تُعد حركة الجنين من أكثر العلامات سحرًا وجمالًا التي تشعر بها المرأة الحامل، فهي ليست مجرد إحساس عابر، بل دلالة حية على صحة جنينها وتطوره داخل رحمها.
من أجمل محطات الحمل وأكثرها إثارة هي اللحظة التي تشعرين فيها بـ حركة الجنين لأول مرة؛ فهذه الحركات تُعد مؤشرًا واضحًا على أن الجنين ينمو ويتمتع بصحة جيدة.
عادةً ما تبدأين بالشعور بحركة الجنين بين الأسبوعين السادس عشر والرابع والعشرين من الحمل، ولا يؤثر موضع المشيمة على هذا الإحساس، كما أنه من الشائع أن تشعر المرأة التي سبق لها الحمل بحركة الجنين في وقتٍ أبكر مقارنة بالحمل الأول.
فإذا لم تشعري بأي حركة للجنين بعد الأسبوع الرابع والعشرين، فعليكِ التواصل مع القابلة أو الطبيب فورًا.
كل جنين فريد في نمط حركته؛ لذا من المهم أن تتعرفي على النمط الخاص بطفلك؛ فإذا شعرتِ في أي وقت بالقلق بشأن حركة الجنين أو لاحظتِ انخفاضًا في نشاطه، فلا تنتظري إلى اليوم التالي، واتصلي بطبيبك أو القابلة فورًا.
الإحساس بحركة الجنين يختلف تبعًا لما يفعله الجنين ومرحلة نموه، كما أن بعض الأجنة أكثر نشاطًا من غيرهم.
قد تكون الحركات الأولى عبارة عن رفرفة خفيفة، أو شعور يشبه "الفراشات في المعدة"، أو تموج بسيط، أو دحرجة، أو ركلة خفيفة، ثم مع تقدم الحمل، تصبح الحركات أوضح وأقوى، وقد تشعرين بالركلات والدفع وحتى الكوع الصغير وهو يتحرك داخل الرحم.
لا يوجد عدد محدد من الحركات يجب أن تشعري بها يوميًا، ومع ذلك، عندما تبدأين بالشعور بحركة الجنين بشكل منتظم، عادةً بين الأسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين، ستتمكنين من تمييز النمط الطبيعي لحركته، ويجب أن تستمر حركة الجنين بانتظام حتى موعد الولادة، بل وحتى أثناء المخاض.
يميل الجنين إلى الحركة أكثر في أوقات معينة من اليوم، فقد يكون نشيطًا أثناء نومك، وينام عندما تكونين مستيقظة، وغالبًا ما ينام الجنين في دورات تستمر من 20 إلى 40 دقيقة، وقد تصل أحيانًا إلى 90 دقيقة، ولا يتحرك خلالها.
تلك الفترة الذهبية التي تبدأ فيها أعراض غثيان الصباح بالتلاشي، في حين أن طفلك لا يزال في طور النمو قبل أن يبلغ حجمه الكامل في الثلث الثالث.
في هذه المرحلة، قد تكون حركة الجنين غير منتظمة بعض الشيء، ستبدأين بالشعور بأولى الحركات الخفيفة التي تشبه الرفرفة، والتي قد تبدأ في وقت مبكر من الثلث الثاني، أو قد تظهر لاحقًا قليلًا حسب طبيعة جسمك.
ومع مرور الأسابيع، ستبدأين بالشعور بهذه الحركات الجنينية بشكل أكثر تكرارًا، وربما بقوة أكبر أيضًا، الجنين في هذه المرحلة يبدأ في النشاط والاستكشاف! ومع ازدياد حجمه، تصبح حركاته أوسع وأقوى، وقد تشعرين ببعض التمددات، وربما بلكمات أو ركلات خفيفة.
من المهم أن تخصصي وقتًا يوميًا للتركيز على حركة الجنين؛ لأنه إذا كنتِ مشغولة، فقد تغفلين عن هذا الإحساس المهم، وفي هذه الحالة، من المفيد أن تضعي تذكيرًا لتفقد حركة الجنين بانتظام.
عادةً ما يُعتبر الشعور بعشر حركات (سواء كانت ركلات أو رفرفات أو دوران) خلال ساعة واحدة، نمطًا طبيعيًا لحركة الجنين، لكن لا داعي للقلق إذا لم تشعري بعشر حركات خلال ساعة واحدة.
