من الطبيعي أن تفكر أي أم مستقبلية في صحة جنينها وتتمنى أن يولد سليمًا معافى، لكن الحقيقة التي يجب أن نعترف بها هي أن التشوهات الخلقية قد تحدث لأسباب متعددة، وبعضها خارج عن إرادتنا تمامًا، ومع ذلك، هناك الكثير من الأمور التي تستطيعين القيام بها لـ حماية الجنين، وتمنحي نفسكِ وطفلكِ بداية صحية وقوية.
هذا المقال موجّه لكل امرأة في بداية رحلتها مع الأمومة، دعينا نأخذك خطوة بخطوة نحو حملٍ أكثر أمانًا واستقرارًا، بناءً على أحدث التوصيات العلمية والطبية.
هناك عدة أسباب محتملة للعيوب الخلقية، منها:
* التغيرات الجينية.
* الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
* التعرض للمواد الكيميائية أو السامة.
* مضاعفات أثناء الحمل.
تحدث هذه الأسباب خلال مراحل تطور الجنين، وكثير منها يكون خارج نطاق سيطرة الأم، ولا يمكن منع حدوثه.
عندما يبدأ الجنين بالنمو داخل الرحم، يمر بمرحلتين أساسيتين من التطور بعد الإخصاب.
المرحلة الأولى تُعرف بمرحلة الجنين (الجنينية)، وتمتد خلال الأسابيع العشرة الأولى بعد الإخصاب، حيث تتشكل معظم الأعضاء والأجهزة الحيوية في جسم الجنين خلال هذه الفترة الحساسة.
أما المرحلة الثانية، وهي مرحلة الجنين الكامل (الجنين النامي)، فتستمر حتى نهاية الحمل، وخلالها تنمو الأعضاء بشكل أكبر ويزداد حجم الجنين.
يُعد الجنين في مرحلة التكوين الجنيني أكثر عرضة للإصابة بـ التشوهات الخلقية، إذ تكون الأعضاء في طور التشكُّل، على سبيل المثال، فإن التعرض للمواد السامة أو الكيميائية في هذه المرحلة، وتحديدًا بين الأسبوعين الثاني والعاشر بعد الإخصاب، يمكن أن يسبب ضررًا بالغًا للجنين.
وقد تمكن الطب الحديث من تحديد السبب في نحو 30% من حالات التشوهات الخلقية، بينما لا يزال نحو 70% من الحالات بدون سبب واضح، وتشير الإحصاءات إلى أن ما بين 50% إلى 70% من التشوهات الخلقية تحدث بشكل عشوائي، ولا يمكن تحديد سببها بدقة حتى الآن.
الوراثة والتشوهات الخلقية
تُعزى حوالي 20% من التشوهات الخلقية إلى أسباب وراثية.
تحتوي كل خلية من خلايا الجسم البشري على 46 كروموسومًا، وكل كروموسوم يحتوي على آلاف الجينات، وكل جين بدوره يحمل الشيفرة الوراثية التي تتحكم في تطوير وظيفة جزء معيّن من أجزاء الجسم.
وعندما يكون هناك عدد زائد أو ناقص من الكروموسومات، فإن التعليمات الوراثية التي تستقبلها الخلية تصبح مضطربة، مما يؤدي إلى خلل في النمو أو الوظيفة.
وتحدث التغيرات الكروموسومية بعدة أشكال، منها:
بعض العيوب الخلقية تكون وراثية، أي أنها تنتقل عبر الأجيال وتُلاحظ لدى أفراد من نفس العائلة، بينما تحدث عيوب أخرى بشكل عشوائي أو "متفرّق"، ولا تكون مرتبطة بتاريخ عائلي واضح أو وراثة مباشرة.
رغم أنّه لا يمكن تجنّب جميع التشوهات الخلقية بشكل كامل، إلا أنّ المتابعة الطبية أثناء الحمل، والوعي بالمشكلات الصحية السابقة أو الحالية، يمكن أن يلعبا دورًا كبيرًا في تقليل خطر الإصابة بها.
لا يمكن دائمًا اكتشاف جميع التشوهات الخلقية أثناء الحمل، لكن التقدم في تقنيات التصوير بالموجات فوق الصوتية عالية الدقة، خصوصًا تلك التي تُجرى في مراكز متخصصة وذات اعتماد طبي، أصبح يُمكّن الأطباء من تشخيص العديد من العيوب التي قد يكون لها تأثير كبير على الجنين قبل ولادته.
