هل تصدقي ملكتي أن التدخين أثناء الحمل يغير العلامات الموجودة على الحمض النووي المشيمي، ويغير استجابته للضغوط البيئية ؟!
من المعروف أن التدخين مرتبط بالعديد من العواقب الصحية السيئة، لكن ما اكتشفه العلم حديثًا أن هذه الحقيقة تمتد حتى قبل الولادة ! حيث وجدت "ماريونا بوستامانتي" -عالمة الأوبئة الجزيئية في معهد برشلونة للصحة العالمية- وزملاؤها أنه: عندما تدخن النساء الحوامل، فإن هذه العادة تؤثر على المشيمة مع ما يترتب على ذلك من عواقب على نمو الجنين، وقد ارتبط تدخين الأم أثناء الحمل بالتأثير في الجينات المسؤولة عن تنظيم الالتهاب وإشارات النمو ونتائج استقلاب القلب.
قالت الطبيبة:- : "إن الوظائف البيولوجية غير المنظمة التي تم تحديدها في دراستنا تؤكد وجود تأثيرات بيولوجية لتدخين التبغ على النتائج الإنجابية ويمكن أن تساعد صانعي السياسات في تنفيذ حملات الصحة العامة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين".
وعلى الرغم من حملات مكافحة التبغ عالميًا، لا يزال تدخين الأم أثناء الحمل شائعًا ! وذلك على الرغم من أن هذه التأثيرات تشمل :- انخفاض الوزن عند الولادة، وزيادة خطر الولادة المبكرة، وقابلية أكبر للإصابة بالظروف النفسية السيئة في وقت لاحق من الحياة، لكن الآليات الكامنة وراء كيفية حدوث هذه التأثيرات بالضبط لا تزال غير مفهومة.
وقد اشتبه الباحثون في أن تدخين الأم يؤثر على المشيمة -وهي عضو حيوي لنمو الجنين- حيث توفر المشيمة الأكسجين والمواد المغذية للجنين، مع التخلص من النفايات مثل ثاني أكسيد الكربون، كما أنها تفرز الهرمونات اللازمة للجنين وجسم الأم لأنها تتكيف مع الحمل.
واعتقدوا أن "الإيبيجينوم" أي مدى التغيرات الكيميائية الوراثية في الحمض النووي للمشيمة، قد يكشف كيف يؤدي التدخين إلى نتائج سيئة على الجنين، حيث يأخذ الإبيجينوم في الاعتبار الإشارات من الجينوم(1) وكذلك البيئة وينظم الوظائف البيولوجية، كما أنه قابل للعكس.
وعلى الرغم من رغبتهم في تحليل إبيجينوم المشيمة بالكامل، فقد استقروا على مثيلة الحمض النووي لأنها مستقرة تمامًا ولا تتطلب عينات جديدة، والتي قد يكون من الصعب الحصول عليها، ومن خلال تحليل الارتباطات بين تدخين الأم أثناء الحمل وأنماط مثيلة الحمض النووي في المشيمة، وأنماط المثيلة ونتائج الولادة لـ 1700 من الأمهات الحوامل في اتحاد علم التخلق الوراثي في فترة الحمل والطفولة، حدد الباحثون أكثر من 400 موقع عبر الإبيجينوم المشيمي حيث ترتبط مستويات المثيلة بـ تدخين الأم أثناء الحمل، ووجدوا أن التغيرات في مستويات المثيلة كانت أكبر لدى الأمهات اللائي يدخن أكثر !
وذكرت "ماريونا بوستامانتي" وزملاؤها في مجلة Nature Communications أن ما يقرب من نصف العلامات المتغيرة مرتبطة بالوزن قبل الولادة أو بوزن منخفض عند الولادة، كانت هذه العلامات موجودة في الجينات أو بالقرب منها تستجيب للضغوط البيئية وتنظم الالتهاب، وتميل إلى أن تكون قريبة من المتغيرات الجينية المتعلقة بنتائج الولادة.
وقالوا: "تشير النتائج إلى أن الإيبيجينوم المشيمي يستجيب لتدخين الأمهات من خلال تنظيم الجينات المشاركة في الإشارات بواسطة عوامل النمو والالتهابات من بين أمور أخرى، وأن هذه التغييرات قد تضعف نتائج الولادة".
لكن بالطبع هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتقول إن أحدهما يسبب الآخر، فهي تأمل هي وزملاؤها في معالجة هذا السؤال وغيره، مثل ما إذا كان التدخين يؤثر على أنواع مختلفة من الخلايا في المشيمة بنفس الطريقة، في الأبحاث المستقبلية.
(1)الجينوم:- مجموعة الكروموسومات أحادية الصيغة الصبغية في الأمشاج أو الكائنات الحية الدقيقة، أو في كل خلية في كائن متعدد الخلايا.
جدول وزن الجنين الطبيعي .. سيخبرك علامات لا يجب تجاهلها أبدا
إذا كان كل شيء يسير على ما يرام، فسينمو جنينكِ تقريبًا وفق ما هو موضح في جدول وزن الجنين، لكن من غير المعتاد أن يتم مناقشة هذه التفاصيل
الحمل والتدخين : خطره على الجنين لن تتخيليه !
هذه الفترة الجميلة قد يعكر صفوها خطر خفي يتربص بالأم والجنين على حد سواء، فـ الحمل والتدخين عدوان لا يتفقان، وأخطر الأمور حين تقول المرأة أنا لا ادخن
استعدي لأغلى ١٠ لحظات تعيشها الحامل
منذ اليوم الذي تأكدتِ فيه من خبر حملك إلى موعد الولادة، كل لحظات هذه الفترة الذهبية، هي ذكرى خالدة ولحظات سعيدة تستحق أن تعتزّي بها