فالشعور بعدد أقل لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، فأحيانًا يستغرق الأمر أكثر من ساعة للوصول إلى عشر حركات، وهذا أمر طبيعي في معظم الحالات.
إليكِ خطوات حساب ركلات الجنين:
طريقة بديلة: اضبطي ساعة توقيت لمدة ساعة واحدة وخذي ورقة، ثم في كل مرة تشعرين بحركة الجنين، ضعي علامة، في نهاية الساعة، اجمعي عدد العلامات. الهدف هو الوصول إلى *عشر حركات خلال ساعة*.
بعد بضعة أيام من تتبّع حركة الجنين، ستلاحظين نمطًا معيّنًا وتبدئين بفهم ما هو طبيعي لحالة جنينك، وتذكّري أن كل جنين فريد من نوعه، ومع مرور الوقت ستصبحين قادرة على التعرّف على أي تغييرات غير معتادة في حركة الجنين ومتى يجب عليكِ التواصل مع الطبيب.
قد تلاحظين أن الجنين يكون أكثر نشاطًا في أوقات معينة من اليوم، حيث أنه من الشائع أن تزداد حركة الجنين بعد تناولك لوجبة طعام، وذلك بسبب ارتفاع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم، وقد تلاحظ بعض النساء حركة أكبر في المساء، عند الخلود إلى النوم.
قد يكون السبب ببساطة أنك لا تشعرين بالحركة أثناء النهار لأنك منشغلة أو تعملين أو ترعين أطفالك الآخرين، ومن المعروف أيضًا أن الأجنة تميل إلى النشاط في الليل، ويعتقد الخبراء أن ذلك بسبب حركتكِ خلال النهار التي تهدّئ الجنين وتجعله ينام داخل الرحم.
لا، هذه معلومة غير صحيحة؛ فالجنين السليم يستمر في الحركة يوميًا حتى لحظة الولادة.
نعم، في بعض الأحيان يمكن تحفيز حركة الجنين باتباع بعض الخطوات البسيطة، خاصة عندما ترغبين في التأكد من أن جنينك بخير أو في حال تأخرت حركته عن المعتاد.
فقد يكون من الأسهل عدّ الركلات عندما تعرفين الوقت الذي يكون فيه الجنين أكثر نشاطًا، مثل بعد تناول الطعام أو في ساعات المساء، ومع ذلك ستكون هناك أوقات لا يستجيب فيها الجنين بسهولة.
وهنا بعض الطرق المدعومة طبيًا التي يمكن تجربتها لتحفيز حركته:
التحرك الخفيف أو المشي قد يؤدي إلى تحفيز حركة الجنين، خاصة إذا كان نائمًا، فالتغير في وضعيتكِ قد يوقظ الجنين أو يلفت انتباهه، وبحسب الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن النشاط البدني للأم قد يؤدي إلى استجابة حركية من الجنين.
تناول مشروب يحتوي على سكر طبيعي مثل عصير البرتقال أو التفاح يمكن أن يرفع مستويات السكر في الدم، مما قد يُحفز الجنين على الحركة؛ ذلك لأن الجلوكوز يصل إلى الجنين عبر المشيمة ويعطيه دفعة من الطاقة، مما يؤدي إلى تحفيز حركته.
بعد الأكل، يزيد تدفق الدم إلى الرحم والمشيمة، ما يعزز من نشاط الجنين، وكثير من النساء يلاحظن أن حركة الجنين تزداد بشكل ملحوظ بعد تناول وجبة مشبعة، خصوصًا التي تحتوي على مزيج من الكربوهيدرات والبروتين.
وضعية النوم أو الراحة على الجانب الأيسر تُعد الأفضل لتحفيز حركة الجنين، لأنها تساعد على تحسين تدفق الدم إلى الرحم والمشيمة، وقد أوصى بها عدد من المؤسسات الصحية مثل NHS البريطانية، نظرًا لأنها تزيد من كمية الأكسجين والمواد الغذائية التي تصل إلى الجنين، مما يجعله أكثر نشاطًا.
في بعض الأحيان، نكون مشغولات للغاية ولا نلاحظ الحركات؛ لذا خذي لحظة من الراحة في مكان هادئ، وركزي تمامًا على شعوركِ الداخلي، وضعي يديكِ على بطنكِ واشعري بكل حركة، مهما كانت بسيطة؛ فالتوتر والقلق قد يُقللان من إدراككِ للحركات.
