إن ممارسة العلاقة الزوجية يجب أن تشعركِ وزوجكِ بالارتياح، ولكن للأسف بالنسبة لبعض السيدات -خاصةً المتزوجات حديثًا- قد يكون الجنس تجربة مؤلمة! وغالبًا ما يكون ذلك بـ سبب حرقان المهبل أثناء العلاقة الزوجية.

إذا كنت تشعرين أحيانًا بإحساس حارق أثناء ممارسة الجنس، فأنتِ بالتأكيد لست وحدك! فقد وجدت دراسة أجريت عام 2017 على أكثر من 8000 امرأة أن 7.5% –أي حوالي 1 من كل 13 امرأة – عانين من الألم أثناء ممارسة الجنس، لذلك قمنا بسؤال الخبراء لمعرفة سبب حرقان المهبل أثناء العلاقة الزوجية وكيف يمكننا منعه من إفساد متعة حياتك الجنسية.

ما سبب حرقان المهبل أثناء العلاقة الزوجية؟

تقول الدكتورة "جينا بيكهام" طبيبة أمراض النساء والتوليد: "يمكن أن يكون هناك أسباب عديدة للحرقان أثناء ممارسة الجنس، وقد تكون بعض الأسباب المحتملة هي العدوى، أو جفاف المهبل، أو التهيج، أو حالات تسمى التشنج المهبلي وألم الدهليز".

على الرغم من أن بعض السيدات قد يتجاهلن الشعور بالحرقان غير المريح أثناء ممارسة الجنس -أو يشعرن بالإحراج من البوح بالأمر- إلا أن الوصول إلى السبب الجذري أمر مهم!، يقول الدكتور "تشارلسي سيليستين": "تعتبر بعض السيدات الأمر بمثابة جرح أو إصابة أثناء ممارسة الجنس وستختفي من تلقاء نفسها، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا، حيث يمكن أن تكون عدوى معينة أو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي أيضًا، خاصةً إذا كانت المشكلة متكررة ولا يتم علاجها بشكل صحيح".

هل سبب حرقان المهبل أثناء العلاقة الزوجية هو العدوى المهبلية؟

تحدث العدوى المهبلية عندما تتضرر البيئة الموجودة في المهبل والتي تحتوي على البكتيريا الجيدة، ويؤدي هذا الاضطراب إلى نمو البكتيريا بطريقة غير مرغوب فيها مما يؤدي إلى تغيير توازن درجة الحموضة المهبلية الطبيعية، ويظهر هذا عادةً في أعراض مثل الحكة، يمكن أن تكون العدوى المهبلية إما بكتيرية أو فيروسية وتنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

ما هي أنواع الالتهابات المهبلية؟

هناك أنواع عديدة من الالتهابات المهبلية ولكن أكثرها شيوعًا هي:

• المبيضات
• التهاب المهبل البكتيري
• داء المشعرات
• الكلاميديا
• الميكوبلازما
• السيلان
• الهربس

ما هي علامات وأعراض الالتهابات المهبلية؟

إفرازات غير عادية: يمكن أن يكون للإفراز لون أخضر أو ​​أصفر أو رمادي، وملمس رطب ومائي، وفي بعض الحالات، رائحة كريهة.

• الشعور بالحرقة
• الرغبة المستمرة في الحكة
• رائحة قوية

ما سبب ظهور العدوى المهبلية؟

معظم الالتهابات المهبلية تنتج عن تغيرات في البكتيريا المهبلية، والتي تشمل:

• غسل المهبل بالصابون
• إصابة الزوج بالتهابات تنتقل للزوجة أثناء العلاقة
• التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو الرضاعة أو انقطاع الطمث
• تناول الأدوية التي تغير درجة حموضة المهبل وتسبب العدوى

هل يمكن أن تؤثر الالتهابات المهبلية على الخصوبة وحدوث الحمل؟

نعم، يمكن لبعض الالتهابات المهبلية أن تسبب مشاكل في الخصوبة مما قد يؤخر الحمل، وعلى الرغم من أنه من النادر أن يكون للعدوى تأثير سلبي على الخصوبة، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يجب أن تكونين على دراية بها. 

فمثلًا لا تسبب عدوى الخميرة العقم أو تشكل خطرًا على الحمل، لكن من الشائع أن نجد أن معظم النساء لا يستمتعن بالجماع أثناء الإصابة بعدوى الخميرة، وبالنسبة للزوجين اللذين يحاولان الحمل، قد يكون من الصعب ممارسة الجنس خلال فترة الخصوبة بينما يعانيان من الانزعاج والألم الناجمين عن عدوى الخميرة، وهذا يسبب ضياع فرص كثيرة لنجاح الحمل.

أما بالنسبة لداء المبيضات فمن غير المرجح أن يؤثر على الخصوبة أو الحمل أو انقطاع الطمث ولكنها يمكن أن تظهر كعدوى مزعجة في الحياة اليومية والعلاقة الجنسية.

يؤدي التهاب المهبل البكتيري في حالات نادرة إلى الولادة المبكرة ولكن لم يتم ربطه كذلك بالعقم، إن الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي أو إجراء عملية جراحية في المهبل أو إدخال اللولب أثناء الإصابة بالعدوى يمكن أن يسبب التهابات إشكالية في الرحم، وهذا يتطلب علاج العدوى قبل ممارسة أي علاقة زوجية.

يمكن أن تسبب الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا ​​والسيلان العقم إذا لم يتم علاجها طبيًا، ومن المهم أن نلاحظ أن معظم الالتهابات المهبلية تجعل الأغشية المخاطية (الجزء الذي ينتج مخاط عنق الرحم) في المهبل هشة مما يؤدي بدوره إلى سهولة الإصابة بأمراض أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية.

متى تذهبي إلى الطبيبة؟ 

في بعض الأحيان، يختفي حرقان المهبل من تلقاء نفسه، لكن معظم أسباب حرقان المهبل تتطلب شكلًا من أشكال العلاج الطبي حتى لا تعود مرة أخرى بعد اختفائها.

يجب عليكِ زيارة الطبيبة إذا كنت تعانين من أعراض مثل حرقان المهبل الذي لا يختفي، أو الذي يزداد سوءًا، أو يبدأ في إثارة القلق لديكِ حول الخصوبة وإمكانية الحمل.

يمكن للطبيبة تقديم التشخيص واختيار المسار الصحيح للعلاج حسب الأعراض التي تشعرين بها، في كثير من الحالات، يخفف العلاج من شعوركِ المؤلم والمستمر بالحرقان خلال أيام قليلة، لكن قبل العودة إلى ممارسة العلاقة الزوجية مجددًا يجب عليكما أنتِ وزوجك التأكد من إجراء اختبار للأمراض المنقولة جنسيًا للاطمئنان على صحتكما وتعزيز الخصوبة لديكما.