إذا كان طفلكِ يقاوم باستمرار وقت النوم، أو يقاطع نومك أثناء الليل، فمن المحتمل أنكِ فكرت للحظة في إعطاءه حبوب منومة للأطفال لمساعدته على النوم، وعلى الرغم من أن هذا الموضوع يعد من الممنوعات بالنسبة لبعض الأمهات، إلا أن استخدام الأدوية أو المكملات الغذائية لمساعدة الأطفال الصغار على النوم قد تكون أكثر شيوعًا مما تعرفين!

وفقًا لاستطلاع أجرته شركة YouGov عبر الإنترنت على 933 من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا، فإن ما يقرب من نصفهم قد أعطوا لأولادهم حبوب منومة للأطفال لأنهم يعانون من مشاكل في النوم!

"تعمل الأدوية المنومة للأطفال عن طريق زيادة الناقلات العصبية أو المعدلات المعززة للنوم في الدماغ أو عن طريق تقليل الناقلات العصبية أو المعدلات التي تؤدي إلى الاستيقاظ"، كما تقول "أرجيليندا باروني"، الطبيبة والمديرة المشاركة لبرنامج نوم الأطفال والمراهقين في مركز هاسنفيلد للأطفال.

أنواع حبوب منومة للأطفال

تنقسم الحبوب المنومة عمومًا إلى ثلاث فئات: الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) والتي يمكن شراؤها مباشرةً من متجر المواد الغذائية أو الصيدلية، والأدوية الموصوفة التي تتطلب تصريحًا من الطبيب، والمكملات الغذائية.

تشمل الأدوية المنومة المتاحة دون وصفة طبية ديفينهيدرامين المستخدم في بينادريل، وسيكليزين المستخدم في ماريزين، ودوكسيلامين المستخدم في يونيسوم، كل منها مضاد للهستامين مهدئ، ويسمى أحيانًا مضادات الهيستامين من الجيل الأول.

على الرغم من أنها مصممة لمنع تأثيرات مادة كيميائية في الجسم تسمى الهيستامين لمنع ردود الفعل التحسسية مثل الحكة والعطس والغثيان، إلا أن مضادات الهيستامين من الجيل الأول تختلف عن مضادات الهيستامين الأخرى لأنها "تعبر حاجز الدم في الدماغ.

وبسبب هذه الخاصية المميزة، يقوم بعض الآباء بإعطاء مضادات الهيستامين المهدئة لأطفالهم عندما يكونون في مأزق! عندما لا يستطيع الطفل النوم بسبب مرض ما، أو عندما يكافح من أجل النوم عدة ليال متتالية بسبب كابوس متكرر، أو حتى لمساعدة بعض الأطفال على البقاء نائمين أثناء رحلة طيران طويلة.

وتشمل الأدوية المنومة الموصوفة طبيًا الزولبيديم المستخدم في أمبيان، والإيزوبيكلون المستخدم في لونيستا، والزاليبلون المستخدم في سوناتا، أما الأدوية الأخرى مثل أميتريبتيلين وترازودون لها أيضًا تأثيرات مسكنة، على الرغم من أنها لم تتم الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لهذا الغرض، ولا تتم الموافقة على استخدام أي حبوب منومة للأطفال موصوفة طبيًا.

أما النوع الأكثر شيوعًا من حبوب منومة للأطفال التي يوصي بها بعض أطباء الأطفال هو المكملات الغذائية المتوفرة في قسم الصحة في معظم متاجر البقالة أو الصيدليات، والتي يتم بيعها على شكل أقراص للمضغ، أو كبسولات، أو سوائل، أو علكات، وتحتوي على الناردين، والمغنيسيوم، والميلاتونين، والأخير هو الأكثر شعبية والأكثر دراسة من بين الثلاثة.