يؤكد الأطباء على أهمية إجراء فحص "شفافية العنق" في الثلث الأول من الحمل، بين الأسبوعين 11 و14، وكذلك التصوير التفصيلي للبنية التشريحية للجنين بين الأسبوعين 18 و20، فهاتان الموجتان فوق الصوتيتان تُعدّان الفرصة الأفضل لاكتشاف التشوهات الخلقية في مراحل مبكرة، مما يمنح الفريق الطبي فرصة للتخطيط المبكر للعلاج إن وُجدت مشكلة.
ورغم أن بعض النساء الحوامل صرن يعتمدن على تحاليل الدم الحديثة للكشف عن متلازمة داون ويستغنين عن الفحص الأولي بالموجات فوق الصوتية، إلا أن هذا القرار قد يعرّضهن لتفويت فرص الكشف عن أنواع أخرى من التشوهات الخطيرة التي قد تظهر في وقت مبكر من الحمل؛ ولذلك، يبقى التصوير بالموجات فوق الصوتية أمرًا لا غنى عنه.
نعم، وبكل تأكيد !
فبعض التشوهات الخلقية يمكن معالجتها داخل الرحم قبل الولادة، مما يُحسن من فرص حياة الجنين ويقلل من الحاجة إلى التدخل الجراحي بعد الولادة.
التدخل المبكر داخل الرحم يُحسّن بشكل كبير فرص بقاء الأجنة على قيد الحياة، ويقلل من الحاجة إلى عمليات جراحية كبرى بعد الولادة، فمثلًا، في حالة "متلازمة نقل الدم بين التوائم"، التي تحدث عندما يتشارك التوأمان المشيمة ويحدث خلل في توزيع الدم بينهما، فإن عدم التدخل قد يؤدي إلى وفاة كلا الجنينين.
أما عند إجراء عملية الليزر داخل الرحم، فإن نسبة بقاء طفل واحد على الأقل على قيد الحياة تصل إلى 95%، وتختلف نسب النجاح حسب نوع الحالة والعلاج المتاح وظروف كل مريضة، لكن بشكل عام، حيثما تتوفر التدخلات الجنينية، تكون معدلات النجاة أعلى بكثير.
ليس بالضرورة أن يُصاب جميع الأطفال في الأحمال اللاحقة، لكن ذلك يعتمد بشكل كبير على سبب المشكلة السابقة، فإذا كان السبب يعود إلى طفرة جينية، فقد تزداد احتمالية تكرار الإصابة، ولهذا السبب، فإن الاستعانة بمراكز متخصصة في طب الأم والجنين والاستشارة الوراثية أمر ضروري.
إذا كنتِ في مرحلة التفكير بالحمل أو اكتشفتِ للتو أنكِ حامل، فزيارتكِ للطبيب ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي الخطوة الأولى في مسيرة العناية بصحتكِ وحماية الجنين.
احرصي على حضور جميع مواعيد المتابعة، وتحدثي مع طبيبكِ عن كل الأمور التالية:
صحيح أن الحمل فترة جميلة ومليئة بالمشاعر، لكنها أيضًا مرحلة حساسة جدًا، وهناك بعض العادات التي يجب التخلّي عنها فورًا:
وإذا شعرتِ أنكِ لا تستطيعين التوقف بمفردكِ، لا تخجلي من طلب المساعدة، فهناك دعم طبي ونفسي متاح لكِ دائمًا.
ما لا تعرفه كثير من النساء هو أن الاهتمام بالصحة العامة قبل وأثناء الحمل يؤثر بشكل مباشر على الجنين.
إليكِ ما يُنصح به:
واحدة من أهم الخطوات التي يُجمع عليها الأطباء في كل العالم هي الحصول على 400 ميكروغرام يوميًا من حمض الفوليك، فهذا الفيتامين من مجموعة "ب" يلعب دورًا حاسمًا في حماية الجنين من التشوهات الخلقية في الدماغ والعمود الفقري (مثل السنسنة المشقوقة).
يمكنكِ الحصول على حمض الفوليك من:
ابدئي بتناول حمض الفوليك حتى قبل حدوث الحمل بشهر على الأقل، واستمرّي عليه في الأشهر الأولى.
الأطعمة التي تتناولينها تلعب دورًا حيويًا في تزويد جسدك بالعناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحتك، سواء قبل الحمل أو خلاله؛ فالعناصر الغذائية، مثل الفيتامينات والمعادن، هي مكونات أساسية في الطعام تساعد الجسم على البقاء قويًا وسليمًا.
وكما ذكرنا أن حمض الفوليك هو أحد الفيتامينات الضرورية التي تحتاجها كل خلية في جسدك للنمو والتطور بشكل صحي، لذا سنخبركِ كيف تحصلين على حمض الفوليك من الطعام.
