عندما لا يناقش الزوج مشاعره، يكون الأمر صعبًا على الزوجة ويمكن أن يؤدي إلى الخلاف والشقاق والتنافر، تتطلب العلاقة بين الزوجين التواصل المفتوح والعلاقة الحميمة الحقيقية.
لا يغيب عن ذهني مشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحتمي ويطمئن بوجود وأنفاس زوجته أمنا خديجة -رضي الله عنها وأرضاها- حين أتاه سيدنا جبريل -عليه السلام- وقال له :اقرأ .. إلى أخر هذا الموقف العظيم لينتهي برسول الله في بيت زوجته الحبيبة خديجة، يقص عليها ويشاركها ما أهمه وأوجله.. فترد عليه بثقة وثبات تطمئنه وتشد من أزره، واسمحوا لي أن اشارك معكم تفاصيل هذا المشهد العظيم بألفاظه الرقيقة والحميمة بين الزوجين .. لنعيش جميعًا في رحاب هذه العلاقة الزوجية الفريدة !
وفي هذا الحَديثِ تروي عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها عن بَدْءِ نُزولِ الوَحيِ على نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتَذكُرُ أنَّ أوَّلَ ما أُوحِيَ إليه في البدايةِ، هو الرُّؤيا الصَّالحةُ الصَّادقةُ في النَّومِ، فكان لا يَرى رُؤيا في النَّومِ إلَّا تحقَّقَت وجاءت مِثلَ ضَوءِ الصُّبحِ صَحيحةً صادقةً واضِحةً، وكان يَأتي غارَ حِراءٍ -وهو على يَسارِ الذَّاهِبِ إلى مِنًى، وعلى بُعدِ (4 كم) من المسجِدِ الحرامِ-، «فيتحَنَّثُ فيه» أي: فيُكثِرُ هناك مِن عِبادةِ اللهِ تعالَى لَياليَ وأيَّامًا عَديدةً، ويأخُذُ ما يكفيه من الطَّعامِ والشَّرابِ لتلك الأيَّامِ، ثمَّ يَرجِعُ إلى خَديجةَ رَضِيَ اللهُ عنها، فيَأخُذُ زادًا جَديدًا يَصطَحِبُه معه إلى غارِ حِراءٍ مرَّةً أُخرى، واستمَرَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الخلْوةِ والتَّعبُّدِ، حتَّى أشرَقَت عليه أنوارُ النبوَّةِ، ونزَلَ عليه الوحيُ الصَّريحُ مُرسَلًا مِن رَبِّ العِزَّةِ، ولم يَشعُرْ إلَّا وجِبريلُ واقِفٌ أمامَ عَيْنَيه يقولُ له: «اقرأْ»، فأجابه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما أنا بقارئٍ»، أي: كيْف أستطيعُ القراءةَ وأنا أمِّيٌّ لا أقدِرُ عليها ولا عِلمَ لي بها؟ فأمسَكَ به جِبريلُ واحتضَنَه وضَمَّه ضَمَّةً شَديدةً، حتى بلَغَ منه أقْصى ما تَتحَمَّلُه الطَّاقةُ البَشَريَّةُ، وإنَّما فَعَل ذلك؛ إيناسًا له، وتَقْويةً لِنَفسِه، وتَنْشيطًا لِقَلبِه على تَلقِّي الوَحيِ الإلهيِّ، ثمَّ أطلَقَه، وقد أعاد عليه المَلَكُ جِبريلُ عليه السَّلامُ مرَّةً ثانيةً، وأعتذر له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِثْلِ ما اعتذر له في المرَّةِ الأُولى، وفي الثَّالِثةِ ضَمَّه الملَكُ، وقال له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} أي: اقرأْ ما أقولُه لك، وأُبَلِّغُه إليك مُستعينًا باسمِ اللهِ وحَولِه وقُوَّتِه، وإقدارِه لك على القراءةِ؛ فإنَّ الخالِقَ العظيمَ الذي وهَبَ الوجودَ لكُلِّ مَوجودٍ، وأوجَدَ الأشياءَ على غيْرِ مِثالٍ سابقٍ؛ قادِرٌ على تَمكينِك مِن القراءةِ دونَ أنْ تَتوفَّرَ فيك أسبابُها، وأقرأه أوَّلَ سُورةِ العَلَقِ حتى بلَغَ: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5].