ما هو الميلاتونين؟

الميلاتونين هو هرمون طبيعي يهيئ الجسم للنوم، عادةً ما يقوم الجسم بزيادة إنتاج الميلاتونين عندما يحل الظلام، ويمكن للناس أيضًا تناول مكملات الميلاتونين للمساعدة في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

جرعة الميلاتونين للأطفال

يجب دائمًا تحديد جرعة الميلاتونين من قبل طبيب الطفل نفسه، لكن بشكل عام، يوصي الخبراء بجرعات الميلاتونين للأطفال والتي تبدأ من 1 إلى 2 ملليجرام بناءً على عمر الطفل وأسباب صعوبة النوم لديه.

قد يكون أداء الأطفال الذين يستيقظون بشكل متكرر أثناء الليل أفضل عند تناول المكملات الغذائية التي تطلق الميلاتونين بشكل أبطأ بدلًا من إطلاقه دفعة واحدة.

هل الميلاتونين آمن للأطفال؟

لم تجد الأبحاث حول الاستخدام المطول للميلاتونين لدى الأطفال دليلًا على آثار جانبية كبيرة، على الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن مكملات الميلاتونين يمكن أن تتداخل مع نمو الطفل.

وقد تشمل الآثار الجانبية قصيرة المدى الصداع، والنشاط، والتبول اللاإرادي، والدوخة، والنعاس أثناء النهار، كما قد يؤدي استخدام الميلاتونين على المدى الطويل إلى البلوغ المبكر إذا توقف الطفل عن تناول المكملات.

لا تصنف إدارة الغذاء والدواء (FDA) الميلاتونين كدواء، لذلك لا يتم تنظيم مكملات الميلاتونين بشكل وثيق، حيث قد تحتوي مكملات الميلاتونين على كمية من الميلاتونين أكثر أو أقل مما هو مذكور على العبوة، أو قد تحتوي على مكونات غير مدرجة.

على الرغم من أن الميلاتونين متوفر بدون وصفة طبية، إلا أنه من المهم التحدث إلى الطبيب قبل إعطاء الميلاتونين لأي طفل، ويمكن للطبيب تحديد ما إذا كان الميلاتونين آمنًا لحالتهم الصحية أم لا، خاصةً إذا كانوا يعانون من حالات صحية أخرى أو يتناولون أدوية أخرى، ويحذر الخبراء أيضًا من أنه من غير المناسب إعطاء الميلاتونين لطفل لا يعاني من مشاكل في النوم.

إيجابيات استخدام حبوب منومة للأطفال

الفائدة الأساسية من إعطاء حبوب منومة للأطفال هي الحصول على نوم أكثر أو أفضل، ويمكن أن يساعد ذلك الشخص على تجنب المشكلات المعروفة بأنها مرتبطة بفقدان النوم بما في ذلك عدم القدرة على التركيز في المدرسة وزيادة خطر الإصابة بالسمنة.

في حالة استخدام الميلاتونين لدى الأطفال، يقول الخبراء أنه يمكن أن تكون المكملات فعالة في مساعدة الأطفال على النوم عندما تقترن بروتين نوم صحي، كما أنه عند تناول جرعات منخفضة، يمكن أن يساعد الميلاتونين أيضًا في تمهيد الطريق لوقت نوم مبكر، كما هو الحال عندما يجب على الطفل التكيف مع جدول المدرسة الجديد.

تمت دراسة المكمل على نطاق واسع، وقد ثبت أنه آمن وفعال للأطفال الذين يعانون من الأرق المرتبط باضطرابات النمو العصبي مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد والصرع.

وعلى الرغم من أن مثل هذه الأبحاث مشجعة لآباء الأطفال المصابين بهذه الاضطرابات، إلا أن بعض الخبراء يقولون أن هناك أدلة أقل بكثير تدعم استخدام الميلاتونين لدى الأطفال الذين ينمون بشكل طبيعي.

سلبيات استخدام حبوب منومة للأطفال

على الرغم من أنه لا يمكن المبالغة في أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا لكِ ولطفلكِ، إلا أنه لا يُنصح عمومًا بالأدوية المنومة كحل طويل الأمد سواء للأطفال أو البالغين لأنها يمكن أن تصبح عادة وتتسبب في ردود فعل سلبية، وقد ثبت أنها تضعف الإدراك بالفعل ويمكن أن تسبب الترنح أثناء النهار والسقوط الذي يؤدي إلى الإصابة.

