تتعرض البشرة لتغيرات عديدة طوال مراحل حياة المرأة بسبب عوامل مثل التغيرات الهرمونية، العوامل البيئية، والنمط الحياة، هيا بنا نعرف ما هي مشاكل البشرة الشائعة التي تواجهها المرأة في مراحل حياتها المختلفة وعلاجاتها الطبيعية والطبية.

مشاكل البشرة الشائعة في مراحل عمر المرأة

مرحلة المراهقة (12-18 سنة)

حب الشباب

مع ارتفاع مستويات الهرمونات وتغيرات الجسم، تتأثر البشرة، وبالنسبة لبعض المراهقات تظهر البثور أو الشوائب من حين لآخر، أما بالنسبة للبعض الآخر فقد تظهر قبل كل دورة شهرية مباشرةً.

وبالنسبة لبعض المراهقات، قد يتجاوز عدد البثور بثرة أو اثنتين، لتتحول إلى حالة مزمنة تُعرف باسم حب الشباب، يتميز هذا المرض بظهور رؤوس بيضاء ورؤوس سوداء، وقد تصاب الفتاة ببثور مليئة بالقيح.

تقول الدكتورة "دوريس جيه داي"، مؤلفة كتاب "100 سؤال وجواب حول حب الشباب": "عادةً ما يظهر في المنطقة الوسطى من الخدين وعلى الجبهة، ويحدث في أغلب الأحيان بسبب خلل هرموني أو فرط حساسية تجاه النشاط الهرموني القوي الذي يحدث في الجسم خلال هذه الفترة".

نصيحة الأطباء في هذه الحالة أن تمرري قطعة قماش تحت الماء الساخن، وانقعي البثرة حتى تبرد، ثم ضعي عليها دواءً موضعيًا لحب الشباب والذي سيصفه لكِ الطبيب وفق حالتك. 

التعرق الزائد

سواءً في راحة اليدين أو باطن القدمين، أو تحت الإبطين، أو في فروة الرأس، أو في أي مكان من الجسم، إذا كنت تعانين من كثرة التعرق، فأنت لست وحدك! يقول الأطباء إن هذه مشكلة خطيرة يعاني منها العديد من المراهقين.

قد تنتج هذه المشكلة عن التوتر وغالبًا ما يحدث التعرق الزائد تحت الإبطين، وفي هذه الحالة، كل ما تحتاجينه هو مضاد تعرق عالي التركيز والذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من إفراز العرق.

تعمل هذه المضادات عن طريق سد قنوات العرق حتى لا يصل العرق إلى الجلد، وإذا لم تُجدِ مضادات التعرق التي تُصرف دون وصفة طبية نفعًا، فقد يصف لك طبيبك منتجات طبية ذات قوة علاجية.

وقد يشمل العلاج علاجات جراحية طفيفة التوغل تستهدف الغدد العرقية، بالإضافة إلى البوتوكس، وهي المادة نفسها المستخدمة لعلاج التجاعيد، في هذه الحالة، تُحقن كميات ضئيلة في الغدد العرقية لمنع إطلاق ناقل عصبي أو مادة كيميائية في الدماغ تُسمى الأسيتي كولين، وهي مرتبطة بالتعرق، وقد يستمر العلاج لمدة تصل إلى ثمانية أشهر، ويمكن تكراره.

مرحلة الشباب (19-30 سنة)

حب الشباب المستمر

انتهت مرحلة المراهقة، فلماذا يظهر حب الشباب مجددًا!! حسنًا ملكتي، يحث ذلك لعدة أسباب مثل التغيرات الهرمونية، التلوث، أسلوب الحياة، نظام تنظيف البشرة غير المنتظم، التوتر، خيارات الطعام والعادات غير الصحية مثل التدخين.

إن ظهور حب الشباب المتأخر ليس فقط مهددًا للثقة بالنفس، بل هو أكثر عمقًا و ازعاجًا من نظيره في مرحلة المراهقة، كما أنه يميل ليكون أكثر انتظامًا ودورية، فقد تلاحظين غالبًا أن البثور تظهر حول الفم، الفك والذقن، يمكننا القول أن هذه أفضلية على حب الشباب لدى المراهقين، حيث يكون منتشرًا في كل الوجه، الرقبة، والأكتاف كذلك.