فرجَعَ بها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بيته وهو في حالةٍ مِنَ الخَوفِ تَرجُفُ «بَوادِرُه» جمْعُ بادرةٍ، وهي اللَّحمةُ التي بيْن الكَتِف والعُنقِ تَضطَرِبُ عندَ الفزعِ، حتَّى دخَل على خَديجةَ رَضِيَ اللهُ عنها، فقال: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، أي: غَطُّوني بالثِّيابِ ولُفُّوني بها، وطلَبَ ذلك ليَسكُنَ ما حصَلَ له مِن الرِّعدةِ مِن شِدَّةِ هوْلِ الأمرِ وثِقَلِه، فغَطَّوه كما أمَرَهم حتَّى ذهَبَ عنه الفَزَعُ، ثم قال لخديجةَ رَضِيَ اللهُ عنها: يا خَديجةُ، ما لي؟ وأخبَرَها ما حدث معه، وقال: «لقد خَشِيتُ على نَفْسي» ألَّا أُطيقَ حَمْلَ أعباءِ الوَحيِ؛ لِما لَقِيتُه عندَ لِقاءِ المَلَكِ.
قالت خَديجةُ رَضِيَ اللهُ عنها: كلَّا، لا خوْفٌ عليك، أبشِرْ، فواللهِ لا يُخزِيك اللهُ أبدًا، ولن يُضَيِّعَك، ثم جعَلَت تهوِّنُ عليه ما هو فيه، فقالت: واللهِ إنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، بالإحسانِ إلى أقربائِك، وتَصْدُقُ الحَديثَ، فلا تَكذِبُ، وتُعرَفُ بالصَّادِقِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وهو الضَّعيفُ المُنقَطِعُ، واليتيمُ، وتتبرَّعُ بالمالِ لِمن عُدِمَه، وتُعطي النَّاسَ ما لا يَجِدونَه عندَ غَيرِك، وتُكرِمُ الضَّيفَ وتُهَيِّئُ له طَعامَه ونُزُلَه، و«تُعينُ على نوائِبِ الحَقِّ»، النَّوائِبُ جمع نائِبةٍ، وهي ما يَنزِلُ بالإنسانِ مِن المهِمَّاتِ، وأُضيفَت إلى الحَقِّ لأنها تكونُ في الحَقِّ والباطِلِ، وهذه الخَصلةُ جامِعةٌ لِما سبق من الخِصالِ وغَيرِه.
ما أجمل ألفاظ هذا الحديث الشريف، وما أعظم هذه العلاقة التي كانت فيها أمنا خديجة أمانًا وسكنًا لزوجها، فكان -صلى الله عليه وسلم- يعبر عن مشاعره معها ويبث همومه ويشاركها ويثق في خكمها..
والآن .. عودة إلى أرض الواقع ! ربما تتسائلين لماذا لا يعبر زوجي عن مشاعره معي ؟! كيف اتعامل مع هذا الصمت واخترق الحواجز، كيف اطمئنه ؟! تابعي القراءة لتعرفي !
إذا كان زوجك متحفظًا أو غير مرتاح عندما يُطلب منه مشاركة مشاعره، فمن المحتمل أنه يتجنب المحادثة أو يجيبك بكلمة واحدة، فما السبب لعدم الراحة عند التعامل معكِ بشأن المشاعر!
كما تؤثر ثقافاتنا على علاقاتنا بشكل كبير، فإذا تم تعليم الرجال تجنب الضعف أو التحيز ضد النساء بسبب الذكورة السامة، فمن المحتمل أنهم لن يتعلموا أن التعبير عن مشاعرهم أمر صحي؛ ولذلك فإنهم سيبقون ملتزمين الصمت.
إذًا فما الحل ؟!
يمكنكِ خلق بيئة مريحة للمحادثات، من خلال الاهتمام ومن خلال اللمسات الرقيقة، ومن خلال التحدث بهدوء، والتأكد من التواصل البصري.
يجب أيضًا طمأنة زوجك بالقول: "هذا ليس هجومًا أو حكمًا، أريد فقط أن أسمع أفكارك".
إذا شعر زوجك أنه يتم الحكم عليه، فقد يغلق أبوابه ! لذا فإن تعلم كيفية التعرف على الوقت الذي تصدرين فيه الأحكام هو الخطوة الأولى، وبعد ذلك يمكننا تغيير تفكيرنا.
بمجرد أن يبدأ زوجك في الحديث، استمعي إليه باهتمام (بدلاً من التمرير عبر هاتفك)، تأكدي من استخدام التعاطف المعرفي والعاطفي.
