إن أحد الأسباب الشائعة لتأخر الحمل عند النساء فيما يتعلق بوظائف المبايض هو عدم قدرة الجسم على التبويض، فما هو سبب وعلاج ضعف التبويض؟
تحتاج النساء إلى التبويض للحصول على الدورة الشهرية، ولكن في بعض الحالات النادرة، من الممكن ألا يحدث التبويض ولكن لا يزال هناك نزيف الدورة الشهرية، أو قد يحدث التبويض بشكل متقطع بدلًا من كل شهر مما قد يسبب دورات غير منتظمة.
في كلتا الحالتين، إذا لم تكوني في مرحلة التبويض أو تعانين من ضعف التبويض ولكن لا تزال لديك الدورة الشهرية، فقد تواجهين صعوبة في الحمل، إلى جانب أعراض أخرى مثل اضطرابات الهرمونات، أو زيادة الوزن، أو التغيرات في أنماط نومك، هيا بنا نعرف ما قد يحدث في مرحلة التبويض، وكيف تفعلي إذا واجهتِ أي تغييرات جديدة في دورتك الشهرية.

ما هو التبويض؟

التبويض هي عملية إطلاق بويضة ناضجة من المبيضين، وعادةً ما تحدث في منتصف الدورة الشهرية، وتمثل هذه العملية الفترة الأكثر خصوبة في دورة المرأة، والتي يشار إليها عادة باسم "نافذة الخصوبة"، بمجرد إطلاق البويضة، تنتقل عبر قناة فالوب، وتنتظر الإخصاب بواسطة الحيوانات المنوية.

لماذا يعتبر التبويض مهمًا؟

بعد حدوث التبويض، ينتج الجريب الفارغ الذي انطلقت منه البويضة (المعروف أيضًا باسم الجسم الأصفر) هرمون البروجسترون، يعمل هذا الهرمون على تثبيت بطانة الرحم وجعلها "لزجة" بدرجة كافية للسماح بأفضل فرصة ممكنة للحمل.
يحدث التبويض الناجح عندما يرتفع هرمون البروجسترون بعد التبويض ويظل مرتفعًا بشكل كاف لعدة أيام خلال المرحلة الأصفرية، وبدون كمية كافية من هرمون البروجسترون، يكون هذا بسبب ضعف التبويض ويمكن أن يصبح الحمل أكثر صعوبة!
قد يكون ضعف التبويض علامة على وجود خلل هرموني أكبر، فالتوازن الهرموني مهم لأن الهرمونات تنظم جميع وظائف الجسم وهي ضرورية لصحتنا ورفاهيتنا العامة، لذلك إذا كنتِ تشكين في عدم استمرار أو ضعف التبويض، فيجب عليكِ استشارة طبيبتك.

الأسباب الشائعة لضعف التبويض

1. متلازمة تكيس المبايض (PCOS):

متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني شائع يؤثر على العديد من النساء في سن الإنجاب، ويمكن أن تتعطل دورة التبويض المنتظمة بسبب الخلل في مستويات الهرمونات، وخاصةً ارتفاع الأندروجينات، إن وجود كيسات صغيرة على المبيضين يمكن أن يزيد من تعقيد عملية التبويض، وفي هذه الحالة، قد تكون لديك دورات شهرية غير منتظمة لسنوات! وبالرغم من أنه لا يزال من الممكن الحمل في بعض الحالات، إلا أنه أقل احتمالًا من امرأة لا تعاني من هذه الحالة.

2. الاختلالات الهرمونية:

تلعب الهرمونات دورًا دقيقًا في الجهاز التناسلي، وأي خلل فيها يمكن أن يؤثر على التبويض، ويمكن أن تؤثر التغييرات في إنتاج الهرمونات مثل الهرمون الملوتن (LH)، أو الهرمون المنبه للجريب (FSH)، أو هرمونات الغدة الدرقية على دورة التبويض.

3. التوتر:

يمكن لأنماط الحياة الحديثة أن تساهم بشكل كبير في مشاكل الخصوبة، حيث يمكن لمستويات التوتر العالية، وعدم كفاية النوم، وسوء التغذية، والإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أن تعطل التوازن الهرموني الدقيق الضروري للتبويض المنتظم، لذلك يجب معالجة عوامل نمط الحياة هذه لاستعادة وظيفة التبويض.

4. وزن الجسم:

يمكن أن تتداخل حالات نقصان وزيادة الوزن مع التبويض، وفي حالات عدم كفاية الدهون في الجسم، قد يعطي الجسم الأولوية لصحتك ويتأخر الإنجاب مما يؤدي إلى دورات غير منتظمة، بينما يمكن للدهون الزائدة في الجسم أن تعطل توازن الهرمونات، مما يؤثر على عملية التبويض.

5. اضطرابات الغدة الدرقية:

تلعب الغدة الدرقية دورًا حاسمًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي والهرمونات التناسلية، ويمكن أن تؤدي اضطرابات مثل قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية إلى خلل في التوازن، مما يؤثر على التبويض والخصوبة.

6. الاستخدام المنتظم لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية

تعمل مضادات الالتهاب غير الستيروئدية، على تقليل الالتهابات لتخفيف الألم، لكن لسوء الحظ عند تناولها بانتظام قد تمنعكِ من التبويض لأن التبويض يشبه في طبيعته الالتهاب!

علاج ضعف التبويض

يعتمد علاج ضعف التبويض على السبب الأساسي والأهداف المرجوة من علاجه:

• تغيير نمط الحياة

يمكن علاج ضغف التبويض بإجراء تغييرات على نمط حياتك أو نظامك الغذائي، على سبيل المثال، إذا كان انخفاض وزن الجسم أو ممارسة التمارين الرياضية الشديدة يتسببان في عدم حدوث التبويض، فقد يكون زيادة الوزن أو تخفيف روتين التمرين كافيًا لاستئناف عملية التبويض.
وينطبق الشيء نفسه إذا كان لديك وزن زائد في الجسم، لأنه كما ذكرنا سابقًا إذا كان لديك المزيد من الدهون في الجسم، فقد يكون فقدان الوزن كافيًا لاستئناف عملية التبويض! تحدثي إلى طبيبتكِ قبل إجراء أي تغييرات كبيرة على نمط حياتك.

• تناول الأدوية

في حالات أخرى، قد يكون الدواء هو أفضل علاج لضعف التبويض، والعلاج الأكثر شيوعًا في هذه الحالة هو أدوية الخصوبة، مثل كلوميد (كلوميفين)، وهو أول دواء للخصوبة يتم تجربته عادةً، لكن إذا لم ينجح كلوميد، فقد توصي طبيبتكِ بعلاجات خصوبة أخرى.
إذا كنتِ مصابة بمتلازمة تكيس المبايض، فقد تساعدك الأدوية الحساسة للأنسولين مثل الميتفورمين على بدء التبويض مرة أخرى، لكن يلزم العلاج لمدة ستة أشهر قبل أن تعرفي ما إذا كان الميتفورمين سيعمل أم لا. 

• تكنولوجيا الإنجاب المساعدة

تقل احتمالية نجاح أدوية الخصوبة عندما يكون سبب ضعف التبويض هو فشل المبيض المبكر أو انخفاض احتياطيات المبيض، إن وجود إحدى هاتين الحالتين أو كلتيهما لا يعني أنك لن تكوني قادرة على الحمل ببويضاتك، ولكن بعض السيدات قد يلجأن إلى علاج الإخصاب في المختبر (IVF) لحل هذه المشكلة.