النميمة ! كلمة له وقعها السيئ ليس فقط في مجتمعنا وثقافتنا وإنما في ديننا لما لها من آثار سلبية ليس فقط على من يتم التحدث عنهم وإنما حتى على من يقومون بالنميمة أنفسهم، ويكون وقع هذا الأمر أعظم حين يحدث داخل العائلة !
استشارة :-
سلفتي دائمًا تجرني إلى النميمة، وهي تكذب على سلفاتي الأخريات، دائمًا تصور نفسها على أنها المسكينة الطيبة التي تحب الخير لنا لكن كلامها وأفعالها خبيثة وكذابة وتشتمنا جميعًا.. فكل من تشتمها يصل إليها كلامها الكاذب، وتوقع بيني وبين أم زوجي إذا لم اجاريها، ورغم أن أم زوجي تعرف ولكن تقوم بالتغاضي عن أفعالها من أجل ابنها.. ماذا افعل ؟
الإجابة
دعينا أولًا نحلل شخصية هذه المرأة التي تحب النميمة، فلماذا تفعل ذلك ؟!
قد تثرثر النساء ليجعلن أنفسهن يشعرن بالرضا تجاه أنفسهن في المجالات التي يشككن فيها أنفسهن أو يشعرن بعدم الأمان، وربما تحاول إثبات نفسها لشخص آخر أو أن تكون محبوبة ومقبولة أكثر من الآخرين، لذا فإن النميمة عن الآخرين تجعل البعض يبدو بمظهر أفضل أمام الآخرين.
فما الحل ؟!
لمنع هذا من أن يكون سببًا للنميمة، قومي بنصح سلفتك بتخصيص بعض الوقت للقراءة وتطوير الذات خاصة في الجوانب التي تشعر فيها بعدم الأمان، لذلك لن تحتاج بعدها إلى التقليل من شأن الآخرين لتجعل نفسها تشعر أفضل من خلال النميمة عنهم.
قد تقوم النساء بالنميمة لإبعاد تركيزهن عن حياتهن ووضعهن عن طريق تشتيت انتباههن والنميمة عن الآخرين بدلاً من ذلك، فربما يمر زواجها بفترة صعبة، والأمور خارج نطاق السيطرة؛ لذا من الأسهل التركيز على مواقف الآخرين لتجاهل موقفها الخاص، حيث أن ذلك يصرف التركيز عما يحدث بالفعل.
الحل ؟!
لكي نمنع أن يكون هذا سببًا للنميمة، ذكري نفسك وإياها " مقامك حيث أقامك" ناقشيها في أحوالها الخاصة وحاولي مساعدتها في إيجاد الحلول، وابتعدوا عن الحديث عن شؤون الآخرين وركزوا الحديث على وضعكم والمهام التي أقامكم الله فيها، فبذلك ستصبح أقل ميلًا للنميمة حول حياة الآخرين بنفس القدر.
قد تثرثر النساء لأنهن يشعرن بالغيرة مما يملكه الآخرون ولا تملكه هي، من الطريقة التي ينظرون بها إلى زواج الآخرين المثالي، أو على وضع الآخرين الاجتماعي أو مظهرهم الجسدي.
الحل ؟!
لكي نمنع أن يكون هذا سببًا للنميمة، ذكري نفسك وإياها دومًا بقول الله عز وجل :- "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ" يجب أن نكون راضين في حياتنا ونشعر بالامتنان لكل ما فعله الله لنا وبنا، فهو مولانا.
علميها أن تكثر من شكر الله دائمًا – في كل الأشياء الكبيرة والصغيرة، فنمط الحياة الذي يتسم بالامتنان سوف يزيل ببطء النميمة والحسد من القلب.
أحد أسباب نميمة النساء هو شعورهن بالملل ! فهي في المنزل وتمارس نفس الروتين ونفس المهام حيث يبدو الأمر وكأنه يوم ككل يوم، وبالتالي تشعر ببعض الرضا أو الترفيه من النميمة عن حياة الآخرين لأنهم أكثر إثارة بكثير من الحياة التي تعيشها حاليًا.
الحل ؟!
لمنع هذا من أن يكون سببًا للنميمة، يجب علينا أن نتوقف عن تركيز وقتنا على الآخرين ونبدأ بتركيز وقتنا على حياتنا الخاصة، حتى على ما يسمى بالحياة المملة، ذكريها بأن تلك الأيام المملة هي بالنسبة للآخرين الذي يمرون بظروف صعبة كالحرب أو المرض أو غيرها .. تلك الأيام المملة هي بمثابة الكنز !
وأخيرًا، قد تثرثر النساء لأنه قد يكون الخيط الذي يربطهن بالآخرين، على سبيل المثال، إذا كانت لديكن كراهية مشتركة تجاه نفس الشخص مع شخص ما، فإنكِ تتحمسي على الفور لأن لديكِ شخصًا مشتركًا للثرثرة عنه، بنفس الطريقة التي قد تتواصلين بها مع شخص يمارس الرياضة أو يستمتع بنفس الأنشطة التي تمارسينها، يمكن أن تكون النميمة نشاطًا يربطكِ بصديقة، لكن للأسف صداقتك بأكملها مبنية على النميمة.
الحل ؟!
لمنع هذا من أن يكون سببًا للنميمة، ابحثوا عن أشياء جديدة للتواصل مع بعضكم البعض، لأن النميمة ستؤذيكم، ناهيكِ عن أنها تضر بالشخص الذي تتحدثن عنه.