ومن الأفضل عدم مناقشة الموضوع في منتصف الجدال، لكن اختاري وقتًا هادئًا تشعري فيه أنتِ وزوجك بالاسترخاء.
إن معرفة طريقتك في الرد تؤثر على ما إذا كان زوجك سيكتم مشاعره أم لا، بحثت دراسة عام 2020 في تأثير استجابة الشريك الملموسة ووجدت أنها تشجع على التعبير العاطفي.
استخدم البحث دراستين مختلفتين (مذكرات يومية وتجربة واقعية) أظهرت النتائج الإجمالية أن الاعتقاد بأن شريكك مستجيب أدى إلى مستويات أعلى من التعبير العاطفي، وقد ثبت أن هذه النتيجة صحيحة بالنسبة للتعبير العاطفي الإيجابي والسلبي.
نريده أن يتحدث أكثر لذا فتحدثي أنتِ أقل، لا تقاطعي أو تقفزي إلى استنتاجات معينة، ولا تحاولي توجيه المحادثة في اتجاه خاص أو تحويل المحادثة إلى تجاربك الخاصة (باستثناء لفترة وجيزة، لإظهار أنكِ تفهميه)، دعيه ينتهي من جملته، ولا تبالغي في رد الفعل.
زوجك قد يكون مختلفا، واجراء المحادثة لا تتعلق بتطبيق قاعدة معينة في الحوار، يتعلق الأمر بإيجاد أسلوب المحادثة الخاص بزوجك، فمثلًا ربما يحب زوجك أن يعرف نهاية القصة ثم التفاصيل، معرفتك باللغة التي يحبها زوجك يستنزف قدرًا أقل من طاقته في المحادثة، كما أنه يترك له مساحة للتفاعل.
في الواقع، عندما اتكلم بالطريقة التي يحبها فإنه يطرح المزيد من الأسئلة حول ما أثار اهتمامه وبهذه الطريقة يتطور الحديث بشكل ودي بيننا.
اسأليه ببساطة : هل هذا وقت مناسب أم أنك في منتصف شيء ما؟
هل يمكنني أن أسألك سؤالاً حول ذلك؟
فمن الأمور الهامة للتواصل الفعال أن تختاري الوقت المناسب لتتحدثوا فيه.
يخرج الكثير من الرجال من العمل ويحتاجون إلى الوقت للسماح بتصفية ذهنهم من أجل الاستعداد للتحدث مرة أخرى، إنه أمر غير بديهي ولكن إذا كنتِ ترغبين في التحدث، فامنحيه أولاً بعض الوقت حتى يشعر وكأنه استعاد عقله بالكامل.
استخدمي تلك المهارات الاجتماعية والمحادثة الدافئة للتنقيب في أعماقه بلطف وصبر، اطرحي أسئلة للمساعدة في كشف جوهر الأشياء: رغباته ومخاوفه.
ماذا كان ذلك بالنسبة لك؟
ما الذي تخافي أن يحدث؟
ماذا تأمل أن يحدث؟
ماذا تتمنى أن يحدث؟
حاولي بلطف أن تدخلي إلى عالمه، شاركيه تجاربك :
قولي : عندما أفكر في [تجربة من ماضيك]، أعتقد أن هذه ستكون [...] بالنسبة لك. هل هذا ما كان عليه الحال؟
ثم أدخلي باستجواب لطيف- "هل أنا على حق؟" وبعد ذلك اسمحي له بملء المعلومات، وكوني مستمعة جيدة !
لتكوني السكن والأمان ..
زوجي يتهمني بالبرود أثناء العلاقة الحميمة.. ماذا افعل
لذا سنتحدث في هذا المقال عن أسباب البرود الجنسي عند النساء، وما الذي يمكن أن يكون علاجًا له، كما سنذكر بعض اكلات لعلاج البرود الجنسي عند النساء؛ فتابعي القراءة !
هل الامتناع عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج سيحل المشكلات
لا يزال يتوقع مني أن أكون محبة وحنونة معه، خاصة في الفراش، لا أستطيع أن أفعل ذلك ! فهل الامتناع عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج سيحل المشكلات ؟
حركات يحبها الرجل في علاقته مع زوجته
سنشارككِ بقائمة شاملة بحركات يحبها الرجل في علاقته مع زوجته، وهي تساعده على الاسترخاء والتواصل معك والشعور بالحب والتقدير في العلاقة.