لا شك أن جميع العلاقات الزوجية تمر بمشكلات، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، لكن لحسن الحظ، فإن حل المشكلات الزوجية أمرًا ممكنًا ! لكن ذلك يتطلب جهداً من كلا الزوجين، فإذا كنتِ تحاولين إصلاح علاقتك، فإن الخطوة الأولى هي مواجهة المشكلة، لكن ماذا لو كان زوجك، يرفض الحديث عن المشكلات؟ قد تشعرين وكأن الحديث انتهى قبل أن يبدأ أصلاً !
ولحسن الحظ، هناك خطوات يمكنكِ اتخاذها لتساعدي زوجك على التحدث بصراحة، وإذا كنتِ أنتِ من تواجهين صعوبة في التعبير وقت الخلاف، فهناك وسائل تجعلكِ أكثر ارتياحًا أيضًا.
لكن وقبل أن نتطرق لـ حل المشكلات الزوجية، علينا اكتشاف لماذا تحدث من الأساس ؟
تخيّلي هذا الموقف: قضيتِ يومًا شاقًا ومتعبًا، وقلتِ في نفسك: "لا بدّ أنه سيتكفّل بغسل الصحون اليوم، فأنا مرهقة." وفي المقابل، هو فكّر: "من المؤكد أنها لن تغسل الصحون لأنها متعبة، ربما تطلب من العاملة القيام بذلك أو نؤجّل المهمة إلى الغد."
والنتيجة؟ لم يقم أحد بغسل الصحون، وكل منكما غاضب لأنه شعر بأن الآخر لم يُقدّر تعبه.
هذه الافتراضات تجرّنا إلى دائرة مغلقة من سوء الفهم.
والحل؟ لا تفترضي، بل تحدّثي. قولي له ببساطة: "هل يمكنك مساعدتي اليوم؟ أشعر بإرهاق شديد."
جملة بسيطة، لكنها تحدث فرقًا كبيرًا في العلاقة.
تعاني بعض الزوجات من شعور داخلي بعدم الأمان في العلاقة، فمثلًا، إن كان زوجك كثير الخروج مع أصدقائه، أو كثير السفر لأغراض العمل دون أن يشاركك التفاصيل، قد يبدأ قلبك بالقلق ويهمس: "لماذا لا يخبرني؟ هل يخفي عني شيئًا؟"
وربما لا يكون هناك خطأ فعلي، لكن غياب الشفافية يفتح الباب للشك.
الحل؟
الاتفاق الصريح منذ البداية، قولي له: "أنا لا أشعر بالراحة عندما أشعر بأنك تُخفي عني شيئًا، ليس لأنني لا أثق بك، بل لأنني أحتاج للشعور بالطمأنينة."
وبالمثل، هو أيضًا يحتاج أن يشعر بثقتك وتقديرك، سواء في حديثكما أو أمام الآخرين.
من أكثر التصرفات التي تُغضب الزوج أو الزوجة هو أن يتّخذ أحد الطرفين قرارًا مصيريًا دون الرجوع للطرف الآخر.
تخيّلي أن زوجك قرر نقل الأبناء إلى مدرسة جديدة دون استشارتك، أو فجأة غيّر خطّة العطلة التي اتفقتما عليها مسبقًا!
حتى وإن كانت نواياه طيبة، ستشعرين وكأنك غير موجودة في معادلة اتخاذ القرار، وكأن رأيك لا قيمة له.
الزواج ليس أوامر وتعليمات، بل حوار وشراكة، وعندما تُتخذ القرارات بشكل مشترك، يشعر كل منكما بأنه مُقدّر ومحترم، وأنه جزء لا يتجزأ من هذه الحياة المشتركة.
بشأن حل المشكلات الزوجية، هناك نوعان من الأزواج في العالم: الفعّالون والسلبيون، فالفعّالون هم الأشخاص الذين ينشطون في كل شيء، لديهم طاقة دائمة، ويحبون أن تتحداهم الحياة، يستطيعون التكيف مع كل موقف، بل ويجدون متعة في حل الألغاز المعقدة التي تطرحها الحياة.
أما السلبيون فهم أولئك من يرغبون في أن تكون مجريات الحياة سهلة وسلسة، فحتى أبسط التغييرات تزعزع استقرار حياتهم الطبيعية، يصابون بالإحباط ويشتكون من الحياة، متسائلين: "لماذا أنا؟"
ورغم أن مشاكلهم ليست ضخمة، إلا أن نظرتهم التشاؤمية تجعلهم يرون أن الله منحنا العيون للبكاء فقط، هم أقل إنتاجية وأكثر استهلاكاً لنعَم الحياة، هم لا يصنعون السعادة، بل بنظرتهم السلبية والكسولة يفسدون حياة من حولهم، بما في ذلك زوجاتهم، والحق أن الزوجات هنّ الأكثر معاناة من أفعالهم.