هناك أيضًا اختلاف مهم بين حب شباب سن المراهقة وحب شباب المراحل المتقدمة، حيث أن الشفاء من حب شباب المراهقة أكثر سهولة لأن البشرة الشابة تجدد نفسها سريعًا، بينما تحتاج بشرة البالغين إلى وقت أطول لتعيد بناء نفسها عند الإصابة بحب الشباب، وهذا طبيعي جدًا، لذا لا تقلقي!

والآن، إن كانت بشرتك من النوع الحساس فسوف تؤلمكِ أكثر لأن حساسية البشرة تفاقم وضع حب الشباب، لذلك احرصي على استخدام المنتجات الصحيحة، واستشيري طبيبك الجلدي إذا احتجتِ لذلك، وتذكري أن الكثير من العوامل تلعب دورًا في هذه الحالة، حتى الجفاف والتصبغات من شأنها أن تعقد من وضع حب الشباب.

استخدمي المنتجات التي تحتوي مكونات مثل حمض الساليسيليك، والذي يزيل خلايا البشرة الميتة، بروكسيد البنزويل، والتي تقتل البكتريا؛ والمكونات النباتية مثل زيت شجرة الشاي وعرق السوس.

اغسلي وجهك بانتظام بمنظف بشرة لطيف خالي من العطر القوي، واستخدمي مرطبات خالية من الزيوت كأساس للمكياج لمنع مسام بشرتك من الانسداد واختاري مستحضرات التجميل ذات الأساس المائي أو الخالية من الزيوت، راقبي نظامك الغذائي وابتعدي عن الأطعمة الدهنية والأطعمة المعالجة، الكافيين والسكريات، واشربي كمية كافية من الماء.

فرط التصبغ

التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة والالتهابات يؤديان إلى زيادة إنتاج الميلانين، فكلما زاد تعرضك لأشعة الشمس، زادت لديك فرص حدوث فرط تصبغ الجلد، ومن الأسباب الأخرى لحدوث اسمرار الجلد:

• استخدام أقراص موانع الحمل.
• الحمل، حيث تحدث تغييرات هرمونية أثناء الحمل تؤدي إلى ظهور الكلف.
• ذوي البشرة السمراء معرضون أكثر من غيرهم لحدوث تغييرات في لون الجلد.
• الأدوية التي تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس مثل دواء سيبروفلوكساسين.
•  تسبب بعض الأدوية ظهور بقع داكنة اللون على الجلد، إذ تحدث كعرض جانبي لهذه الأدوية.

يمكن علاج اسمرار البشرة بالأعشاب أو الطرق الطبية، مثل:

• يحتوي خل التفاح على حمض الأسيتيك الذي أثبتت الأبحاث أنه يخفف من حدوث فرط التصبغ.
• يحتوي چيل الصبار على مادة الألوين وهو مركب طبيعي يعمل بكفاءة على إزالة التصبغ من الجلد.
• يدخل البصل الأحمر في تركيب بعض أنواع الكريمات التي تعمل على تفتيح لون البشرة.
• أثبتت الأبحاث أن مستخلص الشاي الأخضر يعمل على تفتيح لون البشرة وإزالة التصبغات منها وذلك بوضع أكياس الشاي الأخضر على المناطق الداكنة من البشرة.
• استخدام مستحضرات التفتيح التي تحتوي على فيتامين سي وجذور العرقسوس، وحمض الكوجيك، إذ تساعد على تقليل فرط تصبغ الجلد بواسطة تثبيط الإنزيم المسؤول عن تكوين صبغة الميلانين.
• استخدام منتجات التفتيح التي تحتوي على مادة الهيدروكينون، وبروتين الصويا، والأربيوتين، وفيتامين هـ (فيتامين E)، والنياسيناميد، ولكن يجب استخدام هذه المنتجات بحرص إذ أن الإفراط في وضع هذه المنتجات (وخاصةً الهيدروكينون) على البشرة يزيد من حساسية البشرة للشمس، ويسبب ضررًا للبشرة.
• استخدام المقشرات الكيميائية وتقنيات الليزر (بعد استشارة الطبيب). 

