عندما تكونين حاملاً، فإن ما تأكلينه يؤثر بشكل مباشر على نمو الجنين وتطوره؛ ولذلك قد يوصيكِ طبيبكِ بتناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية وتجنّب بعض الأطعمة الأخرى كليًا، ومع ذلك هناك بعض الأطعمة التي يُصعب تصنيفها بسهولة؛ فعلى سبيل المثال قد تكون الكبدة للحامل ذات تأثيرات إيجابية وسلبية في آنٍ واحد على نمو الجنين.
الكبدة للحامل تُعدّ مصدرًا جيدًا للعديد من العناصر الغذائية الأساسية، إلا أن تناولها بكميات مفرطة قد يؤدي إلى عواقب سلبية، سنتناول في هذا المقال طرق تناول الكبدة للحامل، وأشكاله المختلفة، إضافةً إلى فوائده وأضراره المحتملة.
فرغم أن الكبدة للحامل مصدر غني بحمض الفوليك والعناصر الغذائية الأساسية المفيدة أثناء الحمل، إلا أن تناول كميات كبيرة من الكبد قد يزيد من مخاطر مشكلات الجهاز العصبي لدى الجنين؛ لذا يُنصح بتجنّب مصادر غذائية أخرى تحتوي على الكبد، مثل زيت كبد السمك أو الصلصات والدهنات المحتوية على الكبد، كما أنه من الضروري استشارة الطبيب لمعرفة الكمية الآمنة من الكبد أثناء الحمل.
يُستهلك الكبد بعدة أشكال في مناطق مختلفة من العالم:
ومهما كانت الطريقة التي تتناولين بها الكبد، فإن التأثير الصحي يبقى شبه متطابق، مع بعض الاختلافات حسب مصدر الكبد (بقري، دجاج، إلخ).
معلومة مهمة : ينبغي توخّي الحذر عند تناول جميع أنواع "الباتيه"، وليس فقط تلك التي تحتوي على الكبد، فحتى الأنواع النباتية قد تشكّل خطرًا، لأنها قد تحتوي على الليستيريا أو البيض النيئ، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسالمونيلا.
تحتوي الكبدة للحامل على العديد من العناصر المفيدة لصحة الأم والجنين، مثل:
وفي الحقيقة يمكن أن يكون الكبد صحيًا للجنين إذا تم تناوله باعتدال وطُهي جيدًا، حيث يوفر الكبد عناصر أساسية مثل البروتين، الحديد، حمض الفوليك، الزنك، النحاس، وفيتامين B12، وجميعها تدعم نمو دماغ الطفل وجهازه المناعي وعمليات الأيض.
رغم فوائده، إلا أن الكبد له أضرار كثيرة مثل ..
تتضمّن التأثيرات المشوِّهة للجنين:
معلومة مهمة : الكبد غني أيضًا بالكوليسترول، مما يجعله غير صحي سواء للحوامل أو لغير الحوامل.
كما يجب تجنّب اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا لتقليل خطر الإصابة بعدوى داء المقوسات.
لا يوجد توصيف دقيق أو إجماع علمي قاطع حول "الكمية الآمنة" من الكبد التي يمكن تناولها أثناء الحمل، وذلك لأن محتوى الكبد من فيتامين A – خصوصًا شكله المعروف بالريتينول (Retinol) – مرتفع جدًا، وقد يسبّب تناول كميات كبيرة منه آثارًا سلبية خطيرة على الجنين.
ورغم أن الكبد يُعدّ من أغنى المصادر الغذائية بفيتامين A، ولكن هذا الفيتامين في الكبد يكون في صورته النشطة (Preformed Vitamin A)، وهي صورة ذائبة في الدهون، ما يعني أنّ الجسم لا يطرح الفائض منها بسهولة، بل يخزنها في الكبد والأنسجة الدهنية، وبما أنّ جسم الحامل حساس جدًا للتراكمات الزائدة من بعض العناصر، فإن الإفراط في تناول الكبد قد يؤدي إلى:
ووفقًا للأكاديمية الوطنية للطب بالولايات المتحدة، فإن الحد الأعلى الموصى به لفيتامين A للنساء الحوامل هو 10,000 وحدة دولية (IU) يوميًا، في حين أن 100 غرام من كبد البقر قد يحتوي على أكثر من 27,000 وحدة دولية! أي أن قطعة صغيرة من الكبد يمكن أن تتجاوز الحدّ الأعلى الموصى به بسهولة.
