يُعد تسمم الحمل حالة صحية تُصيب النساء أثناء الحمل أو مباشرة بعد الولادة، وتتصف بارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول، وغالبًا ما تظهر أعراض تسمم الحمل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، لكنه قد يحدث أحيانًا في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، وفي بعض الحالات، قد تظهر أعراض تسمم الحمل المبكر قبل الأسبوع 34 من الحمل، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض شديدة.
قد يُصيب تسمم الحمل النساء اللواتي لديهن ضغط دم مزمن، أو حتى من كانت لديهن قراءات ضغط طبيعية سابقًا، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن واحدة من كل 25 امرأة تُصاب بهذه الحالة، وللأسف ويُؤثّر تسمم الحمل على أعضاء الأم ويُهدد صحة الجنين بشكل مباشر.
لذا دعينا نستعرض معًا أعراض تسمم الحمل، أسبابه، العوامل التي تزيد من احتماله، طرق التشخيص، والعلاج المتاح، فالمعرفة هي سلاحك التي ستحميكِ من الأمراض والمضاعفات بإذن الله.
تحدث حالة تسمم الحمل من خلال مزيج من ضغط الدم المرتفع ووجود بروتين بنسبة عالية في البول.
من أبرز أعراض تسمم الحمل التي قد تظهر:
تنبيه هام: لا يُعتبر ارتفاع ضغط الدم وحده دليلاً كافيًا على تسمم الحمل، بل يُشخص من خلال الجمع بين الأعراض، والتي كثيرًا ما تُكتشف خلال زيارات المتابعة الدورية للحمل.
لم يُعرف السبب الدقيق لتسمم الحمل بعد، إلا أن مشاكل في المشيمة تُعتبر من العوامل المرتبطة به، خاصة في حالات تطوّر غير سليم للأوعية الدموية المشيمية خلال المراحل المبكرة.
تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل ما يلي:
تسمم الحمل غير المُسيطر عليه من الحالات الطارئة التي قد تُهدّد حياة الأم والجنين.
تشمل أبرز المضاعفات :
رغم أن تسمم الحمل يُعد من الحالات المعقدة التي لا يمكن الوقاية منها بشكل كامل أو مضمون، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هناك العديد من الخطوات التي يمكن أن تُقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة، خاصة لدى النساء المعرّضات لمخاطر مرتفعة.
وفيما يلي تعرفي في ما يلي على أفضل الإجراءات الوقائية المُعتمدة علميًا، وكيف يمكنكِ تعزيز فرص حمل صحي وآمن.
السمنة وزيادة الوزن تُعتبر من العوامل الرئيسية المرتبطة بتطوّر تسمم الحمل، وقد أظهرت دراسات متعددة أن النساء اللواتي يُعانين من مؤشر كتلة جسم (BMI) مرتفع قبل الحمل، يكنّ أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الحمل، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.
لماذا هذا مهم؟
الأنسجة الدهنية الزائدة قد تساهم في زيادة الالتهاب داخل الجسم، وتؤثر على وظيفة الأوعية الدموية والمشيمة، مما يرفع من خطر اضطرابات الضغط وتطور تسمم الحمل.
نصيحة: حاولي بلوغ وزن مثالي من خلال نظام غذائي متوازن ونشاط بدني معتدل، وتجنبي الحميات القاسية التي قد تضر بصحتك على المدى الطويل.
إذا كنتِ مصابة بمرض مزمن كارتفاع ضغط الدم أو السكري، فإن المتابعة الطبية الدقيقة أمر لا غنى عنه قبل وأثناء الحمل، فهذه الحالات تُعد من العوامل الكبرى لظهور أعراض تسمم الحمل، خصوصًا إذا لم تكن تحت السيطرة.
بحسب الأبحاث: النساء المصابات بضغط الدم المرتفع المزمن أكثر عرضة لتطوّر تسمم الحمل بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء الأخريات.
نصيحة: تابعي مع طبيبك قبل الحمل، واطلبي خطة علاجية تُناسب حالتك، حيث قد يتطلب الأمر تغيير نوع الدواء أو تعديل الجرعة لتناسب مرحلة الحمل دون التأثير على الجنين.