جفاف البشرة

يحدث جفاف البشرة نتيجة فقدان الطبقة الخارجية من الجلد للمياه، وقد ينتج ذلك بسبب ما يلي:

• الحرارة: تعمل نظم التدفئة المركزية والمواقد الحارقة جميعها على خفض رطوبة البشرة.
• البيئة: الحياة في ظروف باردة أو عاصفة بالرياح أو بيئة منخفضة الرطوبة.
• كثرة الاستحمام أو التقشير: يمكن أن يتسبب الاغتسال أو الاستحمام بمياه ساخنة لمدة طويلة أو تقشير الجلد بمعدل أكبر من اللازم إلى جفافه، وقد يؤدي الاستحمام لأكثر من مرة في اليوم أيضًا إلى إزالة الزيوت الطبيعية من الجلد.
• أنواع الصابون والمنظفات شديدة القلوية: تتسبب العديد من أنوع الصابون والمنظفات والشامبو المشهورة في سحب الرطوبة من جلدك، إذ أنها مُصنَعة لإزالة دهون الجلد.
• الأمراض الجلدية الأخرى: الأشخاص المصابون بأمراض جلدية، مثل التهاب الجلد التأتُّبي (الإكزيما) أو الصدفية هم أكثر عرضة للإصابة بجفاف الجلد.
• العلاجات الطبية: يُصاب بعض الأشخاص بجفاف الجلد وسماكته بعد تلقي علاج السرطان أو غسيل الكلى أو تناول أدوية معينة.
• التقدم في السن: مع تقدم الشخص في السن، يصبح الجلد رقيقًا ويُفرِز كمية أقل من الدهون التي يحتاجها الجلد للاحتفاظ بالمياه.

يُمكن أن تساعد التدابير التالية في الحفاظ على رطوبة الجلد وصحته:

• غسل الوجه برفق مرتين على الأقل يوميًا: استخدمي منظفًا لطيفًا غير رغوي وخالٍ من الكحول لغسل وجهك مرتين يوميًا وبعد التعرق، ويمكن للمنتجات التي تحتوي على حمض الستياريك (الموجود في زبدة الشيا) أو حمض اللينوليك (الموجود في زيت الأرجان وغيره من الزيوت) أن تساعد في إصلاح عيوب بشرتك، وإذا كانت بشرتك حساسة، فاغسليها بغسول في المساء، واشطفيها فقط بالماء في الأوقات الأخرى.
• ضعي أي دواء موضعي تستخدميه على بشرتك بينما لا تزال رطبة وانتظري بضع دقائق (راجعي عبوة الدواء لمعرفة التفاصيل) وبعدها ضعي المرطب الذي تستخدميه، وفي حالة استخدام مستحضرات التجميل، فيجب الحرص على اختيار المنتجات ذات الأساس الكريمي أو الدهني.
• استخدمي مرطبًا يحتوي على مستحضر واقٍ من أشعة الشمس واسع النطاق ذي عامل وقاية شمسي (SPF) لا يقل عن 30، حتى في الأيام ذات الأجواء الغائمة، ضعي كمية وفيرة من مستحضر واق من أشعة الشمس، ثم ضعيه مرة أخرى كل ساعتين، أو بوتيرة أكثر من ذلك عند السباحة أو التعرُّق.
• ترطيب الجلد: ضعي مرطبًا عدة مرات يوميًا، وخاصةً عندما تشعرين بجفاف بشرتك وبعد غسل اليدين أو الاستحمام وبشرتك ما تزال رطبة، أيضًا اسألي طبيبك عن إيجابيات مختلف العلاجات البديلة لبشرتك، قد تحتاجين إلى تجربة عدة منتجات حتى تعثرين على ما يناسبكِ ويعجبك وما يفيدك وما ستستخدميه بانتظام.
• استخدام الماء الدافئ وتقصير زمن الاستحمام: تؤدي إطالة زمن الاستحمام أو الاغتسال والماء الساخن إلى إزالة زيوت البشرة الطبيعية، لذلك لا يوصى بالاستحمام أكثر من مرة واحدة يوميًا، ولمدة لا تزيد على 5 أو 10 دقائق، واستخدمي الماء الدافئ لا الساخن.
• استخدام صابون مرطب خالٍ من المواد المسببة للحساسية: استخدمي صابونًا مرطبًا خالٍ من العطور لغسل اليدين ثم ضعي كريمًا مرطبًا بينما ويداك ما تزالان رطبتين.

مرحلة الثلاثينيات (30-40 سنة)

علامات الشيخوخة المبكرة

مع التقدم في العمر يبدأ الجلد بفقدان بعض الغدد العرقية والغدد الدهنية، ومع تناقص أعداد هذه الغدد، تصبح البشرة أكثر جفافًا، وقد يجعل هذا الجفاف البشرة أكثر عرضة للإصابة بمشكلات جلدية عديدة، مثل:  

• خشونة الجلد، أو ظهور بقع خشنة على البشرة. 
• الحكة الجلدية، خاصةً خلال فصل الشتاء. 
• تقشر البشرة، خاصةً عند القيام بحكها. 

