لا شك أنه عندما يصيبك غثيان الصباح خلال الأسابيع الأولى من الحمل، تبحثين عن الراحة السريعة من الغثيان والقيء، ولحسن الحظ، هناك العديد من النصائح للمساعدة في تهدئة اضطراب المعدة، بما في ذلك الأطعمة التي تحارب الغثيان أثناء الحمل.

كيف يكون الغثيان في بداية الحمل ؟

يمكن أن يحدث الغثيان أثناء الحمل في أي وقت من النهار أو الليل، ويبدأ عادة بين الأسابيع الأربعة إلى الستة الأولى من الحمل ويتحسن بحلول الأسبوع 14، وبما أن ما يقرب من 75% من النساء يعانين من غثيان الصباح في مرحلة ما خلال فترة الحمل، فهناك العديد من الطرق المجربة المتاحة للحصول على الراحة، مثل الالتزام بأفضل الأطعمة لغثيان الحمل.

ما الذي يسبب غثيان الصباح؟

لا تعاني جميع النساء من غثيان الصباح بنفس الطريقة، حيث يشعر البعض بالغثيان في بعض الأحيان فقط، والبعض الآخر يشعر بالمرض طوال اليوم ولكن قد لا يتقيأ أبدًا.

هناك عدة أسباب محتملة لغثيان الصباح:

• الهرمونات : يصل هرمون الحمل hCG إلى ذروته في الوقت الذي يكون فيه غثيان الصباح هو الأسوأ، كما ترتفع مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون أثناء الحمل، مما يؤدي إلى استرخاء عضلات الجهاز الهضمي ويجعل عملية الهضم أقل كفاءة (وقد تسبب أيضًا حرقة المعدة).
• الحساسية للروائح: يمكن أن تؤدي حاسة الشم المتزايدة لديكِ أثناء الحمل إلى جعل بعض الروائح مقززة.
• اللعاب الزائد: يعتقد الخبراء أن هذه هي طريقة الجسم لحماية الفم والأسنان والحلق من التأثيرات المسببة للتآكل لحمض المعدة، والتي يمكن أن تزيد عندما تشعرين بالغثيان.
• الإجهاد والتعب: الإجهاد العاطفي والتعب الشديد يمكن أن يؤدي إلى الغثيان.
• الحمل لأول مرة: إذا لم يمر جسمك بالحمل من قبل، فإن زيادة الهرمونات والتغيرات الأخرى التي تعاني منها قد تزيد من احتمالية الغثيان.
• الطقس الحار: قد يكون من الصعب أن تشعري بالراحة أثناء الحمل، خاصة إذا كنتِ تعانين من ارتفاع درجة الحرارة.
•  الوراثة: إذا كانت والدتك أو أختك قد عانين من غثيان الصباح، فمن المرجح أن تعانين أنت أيضًا.

تخفيف سريع لغثيان الصباح

من الضروري أن تخصصي وقتًا لنفسك للراحة، فالتسرع والإرهاق يميلان إلى تفاقم الغثيان.

لذا تذكري أن تحصلي على قسط كافٍ من النوم وتحافظي على مستوى التوتر لديك من خلال التأمل أو اليوغا قبل الولادة، احتفظي بالبسكويت أو الحبوب على طاولة بجانب سريرك حتى تتمكنين من تناول وجبة خفيفة قبل النوم أو عند الاستيقاظ مباشرة، هذا يمكن أن يوفر لكِ بعض الراحة من غثيان الصباح.

أفضل الأطعمة لغثيان الصباح

تجد الأمهات الحوامل الأخريات الراحة عند تناول أطعمة ومشروبات معينة عندما يبدأ الغثيان، كما أنه من الضروري أيضًا تناول الطعام والشراب بعد القيء لتعويض السوائل والكهارل والسعرات الحرارية.

على الرغم من أننا نتمنى أن يكون هناك علاج لغثيان الصباح، إلا أن هذه الأطعمة والمشروبات يمكن أن تساعد في تخفيف الغثيان أثناء الحمل:

• أطعمة لطيفة وسهلة الهضم

واحدة من أقدم الحيل للمساعدة في تخفيف غثيان الصباح، والتي لا تزال ناجحة لسبب ما: الأطعمة الخفيفة أثناء الحمل سهلة الهضم.

يتكون النظام الغذائي من الموز والأرز (الأبيض) وصلصة التفاح والخبز المحمص، هذه الأطعمة ليس لها نكهة ساحقة، لذلك فهي أقل عرضة لاضطراب معدتك، يمكن للنشا أيضًا أن يمتص أحماض المعدة للمساعدة في تخفيف الشعور بالغثيان.