تُعد الفحوصات الدورية خلال الحمل حجر الأساس للكشف المبكر عن أي علامات تدل على ارتفاع ضغط الدم أو زيادة البروتين في البول، وهما من أبرز أعراض تسمم الحمل.
لماذا المتابعة مهمة؟
الكثير من أعراض تسمم الحمل تكون صامتة في البداية ولا تشعر بها الأم، لذا فإن قياس ضغط الدم، وتحاليل البول، والفحوصات الدموية المنتظمة، تُمكن الطبيب من التدخل المبكر وتجنّب المضاعفات.
نصيحة: التزمي بمواعيد الزيارات المقررة، حتى لو شعرتِ أنكِ بصحة جيدة، ولا تترددي في الإبلاغ عن أي أعراض غير معتادة مثل الصداع أو التورم المفاجئ.
وفقًا لتوصيات الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن تناول جرعة يومية منخفضة من الأسبرين (81 ملغ) بدءًا من الأسبوع 12 من الحمل، قد يُساعد في تقليل خطر تسمم الحمل لدى النساء المعرضات للخطر، مثل من لديهن تاريخ سابق مع هذه الحالة أو المصابات بأمراض مزمنة.
مهم: لا يُؤخذ الأسبرين إلا بوصفة طبية وتحت إشراف طبي مباشر.
في بعض البلدان التي تعاني فيها النساء من نقص الكالسيوم الغذائي، وُجد أن تناول مكملات الكالسيوم قد يقلل من خطر الإصابة بتسمم الحمل، خاصة في النصف الثاني من الحمل، لكن هذه الفائدة لم تُثبت في الدول التي تستهلك فيها النساء كميات كافية من الكالسيوم من الغذاء.
نصيحة: ناقشي مع طبيبك إذا كنتِ بحاجة إلى مكملات الكالسيوم، خاصة إذا كنتِ تتبعين نظامًا نباتيًا أو لديكِ حساسية من منتجات الألبان.
رغم انتشار بعض النصائح التقليدية، مثل تقليل الملح، أو تناول الثوم، أو زيت السمك، أو مكملات الفيتامين C وE للوقاية من تسمم الحمل، إلا أن الأدلة العلمية على فعاليتها غير كافية.
الخلاصة العلمية:
مهم: لا تتناولي أي مكمّل غذائي خلال الحمل إلا بعد استشارة الطبيب.
أشارت بعض الدراسات الأولية إلى أن الحصول على راحة منتظمة، والنوم الكافي، خاصة في الثلث الثاني والثالث من الحمل، قد يُقلل من معدلات الإصابة بتسمم الحمل لدى النساء ذوات الضغط الطبيعي.
لكن بالرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، لم تُؤكّد الأبحاث العلمية هذه النتائج بشكل قاطع حتى الآن.
لذا فالوقاية من تسمم الحمل تعتمد بشكل أساسي على متابعة الحالة الصحية للأم منذ ما قبل الحمل، وحتى لحظة الولادة، لكن لا توجد طريقة مضمونة لتجنّبه تمامًا، لكن الالتزام بالنمط الصحي، والسيطرة على الأمراض المزمنة، والاهتمام بالفحوصات الدورية، كلها خطوات تُقلل من خطر الإصابة وتُعزز فرص حمل آمن وسليم.
إذا كان لديكِ تاريخ مع تسمم الحمل، أو تنتمين للفئة ذات الخطورة العالية، تحدثي مع طبيبك عن الخيارات الممكنة مثل الأسبرين أو الكالسيوم، واطلبي خطة متابعة خاصة بكِ.
يعتمد التشخيص على:
العلاج الأكثر فاعلية هو الولادة، وإذا تم تشخيصكِ بهذه الحالة، فستُخضعين لمراقبة دقيقة حتى يحين الوقت المناسب للولادة، وبمجرد تأكيد التشخيص، سيتم تحويلك إلى طبيب متخصص في المستشفى لإجراء تقييم شامل وتقديم أي علاج ضروري.
قد يُسمح لكِ بالعودة إلى المنزل بعد ذلك، مع ضرورة حضور مواعيد متابعة منتظمة، قد تكون يومية، لكن في حال وجود أي مخاوف تتعلق بصحتك أو بصحة الجنين، فقد يتم إدخالك إلى المستشفى للمراقبة والعلاج.
