الملكة

العشر من ذي الحجة؛ فرصة لاستعادة توازن الحياة

العشر من ذي الحجة؛ فرصة لاستعادة توازن الحياة

العشر من ذي الحجة: فرصة لاستعادة توازن الحياة

هل تشعرين أحيانًا أن الحياة تسرقكِ؟ أن الأيام تمرّ دون أن تعيشيها حقًا؟ في خضمّ المهام والمسؤوليات، ننسى أنفسنا، وننسى قلوبنا. لكن الله يرسل لنا مواسم، كأنها نوافذ للضوء، لنستعيد فيها توازننا الداخلي.

ومن أعظم هذه المواسم: العشر من ذي الحجة.

إنها ليست مجرد أيام، بل دعوة مفتوحة لمصالحة الروح، وإعادة ترتيب أولويات الحياة، والعودة لما يهم حقًا: علاقتكِ مع الله، ومع ذاتكِ، ومع من تحبين.

استراتيجيات عملية تساعدكِ على إعادة ترتيب أولوياتكِ.

في هذا المقال سنقدم لكِ استراتيجيات عملية وروحانية تساعدكِ على إعادة ترتيب أولوياتكِ والتصالح مع ذاتكِ، فلتجعلي العشرة من ذي حجة نقطة إنطلاقة لكِ لعلها تكون بداية جديدة لحياة أفضل.

 لماذا تُعدّ العشر من ذي الحجة فرصة مختلفة؟

العشر من ذي الحجة أيام عظيمة، فيها تتضاعف الأعمال، وتُفتح أبواب السماء، ويُبارك الله في الوقت والنوايا. لكن جمالها لا يقتصر على العبادة فقط، بل يكمن في كونها فرصة ذهبية للمرأة لاستعادة توازن الحياة.

هي لحظة لتوقفي الركض، ولتنظري إلى داخلكِ، لتسألي نفسكِ: هل أنا بخير حقًا؟ هل أمضي في الطريق الذي أريده؟

هذه الأيام تمنحكِ القوة لتتخذي قرارات صغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا في سعادتكِ.

 

عودة إلى النفس… التوازن يبدأ من الداخل

العشر من ذي الحجة

في زحمة الحياة اليومية، بين المهام المتراكمة، والضغوط التي لا تنتهي، قد تهملين أحيانًا الجزء الأهم فيكِ: روحكِ.

ذلك الصوت الداخلي الخافت الذي يذكّركِ بما هو أعمق من قائمة المهام، وأسمى من الإنجاز اليومي.

الراحة النفسية لا تأتي فقط من إنجاز الأشياء، بل من لحظة صدقٍ مع الله، من سجدة تهمسين فيها بكل ما يثقلكِ، ومن شعوركِ العميق بأنكِ لستِ وحدكِ.

العشر من ذي الحجة هدية ربانية ثمينة، كأنها محطة للتوقف، والتأمل، وإعادة الاتصال بالنور الداخلي.

 

- خصصي وقتًا للسكينة، ولو عشر دقائق في اليوم، تغلقين فيها باب الغرفة، وتفتحين باب السماء. ابدئي بالذكر، ولو بكلمات بسيطة تردديها من قلبكِ: "الحمد لله"، "أستغفر الله"، "الله أكبر".

في هذه اللحظات، ستشعرين بشيء يشبه السلام، وكأنكِ تهبطين من صخب الحياة إلى حضن الطمأنينة.

 

- صومي ما استطعتِ من أيام العشر. فالصيام ليس فقط امتناعًا عن الطعام، بل هو تهذيب للنفس، وتطهير للنية، وإعادة توازن للروح والجسد. في كل ساعة صيام، فرصة لتذكير نفسكِ أنكِ أقوى مما تظنين، وأنّ الصبر طريق النور.

 

- حوّلي صلاتكِ إلى موعد حب، وليس مجرد أداء واجب. قبل كل صلاة، توقّفي، اجعلي نية مختلفة لكل ركعة، وارفعي دعاءً من أعماق قلبكِ. كأنكِ تقولين لله: "ها أنا أعود إليك، بقلب أنهكته الحياة، لكنه لا يزال يحبك".

- اكتبي مشاعركِ بينكِ وبين الله. خصّصي دفترًا بسيطًا، اكتبي فيه ما يؤلمكِ، ما تخافينه، ما ترجينه. ستُفاجئين بعد أيام كيف يصبح هذا الدفتر مرآةً لنضوج روحكِ، وشاهدًا على طريق شفائكِ.

 

- استمعي لشيء ينعش الروح، محاضرة قصيرة، أنشودة هادئة، أو حتى صوت الطبيعة وأنتِ تتأملين. كل ما يقرّبكِ من الله، يقرّبكِ من ذاتكِ الحقيقية.