• الأطعمة الغنية بالبروتين

لقد وجد الخبراء أن الأطعمة الغنية بالبروتين يمكن أن تساعد في علاج الغثيان أثناء الحمل، حيث يمكن للبروتينات مثل الدجاج وزبدة الفول السوداني والفاصوليا أن تهدئ موجات الغثيان عن طريق زيادة هرمون يسمى الجاسترين، الذي يساعد على الهضم.

الأطعمة الأخرى الغنية بالبروتين التي تساعد في علاج غثيان الصباح هي البيض المسلوق، والجبن، والمكسرات، واللحم البقري الخالي من الدهون، والزبادي اليوناني.

سيساعدك تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالبروتين أيضًا على تلبية حاجتك المتزايدة للبروتين أثناء الحمل، حيث تحتاج معظم النساء إلى حوالي 60 جرامًا من البروتين يوميًا.

• المشروبات الباردة والوجبات الخفيفة

هل تعلمي أن الأطعمة والمشروبات الساخنة من المرجح أن تحتوي على رائحة تثير القيء لديك؟ لكي يتمكن نظامك من اكتشاف الرائحة، فإنه يحتاج إلى الحرارة، لذا كلما كان الشيء أكثر دفئًا، زادت رائحته.

الأطعمة الباردة لها رائحة أقل، لذلك قد تكون أكثر قبولا عندما تشعرين بالغثيان أثناء الحمل.

أيضًا في بعض الأحيان يكون من الأسهل تناول السوائل عند الشعور بالغثيان؛ لذا تناولي المشروبات الباردة للمساعدة في التغلب على الغثيان أثناء الحمل، وبعض الخيارات الجيدة هي حليب اللوز البارد (الذي يمكنه أيضًا تخفيف حرقة المعدة) والعصائر.

إذا كنتِ تواجهين مشكلة في الاحتفاظ بالسوائل، جربي الشوربات والزبادي المجمد والمصاصات والفواكه المبردة والآيس كريم.

• زنجبيل

تمت دراسة الزنجبيل على نطاق واسع واستخدامه بشكل شائع في الطب الصيني لمئات السنين لعلاج الغثيان والقيء، لذلك من المفيد تجربته عندما تشعرين بالغثيان، ففي بعض الأحيان يمكن لرائحة الزنجبيل الطازج أن تهدئ اضطراب المعدة.

ستحتاجين إلى التأكد من أن الأطعمة والمشروبات التي تتناولينها تحتوي على زنجبيل حقيقي (تحققي من الملصقات؛ بعض الأطعمة الجاهزة لا تستخدم زنجبيل حقيقي.)

جربي مشروب الزنجبيل، وشاي الزنجبيل، وقطع وحلوى الزنجبيل، وبسكويت الزنجبيل، والزنجبيل المتبلور، واستخدمي الزنجبيل الطازج عند طهي الحساء والقلي السريع.

تشمل الأفكار الأخرى لاستخدام الزنجبيل للمساعدة في غثيان الصباح ما يلي:

• رش الزنجبيل المجفف على دقيق الشوفان في وجبة الإفطار
• أضيفيه إلى العصير
• كما تحظى مصاصات وحلويات الزنجبيل بشعبية متزايدة
• يمكن إضافة جذر الزنجبيل الطازج المبشور إلى السلطة أو الصلصة الحارة.

• المرق

يعد البقاء في حالة رطوبة أمرًا مهمًا جدًا في وقت مبكر من الحمل، حيث يساعد شرب كمية كافية من السوائل على تهدئة معدتك وإعادة ترطيب الجسم بعد التقيؤ.

ويعد الماء العادي دائمًا خيارًا رائعًا، كما يمكن أن يكون احتساء مرق الحساء طريقة رائعة للحصول على الترطيب والتغذية أثناء تهدئة معدتك، يتحلل المرق بسهولة، ويحتوي على إلكتروليتات ومعادن أساسية للحفاظ على حجم الدم مرتفعًا، مما قد يمنع الجفاف ويخفف من غثيان الصباح.

• الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء

لقد أوضحنا أن البقاء رطبة هو أحد أفضل الطرق لوقف غثيان الصباح في وقت مبكر من الحمل وما بعده؛ لذا اشربي السوائل، وحاولي تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.

تشمل الخيارات الجيدة التي يمكنك تجربتها ما يلي:

خيار
طماطم
تفاح
كرفس
الخوخ
الشمام
فراولة
خَسّ
بطيخ

تقول بعض النساء الحوامل أن البطيخ هو أفضل فاكهة لغثيان الصباح، بالإضافة إلى كونه منعشًا ولذيذًا، فإنه يمكن أن يخفف حرقة المعدة ويقلل التورم، كما يمكن أن تساعد المعادن الموجودة فيه في منع تشنجات العضلات.