أثناء إقامتك في المستشفى، سيتم مراقبتكِ أنتِ وطفلكِ من خلال ما يلي:
يُنصح باستخدام الأدوية للمساعدة في خفض ضغط الدم، وذلك لتقليل احتمال حدوث مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية.
كما أن هناك أدوية أخرى قد تُستخدم كمضادات التشنجات، في حال كنتِ مصابة بتسمم حمل شديد، وكان من المتوقع ولادة الطفل خلال 24 ساعة، أو إذا تعرضتِ لنوبات تشنج، فقد تُوصف لكِ أدوية مضادة للتشنجات.
يمكن أيضًا استخدام هذه الأدوية في حال حدوث نوبات فعلية لعلاجها والسيطرة عليها.
في معظم حالات تسمم الحمل، يُنصح بولادة الطفل بين الأسبوع 37 و38 من الحمل.
قد يعني هذا تحفيز الولادة صناعيًا (induced labour)، أو الخضوع لعملية قيصرية، وذلك بحسب الحالة الصحية للأم والجنين.
ويُنصح بذلك لأن الدراسات تُظهر أنه لا فائدة طبية من الانتظار حتى بدء المخاض تلقائيًا بعد هذه المرحلة، بل على العكس، الولادة المبكرة قد تُقلل من خطر المضاعفات الناتجة عن تسمم الحمل.
أما إذا أصبحت حالتك أكثر خطورة قبل الأسبوع 37، وظهرت مخاوف جدية بشأن صحتك أو صحة الطفل، فقد يكون من الضروري اللجوء إلى الولادة المبكرة.
ويُعرف هذا النوع من الولادات باسم "الولادة المبكرة"، وغالبًا ما يكون الأطفال المولودون قبل هذا الأسبوع غير مكتملين النمو.
رغم أن تسمم الحمل غالبًا ما يتحسن بعد الولادة مباشرة، إلا أن المضاعفات قد تظهر في بعض الأحيان خلال الأيام القليلة التالية؛ ولهذا السبب، قد تحتاجين إلى البقاء في المستشفى بعد الولادة لمتابعة حالتك.
وسيتم قياس ضغط الدم بانتظام، وقد يُعرض عليك تناول أدوية إذا كان الضغط مرتفعًا، أو إذا لم تكوني قد بدأتِ العلاج من قبل.
أما الطفل، فقد يحتاج أيضًا إلى المتابعة، خاصة إذا وُلد قبل موعده، وقد يُنقل إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) التي تحتوي على تقنيات تساعد الطفل على إتمام نموه خارج الرحم.
وبمجرد أن تكون حالتكما آمنة، يمكنكِ العودة إلى المنزل مع طفلك.
بعد الخروج من المستشفى، ستحتاجين إلى مراقبة ضغط الدم بانتظام، وقد تضطرين للاستمرار في تناول أدوية خفض الضغط لعدة أسابيع.
يجب أن يُعرض عليك موعد طبي بعد أسبوعين من الانتقال من رعاية المستشفى إلى رعاية القابلة المجتمعية، وذلك لمراجعة خطة العلاج وتعديلها أو إيقافها إذا لزم الأمر.
ستُحدَّد لكِ زيارة متابعة بين الأسبوع السادس والثامن بعد الولادة لتقييم حالتك ومناقشة ما إذا كان هناك حاجة للاستمرار في العلاج، وغالبًا ما تُجرى هذه الزيارة لدى الطبيب العام (GP)، وهي منفصلة عن الفحص الطبي الروتيني بعد الولادة في الأسبوع السادس.
نعم، بإذن الله، يمكن للطفل أن ينجو من تسمم الحمل، خاصة إذا تم التشخيص المبكر واتخاذ التدخلات الطبية اللازمة في الوقت المناسب.
في كثير من الحالات، تكون متابعة الحمل الدقيقة والتخطيط للولادة المبكرة (إن لزم الأمر) كافية لضمان سلامة الأم والجنين معًا.
يزداد خطر المضاعفات عندما يتم تجاهل الأعراض أو تأخير المتابعة، ويكون هناك مضاعفات مثل انفصال المشيمة أو نقص حاد في نمو الجنين.
كيف يُنقذ الطفل؟
النجاة تعتمد على:
ملحوظة طبية: معظم الأطفال الذين يولدون بعد الأسبوع 34 في حالات تسمم الحمل يعيشون بصحة جيدة، وخاصة إذا كانت الأم تحت إشراف طبي مستمر.
