منذ اللحظة الأولى التي يبدأ فيها جسدك بإرسال الإشارات الصغيرة، وربما الغريبة، قد تشعرين أن هناك شيئًا مختلفًا يحدث، غثيان أشد؟ تعب لا يُحتمل؟ بطن بدأ بالبروز مبكرًا؟ لحظة... هل يمكن أن تكوني حاملاً بتوأم؟
الحمل بتوأم ليس مجرد مضاعفة للفرحة، بل هو تجربة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فيها المفاجآت، والتحديات، والدهشة اليومية وأنتِ تتابعين نمو روحين صغيرتين بداخلك.
وفي حين أن الكشف المؤكد لا يتم إلا من خلال التصوير بـ الموجات فوق الصوتية، إلا أن هناك أعراضًا وعلامات مبكرة قد تهمس لكِ: "أنتِ لستِ وحدكِ في هذا الحمل."
في هذا المقال، نأخذكِ في رحلة شاملة ومفصلة نجيب فيها على أكثر الأسئلة شيوعًا حول علامات الحمل بتوأم، ونوضح ما الذي يجب أن تنتبهي له في بداية مشواركِ كأم لتوأمين؛ لذا استعدي لاكتشاف عالم الحمل المزدوج بكل أسراره!
من الطبيعي أن تظهر على المرأة أعراض الحمل بمجرد انغراس البويضة، ولكن في حالات الحمل بتوأم، قد تكون الأعراض أشد وضوحًا أو تبدأ مبكرًا.
بعض النساء يشعرن بغريزتهن أن الحمل مختلف هذه المرة، وكأن هناك "شيئًا زائدًا" يحدث في الداخل، ورغم أن هذا الشعور لا يُعد دليلاً علميًا، إلا أنه شائع بين الأمهات الحوامل بتوأم.
نعم، غثيان الصباح يُعد من العلامات الأولى التي قد تشير إلى الحمل بتوأم؛ فارتفاع مستوى هرمون الحمل (hCG) في حالات الحمل بتوأم يمكن أن يؤدي إلى غثيان أكثر حدة، وقد يستمر لفترة أطول من المعتاد.
فإذا تجاوز الغثيان الأسبوع 14 أو كان مصحوبًا بقيء شديد، فقد يكون مؤشرًا على وجود توأم، أو قد يدل على حالة مرضية تُعرف باسم "فرط القيء الحملي".
الشعور بالإرهاق الشديد هو عرض طبيعي في بداية الحمل، ولكن في حالة الحمل بتوأم، قد يكون التعب أكثر حدة بسبب مضاعفة الجهد البدني والهرموني؛ لذا من المهم هنا أخذ قسط كافٍ من الراحة، وتعديل نمط النوم بما يتلاءم مع احتياجات الجسم الجديدة.
في كثير من الحالات، يُلاحظ ارتفاع غير معتاد في هرمون الحمل لدى النساء الحوامل بتوأم، خاصة في الحمل الناتج عن علاجات الخصوبة.
وهنا فحص الدم يمكن أن يكشف عن هذه النسب، ويُستخدم كمؤشر مبدئي يدفع الطبيب لطلب فحص سونار مبكر.
عادةً ما يتمكن الطبيب من سماع نبض الجنين باستخدام الدوبلر ما بين الأسبوعين 8 و10، وإذا لاحظ الطبيب وجود صوتين منفصلين لنبض القلب، فقد يوصي بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من وجود توأم.
الحمل بتوأم قد يجعل البطن تبدو أكبر أو تظهر بشكل أوضح في وقت مبكر مقارنة بالحمل بجنين واحد، خصوصًا إذا لم يكن هذا هو الحمل الأول، لكن لا يُعتمد على هذه العلامة بشكل منفرد لتشخيص التوأم.
عادة ما تبدأ الحامل بالشعور بـ حركة الجنين بين الأسبوعين 18 و22، وفي حالات الحمل بتوأم قد تشعرين بها مبكرًا قليلًا، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك في الثلث الأول، ومع تقدم الحمل، تزداد الحركة، وقد تميزين بين حركات جنين وآخر.