تعد مناطق بعينها من الجسم أكثر عرضة من غيرها لجفاف الجلد، مثل الكوع والأطراف العلوية والسفلية، ولكن من الممكن للتطبيق المستمر لمرطبات البشرة واتباع بعض الممارسات الصحية أن يخفف من حدة جفاف البشرة.

على الرغم من أنك لن تستطيعين إعادة عقارب الساعة للوراء، إلا أن اتخاذك لبعض الإجراءات الوقائية قد يساعدك على تأخير ظهور هذه العلامات قدر الإمكان، مثل هذه الإجراءات:

• اتخاذ تدابير الوقاية الشمس دومًا، مثل: وضع واقي الشمس، واستخدام نظارات الشمس.
• عدم إهمال الترطيب اليومي للبشرة.
• تجنب الممارسات التي قد تفاقم جفاف البشرة، مثل: السباحة في حمام سباحة مليئة بالكلور، واستخدام الصابون المعطر.

مرحلة الأربعينيات والخمسينات

في هذه المرحلة العمرية ينخفض ​​معدل دوران خلايا الجلد بشكل كبير، مما يُبطئ التئام الجروح، كما يضعف جهاز المناعة مما يزيد من شيوع التهابات الجلد، بعض مشاكل الجلد، مثل الكدمات الداكنة، تُثير القلق، لكنها في الغالب غير ضارة، بينما تتطلب حالات أخرى عناية طبية. 

سهولة الإصابة بالكدمات

يصبح الجلد مع التقدم في السن أرق وتقل الدهون، كما أن الأوعية الدموية تكون أكثر هشاشةً وسهولةً في الكسر، وتحدث الكدمات عندما يتسرب الدم من الأوعية الدموية، وزيادة الأوعية الدموية المكسورة تعني المزيد من الكدمات.

قد يُصاب كبار السن الذين يتناولون مميعات الدم أو حتى مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين بالكدمات بسهولة أكبر.

ويمكن أن تُسبب صدمة أو خدشًا بسيطًا عددًا هائلًا من الكدمات، مما يُثير القلق، وعادةً ما تكون هذه الكدمات غير ضارة، ولكن يجب على أي شخص يُصاب بكدمات كبيرة دون سبب منطقي مراجعة الطبيب لاستبعاد وجود مشكلة صحية كامنة.

لعلاج الكدمات:

• ضعي كمادة باردة لمدة تصل إلى 20 دقيقة في كل مرة.
• ضع كريم ديرماكا، وهو علاج للكدمات مصنوع من مستخلصات نباتية وفيتامينات، وفقًا لتعليمات العبوة.
• إذا كانت الساق أو القدم مصابة بكدمة، فارفعيها عند النوم.

بقع التقدم في السن

غالبًا ما تظهر بقع التقدم في السن على بشرة كبار السن نتيجة التعرض لأشعة الشمس لسنوات، تظهر هذه البقع المسطحة، أو السمراء، أو البنية الداكنة، عادةً على البشرة الأكثر تعرضًا لأشعة الشمس، مثل الوجه والذراعين وظهر اليدين، وهي غير ضارة، لكن للوقاية منها يمكن فعل التالي:

• استخدمي واقيًا من الشمس بعامل حماية لا يقل عن 30 للمساعدة في منع ظهور المزيد من بقع التقدم في السن.
• استشيري طبيب أمراض جلدية للتأكد من أن البقع هي في الواقع بقع تقدم في السن وليست شيئًا آخر، خاصةً إذا تغير مظهرها.
• إذا كانت بقع التقدم في السن تُزعجك، يُمكن لأخصائي العناية بالبشرة علاجها بالليزر أو بأي علاج مناسب لحالتك.

نصائح عامة للعناية بالبشرة

1. الترطيب اليومي: استخدام مرطبات مناسبة لنوع البشرة.
2. الحماية من الشمس: استخدام واقي شمسي يوميًا.
3. التغذية السليمة: تناول غذاء صحي غني بالفيتامينات والمعادن.
4. تنظيف البشرة: تنظيف البشرة يوميًا لإزالة الأوساخ والزيوت الزائدة.
5. الفحص الدوري: زيارة طبيب الجلدية بانتظام للكشف عن أي مشاكل جلدية.

كل مرحلة من مراحل حياة المرأة تتطلب عناية خاصة، لذلك ملكتي من المهم دائمًا اختيار منتجات العناية بالبشرة التي تناسب عمرك ونوع بشرتك.