أما حمض الفوليك، فهو الشكل المصنع للفولات، ويُضاف عادة إلى الأطعمة المدعّمة والمكمّلات الغذائية، وتشمل هذه الأطعمة المدعّمة:
لا يقتصر الأمر على حمض الفوليك فقط، فهناك مجموعة أخرى من العناصر الغذائية التي تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من التشوهات الخلقية، ومنها:
يساهم الكولين في نمو الدماغ والحبل الشوكي للجنين بشكل سليم، حيث يُوصى للنساء بالحصول على 425 ملليغرام يوميًا قبل الحمل.
ونقص الكولين قد يؤدي إلى مشكلات في النمو العصبي أو عيوب الأنبوب العصبي.
من مصادره الجيدة: صفار البيض، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، الأسماك، الحليب، الدواجن، القرنبيط، الملفوف، الكرنب، البروكلي، براعم بروكسل، البقوليات، والمكسرات.
يساعد في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، والتي تدعم نمو العظام والأعصاب لدى الجنين، حيث يُوصى للنساء بالحصول على 150 ميكروغرام من اليود يوميًا قبل الحمل.
نقصه قد يسبب مشاكل في نمو دماغ الطفل.
من مصادره: ملح الطعام المدعّم باليود، الأعشاب البحرية، الأسماك البحرية، المأكولات البحرية، بعض منتجات الألبان، وحبوب الإفطار والخبز المدعّمة.
يدعم نمو عظام وأسنان الجنين، تحتاجه جميع النساء، بما في ذلك الحوامل، إلى 600 وحدة دولية يوميًا.
مصادره الجيدة تشمل: الأسماك الدهنية مثل السلمون، الحليب المدعّم، حبوب الإفطار المدعّمة، والتعرض لأشعة الشمس.
يدعم النمو السليم للجنين.
ونقص الزنك قد يرتبط بالولادة المبكرة وزيادة خطر العدوى، تحتاج النساء إلى 8 ملليغرام يوميًا أثناء التخطيط للحمل.
من مصادره: المحار، اللحم البقري، السلطعون، الكركند، الفاصوليا المخبوزة، الحبوب المدعّمة، لحم الدجاج الداكن، وبذور اليقطين.
رغم أن النظام الغذائي المتوازن يُفترض أن يمدّكِ بمعظم ما تحتاجينه من العناصر الغذائية، إلا أن المكملات الغذائية تلعب دورًا مهمًا، و يمكنكِ البدء بتناول فيتامينات ما قبل الولادة (Prenatal vitamins) أو مكمل غذائي متعدد الفيتامينات قبل حدوث الحمل.
ناقشي مع طبيبكِ نوع المكمل الأنسب لكِ، وتحدثي معه عن نظامك الغذائي، حتى يساعدكِ في تحديد ما يجب أن تأكليه لتكوني مستعدة لحمل صحي وولادة طفل سليم بإذن الله.
لا أحد يستطيع ضمان حمل مثالي خالٍ من التحديات، لكنكِ قادرة – بإذن الله – على اتخاذ قرارات تقلل من المخاطر وتحمي صغيركِ من البداية.
تواصلكِ مع طبيبكِ، ترك العادات الضارة، الاهتمام بصحتكِ، وتناول حمض الفوليك ليست خطوات صعبة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا، فابدئي من الآن، خطوة بخطوة، جسمكِ أمانة، وطفلكِ يستحق البداية الأفضل.
جربي أدوات تطبيق الملكة لحمل صحي، بما في ذلك جدول الحمل بالأسابيع، وتفاصيل تغذية الأم الحامل، وإذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !
وضعية النوم اثناء الحمل : لا تنامي بهذه الطريقة أبدًا
يبدو الحصول على قسط كافٍ من النوم أمرًا بعيد المنال، خاصة بعد أن تعلمي أن وضعية النوم أثناء الحمل مختلفة عن أي وقت، بل وإن بعض الوضعيات من الممنوعات !
ليكتمل نمو الجنين .. ماذا تأكل الحامل
جمعنا لكِ قائمة بأهم الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجين إليها لصحتك ولـ نمو الجنين خلال هذه المرحلة الفريدة
المشيمة توصل الادوية اثناء الحمل لجنينك .. فاحذري
هناك بطل صامت يعمل بلا كلل، قلّما نلتفت إليه رغم دوره الجوهري في استمرار حياة الجنين: الأ وهو عضو يسمى : المشيمة، هذا العضو المؤقت يشبه بوابة الحياة