بعض الأزواج يجدون صعوبة بالغة في الحمل حتى بعد المحاولة لسنوات عديدة، بينما يحمل آخرون بسهولة، وذلك لأن هناك العديد من العوامل التي تساهم في الحمل، ومن بين هذه العوامل العديدة، يلعب التوتر دورًا رئيسيًا!
على الرغم من أن التوتر لا يسبب العقم بشكل مباشر، إلا أنه يؤثر على الحمل ويؤخره، وهناك الكثير من الأبحاث التي تشير إلى ذلك حتى لو تم الحمل باستخدام التلقيح الصناعي وغيره من علاجات الخصوبة، فما هي العلاقة إذًا بين العقم والتوتر؟
أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت مؤخرًا أن هناك ارتباطًا عميقًا بين مستويات التوتر لدى المرأة وانخفاض فرصها في الحمل، فمثلًا استغرقت النساء اللاتي لديهن مستويات عالية من إنزيم في اللعاب يسمى ألفا أميليز (الذي يُظهر مستويات التوتر) وقتًا أطول للحمل من أولئك اللاتي لديهن كمية أقل من هذا الإنزيم.
عندما يتعرض الجسم للتوتر، ينتج الدماغ هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، والذي يؤثر على عمل المبايض وإرسال الإشارات إلى المخ، وبالتالي يعطل إطلاق البويضات والدورة المبيضية.
لا يضر إنتاج الكورتيزول بالدورة المبيضية للمرأة فحسب، بل يؤثر أيضًا على الحركة وإنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال، وجنبًا إلى جنب مع هذه التغييرات الجسدية، يستجيب المخ للتوتر من خلال إظهار التغييرات المزاجية والسلوكية.
قد يكون هناك انخفاض في الرغبة الجنسية لكلًا من الرجال والنساء، بالإضافة إلى أنه للتعامل مع التوتر قد ينغمس بعض الرجال في التدخين وكل ذلك يؤدي إلى مشاكل في الحمل!
تم التعرف على التوتر كعامل مهم يؤثر على الخصوبة لدى كلًا من الرجال والنساء، فعندما يكون الجسم تحت الضغط، فإنه يفرز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي يمكن أن تعطل التوازن الدقيق للهرمونات التناسلية.
عند النساء، يمكن أن يتداخل التوتر مع التبويض والدورة الشهرية وانغراس الجنين، وعند الرجال يمكن أن يؤدي التوتر إلى انخفاض جودة وكمية الحيوانات المنوية.
أجريت العديد من الدراسات على الأعراض النفسية قبل وأثناء تناول العلاجات الإنجابية المساعدة، وهناك أدلة متزايدة على أن أولئك اللائي شعرن بالتوتر قبل أو أثناء العلاج كانت معدلات الحمل لديهن أقل.
وهناك العديد من التفسيرات المحتملة لذلك، لكن أحد المؤشرات الأكثر وضوحًا هي ارتفاع إنزيم ألفا أميليز اللعابي، وقد وجد أن أولئك اللائي كان لديهن مستوى مرتفع كُن أكثر عرضة لتأخر الحمل بمقدار الضعف.
أجريت دراسة حديثة أخرى عن طريق التحقق من مستويات الكورتيزول في عينات الشعر، حيث ارتبطت مستويات الكورتيزول المرتفعة بمعدلات الحمل المنخفضة، لذا فهي تتطابق مع النظرية القائلة بأن الأعراض النفسية تضر بالخصوبة!
تكشف دراسات أخرى أن ما يصل إلى 10% إلى 25% من حالات الحمل التي انتهت بالإجهاض أظهرت أنها كانت تعاني من الاكتئاب والقلق، لذلك هناك صلة أيضًا بين التوتر واستمرار الحمل.
كما أن بعض السيدات يحملن بسهولة تامة باستخدام تقنيات الإنجاب المساعدة ويحملن أيضًا في الدورة الأولى نفسها! ولكن بالنسبة للعديد منهن يستغرق الأمر سنوات، والسبب ليس دائمًا غير واضح.
عندما لا يكون السبب واضحًا، فإنه يزيد من ضغوط تأخر الحمل ويؤدي إلى تغييرات في نمط الحياة مثل الحرمان من النوم وزيادة تناول الكافيين وما إلى ذلك، مما يقلل من فرص إنجاب طفل.
يمكن أن يؤدي التأثير النفسي لتأخر الحمل إلى الضيق والاكتئاب والقلق، كما أظهرت بعض الدراسات أن حوالي 40% من النساء يعانين من الاكتئاب أو القلق قبل تشخيص تأخر الحمل.
وأظهرت نفس الدراسة أن 32% من الرجال أبلغوا عن أعراض الاكتئاب والقلق، لذلك، يمكن أن نستنتج أن الأزواج الذين تأخروا في الحمل لديهم أعراض نفسية أكثر من أولئك الذين حملوا بسرعة.
وهكذا تصبح العلاقة بين الحمل والتوتر بمثابة حلقة مفرغة! فالأزواج الذين يحاولون تكوين أسرة يصابون بالاكتئاب لأن الأمر يستغرق وقتًا أطول، أو قد لا ينجح العلاج.
كما يجد العديد من الأشخاص الإجراءات الطبية مرهقة، فمثلًا يشعر الأزواج الذين يخضعون لعلاج التلقيح الصناعي بالتوتر، وقد يؤثر ذلك على عقولهم وأجسادهم، وبالتالي يخلق حلقة مفرغة! لذا، يجب التحكم في التوتر بجدية للخروج من هذه الحلقة، والتي قد تؤدي إلى الحمل بإذن الله.
إن التحكم في التوتر للتخلص من هذه الدائرة المفرغة يمكن أن يساعد في الحمل بإذن الله، وفيما يلي بعض الطرق:
قد تكون محاولة الحمل تجربة مرهقة، وقد لا تتمكني في التحكم في العوامل الجسدية التي تؤدي إلى تأخر الحمل في بعض الحالات، لكن على الأقل يمكنكِ محاولة التحكم في الجوانب العاطفية عن طريق اللجوء إلى الله والدعاء والإستعانة بصحبة العائلة والأصدقاء المفضلين وتجنب الأفكار السلبية تمامًا.
هل يساعد حمض الفوليك على الحمل؟
يُعد حمض الفوليك ضرورة قصوى، ولكن إذا كنتِ تحاولين الحمل، ربما تتساءلين؛ هل يساعد حمض الفوليك على الحمل وتحسين الخصوبة؟
اكتشفي الوزن المناسب لحدوث الحمل! وكيفية الوصول له بأمان
الوزن مهم جدًا عندما يتعلق الأمر بالحمل؛ وذلك لأن زيادة أو نقصان الوزن يمكن أن يقلل من فرص الحمل، فما هو الوزن المناسب لحدوث الحمل؟
هل الحمل هو سبب نزول افرازات مثل الماء قبل الدورة
الإفرازات المهبلية طبيعية تمامًا ولا قلق منها إلا في بعض الحالات، فمثلًا سبب نزول افرازات مثل الماء قبل الدورة هو تجمع لمزيج من