في حالات الحمل بتوأم، تكتسب المرأة وزنًا أسرع من المعتاد، خاصة مع بداية الثلث الثاني من الحمل، ومع ذلك، فإن الزيادة المفرطة في الوزن في الثلث الأول قد تكون مؤشرًا، لكن لا يجب الاعتماد عليها وحدها دون استشارة الطبيب.
نعم، السونار هو الوسيلة الوحيدة المؤكدة لمعرفة ما إذا كنتِ حاملاً بتوأم.
بعض الأطباء يُجرون تصويرًا مبكرًا في الأسبوع السادس للتأكد من عدد الأجنة، أما الفحص الأشمل فيتم غالبًا بين الأسبوعين 18 و22 ضمن ما يُعرف بفحص "تشريح الجنين".
في حالة الحمل بتوأم، ينقسم التوأم إلى نوعين رئيسيين:
التوأم المتطابق ينتج عن انقسام بويضة مخصبة واحدة إلى جنينين، وبالتالي يشتركان في المادة الوراثية بنسبة 100%، ويكونان دومًا من نفس الجنس، وغالبًا ما يشبهان بعضهما إلى حد كبير.
أما التوأم غير المتطابق، فيتكوّن نتيجة تخصيب بويضتين مختلفتين من قبل حيوانين منويين مختلفين، ويشتركان في المادة الوراثية بنسبة 50%، تمامًا كأي أخوين، يمكن أن يكونا من نفس الجنس أو من جنسين مختلفين، ولا يشترطان تشابهًا كبيرًا في الملامح.
يتوقف نوع التوأم على طريقة التكوين داخل الرحم.
فالتوأم المتطابق يحدث عندما تنقسم بويضة مخصبة واحدة إلى جنينين خلال الأسبوع الأول من الحمل، بشكل عشوائي؛ ولهذا يشتركان في نفس التركيب الجيني.
أما التوأم غير المتطابق، فيحدث عندما تُطلق المرأة بويضتين خلال الإباضة، ويتم تخصيب كل منهما بحيوان منوي مختلف، وتُعد هذه الحالة أكثر شيوعًا، خاصة عند وجود تاريخ وراثي أو استخدام علاجات الخصوبة أو الحمل في سن متقدمة.
يُكوَّن الحمل بأكثر من توأم بالطريقة نفسها، لكن بتركيبات مختلفة.
فمثلًا: قد تكوني حاملاً بثلاثة توائم، اثنان منهم متطابقان والثالث غير متطابق.
يعتمد ذلك على عدد البويضات التي تم إطلاقها وتخصيبها، وما إذا كانت البويضة الواحدة قد انقسمت.
لا، الحمل بتوأم متطابق لا يُعتبر حالة وراثية.
فولادة التوأم المتطابق هي حدث نادر وعشوائي، ولا تُظهر الأبحاث وجود عامل وراثي يؤثر فيها.
أما التوأم غير المتطابق، فيمكن أن يتأثر بعوامل وراثية، خاصة من جهة الأم.
رغم أن التوأم المتطابق يشترك في نفس الجينات والجنس، إلا أن البيئة تلعب دورًا كبيرًا في إحداث الفروقات بينهما، فيمكن أن يختلفا في الطول، الوزن، لون البشرة أو الشعر بدرجات بسيطة.
كما يتمتع كل منهما بشخصية فريدة، واهتمامات مختلفة، تتشكّل بفعل التجارب والظروف المحيطة أكثر من العوامل الوراثية.
في حالة الحمل بتوأم أو أكثر، تصبح المتابعة الطبية المنتظمة أمرًا ضروريًا بسبب ارتفاع مستوى المخاطر مقارنة بالحمل المفرد.
ومن المهم حضور جميع مواعيد الفحوصات، لأن الفريق الطبي المتابع يجب أن يكون متخصصًا في حالات الحمل بتوأم لضمان أفضل رعاية لكِ ولأطفالك.
يعتمد عدد الفحوصات والأشعة التي ستُعرض على الحامل على نوع التوأم أو الحمل الثلاثي لديها.
يُصنَّف التوأم إلى ثلاثة أنواع طبية رئيسية:
فإذا كان التوأم من نوع MCDA، فستحتاجين إلى فحوصات أكثر ومتابعة دقيقة لتجنّب حدوث متلازمة نقل الدم بين التوأمين (TTTS)، وهي حالة ناتجة عن اضطراب في المشيمة.