بالنسبة لطفلك الذي ينمو، فإن البطيخ مليء بالفيتامينات A وC وB6 والبوتاسيوم والمغنيسيوم، والتي تعتبر مهمة لرؤية طفلك ودماغه وجهازه العصبي والمناعي.

فكرة أخرى هي إضافة الخضار التي تحتوي على نسبة عالية من الماء إلى المرق.

• الحمضيات

حاولي استنشاق الليمون، حيث وجد وجد الباحثون أن استنشاق الروائح المعطرة بالليمون يقلل من الغثيان لدى النساء الحوامل، ويعد تناول الليمون والحمضيات الأخرى باعتدال آمنًا لكِ ولطفلك أثناء الحمل، لذا أضيفيها إلى قائمة التسوق الخاصة بك.

تشمل الاستخدامات الأخرى لليمون أو البرتقال ما يلي:

عصرهم في الماء الخاص بك
لعق الشرائح
امتصاص حلوى الليمون الحامض
نقع ليمونة كاملة في الماء لصنع شاي عطري
أضيفي نكهة الليمون أو البرتقال إلى الزبادي أو الآيس كريم
تأكدي من تخزين بعض حلوى الليمون في حقيبتك قبل مغادرة المنزل.

رائحة زيت الليمون العطري قد توفر أيضًا بعض الراحة من الغثيان.

• النعناع

مثل الزنجبيل، كان النعناع علاجًا لغثيان الصباح لمئات السنين. ويعتبر النعناع آمنًا لكِ ولطفلك عند تناوله باعتدال.

جربي شاي النعناع، أو أضيفي شراب النعناع إلى الماء الفوار، أو رشي النعناع المفروم الطازج على أطباقك، كما تعتبر حلوى النعناع الصلبة أو العلكة رائعة لتخفيف الغثيان أثناء التنقل.

لا ينصح بتناول زيت النعناع العطري أثناء الحمل حيث يمكن أن يجعل الارتجاع أسوأ.

• الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين ب6

يعتبر فيتامين ب٦ مهم للغاية للنمو الصحي لدماغ طفلك وجهازه العصبي، كما يمكن أن يساعد فيتامين ب6 أيضًا في وقف غثيان الصباح!

قد يوصي طبيبك بتناول مكملات فيتامين ب6 في وقت مبكر من الحمل عندما يكون الغثيان والقيء في أسوأ حالاتهما.

تشمل المصادر الجيدة الأخرى لفيتامين ب6 سمك السلمون والأفوكادو وبذور عباد الشمس والفستق والدواجن والفواكه المجففة مثل البرقوق والزبيب والموز والسبانخ أو لحم البقر قليل الدهن.

هل يمكن لبعض الأطعمة أن تسبب غثيان الحمل؟

إذا كنتِ تشعرين بالفعل بغثيان الصباح، فآخر شيء تريدين فعله هو تناول أو شرب أي شيء من شأنه أن يجعل الغثيان أسوأ.. على سبيل المثال:

• تجنبي الأطعمة السريعة الدهنية والمصنعة، والتي يصعب هضمها ولن تساعد في علاج غثيان الصباح.
• تجنبي الأطعمة الدهنية والحارة، والتي يمكن أن تسبب الغثيان وحرقة المعدة.
• قد تزعجك بعض روائح الطعام أكثر مما كانت عليه قبل الحمل، لذا قومي بتشغيل المراوح، أو اطلبي من شخص آخر طهي الطعام لكِ، أو تجنبي تلك الأطعمة تمامًا.
• تعمل المشروبات الغازية والحمضيات كعلاجات لغثيان الصباح لدى بعض النساء، لكنها تفعل العكس بالنسبة للآخرين.

خاتمة

الغثيان الصباحي أمر مزعج ولكنه يمكن أن يكون أيضًا بمثابة تذكير مطمئن بأنكِ حامل وبصحة، ما يقرب من ثلاث من كل أربع نساء حوامل يعانين من الغثيان والقيء أثناء الحمل، مما يعني أنه لا تزال هناك نساء لا يعانين من غثيان الصباح؛ إذا كان لديكِ القليل من الغثيان الصباحي أو لم يكن لديكِ أي غثيان، فأنت محظوظة!

لكن تذكري أن الغثيان والقيء يمكن أن يبدأ في أي وقت خلال الشهر الثاني أو الثالث من الحمل، لذلك من الجيد أن تفكري في طرق لتجعلي نفسك تشعرين بالتحسن في حالة حدوث ذلك، ومعرفة أفضل الأطعمة التي تساعد في علاج الغثيان أثناء الحمل هي إحدى الطرق للشعور بمزيد من التحكم إذا حدث لك ذلك.وتحدثي إلى طبيبك حول الخيارات الأخرى لإدارة أعراض الغثيان الصباحي، بما في ذلك بعض الأدوية الموصوفة طبيًا.