هل سمعتِ من قبل ملكتي عن المرأة التي دفعت غرامة قدرها ١٠ الآف دولار بسبب التجسس على زوجها ؟!
ففي عام 2017، قامت امرأة سويسرية بالدخول إلى بريد زوجها الإلكتروني بدون علمه، بعدما شعرت بالشكوك تجاه سلوكه.
وبالفعل، اكتشفت رسائل غرامية بينه وبين نساء أخريات، لكن المفاجأة كانت أن المحكمة لم تتعاطف معها، بل أدانتها بتهمة انتهاك الخصوصية.
نعم هذا خبر حقيقي ! وفي الحقيقة الأمر يثير التساؤل، هل يستحق الأمر حقًا أن تتجسسي على زوجك ؟
هل تشعرين أحيانًا برغبة في التجسس على شريك حياتك؟ هل سبق لك أن فعلتِ ذلك فعلاً؟ هل تعتقدين أن التجسس عليه فكرة جيدة؟ أم أنك تظنين أنها فكرة مرفوضة تمامًا؟
أيًا كان موقفك، فإن هذا التردد حقيقي، وحتى أكثر الأزواج ثقة قد تراودهم الرغبة أحيانًا في إرضاء مخاوفهم الداخلية عن طريق البحث والتجسس قليلًا، لكن هل التجسس على الشريك أمر بسيط فعلًا؟ أم أن له عواقب وخيمة؟
حسنًا ملكتي إذا كنتِ تفكرين في التجسس، فهناك الكثير من الأمور التي تستحق التفكير، وهذه أبرز الإيجابيات والسلبيات التي يجدر بك معرفتها قبل الإقدام على هذا القرار.
ثقي بي، الأمر يستحق أن تتوقفي خمس دقائق لقراءة هذا المقال قبل أن تتسللي إلى حسابات زوجك !
غالبًا ما يكون هناك دافعين رئيسيين وراء هذا التصرف:
1. لأن لديكِ مخاوف حقيقية ومبررة.
2. لأنكِ تعانين من مشاكل في الثقة بالناس عمومًا.
إذا كانت لديكِ مخاوف حقيقية بشأن زوجك تدفعك للتجسس، من الأفضل أن تواجهيه مباشرة أولًا قبل اللجوء إلى التجسس.
بهذه الطريقة، تمنحين زوجك الفرصة ليكون صريحًا، وإذا لم يكن هناك ما يدعو للقلق، فقد تتمكنين من تجاوز مخاوفك والمضي قدمًا في علاقتكما دون الإضرار بشيء جميل بينكما.
أما إذا كنتِ تعانين أصلًا من صعوبة في الثقة، ووجدتِ نفسك مرارًا وتكرارًا في هذا الموقف أو فكرتِ سابقًا بالتجسس على مقربين منكِ، فقد يكون من المفيد أن تدرسي الأسباب الكامنة وراء هذا التوتر، وربما تبحثين عن حلول تساعدك على تعزيز الثقة بالآخرين.
إذا كنتِ في لحظة شك وقررتِ التجسس، فقد تكتشفين أنه لا شيء يدعو للقلق، ويمكنك حينها المضي قدمًا بسلام، وهذا غالبًا هو الدافع الأساسي لمن تفكر في التجسس على زوجها.
إذا اكتشفتِ أن كل شيء على ما يرام، قد تشعرين بثقة متجددة تجاه زوجك، بشرط ألا تقعي في فخ الإدمان على التجسس فقط لأنكِ تستطيعين!
عندما تصلين للحقيقة (سواء كانت شكوكك صحيحة أم لا)، فقد يساعدك ذلك في طي الصفحة، والتعامل مع مخاوفك بطريقة ناضجة.
أحيانًا قد لا تجدين شيئًا يستدعي القلق، لكن مخاوفك قد تجعلك تفسرين الأمور ببُعد غير واقعي، مثلًا: قد تقرأين محادثة بريئة مع زميلة عمل، لكنكِ ترينها بطريقة مشبوهة، وقد يدفعكِ ذلك للكشف عن تجسسك، مما يفتح بابًا لفقدان الثقة بينكما.
التجسس قد يؤدي إلى نبوءة تحقق نفسها، أي أن شكك يُنتج شكًا مقابلاً من زوجك، خصوصًا إذا شعر بأنكِ تتجسسين عليه.
إذا اكتشفتِ أن زوجك فعلًا يخونك أو يكذب عليك، ستجدين نفسك في مواجهة مشكلة جديدة: كيف تتعاملين مع هذا الأمر؟ وهل ستتمكنين من تخطيه؟ وإذا قررتِ البقاء، فهل ستتوقفين عن المراقبة مستقبلاً؟ وهل سيتمكن هو من الوثوق بك مجددًا؟
لو تبين أن زوجك لم يكن يخفي شيئًا، فقد تشعرين بالذنب الشديد بسبب اختراقك لخصوصيته.