ونحن هنا نؤكد دائماً أن الناس ليسوا جيدين أو سيئين بطبعهم، بل طبيعتهم وسلوكهم هي التي تحدد ذلك، فإذا كانت طبيعتهم سلبية أو مزاجهم سيئ، يمكن معالجتهم باتباع التدابير التالية ..
ربما الأمر ليس اختياراً لديه، بل هو كذلك بطبيعته، فربما هو غير جريء، يخشى مواجهة المشكلات لأنه يخاف من الفشل، أو لا يمتلك مهارات حل المشكلات، أو يعتقد أن المشكلات إما لا قيمة لها،أو يريد الهروب من مسؤوليات الحياة لأنه لا ينسجم مع واقعها الحالي.
الأسباب الحقيقية وراء رفض الزوج للحديث:
عندما يرفض أحد الطرفين التواصل تمامًا، يُعرف هذا السلوك بـ "التهرب التام" أو "بناء الحائط الصامت"، ويتصف هذا الصمت بعدم وجود تواصل بصري، حركات غير مهتمة كالتنهيدات أو رفع العينين، والانشغال المفاجئ بأشياء مثل الهاتف.
وقد يصل الأمر إلى أن ينهض الطرف المُتهرب ويبتعد جسديًا ! هذا السلوك يشبه بناء جدار يفصل بينك وبينه.
هذه الظاهرة شائعة أكثر بين الرجال؛ بسبب طبيعة تكوينهم العاطفي؛ فهم غالبًا ما ينسحبون عاطفيًا من النقاش، على عكس النساء اللاتي يبقين منخرطات عاطفيًا.
لماذا يلجأون لهذا السلوك؟
أحيانًا يتم التهرب عمدًا، لكن في كثير من الأحيان يحدث بشكل لا إرادي كرد فعل دفاعي فسيولوجي عند الشعور بالإرهاق العاطفي أو الخوف من التصعيد، حيث يعتقد الطرف المتهرب أن الصمت أفضل وسيلة لتفادي المشكلات، لكن هذا نادرًا ما يكون مجديًا.
و"التهرب التام" هو آلية دفاعية أو سلوك مكتسب منذ الطفولة، وكثير من الرجال تعلموه بمشاهدته في آبائهم أو شخصيات ذكورية أخرى في حياتهم.
كل ما تحتاجينه هو متابعة نصائحنا المبنية على الأبحاث..
كوني واضحة في شرح مشكلاتك، ولا تستخدمي نبرة السخرية أو اللوم، فهذا يدفعه للشعور بأنه المشكلة نفسها وليس الأمور التي تواجهونها.
الغضب والفظاظة لا تؤدي إلا إلى خسارة سعادتك، وهي تزيد من تعنت الطرف الآخر، وإذا كنتِ غاضبة، خذي استراحة لتهدئي قبل الحديث.
في بيتك، تذكري أن زوجك ليس زميلاً في العمل، بل هو شريك حياتك وأب أولادك، فكوني لطيفة وأظهري احترامك له، فهذا يساعده على الانفتاح.
لا تبدأي الحديث بنقد مباشر له، بل أشيري إلى أهمية دوره وأظهري تقديرك له بطريقة ودودة ليشعر بأنه جزء من الحل.
لا تلقي اللوم كله عليه، فالخلافات تُصنع بين الناس، وإظهار استعدادك للاعتراف بأخطائك يجعله أكثر استعداداً للمشاركة.
لا تتصوري أنك بلا عيوب، فالاعتراف بأن الجميع يخطئ يُشجع الطرف الآخر على الاعتراف بأخطائه.
لا تخفي دموعك أو أحاسيسك، فالدموع لغة صادقة تصل إلى قلبه وتثير تعاطفه.
تصرفي كمن تبحث عن المساعدة من زوجها، اطرحي أسئلة مفتوحة تجعله يشعر بأنه مرغوب في الحوار دون ضغط أو لوم.
بعض الرجال يحتاجون وقتاً أطول للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، فامنحيه الصبر والمساحة لذلك.
ناقشي المشكلات في أوقات مناسبة بعيداً عن التوتر أو التعب، وحددي بداية ونهاية للنقاش للحفاظ على الهدوء.
إذا كان لا يجد كلمات مناسبة، فلا تضغطي عليه، بل كوني متفهمة حتى لا ينفر من الحوار.
