هناك خيارات مختلفة عندما يتعلق الأمر باختيار حضانة مناسبة لطفلك، فهناك حضانات في منزل خاص أو منشأة خاصة مثل المدرسة، ولمساعدتك على اتخاذ القرار، لذلك ملكتي قمنا بتجميع الإيجابيات والسلبيات لخيارات الحضانات الشائعة لتتمكني من تحديد رأيك بوضوح حول موعد ذهاب طفلك للحضانة وما هو أفضل مكان له.

تدرك العديد من الأمهات أنهن سيحتاجن إلى حضانة لطفلهم أثناء ذهابهن للعمل، لكن قد لا يعرفن بالضبط متى ستنشأ هذه الحاجة، وبغض النظر عن وضعك سواءًا كنتِ أم عاملة أو ربة منزل فقد تجدين صعوبة في التفكير في السماح لشخص آخر برعاية طفلك! لذلك ستقومي بإجراء بعض الأبحاث مسبقًا والعثور على أفضل الخيارات لطفلك، سواء كنت تفكرين في تعيين أخصائي رعاية أطفال مثل جليسة أطفال أو مربية، أو ستقومين بتوصيل طفلك الصغير إلى حضانة.

وذلك لأن صحة طفلك وسلامته النفسية الجسدية هو أمرًا بالغ الأهمية، ويمكن أن تساعد الحضانة المناسبة في تعزيز كل ذلك، هيا بنا الآن نعرف كل الأشياء التي يجب مراعاتها عند اختيار حضانة طفلك الصغير.

متى تبدأي البحث عن الحضانة للطفل؟

يعتمد الجدول الزمني لبدء البحث عن حضانة لطفلك على وضعك الشخصي، فهل تريدين حضانة بدوام كامل أو بدوام جزئي؟ وهل تحتاجين إلى رعاية بعد ولادته بوقت قصير، أم أنك تبحثين عن رعاية تبدأ عندما يكبر؟

بالنسبة للعديد من الأمهات يكون الوقت المناسب لبدء البحث هو قبل ولادة طفلهم! فإذا لم تكوني قد قررت ما تريدينه أو تحتاجين إليه، فلا يزال الأمر يستحق البحث واستكشاف الخيارات المتاحة أمامك في أقرب وقت ممكن أثناء الحمل حتى تكوني مستعدة لأي شيء قد يحدث.

ما هو الوقت المناسب لطفلك للذهاب للحضانة؟

يختلف كل طفل عن الآخر لكن بشكل عام يتكيف الأطفال قبل 7 أشهر بسهولة مع الرعاية التي تقدمها له الحضانة، بينما قد يواجه الأطفال الأكبر سنًا صعوبة أكبر في التكيف مع مقدم الرعاية الجديد، وقد تكون المرحلة من 7 إلى 12 شهرًا صعبة بشكل خاص لأن الأطفال يميلون إلى الشعور بالقلق في وجود الغرباء خلال تلك الفترة.

ولمساعدة طفلك على التعود على مقدم رعاية جديد، خصصي وقتًا لطفلك لمقابلة مقدمة الرعاية المحتملة، سواء كان ذلك في منزلك، أو في منزلها، أو في الحضانة، استمري في زيادة المدة الزمنية في الزيارات لمساعدة طفلك على التأقلم مع مقدمة الرعاية، وفي النهاية قد لا تكون هناك حاجة لوجودك حيث قد يشكل الاثنان رابطة!

بمجرد أن تكوني مستعدة لبدء توصيل طفلك بانتظام إلى الحضانة، فكري في إنشاء طقوس وداع قصيرة، والتي قد تشمل إعطاء طفلك عناقًا وقبلة، وإخباره أنك ستعودين لاحقًا.

امشِ بعيدًا، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف قلق الانفصال لدى طفلك، وفي كثير من الأحيان، سيكون الانفصال أصعب عليك منه على طفلك! لذا، كوني واثقة من أن طفلك سيكون في أيدٍ أمينة، وإذا أردتِ، يمكنك أن تطلب من مقدمة الرعاية أن ترسل لك تحديثات نصية وصورية لطفلك على مدار اليوم.

ما هي الأسئلة التي يجب أن أطرحها في الحضانة؟

عند اختيار حضانة لطفلك، من الجيد إجراء بعض الأبحاث مسبقًا وحتى زيارة الحضانة للمساعدة في إجراء التقييم، وتتضمن بعض الأسئلة التي قد تطرحيها على مديرة الحضانة ما يلي:

• ما هو الترخيص أو الشهادة التي تمتلكها الحضانة؟
• هل هناك أي شروط للقبول وهل هناك قائمة انتظار؟
• ما هو الحجم العام لمجموعة الأطفال في أي سن؟
• ما هي سياسات الحضانة تجاه الأطفال المرضى؟
• ما هي برامج الحضانة المقدمة للأطفال؟
• ما هي التكلفة، وهل هناك خطط للسداد؟

كيف أختار الحضانة لطفلي الرضيع؟

ليس من السابق لأوانه أبدًا البدء في البحث عن خيارات الحضانة لطفلك الرضيع من أجل اختيار البرنامج المناسب لكما، وقد يكون من الجيد زيارة المنزل أو الحضانة للتعرف على البرنامج وطرح أي أسئلة على الموظفين أو المدير، وأثناء قيامك باختيارك، اسألي نفسك هذه الأسئلة:

• هل سأحتاج حقًا إلى رعاية طفلي الرضيع؟
• إلى أي مدى أرغب في أن تكون المنشأة قريبة أو بعيدة عن منزلي أو مكان عملي؟
• هل سأتمكن من توصيل طفلي كل يوم؟
• ما هي خطتي الاحتياطية في حالة إجازة أو غلق الحضانة لظرف طارئ؟
• كم ستكلفني حضانة الطفل؟

هل هناك آثار سلبية للحضانة على نمو الطفل؟

في حين أن معظم الأبحاث المتعلقة بـ آثار الحضانة على الرضع والأطفال الصغار كانت إيجابية، إلا أن هناك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة؛ فقد أظهرت الدراسات أن الآثار السلبية المحتملة للحضانة على نمو الطفل ترجع إلى أنواع الحضانات منخفضة الجودة.

