مما لا شك فيه أن هناك العديد من التغيرات التي تحدث في حياة المرأة الحامل، بل إنه يمكن أحيانًا ربط بعض الحالات الطبيية الخاصة بالحمل، مثل الركود الصفراوي أثناء الحمل، ربما تكوني قد سمعتي بالفعل عن هذه الحالة، والتي تسمى أحيانًا أيضًا بالركود الصفراوي داخل الكبد للحمل.

يعد الركود الصفراوي داخل الكبد للحمل أكثر أمراض الكبد شيوعًا أثناء الحمل، ولكن الحالة نفسها نادرة جدًا، حيث يؤثر فقط على حوالي 0.2٪ إلى 2٪ من حالات الحمل. 

وإذا كان لديكِ ذلك الركود الصفراوي، فمن المحتمل أن تكتشفيه فورًا، لأنه يمكن أن يسبب حكة شديدة في الجلد دون ظهور طفح جلدي، عادة على راحة يديك وباطن قدميك، لكن لحسن الحظ فإن علاج هذه الحكة يكون عادةً بسيطًا نسبيًا، لذلك ستكوني قادرة بإذن الله على الحصول على بعض الراحة التي تحتاجي إليها.

ما الذي يسبب ركود صفراوي في الحمل؟

قبل أن نتعمق في أسباب الركود الصفراوي للحمل، دعينا أولاً نلقي نظرة على ما يفعله بجسمك، تبدأ الحالة عندما يتباطأ تدفق الصفراء، والتي هي سائل هضمي يحمل الفضلات ويفكك الدهون أثناء الهضم، ويتم إنتاج الصفراء في الكبد وتتدفق إلى المرارة، لكن الركود الصفراوي يتسبب في تراكم الأحماض الصفراوية في الكبد، والتي تدخل بعد ذلك إلى مجرى الدم. 

على الرغم من أن التفكير في هذا الأمر قد يثير القلق، فضعي في اعتبارك أن الركود الصفراوي في الحمل نادر الحدوث ويمكن غالبًا علاجه بالأدوية - دون التسبب في مشاكل لطفلك.

إذن ما الذي يسببه؟

على الرغم من أن العلماء لم يحددوا الإجابة على هذا السؤال حتى الآن، فمن المحتمل أن يتضمن مزيجًا من القابلية الجينية، والعوامل الهرمونية، والعوامل البيئية.

في حين أنه من الممكن أن تلعب هرمونات الحمل دورًا في تطورها، إلا أن السبب الدقيق وراء حدوث ركود صفراوي أثناء الحمل لا يزال غامضًا بعض الشيء ! يُعتقد أن المستويات العالية من الإستروجين أثناء الحمل قد تؤثر على الطريقة التي يعالج بها الكبد الأحماض الصفراوية، مما قد يدفع الأشخاص الذين لديهم مجموعات معينة من الجينات إلى تطوير الركود الصفراوي داخل الكبد.

لديكِ أيضًا خطر أكبر للإصابة بالركود الصفراوي في الحمل إذا كان لديكِ تاريخ من تليف الكبد أو حصوات المرارة، أو كان لديكِ ركود صفراوي في الحمل السابق. 

إذا كان الأمر كذلك فتحدثي إلى طبيبك، ولكن حاولي ألا تقلقي كثيرًا بشأن هذا الأمر، فالطبيب سيقوم بالتحقيق وسيكون قادر على تقديم المزيد من النصائح لكِ.

أعراض ومضاعفات الركود الصفراوي للحمل

العرض الرئيسي هو وجود حكة شديدة في الجلد دون ظهور طفح جلدي مرئي، هذا يمكن أن يكون عامًا لكنه أسوأ على راحتي اليدين وباطن القدمين، وعادة ما تكون الحكة أسوأ في الليل، مما قد يكون محبطًا عندما تحاولي النوم. 

بالإضافة إلى الحكة، يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا للحالة ما يلي:

• اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)
• الغثيان
• فقدان الشهية
• كما يمكن أن يزيد الركود الصفراوي في الحمل من خطر حدوث مضاعفات في الحمل، مثل سكري الحمل (ارتفاع نسبة السكر في الدم) وتسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم).

كيف يتم تشخيص الركود الصفراوي في الحمل؟

إذن كيف تحصلي على تشخيص سليم ؟

بعد مراجعة تاريخك الطبي، سيتحقق طبيبكِ مما إذا كنتِ تعاني من أي من أعراض، مثل الحكة الشديدة، أو اصفرار الجلد، أو أي تغيير في شهيتك، كما قد يشمل ذلك فحصًا جسديًا.

بالإضافة إلى ذلك، سيجرون فحصًا للدم للتحقق من مستويات الأحماض الصفراوية في نظامك، مما سيساعدهم على معرفة مدى كفاءة عمل الكبد، يمكنهم أيضًا إجراء اختبار وظائف الكبد كجزء من فحص الدم.
 وإذا كانت المستويات مرتفعة بشكل ملحوظ، فمن المحتمل أن يتم تشخيص إصابتك بالركود الصفراوي أثناء الحمل.