مهما كانت نتيجة الحديث، اختمي بنبرة هادئة ومحترمة لتعزيز الرغبة في استمرار التواصل مستقبلاً.
* اطلبي الدعم من الأصدقاء أو العائلة ليتحدثوا معه بطريقة لطيفة إن لم يكن مستعداً للحديث معك.
* وفري له بيئة مريحة تساعده على الانفتاح.
* تحلي بالصبر، فقد يحتاج لوقت لمعالجة أفكاره.
* أفسحي له المجال، فالمسافة أحياناً تجدد العلاقة.
* إذا لم تنجح كل المحاولات، لا تترددي في طلب مساعدة مختص نفسي.
إذا كنتَ أنت من يمارس التهرب، فاعلم أن زوجتك قد تشعر بالرفض أو أنها غير مقدّرة، وهذا السلوك إن استمر، قد يكون له عواقب وخيمة، وإليكِ ما يمكنك فعله:
اتفق مع زوجتك على وقت محدد تجلسان فيه للحديث بهدوء؛ فهذا يساعدك على عدم الشعور بالهجوم.
إذا شعرت بالضغط والتوتر، أخبرزوجتك أنك بحاجة لوقت تهدأ فيه، لا تواصل النقاش وأنت متوتر حتى لا تلجأ إلى التهرب.
قبل العودة للحوار، مارس نشاطًا يهدئ أعصابك كالمشي أو التنفس العميق أو الاستماع للموسيقى.
إذا كان من الصعب عليك التعبير خلال اللحظة، جرب كتابة أفكارك ومشاعرك مسبقًا؛ فهذا يمنحك وضوحًا أكبر.
أحيانًا يكون هناك جذر أعمق للمشكلة، لا بأس من طلب المساعدة سواء بشكل فردي أو مع زوجتك من مختص بالعلاقات.
تذكري دائمًا، إذا كان زوجك يرفض الحديث عن المشكلات، فالمشكلة ليست فيكِ بالضرورة، فسواءًا كان "التهرب" متعمدًا أو لا، فإنه سلوك مدمّر للعلاقة، وإذا استمر، فقد يقود إلى الطلاق - لا قدرلا الله- ولإصلاح هذا السلوك يحتاج الأمر جهدًا من الطرفين... لأن العلاقة الناجحة تبنى على الشراكة والتفاهم المتبادل.
تحدثنا نوال قائلة : "في البداية، كنت أظن أنني إذا فتحت معه الموضوع بهدوء وطلبت منه أن نتحدث، سيتجاوب، لكني كنت كل مرة أُفاجأ برد فعل مختلف، وأسوأ.."
وتكمل قائلة : " كلما حاولت فتح حوار، شعرت أنه يبتعد أكثر… وكأنه كلما اقتربت خطوة، انسحب هو خطوتين للوراء، أحيانًا كان يرد بجفاء، وأحيانًا أخرى كان يكتفي بالصمت التام، أو يختصر رده بكلمة أو كلمتين، وكأنني أحدث جدارًا لا يسمع ولا يشعر ! "
" في بعض اللحظات، كنت أحاول بذكاء أن أجد مدخلًا مناسبًا للحديث، أبحث عن طرق جديدة، ألطف العبارة، أختار التوقيت، لكن بلا جدوى، وفي مرات أخرى، كنت أنفجر غضبًا… لا لأني أحب الشجار، بل لأني تعبت من الصمت، لكنني كنت ألاحظ شيئًا مؤلمًا: كل مرة أرفع فيها صوتي، كان يزداد صمتًا، وتزداد المسافة بيننا."
ثم جاءت تلك المرحلة الصعبة… مرحلة اليأس، حين توقفتُ عن المحاولة، فقلت في داخلي: "ما الفائدة؟"، ثم بدأت أعيش معه وكأن بيننا حاجزًا من الزجاج، نراه، لكن لا نكسره، لم نعد نحل أي مشكلة، فقط نمرّ عليها مرور الكرام… وهذا كان مؤلمًا جدًا.
حينها أدركت أن العلاقة التي لا تواجه مشكلاتها، تتجمد، وتتوقف عن النمو، وكأنها نبتة لم يُسقها أحد، ومع مرور الوقت، تتراكم الخلافات، وتتحول إلى جبل من الصمت والجفاء.
كيف بدأت أغيّر المسار
في إحدى الليالي، بعد موقف بسيط كان من الممكن أن نتجاوزه بسهولة، انفجرت دموعي، لم أكن أبكي فقط من الموقف، بل من كل الأحاديث التي لم تُقال، من كل المرات التي حاولت وفشلت، شعرت أني وحدي في هذه العلاقة، وكلما اقتربت، وجدت نفسي أمام باب مغلق.