إن الاستخدام المنتظم لأي أدوية منومة بدون وصفة طبية قد يكون له آثار جانبية غير مقصودة مثل الصداع، وعدم وضوح الرؤية، وسرعة ضربات القلب، والإمساك أو صعوبات في التبول.

يمكن أيضًا أن يكتسب الأشخاص قدرًا أكبر من التحمل تجاه الأدوية المنومة مما يجعلها أقل فعالية بمرور الوقت ويحتاجون لزيادة الجرعة في المرات المقبلة.

طرق طبيعية لتحسين نوم الأطفال

يوصي الخبراء بشدة بتجربة طرق أخرى لمساعدة الأطفال على النوم قبل اللجوء إلى حبوب منومة للأطفال، فمثلًا يمكن معالجة العديد من مشاكل النوم لدى الأطفال من خلال التغييرات السلوكية والتعديلات على بيئة النوم.

1) تحسين نوعية النوم

تعد معالجة العادات والسلوكيات التي تؤثر على النوم من أول الأشياء التي يوصي بها الأطباء إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في النوم، وتتضمن أمثلة استراتيجيات النوم المفيدة للأطفال، بما في ذلك الأطفال والمراهقين، ما يلي:

• الاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع
• وجود وقت نوم ثابت وروتين ما قبل النوم
• إطفاء الشاشات قبل موعد النوم
• استخدام السرير للنوم فقط
• الخروج من السرير والقيام بشيء يبعث على الاسترخاء لفترة وجيزة (مثل الصلاة أو قراءة القرآن أو الأذكار) عند مواجهة صعوبة في النوم
• أخذ قيلولة أقصر أو القيلولة في وقت مبكر من اليوم
• تجنب الكافيين، بما في ذلك المشروبات الغازية والشوكولاتة

2) تقليل المشتتات الليلية

جزء مهم من تحسين نوعية النوم ينطوي على تحسين بيئة النوم لتسهيل النوم بشكل أفضل، قومي بتخفيف الأضواء في الفترة التي تسبق وقت النوم، وحافظي على غرفة النوم باردة ومظلمة وهادئة بشكل مريح.

3) إنشاء روتين وقت النوم

يساعد الحفاظ على أوقات نوم منتظمة واتباع روتين وقت النوم على إنشاء نمط منتظم لدورة النوم والاستيقاظ اليومية للطفل، ويستمر روتين وقت النوم النموذجي للطفل حوالي نصف ساعة ويتضمن مجموعة من الأنشطة المتوقعة، مثل الاستعداد للنوم ثم قراءة قصة.

4) وضع الحدود

يمكن أن يساعد وضع معايير وحدود وقواعد واضحة بشأن النوم في تحضير واتباع جدول نوم أكثر اتساقًا، وهذا يمكن أن يساعد الأمهات على مقاومة محاولات الطفل لتأخير أو تأجيل موعد النوم.

ويوصي خبراء النوم أيضًا بمغادرة الغرفة قبل أن ينام الطفل الصغير تمامًا، مما قد يساعده على التعود على النوم بمفرده، ويمكن للطبيب أن يوصيكِ بطريقة أكثر تخصصًا للتدريب على النوم لمساعدة الأطفال الصغار على تعلم تهدئة أنفسهم.

5) معالجة مشاكل النوم

تحدث مشاكل النوم أحيانًا بسبب اضطرابات النوم أو الألم أو تناول بعض الأدوية، ويجب معالجة هذه المشاكل أولًا؛ إذا اشتبه الوالدين والأطباء في أن الطفل يعاني من حالة غير مشخصة تؤثر على نومه، فيجب عليهم طلب التوجيه من طبيب الأطفال أو إحالته إلى أخصائي.

قد يصبح الأطفال الأكبر سنًا قلقين بشأن موعد النوم وقد يجدوا أنه من المفيد تخفيف مصادر التوتر، أو تحسين نوعية النوم، أو تجربة العلاج السلوكي المعرفي للأرق.

إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!