وقد ترغبين في الاعتراف له، مما قد يتسبب في شرخ كبير بينكما، وربما يكون من الصعب عليه مسامحتك لاحقًا.
التقيتُ بزوجي في الجامعة، حيث كنا ندرس البرمجة، وليس من المستغرب أن يكون هناك عدد قليل من الفتيات في هذا المجال، وقد كنتُ محظوظة بالعثور على أفضل شاب في مجموعتنا.
بعد التخرج بفترة وجيزة، تزوجنا وانتقلنا إلى بلد أخر، كانت الأمور تسير على ما يرام باستثناء أننا كنا بالكاد نرى بعضنا البعض، حيث انضم إلى شركة دولية وكان بعيدًا باستمرار، لكن لم تكن المسافة وحدها هي ما يفرقنا، بل كانت التكنولوجيا أيضًا.
لم أستطع التوقف عن التفكير فيما كان يفعله ومع من يتحدث عندما لم يكن معي، وفي إحدى المرات، ضبطته يتحدث مع امرأة أخرى، وكنتُ غبية بما يكفي لبدء التجسس عليه.
في الواقع، لم يكن لديّ الوقت ولا المال لتعيين محقق خاص لمتابعته إلى البلاد التي تنقل لها كما تحدد ظروف العمل؛ لذلك اشتريتُ قلم تجسس، يُشير إلى موقعه عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ويسجل محيطه، ولكن عمليًا، لم يكن ذلك سوى مضيعة للمال، لم أكن أعرف كيف أجعل زوجي يحمله معه طوال الوقت؛ علاوة على ذلك، لم أستطع سماع أي شيء بسبب الرياح، وفي النهاية، انخفض شحن البطارية لدرجة أنني اضطررت للتخلي عن هذه الفكرة.
بعد ذلك، أخذت بنصيحة صديقتي باستخدام تطبيق تجسس على الهاتف، كان استخدامه بسيطًا للغاية: نزّلت الملف وثبّته على هاتفه الآيفون، ثم تمكنت من تتبّع رسائله ومكالماته وموقعه عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أصبحت مهووسة به، وفقدتُ النوم، وبالكاد استطعت العمل، حتى أنني دخلتُ المستشفى.
فهل كان يخونني حقًا؟
كانت هناك فتاة - زميلته في العمل - رأيتهما يلتقطان صورًا معًا، فحذفها قبل عودته إلى المنزل، استطعتُ رؤية تلك الصور من خلال تطبيق التجسس الخاص بي؛ تتبّعتُ رسائله، وعرفتُ عدد المرات التي اتصل بها، لكنني لم أستطع إثبات تورطهما في علاقة غرامية.
أنفقتُ كل أموالي على الأطباء النفسيين، وفقدتُ حياتي تمامًا، لم أستطع النوم، وأخبرني أحد الأطباء النفسيين الذين ذهبتُ إليهم أنني مصابة بالقلق والاكتئاب والسلوك الوسواسي، ووصف لي مضادات اكتئاب؛ حتى أدمنت هذه الحبوب، وهي لا تعالج المشكلة الحقيقية، شعرتُ بتحسن، لكنني كنتُ أعلم أن هذا الشعور ناتج عن الأدوية فقط، فتوقفتُ عن استخدامها، ثم تحول كل شيء إلى كابوس.
مر وقت لم أستطع فيه حتى العمل، واضطرت أمي لأخذي إلى منزل والديّ حيث مكثتُ أسبوعًا كاملًا أثناء وجود زوجي في إندونيسيا، كنتُ أعرف شيئًا واحدًا: كنتُ بحاجة إلى مساعدة، مساعدة حقيقية، وللمفاجأة لم تأتِ من أحد سوى زوجي !
عاد واتصل بأمي، ألحّ عليّ طالبًا معلومات، لأنه لم يفهم سبب سلوكي؛ فانفجرتُ فجأةً وأخبرته بكل شيء، فبدأ بالبكاء، واعترف لي بأنه معجب بها، وأنه في إحدى المرات كاد أن يخطئ!
مع ذلك، كنتُ أنا سبب اهتمامه بها ! دفعني اكتئابي إلى إهمال العناية بنفسي، ولم أعد مهتمة بممارسة العلاقة الحميمة أو قضاء وقت رومانسي معًا.
لقد ظنّ أنه لم أعد أحبه، وكان هو الآخر متوترًا لأنه كان مُعرّضًا لخطر الطرد، دفعته بعيدًا عنه وتخليت عنه عندما كان في أمسّ الحاجة إليّ، كنت غارقة في أفكار الغيرة، فلم أفكّر إلا في نفسي، بينما كان الشخص الذي أحببته مُدمّرًا.