قد لا تحتوي الحضانة منخفضة الجودة على موارد كافية وتفشل في تلبية الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية لكل طفل، مما قد يضر بنموه، بينما عندما يُتاح لهم الوصول إلى بيئة جيدة لها استراتيجيات متسقة وآمنة وداعمة تلبي احتياجات كل طفل، يزدهرون ويزدهر معهم الأطفال.

ولهذا أكدت الأبحاث على العلاقة التي لا يمكن إنكارها بين جودة الحضانة ونمو الطفل، لذلك يعتبر اختيار حضانة عالية الجودة أحد أفضل الاستثمارات التي يمكنك القيام بها أثناء نمو طفلك.

الآثار الإيجابية للحضانة على نمو الطفل

إن الحضانة الجيدة تؤثر بشكل إيجابي على حياتك اليومية في الوقت الحاضر إلى جانب سلوك طفلك ونموه في المستقبل بالطبع، وذلك لأن الآثار الإيجابية للحضانة على الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة كبيرة ودائمة، وفيما يلي أهم هذه الفوائد:

1) تعزيز السلوك الإجتماعي الإيجابي

وفقًا للأبحاث، يمكن أن يكون لاختيار حضانة عالية الجودة تأثيرًا كبيرًا وطويل الأمد على النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال، فقد ارتبطت التنشئة الإجتماعية واللعب المستمر في مرحلة الطفولة المبكرة بمستويات أعلى من التعاطف والمرونة والسلوك الاجتماعي الإيجابي في وقت لاحق من الحياة.

2) تعلم وممارسة المهارات الإجتماعية

يمكن للأطفال تعلم مهارات اجتماعية إيجابية مثل المشاركة، وتبادل الأدوار، والتفاوض، والتواصل الإيجابي، ويتم توفير ذلك بشكل طبيعي في بيئة الطفولة المبكرة حيث يتم التعلم من خلال اللعب في هذا العمر.

بالإضافة إلى التفاعلات القائمة على اللعب مع أصدقائهم، يمكن للأطفال تعزيز مهاراتهم في التعامل مع الآخرين من خلال التعلم من مقدمي الرعاية لهم، حيث سيقدم مقدمو الخدمات المؤهلون الحلول المناسبة للصراعات الاجتماعية ويضعون نموذجًا للسلوك الاجتماعي الإيجابي على مدار اليوم حتى يتمكن طفلك من المراقبة والتعلم.

3) إعداد الطفل للمدرسة

أظهرت الأبحاث أن برامج الحضانة لتنمية الطفل يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على النمو المعرفي للأطفال واستعدادهم للمدرسة، حيث توفر معظم الحضانات يومًا منظمًا يتضمن أنشطة مصممة خصيصًا لإشراك الحواس وتحفيز النمو المعرفي.

4) دعم مهارات ما قبل القراءة والكتابة

على الرغم من أن الأطفال لا يحتاجون إلى تعلم القراءة قبل الالتحاق بالمدرسة، إلا أن الوعي الصوتي ومهارات القراءة والكتابة التي تكمن وراء القراءة تحتاج إلى تطوير في وقت مبكر، خلال السنوات التي يحضر فيها الأطفال عادةً الحضانة، حيث يمكن للمنهج القائم على المهارات التعليمية في بيئة الطفولة المبكرة أن يوفر أساسًا متينًا للتعليم اللاحق ويعزز حب التعلم مدى الحياة.

5) تزيد من التحصيل الدراسي

أثبتت الأبحاث التأثير الإيجابي الذي تحدثه برامج الحضانة والطفولة المبكرة عالية الجودة على النجاح الأكاديمي للأطفال على المدى الطويل، حيث يضع برنامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة الأساس لسنوات التعليم اللاحقة، حتى التعليم العالي! 

6) تعزز التواصل

توفر بيئة الحضانة أيضًا فرصًا لطفلك للتفاعل مع الآخرين لمراقبة مهارات التواصل لديه وتطويرها، ومن وقت تناول الطعام إلى وقت اللعب، يتم تدريب مقدمي الحضانة المؤهلين لدعم تطور لغة الأطفال من خلال التفاعلات اليومية والأنشطة المناسبة تنمويًا، وتسمح بيئة رعاية الطفل أيضًا للأطفال ببناء روابط هادفة مع مقدمي الرعاية لهم، وهو ما أظهرت الأبحاث أنه يلعب دورًا مهمًا في تعزيز مهارات التواصل.

7) زرع الثقة في الطفل

تشجع الحضانة عالية الجودة على استقلالية الأطفال من خلال جهود مختلفة لدعم كفاءاتهم وقدراتهم، وتعزز هذه النجاحات الصغيرة إيمان الأطفال بقدرتهم على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف بثقة اليوم وغدًا وبقية حياتهم!