بعض الأمهات يجربن التحدث إلى الجنين، وقد يستجيب لها أحيانًا بحركات خفيفة، ورغم أن الأبحاث لا تؤكد دائمًا فعالية هذا الأسلوب، إلا أن بعض التجارب تشير إلى أن الجنين يمكن أن يستجيب للأصوات الخارجية بدءًا من الأسبوع 23 تقريبًا.
في الشهر السابع من الحمل، يكون جنينك قد وصل إلى مرحلة متقدمة من النمو، وتبدأ حركاته في الظهور بشكل أكثر وضوحًا وقوة، وقد تلاحظين نمطًا معينًا في حركة الجنين خلال هذا الشهر، حيث يمكن تمييز أوقات نشاطه وأوقات نومه.
غالبًا ما ينام الجنين حوالي 95% من الوقت، لكنه لا يزال يتحرك بمعدل 50 حركة على الأقل في الساعة، وهذا النمط قد يختلف يومًا بعد يوم، لكنه يصبح أكثر انتظامًا مع اقتراب موعد الولادة.
لاحظت العديد من النساء أن حركة الجنين تكون أكثر نشاطًا في الليل، يفسر ذلك بأن الجنين يكون يقظًا عندما تكونين أنتِ ساكنة، إذ تقل حركة الأم فتتوقف الهزات التي تجعله ينام خلال النهار.
في الليل، عند استقرارك ونومك، يبدأ الجنين بالتحرك واستكشاف محيطه الهادئ، مما يجعلك تشعرين بحركاته بشكل أوضح.
بحلول الشهر السابع، يبدأ الجنين في الاستجابة للأصوات الخارجية، وخاصة صوت والدته، ويميل إلى التفاعل معها، كما أن تعرضه لأصوات جديدة قد يزيد من نشاطه، حيث يشعر بالفضول تجاه ما يسمع.
أيضًا، نوعية الطعام الذي تتناولينه تؤثر على حركة الجنين، حيث تنتقل نكهات الطعام إلى السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، مما يجعله يتعرف على بعض الروائح ويزيد نشاطه إذا كان الطعم قويًا أو جديدًا.
لمراقبة حركة الجنين، يمكنكِ الجلوس بهدوء لفترة في منتصف النهار مع الاستمرار في أداء مهامك اليومية، راقبي كيف يستجيب جنينك أثناء هذه الفترات، وسجلي أي اختلافات أو هدوء غير معتاد في حركته.
وتذكري أن هدوء حركة الجنين لفترة قصيرة ليس بالضرورة علامة على مشكلة، فقد يكون ببساطة نمط نوم طبيعي، لكن إذا لاحظت انخفاضًا ملحوظًا أو توقفًا مفاجئًا في حركة الجنين، فلا تترددي في مراجعة الطبيب فورًا.
اذهبي إلى المستشفى فورًا إذا لاحظتِ أي تغير في حركة الجنين أو شعرتِ بالقلق تجاهها، لا تؤجلي زيارة الطبيب أو الانتظار حتى موعد الفحص القادم.
يمكنكِ الاتصال بطبيبكِ لإعلامه بأنكِ في طريقك إلى المستشفى، ولكنكِ لستِ بحاجة إلى إذنه للذهاب أو لإجراء الفحص؛ فتراجع حركة الجنين لا يمكن تقييمه في المنزل بل يجب التوجه فورًا إلى المستشفى.
في بعض الأحيان، يكون التغير في الحركة هو العلامة المبكرة الوحيدة على أن الجنين بحاجة إلى المساعدة، وإذا تم التدخل الطبي في الوقت المناسب، يمكن أن يُنقذ ذلك حياة الجنين.
من الأمثلة على هذا التغير: انخفاض في عدد الحركات، ضعف الحركات، أو حتى زيادة غير معتادة ومفاجئة في النشاط.
بشكل عام، لن يُطلب منكِ مغادرة المستشفى إلا عندما تكونين مطمئنة على حركة الجنين وتشعرين بالرضا الكامل.
ونصيحة إذا كنتِ تشعرين بتغير في حركة الجنين، فلا تعتمدي عل الأجهزة المنزلية أو التطبيقات لقياس نبض الجنين أو حركته، فحتى إذا استطعتِ سماع نبضه، فهذا لا يعني بالضرورة أن حالته الصحية جيدة.
