إن العادات اليومية تشكل جزءًا مهمًا مما يفعله الإنسان في حياته أو يمتنع عنه، سواءًا كان مدركًا لذلك أو يقوم بالتصرف بشكل تلقائي، وإذا أردنا إحداث تغيير مستدام في خيارات الأكل الصحي والتمارين الرياضية والرعاية الذاتية، فنحن بحاجة إلى تجاوز التفكير التقليدي وإلقاء نظرة واضحة على الواقع.

إن موضوع تكوين عادات يومية جديدة أصبح أكثر شيوعًا في الوقت الحالي، يُظهر الرسم البياني لمؤشرات Google حول الاهتمام على مدار الوقت اتجاهًا تصاعديًا منذ عام 2009 حيث وصلت عمليات البحث عبر الإنترنت عن كلمة "عادات يومية" إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في الخريف الماضي!

أصبح تكوين عادات يومية هو العلاج لدينا لتغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة وأي سلوك بينهما، وبصراحة هذا شيء لا يفاجئنا على الإطلاق! فتكوين عادات يومية جديدة تعد طريقة تصحيحية بسيطة وسهلة وسريعة لأي شيء نريد تغييره.

لكن ماذا لو لم يكن ذلك صحيحًا؟

يعتمد تكوين عادات يومية على بعض الافتراضات المألوفة، مثل:

• يمكن للجميع تكوين عادات يومية جديدة

جميعنا لدينا القدرة على تكوين عادات تلقائية للأكل الصحي وممارسة الرياضة.

• من الممكن تكوين عادة تلقائية لأي سلوك

تعتبر الطبيعة التلقائية للعادة مثالية لإحداث تغييرات دائمة في الأكل الصحي والتمارين الرياضية، ولكن عندما نتراجع قليلًا ونفحص هذه الافتراضات فإننا نكتشف بسرعة أنه عندما يتعلق الأمر بإحداث تغييرات مستدامة في السلوكيات المعقدة مثل التمارين الرياضية والأكل الصحي فإن قوة العادة ليست كما يجب أن تكون.

في الواقع، يمكن للكثير منا أن يصبح ناجحًا في التمسك بسلوكيات معقدة لتعزيز الصحة، لكن ماذا لو تعلمنا كيفية دعم هوياتنا وقيمنا من خلال اتخاذ خيارات صحية؟

6 نصائح لتكوين عادات يومية جديدة

يجب أن تكون الاستراتيجيات التي نستخدمها ذكية وقادرة على تحمل رياح تغيير الأولويات، نحتاج أيضًا إلى تنمية الأجزاء الأكثر أهمية في أنفسنا، ضعي في اعتبارك كيف يصبح اختيار العادات التي نريد ترسيخها في الوقت الحالي مقنعًا، حين ندرك كيف ستساعدنا هذه العادات على تحسين حياتنا، ودعم قيمنا بشكل أفضل، عندما نهدف من خلال تكوين عادات يومية جديدة إلى أن نكون أنفسنا من خلال اتخاذ خيارات صحية . 

ولتكوين عادات يومية جديدة، عليكِ اتباع بعض الخطوات والتقنيات التي تزيد من فرص نجاحك في التمسك بها على المدى الطويل، وإليكِ بعض النصائح التي يمكنكِ تطبيقها:

1. حددي هدفًا واضحًا وقابلًا للقياس

• كوني محددة: بدلاً من قول "أريد أن أكون أكثر نشاطًا"، قولي "سأقوم بنصف ساعة من المشي كل يوم".
• اجعليه واقعيًا: لا تحاولي تغيير كل عاداتك دفعة واحدة، بل ركزي على عادة واحدة في كل مرة.
• اجعليه قابلاً للقياس: حددي كيف ستقيسين تقدمك، مثل عدد أيام التمرين أو عدد الكتب التي تقرئينها.

2. ابدأي بالقليل وزيدّي تدريجيًا

• لا تفرض على نفسك عبئًا كبيرًا: ابدأي بعادات صغيرة وسهلة التطبيق، ثم زيدي التحدي تدريجيًا مع مرور الوقت.
• كافئي نفسك: عندما تحققين هدفًا صغيرًا، كافئي نفسك بشيء تستمتعين به.

3. اربطي العادة الجديدة بعادة موجودة

• استغلي عاداتك الحالية: على سبيل المثال، إذا كنتِ تشربين القهوة كل صباح، اربطي عادة القراءة بعادة شرب القهوة.
• اجعلي الانتقال سلسًا: اجعلي العادة الجديدة جزءًا طبيعيًا من روتينك اليومي.

4. حددي محفزات وعقبات

• حددي المحفزات: ما الذي يشجعك على ممارسة العادة الجديدة؟
• حددي العقبات: ما الذي يمنعك من ممارسة العادة الجديدة؟
• ضعي خطة للتعامل مع العقبات: كيف ستتغلبين على هذه العقبات؟

5. كونِ صبورة ومثابرة

• تقبلي الانتكاسات: من الطبيعي أن تواجهي بعض الانتكاسات، فلا تيأسي وعودي إلى المسار الصحيح.
• احتفلي بتقدمك: ركزي على الإيجابيات واحتفلي بكل خطوة تخطينها.

6. ابحثي عن الدعم

• شاركي أهدافك مع الآخرين: أخبري أصدقائك وعائلتك عن أهدافك، واطلبي دعمهم.
• انضمي إلى مجموعة دعم: يمكن أن يساعدك التفاعل مع أشخاص يشاركونك نفس الأهداف على البقاء متحفزة.

أمثلة على عادات يومية جديدة

1. الرياضة: المشي، الركض، اليوجا، تمارين القوة.
2. التغذية: شرب الماء بكميات كافية، تناول الفواكه والخضروات، تقليل السكريات والدهون المشبعة.
3. القراءة: قراءة كتاب لمدة 30 دقيقة يوميًا.
4. التأمل: ممارسة التأمل لمدة 10 دقائق يوميًا.
5. كتابة اليوميات: تدوين الأفكار والمشاعر.

أخبرينا هل لديكِ أي عادات يومية جديدة ترغبين في تكوينها؟