بعض المصادر الطبية تشير إلى أنه يمكن تناول الكبد بكميات ضئيلة جدًا – حوالي 30 إلى 50 غرامًا مرة واحدة كل أسبوعين إلى ثلاثة – ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب أو اختصاصي تغذية، وبشرط أن لا تكون الحامل تتناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامين A المشتق من الريتينول، كي لا يحدث تراكم زائد.
إليكِ قائمة بأهم المنتجات التي ينبغي للحامل الابتعاد عنها إذا كانت تتجنب الكبد:
بعد معرفة مخاطر تناول الكبدة للحامل، إليكِ بدائل آمنة وغنية بفيتامين A على هيئة بيتا كاروتين، وهي مناسبة لتطور الجنين:
هذه المصادر تدعم الرؤية الجيدة والمناعة، كما تُعدّ مضادات أكسدة فعالة، والأهم أنها آمنة وسهلة الدمج في النظام الغذائي اليومي للحامل.
كما قلنا أن الكبد من الأطعمة الغنية بالبروتين، والحديد، وحمض الفوليك، وجميعها ضرورية لصحة الحمل، ولكن بسبب احتوائه على فيتامين A بنسب عالية جدًا، قد يُشكّل خطرًا على الجنين؛ لذا يُفضل معظم الأطباء تجنّبه تمامًا، بما في ذلك زيت كبد الحوت أو الصلصات التي تحتوي عليه.
فإذا كنتِ تشتهين الكبد أثناء الحمل، لا تتسرّعي! استشيري طبيبتك أولًا، وتأكدي من أنه لا يُشكّل خطرًا على صحتك أو صحة جنينك، وبالإضافة إلى ذلك، اعتمدي على المصادر النباتية الآمنة للحصول على فيتامين A، وضعي دائمًا سلامتك وسلامة صغيركِ في المقدّمة.
عادةً ما تشمل الأطعمة التي يُنصح بتجنّبها خلال الحمل تلك التي تحمل خطر الإصابة بالعدوى، مثل اللحوم أو الأسماك النيئة أو غير المطهية جيدًا، ولكن من المهم أيضًا الحدّ من استهلاك الكافيين والأطعمة المصنّعة.
فيما يلي 14 نوعًا من الأطعمة والمشروبات التي ينبغي تجنّبها أو تقليلها أثناء الحمل.
الزئبق عنصر سام للغاية، وقد يوجد في المياه الملوّثة، ويمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي والمناعي والكلى، وقد يُسبب مشكلات خطيرة في نمو الأطفال حتى في كميات منخفضة.
تميل الأسماك البحرية الكبيرة إلى تراكم كميات كبيرة من الزئبق، لذا من الأفضل تجنّبها خلال الحمل والرضاعة.
الأسماك التي يجب تجنّبها لاحتوائها على زئبق عالٍ:
تُعد الأسماك النيئة، خاصةً المحاريات، من المصادر المحتملة للبكتيريا أو الطفيليات مثل نوروفيروس، وفيبريو، والسالمونيلا، والليستيريا.
وقد تُصاب الأسماك بالعدوى أثناء التداول أو التخزين أو المعالجة، بما في ذلك التدخين أو التجفيف.
تسبب هذه العدوى الضعف والجفاف، وبعضها يمكن أن ينتقل إلى الجنين عبر المشيمة حتى دون أن تظهر عليكِ أي أعراض.
وتؤكد إدارة الغذاء والدواء (FDA) أن الأمراض المنقولة بالغذاء تزيد خطر الولادة المبكرة، أو فقدان الحمل، أو ولادة جنين ميت، أو مشاكل صحية أخرى.