لكني وقتها قررت شيئًا مهمًا: أن أبدأ أولًا بنفسي، أن أتوقف عن مطاردته بالكلمات، وأن أبدأ بفهم أعمق لما وراء صمته، هل هو خائف من المواجهة؟ هل يشعر بأنه لا يجيد التعبير؟ أم أن هناك ما يزعجه ولم يخبرني به؟
بدأت أغيّر طريقتي…
بدلًا من أن أبدأ الحديث باللوم أو العتاب، صرت أقول له بهدوء:
"أنا محتاجة أن اتحدث معك، لا لنختلف، لكن لنقترب أكثر."
أحيانًا كنت أكتب له رسالة، وأضعها قرب وسادته، وفي مرات أخرى كنت أنتظر الوقت المناسب، عندما يكون مرتاحًا، لا مرهقًا أو مشغول الذهن، وتوقفت عن المطالبة الفورية بالحل، وبدأت أركز على فتح باب التفاهم فقط، حتى لو لم نتفق من أول مرة.
واحدة من أكبر النقاط الفاصلة في تجربتي، كانت عندما قررنا -بعد كثير من التردد- أن نلجأ لمختصة في العلاقات الزوجية، لم يكن الأمر سهلاً عليه، لكنه وافق عندما قلت له: "ما أطلبه ليس تغييرك، أنا فقط أحتاج نعرف كيف نتفاهم بدون ما نتأذى."
ومن هنا، بدأت ألاحظ التغيير، لم يتحوّل فجأة إلى شخص محب للحديث، لكنه بدأ يحاول، بدأ يقول ما يشعر به، حتى وإن كان بتردد، وبدأنا نفهم معًا أن تجاهل المشكلات لا يعني اختفاؤها، بل يعني تراكمها وتحوّلها إلى جدار سميك بيننا.
خلاصة تجربتي
اليوم، وبعد هذه الرحلة الطويلة، تعلمت درسًا لا يُقدّر بثمن: أن الصمت ليس دائمًا قسوة، بل أحيانًا يكون عجزًا عن التعبير، وأن تغيير الطريقة التي نطلب بها التواصل، قد يكون بداية الطريق نحو حل المشكلة.
ليس كل زوج يتهرب لأنه لا يهتم… بعضهم ببساطة لم يتعلّم كيف يتحدث عن مشاعره، وكيف يعبّر عن غضبه دون أن ينفجر أو ينسحب، وإن كانت علاقتكما تستحق المحاولة، فلا تيأسي من أول صمت، ولا تتوقعي التغيير من طرف واحد.
العلاقة الصحية تُبنى على التفاهم، لا على الكمال، وعلى الاستعداد للعمل كفريق… حتى وإن كانت الخطوات الأولى مؤلمة وصعبة.
رفض الزوج التحدث عن المشكلات أمر شائع ولا يستوجب الذعر، بل العمل على تحسين مهارات الاتصال، سواء اللفظي أو غير اللفظي، يمكن أن يقوي العلاقة. غالباً ما تكون المشكلات سببها سوء التواصل.
إذا لم يكن زوجك مستعداً للحديث، اطلبي منه بلطف موعداً مناسباً، ولا تضغطي عليه؛ فهذه النصائح التي جمعناها مبنية على أبحاث دقيقة، ونأمل أن تساعدك في فتح حوار مثمر مع زوجك.
فن الاعتذار للزوج : السلاح السري للمرأة الذكية !
فإذا كنتِ قد خضتِ مشاجرة أو نكثتِ بوعد أو جرحتِ مشاعر زوجك، فإن تعلم فن الاعتذار هو السلاح السري للمرأة الذكية، وخلال السنة الأولى تزداد مشاكل الزواج
كثرة انتقاد الزوجة لزوجها : هو أكثر ما يزعج الرجال
مع مرور الوقت، يؤدي كثرة انتقاد الزوجة لزوجها إلى اتساع المسافة العاطفية بين الطرفين؛ فنادرًا ما نتقبّل الانتقاد بصدر رحب، وفي العادة، يجعلنا نشعر
9 أشياء تسبب جرح الزوج فتوقفي عنها
زوجات حنونات ومراعيات لمشاعر أزواجهن، لكن كثير من التصرفات اليومية كانت تُعبّر عن عدم احترام، وأحيانًا كانت تؤدي إلى جرح الزوج بصمت، دون شكوى منه