نعلم أن عصبية الرجال تضر بالزواج، حيث يمكن أن تؤدي السلوكيات السلبية للأزواج الغاضبين إلى استنزاف طاقة زوجاتهم، وتجعلهن يشعرن بالإحباط وعدم القدرة على الاستماع، كما أن عصبية الأزواج قد تقوض رفاهية الزوجة وصحة العلاقة الزوجية، ومع ذلك إذا كنت قادرًة على التعامل بمهارة مع زوجك العصبي فقد تتغير علاقتك بشكل كبير. 

استراتيجيات فعالة للتعامل مع الزوج العصبي وتحسين علاقتكم

 1- تحييد العاطفة

 عندما تحاولين السيطرة على زوج عصبي، فقد يصبح دفاعيًا وغير متعاون؛ لذا ليس من الحكمة أن تثوري ردًا على غضب زوجك، بل من الأفضل السماح له بالغضب وإدراك أنه سيهدأ في النهاية، فكلما بقيت أكثر هدوءًا كلما هدأ غضبه بشكل أسرع، وبهذه الطريقة تقومي بتهدئة الموقف، والهدف النهائي للتخفيف من حدة التصعيد هو تقليل حدة المشاعر وإعادة توجيه العداء نحو زيادة التعاون بينكما.

 2. كوني حازمة ومحترمة

التصرف بحزم هو عملية اتخاذ موقف يمكنك فيه التعبير عن رغباتك بشكل مباشر ومحترم مع مراعاة مشاعر زوجك ورغباته أيضًا، فعندما تتصرفين وتتحدثين بطريقة محترمة وبحزم فهذا يعبر عن كونك واثقة في نفسك وصادقة ومنفتحة، وفي الوقت نفسه من خلال كونك حازمًة فإنك تُمكِّنين زوجك من تحمل نصيبه من المسؤولية.

 3. التواصل بشكل بناء وفهم وتأكيد

غالبًا ما يتصرف الأزواج بطريقة غاضبة لأنهم يعتقدون أنه لا يتم سماعهم، أو لا يتم أخذهم على محمل الجد، أو لا يتم تقديرهم، وقد يشعرون بخيبة الأمل والتجاهل، ولتجنب تأجيج غضب زوجك من الحكمة أن تستمعي إليه بفاعلية حتى تتأكدي من إحساسه بأنه مسموع ومفهوم، وحاولي أن تفهمي احتياجاته بصورة أعمق، وافهمي حقيقة ما يشعر به، فهذه إحدى الطرق التي نتواصل بها مع قبولنا لأنفسنا والآخرين، وهذا لا يعني الموافقة على كل شيء، بل هو الاعتراف بمنظور زوجك ومراعاته.   

إنه الاستماع إلى زوجك والبقاء معه بدلاً من دفعه بعيدًا أو تجنبه، وسؤاله عن المقصود من كلامه، على سبيل المثال: "ما أسمعك تقوله هو كذا، هل هذا صحيح؟"  ويجب أن يتم ذلك دون افتراض أو حكم بينما تكونين واضحًة وهادئًة ورحيمًة.

4. ممارسة الصبر والرحمة

عادةً ما يكمن خلف الغضب مشاعر أعمق وأكثر ضعفًا مثل الخوف أو الحزن أو الألم، والتي قد يصعب على زوجك معالجتها، ولفترة قصيرة يعمل الغضب كدرع واقٍ ويجعل زوجك يشعر بالقوة والسيطرة، ومع ذلك على المدى الطويل يؤلمه من الداخل، وهذا هو السبب في أنه من المهم أن يكون لديك تعاطف تجاه زوجك والابتعاد عن اللوم والاتهام.

 يمكن أن يكون الصبر بمثابة ترياق للغضب داخل نفسك وكذلك لدى زوجك، مما يستلزم أن تكوني حكيمة في لحظة ظهور الغضب، حيث يتعلق الأمر بالانتظار وعدم التحدث أو القيام بأي شيء قد يكون تلقائيًا، فالصبر والرحمة أسس الطاقة الإيجابية والتعاون بين الأزواج.

 5. اختاري معاركك وفكر على المدى الطويل

عبارة اختاري معاركك لا تنطبق فقط على القتال العسكري؛ كما أنها ذات صلة بالعلاقات مع الأزواج العصبيين، فقد يكون القادة العسكريون على استعداد لخسارة بعض المعارك حتى يتمكنوا من كسب الحرب، وبشكل عام لا يهدرون الموارد والطاقة على الأشخاص الذين لا يمكنهم الفوز.  

بالطريقة نفسها نظرًا لأن الأفراد لديهم معتقدات وآراء وتفضيلات وتوقعات مختلفة، يمكن أن تكون العلاقات ساحة معركة من نوع ما حيث تكون ممارسة ضبط النفس في بعض الأحيان استراتيجية حكيمة.

يمكنك العثور على وفرة من الموضوعات التي يجب أن تتجادلي بشأنها مع زوجك، ومع ذلك سيكون من مصلحتك أن تكوني انتقائيًة، وتترك ما هو أقل أهمية، فتذكري أنه ليس من المعقول ولا العملي أن تتشاجري على كل اختلاف، فقد تفوزي أثناء الخلاف ولكن في النهاية قد تضعف علاقتك بزوجك.

 6. فكري في تصرفاتك وافهمي المحفزات

أن تكوني مسؤولة يعني قبول دورك في الشعور بالإحباط من زوج عصبي والتفكير في الأفعال التي قد تثير غضبه، يعني أيضًا فهم ما يدفعك للتصرف بالطريقة التي تتصرفي بها، فكلما أصبحت أكثر وعياً كلما أصبحت أقل تفاعلاً وأكثر بناءة، فقد تكون النتيجة رفاهية أكبر لك ولزوجك ولعلاقتك به، فإذا أدركت أنك لعبت دورًا في تصعيد الخلاف، فكوني مسؤولة واعترفي بدورك. 

 7. تعاملي مع التحدي الذي تواجهيه عندما يكون زوجك هادئًا

لا فائدة من معالجة مشكلتك طالما أن الغضب هو المسيطر علي زوجك، فاتركي وقتًا لاستقرار الطاقة السلبية لتأسيس مناقشة أكثر عقلانية، فعندما يكون كل منكما هادئًا ومتحمسًا، عالجي المشكلة التي أدت إلى سلوك زوجك الغاضب، ففي هذا الوقت قد يكون أكثر انفتاحًا على الاستماع والفهم، ولا تنسي تطبيق هذه القاعدة على نفسك، فيجب أخذ وقتًا لتهدئة نفسك، فالهدوء يعزز أجواء أكثر هدوءًا.

 8. فكري في التأثير وليس السيطرة

 لا تركزي على محاولة تغيير زوجك، فلن يمكنك، ومع ذلك يمكنك التأثير عليه من خلال خلق بيئة إيجابية تساعد على التعاون بدلاً من السيطرة.

ربما سمعتِ العبارة: "يمكنك صيد الذباب بالعسل أكثر من الخل."، فعندما تعاملين زوجك بلطف، قد تجعليه أقرب إليك وأقرب إلى فهم ما تشعرين به ولماذا تشعرين بهذه الطريقة، وقد يزيد هذا من فرصك في تحقيق نتائج مثمرة.

 إذا قمت بتطبيق الاستراتيجيات المذكورة أعلاه، فقد تندهشين من رؤية مدى ازدهار العلاقة بينك وبين زوجك.