- سامحي نفسكِ على الأخطاء، ولا تقسي عليها. التوبة مساحة رحمة، وليست ساحة تأنيب. في العشر من ذي الحجة، افتحي صفحة بيضاء، واكتبي عليها: "سأكون أقرب، وألطف، وأصدق مع الله ومع نفسي".

- حين تكون روحكِ متزنة، لا تعودين بحاجة لأن تقاتلي لتضبطي كل شيء في حياتكِ. الأمور تتوازن تلقائيًا، لأنكِ أصبحتِ في مركزكِ الحقيقي: قلبٌ نابض بالإيمان، وروحٌ متصلة بالمصدر الأعظم للسكينة.

 

 بيتكِ محور السلام… لا تنسي دفء العائلة

عزيزتي،

البيت ليس مجرد جدران وأثاث، بل هو القلب النابض لحياتكِ اليومية. هو المرآة التي تنعكس فيها حالتكِ النفسية، ومصدر الدعم الذي تحتاجينه لتجاوز ضغوط الخارج.

حين يكون البيت دافئًا، تصبح الحياة أهون، والمشكلات أصغر، والتعب أخف.

وفي أيام العشر من ذي الحجة، هذه الأيام المباركة التي تضاعف فيها الأجور وتُصفّى فيها النفوس، لديكِ فرصة ذهبية لتجديد الروح العائلية، وتقوية الروابط مع من حولكِ.

ابدئي بالتواصل القلبي الحقيقي:

العشر من ذي الحجة

لا تنتظري المناسبات الكبرى للحديث عن القيم والمشاعر. اجلسي مع أطفالكِ على سجادة بسيطة، واحكي لهم بلغة قلوبهم عن معنى هذه الأيام: عن فضلها، عن الأضحية كرمز للعطاء، عن الرحمة التي يحبها الله، وعن الدعاء الذي يُصعد إلى السماء كرسالة حب.

قد تندهشين من أسئلتهم، ومن صفاء نواياهم، ومن الحوارات الجميلة التي تفتح نوافذ صغيرة إلى قلوبهم.

خصصي وقتًا خاليًا من الشاشات، مليئًا بالبشر:

ساعة واحدة يوميًا فقط، بلا هواتف ولا تلفاز، فقط أنتم كأسرة. يمكن أن تبدئي بلعبة جماعية، أو طبق تطبخونه معًا، أو حتى جلسة شاي مسائية تتبادلون فيها الحكايات.

هذه اللحظات الصغيرة تصنع ذكريات عظيمة، وتشحن الروح بدفء يصعب أن توفّره أي تقنية حديثة.

افعلي الخير كعائلة، ليكون جزءًا من هويتكم المشتركة:

اقترحي مع أبنائكِ فكرة مشروع خيري بسيط. يمكن أن تُحضّروا سويًا وجبات مغلفة لتوزيعها على عمّال النظافة أو الأسر المتعففة. أو أن تزوروا مريضًا، أو تحضروا هدية بسيطة ليتيم.

هذه الأفعال تزرع فيهم حب العطاء، وتربطهم بروح العشر، لا كأيام مميزة فحسب، بل كقيم تُعاش.

اهتمي بتفاصيل البيت من باب المحبة، لا الواجب فقط:

زيّني ركنًا بسيطًا يعكس روح العيد، أو علّقي كلمات عن فضل الأيام، أو اكتبي مع أطفالكِ دعاءً يوميًا تُرددونه معًا.

حوّلي المنزل إلى بيئة تحتضن السكينة، حتى إن دخلتهِ وأنتِ متعبة، شعرتِ بأنه يربّت على قلبكِ.

استثمري الوقت لبناء ذكريات أسرية لها طابع روحاني:

حضّري "تقويم العشر" بمشاركة الأطفال، وكل يوم ورقة فيها عمل صالح أو فكرة صغيرة (دعاء – صدقة – ذكر – مساعدة شخص – دعاء للوالدين).

واجعلي كل فرد من العائلة يضع "أمنية العشر" في صندوق صغير. وفي نهاية الأيام، افتحوا الصندوق معًا وتحدثوا عن ما تحقق منها.

احكي لهم عن قصصكِ أنتِ:

كيف كنتِ تعيشين العشر في صغركِ؟ ماذا كانت تفعل والدتكِ أو جدتكِ؟ كيف كنتِ تشعرين بالأجواء؟

الحنين للذكريات الصادقة يصنع جسرًا جميلًا بين الأجيال، ويُشعر الأبناء بانتماء أعمق.

اجعلي الفرح جزءًا من الطقوس:

العيد لا يعني فقط التكبيرات والأضحية، بل أيضًا الفرحة التي تدخلينها على قلوب من حولكِ.

حضّري مفاجأة صغيرة لكل فرد في العائلة مع قدوم العيد، حتى لو كانت بطاقة دعاء مكتوبة بخطكِ.

فالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة هو ما يجعل الحب يُزهر بين جدران البيت.