اعتمدتُ على التجسس لأكشف الحقيقة، بينما كان كل ما عليّ فعله هو التحدث معه بصراحة، وبفضل الله في نهاية الأمر، وجدنا طريقة للبقاء معًا، حيث ترك وظيفته ووجد وظيفة جديدة في المدينة، والمثير للدهشة أننا لم نكن بحاجة إلى علاج تعافي، كان دوائنا الرئيسي هو الصدق والحب.
مع أن قصتي لها نهاية سعيدة، إلا أنني أعتقد حقًا أن الحب والتجسس لا يجتمعان؛ لأنه صحيح، كما كتب الكاتب فرانك كرين: "قد تُخدع إذا وثقت كثيرًا، لكنك ستعيش في عذاب إذا لم تثق بأحد".
متى يكون من المقبول التجسس على رسائل زوجي النصية المحذوفة مع "صديقة"؟
أنا اراقب هاتف زوجي منذ أن اكتشفتُ أنه يراسل امرأة ادعى في البداية أنها صديقة طفولته، ثم تغيرت القصة إلى "كانت صديقة"، ورغم أنني أشعر ببعض الخجل من أنني أنظر إلى هاتفه أحيانًا - عادةً بعد أن أرى أنه تلقى رسالة منها - إلا أنه يحذف الرسائل فورًا.
هل من الخطأ التساؤل عن محتوى محادثاتهما؟ لقد فاجأته ذات مرة عندما اعترف بأنها تراسله، فأغلق الهاتف بسرعة كبيرة، مما أثار دهشتي وأثار قلقي أيضًا، أدى ذلك إلى محادثتين انتهتا بإخباري أنه قطع الاتصال، لكنني اكتشفت مؤخرًا أنهما على اتصال، أتساءل باستمرار عما يخفيه.
عزيزتي الزوجة المتساءلة:
أنا اشعر بك، فأنتِ تغارين على زوجك وهذا حقك، ولكن عليكِ التوقف عن التساؤل عما إذا كان لديه حبيبة أو علاقة مع هذه المرأة، وابدأي بالتساؤل عن سبب انعدام الثقة والقطيعة بينك وبين زوجك.
الخطوة التالية هي التوقف عن كل التطفل والشكوك، واقتراح جلسة بينكما أو استشارة زوجية، فإذا كان يحب امرأة أخرى، فمن المرجح أن تكتشفي ذلك من خلال الاستشارة، وإذا لم يكن كذلك، فستشعري براحة أكبر عند الثقة بها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيما رواه البخاري ومسلم: " لا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا. "
وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع عورته يفضحه ولو في جوف رحله. " رواه الترمذي وقال الألباني حسن صحيح.
التواصل مع زوجكِ ملكتي أفضل بكثير من التجسس عليه؛ لأن التجسس يهدم الثقة بين الزوجين، وهذه الثقة متى ما تكسّرت، يصعب ترميمها، حتى مع بذل الجهد ومحاولات الإصلاح، بينما التواصل الصادق، هو الذي يبني جسرًا متينًا من التفاهم والمحبة، يقوى مع مرور الزمن.
فبدل أن تضيعي وقتكِ وطاقتكِ في الشك والمراقبة، اقتربي منه بحبّ، وافتحي معه حديثًا صادقًا، قولي له بهدوء ولطف: "أحتاج إلى أن أشعر بمزيد من الأمان معك، فلنتحدث بصدق ووضوح."، فالكلمة الطيبة تفتح مغاليق القلوب، وتصلح ما قد تفسده الشكوك والصمت.
وتذكّري دومًا أن التجسس قد يمنحكِ "معلومة"، لكنه لن يمنحكِ راحة البال، أما التواصل، فهو الذي يزرع السكينة ويؤسس لعلاقة تسودها المحبة والثقة.
إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !
استراتيجيات فعّالة للمتزوجين لتخفيف التوتر قبل العيد
تغيرت الصورة قليلًا خاصة للمتزوجين؛ أصبحت الأعياد تحمل لنا الكثير من التوتر بدلًا من الفرح، صرنا نفكر في التخطيط، وزيارات العائلة
ألعاب متزوجين تكسر الروتين وتُشعل الحب من جديد
في بدايات العلاقة، عادةً ما تملؤها المشاعر القوية والحماس العاطفي، ولكن بمرور الوقت، يبدأ هذا الوهج في التهدئة تدريجيًا. ومع تطور العلاقة واستقرارها
كيفيّة التعامل مع الزوج في العلاقة الزوجية حين يكون مسيطرًا
كيفيّة التعامل مع الزوج في العلاقة الزوجية حين يكون مسيطرًا، وما هي الخطوات العملية للتعامل معها بلطفٍ وحكمة دون تصعيدٍ أو مواجهةٍ جارحة