تناول اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا يرفع من خطر الإصابة بالبكتيريا والطفيليات مثل التوكسوبلازما، الإشريكية القولونية، الليستيريا، والسالمونيلا، حيث توجد معظم البكتيريا على سطح قطع اللحم الكاملة، ولكن بعضها قد يتغلغل داخل الألياف العضلية.
وقد تكون بعض القطع الكاملة مثل شرائح اللحم البقري أو الغنمي أو لحم العجل آمنة إذا كانت مطهية جيدًا من الخارج، ولكن من الأفضل تجنّب أي نوع من اللحوم غير المطهية بالكامل أثناء الحمل.
اللحوم المفرومة أو المقطعة مثل:
لذا يجب دائمًا طهيها جيدًا قبل الأكل.
الهوت دوغ، واللحوم الباردة، والبيبروني قد تتعرض للتلوث أثناء المعالجة أو التخزين، كما أن اللحوم المعالجة غير المطهية قد تحتوي أيضًا على بكتيريا أو طفيليات.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه اللحوم عادةً على نسب عالية من الصوديوم والدهون غير الصحية؛ لذا من الأفضل تجنّبها أو طهيها جيدًا.
البيض النيئ قد يحتوي على بكتيريا السالمونيلا، وتظهر الأعراض في صورة:
وقد يتسبب أيضًا في تقلصات رحمية تؤدي إلى ولادة مبكرة أو وفاة الجنين.
أطعمة شائعة تحتوي على بيض نيئ:
احرصي على استخدام البيض المبستر أو طهي البيض جيدًا.
توفر الأحشاء مغذيات مهمة مثل الحديد وفيتامين B12 وفيتامين A والنحاس والزنك والسيلينيوم، ولكن الإفراط في تناول فيتامين A المُشكّل مسبقًا، خصوصًا في الثلث الأول من الحمل، قد يؤدي إلى تشوّهات خلقية وفقدان الحمل.
لذلك، يُفضّل ألا تتعدّى كمية الأحشاء المستهلكة بضع أونصات أسبوعيًا.
تشمل البراعم النيئة: البرسيم، والفجل، والفاصوليا، وبراعم البرسيم الحجازي، لكن بيئة النمو الرطبة للبذور مناسبة جدًا لتكاثر بكتيريا السالمونيلا، ويصعب التخلص منها بالغسل فقط؛ لذا ينصح بتجنب البراعم النيئة تمامًا، ولكن يمكن تناولها بعد الطهي.
قد تحمل الفواكه والخضروات غير المغسولة بكتيريا وطفيليات مثل التوكسوبلازما، والإشريكية القولونية، والسالمونيلا، والليستيريا، وتحدث العدوى في أي مرحلة من الزراعة أو التخزين أو المعالجة.
وطفيلي التوكسوبلازما يمكن أن ينتقل إلى الجنين ويسبب فقدان البصر أو إعاقات في التعلم، وقد يؤدي إلى تلف الدماغ أو العينين منذ الولادة.
لذا يجب غسل الفواكه والخضروات جيدًا بالماء النظيف أو تقشيرها أو طهيها.
يمكن أن يحتوي الحليب الخام ومنتجاته على بكتيريا ضارة مثل الليستيريا والسالمونيلا والإشريكية القولونية ، وقد تؤدي هذه العدوى إلى مضاعفات خطيرة على الجنين، لذلك اختاري دائمًا منتجات الألبان المبسترة فقط.
بعض أنواع الجبن الطري تحتوي على الليستيريا التي قد تُسبب الإجهاض أو أمراضًا خطيرة.
أمثلة على الأجبان الطرية غير الآمنة ما لم تكن مبسترة:
اقرئي دائمًا الملصق للتأكّد من أنها مصنوعة من حليب مبستر.
الأطعمة المصنعة غالبًا ما تفتقر إلى المغذيات، وتحتوي على سعرات حرارية عالية وسكريات ودهون مضافة، وهذا قد يؤدي إلى زيادة الوزن المفرطة.