عادةً ما يظهر تسمم الحمل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، لكنه يكون أكثر شيوعًا ووضوحًا في الأسابيع الأخيرة، تحديدًا بعد الأسبوع 37.
أسباب شيوعه في هذه المرحلة:
لكن هذا لا يعني أن تسمم الحمل لا يحدث في وقت مبكر، فهناك حالات نادرة يُصيب فيها النساء في النصف الأول من الحمل، وتُعرف بـ تسمم الحمل المبكر، وتكون أكثر خطورة وتتطلب تدخلاً عاجلًا.
نصيحة مهمة: يجب أن تكون الحامل في حالة وعي مستمر بأعراض تسمم الحمل، مثل الصداع الشديد، تورّم اليدين والوجه، أو زغللة العين، بغض النظر عن عمر الحمل.
رغم أن تشخيص تسمم الحمل لا يتم إلا من خلال طبيب مختص، إلا أن هناك خطوات بسيطة يمكنكِ القيام بها في المنزل تُساعد في الكشف المبكر عن أي تغيّر مقلق.
ما يمكنكِ فعله في المنزل:
متى يُعتبر الضغط خطرًا؟
إذا كانت قراءات ضغط الدم تساوي أو تتجاوز:
مهم جدًا: وجود ارتفاع في الضغط لا يعني بالضرورة وجود تسمم حمل، إذ لا بد من وجود مؤشرات أخرى مثل البروتين في البول أو اختلال وظائف الكبد أو الكلى، لذا لا بد من إبلاغ الطبيب فورًا وعدم الاكتفاء بالمتابعة الذاتية.
هل يمكنني استخدام شرائط اختبار البروتين في المنزل؟
بعض النساء يستخدمن شرائط اختبار البول المنزلية، لكنها ليست دقيقة دائمًا؛ فالتشخيص يجب أن يكون من خلال مختبر وتحاليل موثوقة.
نعم، للأسف، النساء اللواتي أصبن بتسمم الحمل في حمل سابق قد يُصبن به مرة أخرى، لكن النسبة تختلف حسب شدة الحالة السابقة والعوامل الصحية الحالية؛ لذلك المتابعة الدقيقة منذ أول الحمل ضرورية جدًا.
نعم، هناك ما يُعرف بـ تسمم الحمل بعد الولادة (Postpartum Preeclampsia)، وقد يظهر في الأيام أو الأسابيع الأولى بعد الولادة، حتى لو لم تعاني الأم منه أثناء الحمل.
في بعض الحالات الخفيفة، يمكن إجراء ولادة طبيعية تحت المراقبة الدقيقة، لكن في أغلب الحالات الشديدة، يُفضل الأطباء الولادة القيصرية لتقليل المخاطر على الأم والجنين.
تسمم الحمل حالة تبدأ عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل وتتميز بارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول. يمكن أن تُسبب تلفًا للأعضاء الحيوية للأم، وتؤدي إلى الولادة المبكرة ونقص النمو عند الجنين. حتى النساء ذات الضغط الطبيعي قد يُصبن به. ولهذا من الضروري مراقبة الحمل وإجراء المتابعات الطبية المنتظمة، خاصة لمن لديهن عوامل خطر.
متى تبدأ حركة الجنين وكيف احسبها بدقة للاطمئنان على سلامته
متى تشعر الأم بحركة الجنين؟! فعادة ما تبدأين بالشعور بحركة طفلك بين الأسبوعين 16 و24 من الحمل، ولن يؤثر موقع المشيمة على هذا الإحساس، كما أنه من الشائع أن تشعر النساء
متى تبدأ أعراض الحمل في التطور ؟ وكيف اتعامل معها ؟
من أبرز أعراض الحمل المبكر: التبول المتكرر، حساسية الثديين، الشعور بالتعب، وغثيان الصباح، ولكن متى تبدأ أعراض الحمل في التطور ؟ وكيف اتعامل معها ؟
الكبدة للحامل : هل من الآمن تناولها ؟
هناك بعض الأطعمة التي يُصعب تصنيفها بسهولة؛ فعلى سبيل المثال، قد تكون الكبدة للحامل ذات تأثيرات إيجابية وسلبية في آنٍ واحد على نمو الجنين