.

     ▪ العمل مع الاطفال لإيجاد الحلول

مستوحاة من جميع كتب تربية الاطفال التي قرأتها، فما أحب أن أفعله هو عقد اجتماع عائلي مرة واحدة في الاسبوع لمناقشة التحديات التي نواجهها نتيجة لسلوكياتنا.

في الوقت الحالي المشكلة الأكثر شيوعًا هي الخلافات بين الأشقاء، وهناك الكثير من العمل لمساعدة الاطفال على تعلم العيش مع بعضهم البعض بطريقة ما، لذلك في مثل هذه الاجتماعات نناقش سلوكيات الأخوة التي تثير غضب الاطفال، ونضع حدودًا حتى يعرف الجميع ما هو متوقع منهم.

لا يُقصد بهذا الاجتماع أن نلقي اللوم على أحد، ولكن يمكن للوالد تعديل الاتهامات باحترام، ونشرك الاطفال أيضًا من خلال طرح أسئلة مثل:
"ما الذي تعتقد أنه يمكننا القيام به عندما يأتي هذا الموقف مرة أخرى؟"

ثم يأتون بأفكارهم ونقوم بتدوينها، ونقرر محاولة العمل بناءً على هذه الأفكار في المستقبل.

هذا يُعلم الاطفال مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، ويساعدهم هذا أيضًا على عرض التحديات من منظور إيجاد الحلول بدلاً من الغضب ورد الفعل تجاههم، وهي مهارة حياتية مهمة.

وأيضًا عندما يشارك الاطفال في جلسات حل المشكلات هذه، فإنهم يدركون أنهم ليسوا "مشكلة" لكنهم جزء من الحل.

    ▪ علاج السبب وليس الأعراض

تتمثل إحدى فوائد الاجتماعات العائلية المذكورة أعلاه في جعل الاطفال يتحدثون عن آرائهم، وعندما تسمعيهم فإنك تفهمين السبب وراء سلوكياتهم الصعبة.

على سبيل المثال:

أخبرتني ابنتي الكبرى، أنها لا تحب مشاركة متعلقاتها مع أختها لأنها لا تعيدها بشكل صحيح، وحتى لو فعلت ذلك، فعادة ما تكون في حالة سيئة، ولم تكن لتقول ذلك أبدًا إذا لم أسألها، وكنت سأحكم عليها بسبب هذا السلوك وأصفها بأنها "أنانية" بالمعايير القديمة، لأنني أريد أن يساعد أطفالي بعضهم البعض عندما يحتاج شخص ما إلى شيء ما، ولذلك علمت أنه يمكننا العمل على سلوك أختها لمساعدتها على تحسين العطاء.

بدلاً من الحكم على طفل أو وصمه بصفة سيئة، يمكننا التحدث معه حول سبب إظهاره لهذا السلوك، ويمكنك مناقشة طفلك لإيجاد حلول مقبولة للجميع، وتساعد هذه الطريقة البديلة لتأديب الاطفال على تطوير عقليتهم لأنهم يدركون أنه يمكن تصحيح أوجه القصور لديهم وتحسينها.