قد تتسائلين عما إذا كان بإمكانك أن تتحرري من الأعمال اليومية التي لا تنتهي من الأمومة وتعيشين حياة خالية من المهام.

تحمل الأمومة الكثير من الأعباء التي لم نكن نتخيلها قبل الدخول فيها.

وبمجرد أن تصبحي أماً فلا مجال للعودة إلى الوراء، وعلى الرغم من أننا نمر بأيامنا السيئة، إلا أننا نحظى بالمرح والأيام السعيدة أيضًا، وهذا يجعلنا نستمر، والإرهاق يجعلنا نفقد الشغف ونفقد الدافع لفعل أي شيء بعد أن نستيقظ.

ولكن عندما تكوني أماً -خاصةً إذا كان عليك إدارة أطفالك والعمل والمنزل بمفردك- لا يمكنك قضاء يوم عطلة عندما تشعري بذلك.

بغض النظر عن مقدار ما تأكليه أو مقدار نومك فإنك تشعرين بالتعب، لأن قائمة مهامك الذهنية لا تنتهي أبدًا، وهناك دائما ما تريدين أن تفعليه، فالأعمال الروتينية لا تنتهي أبدًا وإحساسك بالمسؤولية لا يترك عقلك أبدًا، وقد تشعرين دائما بالتوتر والقفز حرفيًا من مهمة إلى أخرى، وعدم القدرة على أخذ قسط من الراحة جسديًا أو نفسيا.

هذا الشعور بالحاجة إلى الاستمرار يؤدي إلى الإرهاق الجسدي والعقلي.

ما يزيد الأمر سوءًا هو عدم تعاون الاطفال معك، وقد تشعرين بالانفصال عن نفسك لأنه لا يمكنك أن تأخذي وقتًا طويلاً لنفسك بسلام، وقد تجدين فيكِ الرغية لتسبحي داخل نفسك لتجدي نفسك الحقيقية التي لا تريد القيام بأشياء كثيرة، وهذه الأزمة تسبب إرهاق الأم.

يمكن تعريف إرهاق الأم بأنه الحالة التي تشعري فيها بالإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي بحيث تشعري أنه ليس لديك المزيد لتقدميه.

فيما يلي بعض أعراض إرهاق الأم:

- تشعري بالغضب بسرعة.

- تشعري أنك أقل إنتاجية وتفتقري إلى الدافع لبدء القيام بأي عمل.

- لا تستمتعي بالأشياء التي اعتدت عليها.

- تشعري بالإرهاق.

- تنسحبي إلى قوقعتك الخاصة، ولا تشعري بالرغبة في التفاعل مع الآخرين.

- مشاكل النوم.

- تشعري بالاستياء تجاه زوجك أو أطفالك.

كأم مررت بأيام شعرت فيها أنني لا أستطيع أن أكون أما بعد الآن، وشعرت بالإرهاق من الاضطرار إلى الاعتناء بالآخرين باستمرار وفي بعض الأيام أريد أن أعتني بنفسي فقط، وهذا الشيء الأبوي الذي يطلب منا أن ننكر الذات طوال الوقت يمكن أن يؤثر سلبًا على الأمهات الذين يعانون من الإرهاق الشديد بحيث يتحملون جميع المسؤوليات في نفس الوقت.

وفوق كل هذا يُتوقع منا أن نبقي مشاعرنا تحت السيطرة ولا ننهار، لكي نعتني بالاطفال الصغار الذين يعتمدون علينا؟

لذلك نحاول أن نظهر وجهًا شجاعًا ونتصرف، وربما هذا هو السبب الذي يجعل الأمهات أكثر إرهالا لأننا لا نعترف أننا بحاجة إلى المساعدة بسهولة.

ولا يقتصر الإرهاق على الأمهات العاملات بل يحدث أيضًا للأمهات في المنزل لأن الأمهات اللواتي يبقين في المنزل دائمًا في المنزل وبالتالي يتعين عليهن القيام بالمزيد من الأعمال المنزلية مقارنة بالأمهات العاملات، والأعمال المنزلية في المنزل لا تنتهي أبدا.

الأمهات اللواتي يبقين في المنزل أيضًا معظم الوقت مع الاطفال بينما الأمهات العاملات لديهن خيار الخروج والاختلاط مع أشخاص آخرين.

وليس كل الأمهات في المنزل يفعلن ذلك عن عمد، حيث يقرر البعض البقاء في المنزل بسبب الشعور بالذنب لعدم رعاية الاطفال بمفردهم، والبعض يفعل ذلك بسبب الضغوط المجتمعية والبعض الآخر يفعل ذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف رعاية الاطفال.

يستاء الكثيرات من أزواجهن على عكس الأمهات العاملات فإنهن لا يتقاضين رواتبهن، وكل هذا يؤدي إلى الإحباط والإرهاق لدى الأمهات في المنزل.

وماذا عن الإرهاق في الأمهات العاملات؟

قد تشعر الأمهات العاملات أن البقاء في المنزل أفضل لأنهن مرهقات من العمل والمنزل والاطفال، والأمهات العاملات في المنزل يتعاملن مع الشعور بالذنب أيضًا، فهن يشعرن بالذنب لأنهن تركن الاطفال وراءهن وعدم قضاء الوقت الكافي معهم، وعدم طهي وجبات صحية كافية للعائلة، وما إلى ذلك.

بصفتي أمًا تعمل من المنزل ولأنني حول الاطفال طوال الوقت يمكنني الاعتناء باحتياجات الاطفال أكثر من الأم التي تعمل خارج المنزل، ولكن على الرغم من أنني أعمل من المنزل ما زلت بحاجة إلى قضاء ساعات في العمل مما يجعلني محرومًة من الوقت لأشياء كثيرة أريد القيام بها، ونتيجة لذلك أشعر بالإرهاق لأنني أشعر أنني لا أملك وقتًا كافيًا للعمل، أو وقتًا كافيًا للأطفال، أو وقتًا كافيًا لنفسي.

لذلك أنا دائمًا في حالة مستمرة من التوتر، والإرهاق، وعندما أكون مع الاطفال أتذكر مهام العمل والعكس صحيح.