وخلال الحمل، تحتاجين إلى مغذيات ضرورية مثل البروتين، وحمض الفوليك، والكولين، والحديد؛ لذا فالتركيز يجب أن يكون على البروتين والخضار والفاكهة والدهون الصحية والكربوهيدرات الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والبقوليات.
العصائر الطبيعية قد تبدو مفيدة، لكن يُفضل اختيار العصائر المبسترة وخالية من السكر المضاف.
أما العصائر الطازجة المعصورة في الأسواق المفتوحة قد تحتوي على بكتيريا ضارة، كذلك قد تحتوي بعض أنواع السموذي على عصائر غير مبسترة، لذا اسألي دائمًا عن المكونات عند الطلب من مطاعم أو مقاهي.
الشاي، القهوة، المشروبات الغازية، والكاكاو تحتوي على الكافيين، وقد يرتبط تناول كميات كبيرة من الكافيين بزيادة خطر فقدان الحمل، أو انخفاض وزن الجنين، أو اضطرابات النمو؛ لذا يُنصح بعدم تجاوز 200 ملغ من الكافيين يوميًا، أي ما يعادل فنجانين إلى ثلاثة من القهوة.
شرب الماء ضروري جدًا للحفاظ على ترطيب الجسم خلال الحمل، فغالبًا ما تكون مياه الصنبور آمنة، لكن المياه الملوثة أو القادمة من آبار خاصة قد تحتوي على ملوّثات مضرة بالأم والجنين.
نصائح سريعة حول الأطعمة التي يجب تجنّبها أثناء الحمل
الأطعمة النيئة أو غير المطهية، منتجات الألبان غير المبسترة، الأسماك عالية الزئبق، الكافيين الزائد.
الأسماك النيئة، اللحوم غير المطهية، البيض النيئ، الجبن الطري غير المبستر.
نعم، العنب آمن إذا تم غسله جيدًا، لكن يُنصح بالاعتدال لاحتوائه على السكر.
نعم، إذا كانت مصنوعة من حليب مبستر فهي آمنة تمامًا.
نعم، يحتوي 100 جرام من كبد البقر النيء على حوالي 290 ميكروغرامًا من حمض الفوليك.
توصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) بتجنّب جميع الأطعمة التي تحتوي على الكبد أو منتجاته أثناء الحمل.
إذا أقرّ طبيبكِ أنه لا بأس بتناول الكبد، فاحرصي على:
أثناء الحمل، من الضروري الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي قد تُشكّل خطرًا على صحتك وصحة جنينك.
رغم أن معظم الأطعمة آمنة، إلا أنه من الأفضل تجنّب الأسماك النيئة، الألبان غير المبسترة، الأسماك عالية الزئبق، واللحوم النيئة، كما يُفضّل تقليل تناول الأطعمة المصنّعة والمشروبات ذات الكافيين العالي.
اعلمي ملكتي أن اختياراتك الغذائية تؤثر بشكل مباشر على صحتك وصحة طفلك، فكوني حذرة، ولا تترددي في استشارة طبيبتك عند الشك بأي نوع من الطعام.
متى تبدأ حركة الجنين وكيف احسبها بدقة للاطمئنان على سلامته
متى تشعر الأم بحركة الجنين؟! فعادة ما تبدأين بالشعور بحركة طفلك بين الأسبوعين 16 و24 من الحمل، ولن يؤثر موقع المشيمة على هذا الإحساس، كما أنه من الشائع أن تشعر النساء
متى تبدأ أعراض الحمل في التطور ؟ وكيف اتعامل معها ؟
من أبرز أعراض الحمل المبكر: التبول المتكرر، حساسية الثديين، الشعور بالتعب، وغثيان الصباح، ولكن متى تبدأ أعراض الحمل في التطور ؟ وكيف اتعامل معها ؟
اكتشفي أفضل وضعية نوم للحامل
فما هي إذًا أفضل وضعية نوم للحامل ؟ وما هي تلك الوضعيات التي يحذر منها الأطباء ؟ وهل هناك نصائح يمكنها تحسين تجربة النوم ؟ تابعي القراءة لتعرفي المزيد !