مهما كان السبب وراء ثرثرتك، تذكري دائمًا أن تعيدي التركيز عليكِ مرة أخرى، نحن نميل إلى النميمة أكثر عندما نركز على الخارج وليس على الداخل، عندما نركز على ما يفعله الآخرون من حولنا، فإننا نتورط في ثرثرة فوضوية، مما يسبب الضرر على طول الطريق.
يمكن أن تكون إحدى الإستراتيجيات المفيدة هي عدم إشراك نفسك في أي من النميمة، تمامًا مثل تركها تسقط من ظهرك مثل قطرات المطر على السطح.
قومي بإخبار نفسك بشيء إيجابي، أو تقديم تذكيرات لنفسك بعظم ذنب هذا الفعل..
وكما في الحديث: "قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته" رواه مسلم.
وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً فقال: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) [الحجرات: 12].
فهما من أقسام الغيبة المحرمة، فالهَّماز بالقول، واللمَّاز بالفعل، قال الإمام الغزالي: الذكر باللسان إنما حُرِّم لأن فيه تفهيم الغير نقصان أخيكَ، وتعريفه بما يكرهه، فالتعريض به كالتصريح، والفعل فيه كالقول، والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة، وكل ما يُفهم المقصود فهو داخل في الغيبة، وهو حرام. ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها: "دخلت علينا امرأة فلما ولت أومأت بيدي: أنها قصيرة، فقال عليه السلام: اغتبتها" أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الغيبة.
فهي السعي للإيقاع في الفتنة والوحشة، كمن ينقل كلاماً بين صديقين، أو زوجين للإفساد بينهما، سواء كان ما نقله حقاً وصدقاً، أم باطلاً وكذباً، وسواء قصد الإفساد أم لا، فالعبرة بما يؤول إليه الأمر، فإن أدى نقل كلامه إلى فساد ذات البين فهي النميمة، وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، فأما الكتاب فقد قال تعالى: (هماز مشاءٍ بنميم) [القلم: 11].
أما السنة فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول" متفق عليه، وروى أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين، فإن إفساد ذات البين هي الحالقة".
قد يكون مفيدًا حتى لا تنجرفي إلى تلك المحادثات السلبية أو النميمة، إذ لاحظتي أن المحادثات أصبحت سامة للغاية بالنسبة لك، غادري الغرفة، أو ولا تكوني جزءًا من هذه المحادثة .
هناك طريقة أخرى للمشاركة قد تكون مفيدة وهي محاولة تغيير المحادثة أو إدخال إيجابيات في المحادثة، إذا بدأت سلفتك تتحدث بشكل سلبي عن شخص ما، يمكنكِ أن تتدخلي بكلمة إيجابية عن هذا الشخص، أو تحاولي تغيير الموضوع إلى شيء أكثر مرحًا، من خلال معرفتك لسلفتك فكري في الموضوعات أو الأفكار التي ستكون أكثر تقبلاً لها إذا حاولتي تغيير موضوع المحادثة.
هناك إستراتيجية أخرى يمكن أن تكون مفيدة وهي استخدام الفكاهة أو "اللعب مع" المحادثة، إن قول شيء ما على غرار التحقق الدقيق مثل "آه.. نعم.. معكِ حق "، يمكن أن يكون بمثابة كلمات انتقالية مفيدة تقدم فكرة أنكِ تستمعين إلى محادثتها، بينما في الواقع أنتِ تتجاهلي المشاركة، لكنكِ تتظاهري بالتواجد معها "اللعب جنبًا إلى جنب".
الآن عندما يتعلق الأمر بإدارة حالتك المزاجية وعواطفك عندما تشعرين بالانزعاج أو الإحباط بسبب ثرثرتها وتسمم أفكارها، أود أن أشجعك على العثور على نشاط، أو التفكير في شيء إيجابي يمكن أن يساعد في منعك من "الانجرار" إلى محادثتها، فأنتِ وحدك من يستطيع التحكم فيما تشعرين به، ومن خلال منح نفسك تصورًا قويًا أو التركيز على الأشياء الإيجابية، يمكنكِ المساعدة في التغلب على أي مشاعر سلبية تظهر عندما تكونين حاضرة أثناء محادثاتها.
اكتشفي إيجابيات وسلبيات العيش ببيت العائلة ثم اتخذي القرار
من إيجابيات العيش ببيت العائلة أنه سيمنحكِ فرصة لعيش حياة اجتماعية حتى بعد إنجابك لطفل، فهل تفضلين ترك طفلك مع شخص لا تعرفينه جيدًا أو مع أقاربك
10 اختلافات بين الرجل والمرأة في التأثر بقرار الانفصال
لكن يتعامل كلا الجنسين مع فقدان الحب بطريقتهما الخاصة؛ لذا سيقدم تطبيق الملكة لكِ 10 اختلافات بين الرجل والمرأة في التأثر بقرار الانفصال !
أسرع طريقة لهدم الحب .. أن تستسلمي لهذا الشئ في زواجك
هناك نوعًا معينًا من الأفكار التي يمكن أن تلحق الأذى بك وبزواجكِ إذا استسلمتي لها، والمشكلة أن هذا النوع من الأفكار الي تعكر صفو الحياة الزوجية يأتي رويدًا رويدً