أما في حالة MCMA، فالمخاطر تكون أعلى نظرًا لاحتمال حدوث تشابك في الحبل السري، ما يتطلب مراقبة متكررة من قبل أطباء متخصصين.
وفي حالة DCDA، تقل نسبة المخاطر، ويُكتفى عادة بعمل أشعة كل 4 أسابيع.
وفي كل الأحوال فإن الحضور المنتظم للفحوصات يتيح اكتشاف المشكلات مبكرًا وعلاجها في الوقت المناسب.
رغم أن أغلب حالات الحمل بتوأم تنتهي بولادة أطفال أصحاء، إلا أن الحمل بتوأم يزيد من خطر:
لذلك، من الضروري الالتزام بكل زيارات المتابعة لضمان سلامتك وسلامة أطفالك.
الحمل بتوأم يُعتبر تجربة فريدة ومليئة بالتحديات؛ لذا ستحتاجين إلى استراتيجية ذكية: كتناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم – فالحصص الصغيرة تشغل حيّزًا أقل ولكنها تمنحكِ القيمة الغذائية المطلوبة في نهاية اليوم، ومن البديهي أن تختاري الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية في كميات صغيرة.
وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، ينبغي للمرأة الحامل بتوأم أن تستهلك 300 سعرة حرارية إضافية لكل طفل إضافي، أي أنكِ تحتاجين إلى 600 سعرة حرارية إضافية يوميًا مقارنةً بما كنتِ تأكلينه قبل الحمل إذا كنتِ حاملاً بتوأم، و900 سعرة إضافية إذا كنتِ حاملاً بثلاثة توائم.
وكما هو الحال في الحمل بجنين واحد، يجب تناول فيتامينات الحمل يوميًا لدعم نمو الأطفال وتطورهم، لكن بما أن حاجتك لبعض العناصر مثل الحديد، وحمض الفوليك، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والزنك تزداد في الحمل بتوأم، قد يوصي طبيبكِ بتناول مكملات إضافية لتغطية هذه الاحتياجات.
التركيز يجب أن يكون على الأغذية الكاملة والغنية بالعناصر الغذائية، ولا بأس بالقليل من الحلويات من وقت إلى آخر، لكن الأهم أن تأتي غالبية السعرات الحرارية الإضافية من مصادر غذائية مفيدة تغذيك وتغذي أطفالك.
البروتين هو الصديق الأول للأم الحامل، خاصة لمن تحمل أكثر من جنين، فتناول كمية كافية من البروتين قد يساعد في الوقاية من تسمم الحمل، وسكري الحمل، والولادة المبكرة، وكلها أكثر شيوعًا في الحمل المتعدد.
ينصح بأن تتناول الحامل بتوأم ما يقارب 100 غرام من البروتين يوميًا.
ومن أفضل مصادر البروتين:
الحديد ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء ومنع فقر الدم الذي يعد شائعًا في الحمل بتوأم؛ ففقر الدم يمكن أن يقلل الشهية، ويزيد التعب، ويقلل من كمية الأوكسجين الواصل للأم والأجنة.
لذا ينبغي الحصول على 30 ملغ من الحديد يوميًا في الثلث الأول من الحمل، و60 ملغ في الثلثين الثاني والثالث.
من أفضل مصادر الحديد:
احرصي على تناول فيتامين C مع الحديد لتحسين امتصاصه (مثل عصير البرتقال أو الفراولة)، وابتعدي عن القهوة والشاي مع الوجبات.
مصدر غني بالفيتامينات والألياف، فهي تحارب الإمساك والبواسير، لكن لأنها تشغل حيّزًا كبيرًا، من الأفضل تناولها بأشكال صغيرة وسهلة، مثل:
التوت والعنب والجزر الصغير والطماطم الكرزية
الفواكه المجففة مثل التين والقراصيا والتمر (لكن لا تكثري منها لتفادي الغازات)
الفولات يقلل من خطر تشوهات الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة، والحوامل بتوائم يحتجن إلى أكثر من 600 ميكروغرام يوميًا – قد يصل إلى 1000 ميكروغرام.
