تحدثنا أمس ملكتي عن أسباب الاختلالات الهرمونية وعلاقتها بحدوث الحمل والإستمرار فيه، واليوم بإذن الله نستكمل موضوعنا: 

4). كيف يمكن أن يؤثر عدم التوازن الهرموني على خصوبتي؟

مع وجود العديد من الهرمونات المختلفة التي تؤثر على قدرتك على الحمل والحفاظ عليه يصبح من السهل فهم أن الاختلال الهرموني يمكن أن يسبب مجموعة متساوية من تحديات الخصوبة، اثنان من أكثر مشاكل الخصوبة شيوعًا المرتبطة بعدم التوازن الهرموني هما:

ضعف التبويض

يمكن لعدد من التشوهات المرتبطة بالهرمونات بما في ذلك عدم انتظام هرمونات الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبايض (PCOS) أن تقلل من انتظام الإباضة أو تمنعها تمامًا، وعندما تنقطع الإباضة من غير المحتمل حدوث الحمل حيث لا توجد بويضة للتخصيب.

مرحلة أصفرية قصيرة

المرحلة الأصفرية هي الفترة الزمنية في أعقاب التبويض مباشرةً، يتم التحكم في طول هذه المرحلة بواسطة هرمون البروجسترون وهو الهرمون الذي يحافظ على سمك وقوة بطانة الرحم، ويتراوح متوسط ​​المرحلة الأصفرية من 13 إلى 14 يومًا، تقول الدكتورة "جريد": "إذا كانت المرحلة الأصفرية لديك أقصر من 10 أيام فقد لا يتمكن الجنين المخصب من الزرع في الرحم مما يمنع الحمل وننصحك بإجراء تقييم بسيط للخصوبة".

هل تؤثر الاختلالات الهرمونية على محاولة الحمل؟! 

5). ما المعلومات التي سيحتاجها الطبيب للمساعدة في حل الاختلالات الهرمونية وزيادة احتمالية الحمل؟

"أفضل شيء يمكنك القيام به إذا كنت تعتقدين أنه قد يكون لديك خلل هرموني هو البدء في تتبع دوراتك وتحديد موعد لتقييم الخصوبة مع أخصائي، ويمكنك القيام بذلك إما من خلال استخدام تقويم تقليدي أو تطبيق متخصص مثل تطبيق الملكة، ستساعد المعلومات حول طول دوراتك طبيبك على البدء في تأكيد أو استبعاد وجود عدم انتظام في الهرمونات ، لأن عدم انتظام الدورة هو أكثر العلامات شيوعًا على وجود خلل هرموني (وإن لم يكن الوحيد) كما تقول الدكتورة "جريد".

تضيف "جريد": "يمكنك أيضًا استخدام مجموعات توقع الإباضة لتحديد وقت التبويض في دورتك الشهرية، ومع ذلك بالنسبة لبعض النساء اللاتي يعانين من اختلالات هرمونية -مثل المصابات بمتلازمة تكيس المبايض- لا تقدم هذه الاختبارات معلومات مفيدة، لذلك احذري عند استخدامها".

تختار بعض النساء رسم بياني لدرجة حرارة الجسم الأساسية والتي ترتفع بشكل عام وفقًا للإباضة، "بينما يمكنك استخدام هذه الطريقة فإننا لا نوصي بها بشكل عام، إنه أمر شاق ورغم كل الجهود المبذولة غالبًا لا توفر الكثير من المعلومات المفيدة "، كما تقول الدكتورة "جريد".

6). هل تتأثر مستويات الهرمون بالعمر؟

"نعم، مع تقدمك في العمر تتغير العديد من مستويات الهرمونات المرتبطة بالخصوبة بشكل كبير، يزيد هرمون المنبه للجريب على وجه الخصوص بشكل عام عندما تبدأ النساء في انخفاض وظيفة المبيض مع تقدم العمر، وتتغير مستويات الهرمون المضاد لمولر أيضًا بشكل كبير حيث يتناقص مع التقدم في العمر مع انخفاض عدد البويضات المتبقية في المبايض"، كما تشرح الدكتورة "جريد"، نظرًا لأن إمكانية الخصوبة تتأثر أكثر من غيرها بعمر المرأة فإننا نشجع بشدة التدخل المبكر لزيادة فرصك في الحمل.

7). هل يمكن أن تكون التغييرات في الدورة الشهرية مجرد بداية لانقطاع الطمث؟

"بدون استشارة الطبيب من الصعب تحديد ما إذا كانت التغييرات التي تقترب من نهاية سنوات الإنجاب هي بداية انقطاع الطمث، غالبًا ما تبدأ النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث في تجربة تغيرات الدورة التي تتغير فيها دوراتهن في المدة أو في بعض الحالات تتوقف تمامًا، وأفضل طريقة لتحديد ما إذا كان انقطاع الطمث قد اقترب أم لا يمكننا استخدام تحليل الدم لتحديد حالة المبيض لديك وتحديد ما إذا كان الحمل لا يزال ممكنًا أم لا"، كما تقول الدكتورة "جريد".

8). هل يجب أن أطلب العناية الطبية عند اختلال التوازن الهرموني حتى لو لم أكن أحاول الحمل؟

"بالطبع نعم! تؤثر الهرمونات على أكثر من الجهاز التناسلي، حتى إذا كنت لا تسعين حاليًا إلى الحمل فمن المهم أن تذهبي للطبيب إذا كنت تشكين في وجود خلل هرموني"، كما تشرح الدكتورة "جريد.

9). كيف أعالج الاختلالات الهرمونية إذا كنت أحاول الحمل؟

تقول الدكتورة "جريد": "هناك طرق مختلفة يمكننا من خلالها معالجة عدم التوازن الهرموني وزيادة احتمالية الحمل والحفاظ على الحمل، يتم تخصيص علاجات الاختلالات الهرمونية بشكل كبير حيث يختلف كل خلل هرموني عن الآخر"، ومن المعروف استخدام الأدوية من أجل:

• استعادة وظيفة الغدة الدرقية
• تطبيع مستويات البرولاكتين
• تحفيز الإباضة
• تحفيز إطلاق البويضة الناضجة

"نظرًا لأن مستويات الهرمونات يمكن أن تتأثر أيضًا بالوزن فقد يصف الطبيب أيضًا خطة علاج لإنقاص الوزن للمساعدة في جعل خصوبتك طبيعية بشكل طبيعي".

"غالبًا ما يجب تذكير السيدات أنه في حين أن بعض العلاجات العشبية تعدنا بتحسين الاختلالات الهرمونية إلا أن هذه الادعاءات لم يتم إثباتها علميًا، فالعلاجات العشبية والمكملات الطبيعية المماثلة لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء؛ وبالتالي فإن تأثيرها على جسم الشخص لا يمكن التنبؤ به -بل وقد يكون ضارًا- لذلك لا يشجع الأطباء على استخدام هذه الأنواع من العلاجات".

إن فهمك لاختلال التوازن الهرموني وتأثيره المحتمل على الخصوبة يمكن أن يكون أمرًا صعبًا إن لم يكن محبطًا تمامًا، لكن ملكتي تذكري بأنك لست مضطرة لاستنفاد طاقتك الجسدية والعاطفية، يمكننا تقديم الإجابات التي تحتاجيها للتحكم حقًا في خصوبتك، ونريد أن نكون دائمًا هنا من أجلك ونساعد في وصول طفلك الجديد إلى عائلتكِ الجميلة بإذن الله.