لا تضيعي الوقت في شرب ماء بارد أو تناول شيء سكري لتحفيز الجنين على الحركة، ولا تبدئي في حساب الركلات من جديد، حتى لو طُلب منكِ ذلك عبر الهاتف من قبل أحد المختصين، ما تحتاجينه هو فحص مباشر في المستشفى، دون أي تأخير.
في المستشفى، سيُجري لكِ الفريق الطبي فحوصات شاملة، بما في ذلك مراقبة نبض قلب الجنين، وقد يوصى الطبيب أيضًا بإجراء أشعة موجات فوق صوتية ثلاثية الأبعاد (3D) لمتابعة حركة الجنين ونموه بدقة.
من الممكن أيضًا إجراء اختبار يُعرف باسم "اختبار عدم الإجهاد" (Non-stress test) خاصة في الثلث الثالث من الحمل، والذي يساعد في تقييم نبض الجنين وحركته بشكل آمن.
رغم أن انخفاض حركة الجنين قد يكون ناتجًا عن سبب بسيط مثل نوم الجنين، فإنه أحيانًا يكون المؤشر الوحيد على وجود خطر حقيقي يستدعي التدخل الطبي العاجل.
هناك أسباب خطيرة ومهددة للحياة يمكن أن تؤدي إلى قلة حركة الجنين، مثل تباطؤ نموه داخل الرحم، أو وجود مشكلة في المشيمة أو الرحم نفسه، كما أنه من الممكن أن يلتف الحبل السري حول عنق الجنين، وهي حالة تُعرف باسم "الحبل السري الملفوف حول الرقبة" (Nuchal Cord).
في العموم، الزيادة التدريجية في حركة الجنين طوال فترة الحمل تُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على صحته ونموه، لكن في بعض الحالات، قد يُشير الارتفاع المفاجئ وغير المعتاد في حركة الجنين مقارنةً بنمطه الطبيعي إلى وجود مشكلة صحية أو ضيق يعاني منه الجنين، وهو ما يستدعي التوجه الفوري للفحص الطبي.
إذا لم تشعري بحركة الجنين بحلول الأسبوع الرابع والعشرين، راجعي طبيبك أو القابلة على الفور.
وفي أي مرحلة من مراحل الحمل، إذا شعرتِ بقلق حيال حركة الجنين، لا تنتظري اليوم التالي، بل اتصلي بالطبيب فورًا، فقد يكون انخفاض الحركة علامة على وجود مشكلة صحية لدى الجنين، وهي – وإن كانت نادرة – تُعد من عوامل الخطر للإجهاض أو ولادة جنين ميت، لا قدّر الله.
سيُطلب منكِ الحضور إلى المستشفى لتقييم الحالة باستخدام جهاز مراقبة نبض الجنين (CTG)، وقد يتم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية إذا لزم الأمر.
ختامًا، تظل حركة الجنين مؤشرًا هامًا ورئيسيًا يعكس صحة الجنين وحيويته داخل رحم الأم، وقد تتفاوت حركة الجنين من يوم إلى آخر، ولكن من الضروري الانتباه لأي تغيرات كبيرة أو انخفاض مفاجئ في نشاطه.
ولا تترددي في مراجعة طبيبك عند الشعور بأي قلق أو شك، اعتني بنفسك واحتفلي بكل حركة تشعرين بها، فهي نبض الحياة الصغيرة التي تكبر بداخلك وتنبئك بقرب اللقاء المنتظر.
جربي أدوات تطبيق الملكة لحمل صحي، بما في ذلك جدول الحمل بالأسابيع، وتفاصيل تغذية الأم الحامل، وإذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !
يحسن الهضم ويجنبكِ مضاعفات الحمل الشديدة .. تناوليه فورًا !
يتوفر البروبيوتيك في السوق على شكل مكملات غذائية، لكن الأفضل من تلك المكملات أن بعض الأطعمة المخمرة أيضًا تعد من مصادر البروبيوتيك الجيدة
اكتشفي متى يبدأ نبض الجنين الذكر
قد يسمح لكِ الأطباء بسماع ذلك أثناء إجراء فحص الموجات فوق الصوتية قبل الولادة، ولكن متى يمكن سماعه؟ ومتى يبدأ نبض الجنين الذكر
ممنوعات الحمل : توقفي عن استخدام هذه المنتجات اليومية
قد يكون أيضًا فترة مربكة، لا سيما فيما يتعلق ببشرتكِ؛ لذا فإن معرفة منتجات العناية بالبشرة التي تعد من ممنوعات الحمل يجب أن تتصدر أولوياتكِ