مصادره:
صغيرة الحجم، لكنها غنية بالمغنيسيوم، والزنك، والبروتين، والدهون الصحية؛ لذا تناوبي بين الجوز، واللوز، والفول السوداني، وبذور القرع، وبذور دوار الشمس، ويمكنكِ إضافة بذور الكتان إلى العصائر أو الشوفان.
مثل السلمون والتونة الخفيفة – غنية بالأوميغا-3 وفيتامين D، وينصح بتناول حصتين أسبوعيًا (كل حصة 8 أونصات).
مصدر ممتاز للكالسيوم لبناء عظام وأسنان أطفالك، حيث تحتاج الحامل بتوأم إلى 1200 ملغ يوميًا في الثلثين الأول والثاني، و1600 ملغ في الثلث الأخير.
اشربي بين 8 إلى 12 كوبًا يوميًا؛ فالجفاف قد يؤدي إلى الولادة المبكرة؛ لذا اشربي بين الوجبات وليس معها لتوفير مساحة أكبر للطعام، البول الفاتح علامة على الترطيب الجيد.
القائمة لا تختلف عن الحمل بجنين واحد، لكنها تزداد أهمية لأن الخطر أعلى.
مثل سمك أبو سيف، والماكريل الملكي، والتونة كبيرة العين.
بدائل آمنة: السلمون، الجمبري، التونة الخفيفة، القاروص.
اللحوم أو البيض أو المأكولات البحرية النيئة أو غير المطهية جيدًا، مثل البرغر، والبيض النيء، والسوشي، أو السمك المدخن غير المطبوخ؛ لذا تأكدي من طهوها جيدًا.
قد تحتوي على الليستيريا؛ لذا تناوليها فقط إذا تم تسخينها حتى تصبح ساخنة جدًا بالبخار.
مثل الحليب الخام، أو العصائر غير المبسترة، أو الجبن المصنوع من الحليب غير المبستر (كجبن الفيتا والجبن الأزرق).
اغسليها جيدًا حتى لو لن تأكلي القشرة، وتجنبي البراعم النيئة تمامًا.
الحد الآمن هو 200 ملغ يوميًا (ما يعادل كوبًا من القهوة)؛ لذا راقبي استهلاككِ من الشاي، والمشروبات الغازية، والشوكولاتة.
خلاصة: تلبية احتياجاتكِ الغذائية خلال الحمل بتوأم أو أكثر أمر بالغ الأهمية، لكن لا تجعليه عبئًا؛ لذا التزمي بفيتامينات الحمل والمكملات عند الحاجة، وركّزي على تناول أطعمة متنوعة وصحية، وقللي من السكريات والمقرمشات.
بذلك، تضمنين أفضل تغذية لكِ ولأطفالكِ، وتشعرين بتحسن في طاقتكِ ونشاطكِ أيضًا.
رغم أن بعض الأعراض قد تُشير إلى الحمل بتوأم، فإنها ليست كافية وحدها للتشخيص؛ لذا إذا كنتِ تلاحظين أعراضًا شديدة أو غير معتادة، فلا تترددي في طلب فحص طبي، واعملي دائمًا على الاهتمام بنفسك، لأن صحة الأم هي الأساس في كل أنواع الحمل، وخاصة في الحمل بتوأم.
شهور الحمل في الصيف .. إليكِ إذًا أفضل تغذية لتظلي منتعشة
لا تقلقي، فكون معظم شهور الحمل في هذا الطقس لا يعني بالضرورة أن تكون تجربتكِ مزعجة أو مرهقة؛ فهناك حيل بسيطة وأطعمة منعشة يمكنها أن تغيّر يومك
طريقة حساب الحمل من آخر دورة : كيف تعرفين موعد الولادة
تقوم طريقة حساب الحمل من آخر دورة بتطبيق الملكة بتزويدك بتقدير تقريبي لموعد ولادتك، وذلك باستخدام معلومات محددة مثل تاريخ آخر دورة شهرية (LMP)
هل من الطبيعي أن تكون حركة الجنين قوية ومؤلمة
قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان الانزعاج ناتجًا عن أن حركة الجنين قوية ومؤلمة أم عن حالات أخرى مثيرة للقلق يمكن أن تسبب ألمًا في البطن أو الصدر