العشر من ذي الحجة ليست عبادة فردية فقط، بل موسمٌ من الرحمة، يُضيء فيه البيت، وتُروى فيه العلاقات، ويصبح كل فرد فيه مرآة للخير الذي تنثرينه من قلبكِ وروحكِ.

 

ترتيبات صغيرة… ونتائج كبيرة

في زحمة المهام، نغفل كثيرًا عن أثر الفوضى من حولنا، ونستهين بقدرة الترتيب على تهدئة النفس وتصفية الذهن. لكن الحقيقة أن الترتيب ليس مجرّد نشاط منزلي، بل هو فعل روحي عميق.

هو رسالة غير منطوقة تقول: "أنا أختار أن أستعيد السيطرة… أن أتنفس بعمق… أن أخلق بيئة تعكس سلامي الداخلي".

ابدئي بخطوة بسيطة: خزانة ملابسكِ

العشر من ذي الحجة

خذي ساعة واحدة، وافتحي خزانة ملابسكِ بنية جديدة.

اسألي نفسكِ: ما الذي أرتديه فعلًا؟ ما الذي يزعجني وجوده رغم أني لا أستعمله؟

تخلصي من القطع التي لم تعودي تحتاجينها أو لم تعودي ترتاحين فيها، وامنحيها لمن قد يستفيد منها.

هذه الخطوة ليست فقط تنظيمًا ماديًا، بل تفريغًا لمساحات عالقة في ذاكرتكِ وطاقتكِ.

رتبي الأدراج... لكن فكّكي الرموز أيضًا

كل درج مزدحم هو رمز لفكرة متراكمة في عقلكِ.

حين تنظمين رفوفكِ، فأنتِ تقولين بشكل غير مباشر: "سأضع كل شيء في مكانه... حتى أفكاري".

خففي من المشتتات، لتري الأشياء بوضوح

خلال العشر من ذي الحجة، استثمري هذه الأيام النورانية لتقليل الفوضى الذهنية.

أغلقي إشعارات الهاتف لبعض الوقت، حددي وقتًا ثابتًا لتصفح وسائل التواصل، وبدلًا من التشتت، امنحي وقتكِ للأنشطة التي تغذي روحكِ فعلًا: قراءة، ذكر، تأمل، أو مجرد لحظة هدوء.

اكتبي قائمتكِ الخاصة: ما الذي يسرق طاقتي؟

اجلسي مع نفسكِ بهدوء، وابدئي بكتابة قائمة صادقة:

- من الأشخاص الذين يُتعبونكِ نفسيًا؟

- ما المهام التي تُشعركِ بالإرهاق أكثر من الإنجاز؟

- ما العادات التي تستنزف وقتكِ بلا مقابل؟

ابدئي بالتخفيف منها تدريجيًا، وسترين كيف تبدأ حياتكِ بالانسياب في اتجاه أخفّ وأجمل.

أعيدي ترتيب جدولكِ ليعكس قيمكِ، لا ضغوطكِ

ضعي لنفسكِ جدولًا بسيطًا خلال العشر، يوازن بين الطاعات، والعائلة، والراحة، والعمل.

لا يجب أن يكون مثاليًا، بل واقعيًا، لكن يحمل نية صادقة في أن تعيشي هذه الأيام بوعي وامتنان.

نظّمي حتى المساحات التي تظنينها "صغيرة"

زاوية المكياج، درج المطبخ، سطح المكتب...

كلما نظّمتِ تفصيلة، شعرتِ بأنكِ تُعيدين تشكيل عالمكِ الخارجي بطريقة تُريح عينيكِ، وتُريح قلبكِ دون أن تشعري.

تذكّري: الفوضى ليست دائمًا حولكِ، أحيانًا قد تكون بداخلك

ولذلك، كل مساحة تُنقّينها من الفوضى حولكِ، كأنكِ تُزيلين غبارًا خفيفًا عن روحكِ.

وهنا يكمن السر:

الترتيب ليس ترفًا، بل أداة لاستعادة التوازن الداخلي.

العشر من ذي الحجة فرصة مثالية لهذا التمرين الروحي... ترتيب الخارج، لتنعمي بصفاء الداخل.

 

من أنتِ؟ سؤال يستحق التأمل

العشر من ذي الحجة

في خضم الحياة اليومية، ومع تتابع المسؤوليات، قد تنشغلين في الدور وتنسين الذات…

ربما تؤدين أدوارك بإتقان: أم، زوجة، عاملة، ابنة، لكن هل توقفتِ مؤخرًا لتسألي نفسكِ:

من أنا فعلًا؟ وما الذي يحرّكني في هذا الطريق؟"

العشر من ذي الحجة، بأجوائها الروحية وهدوئها الخاص، تمنحكِ مساحة نادرة لطرح هذا النوع من الأسئلة.

أسئلة قد لا تملكين كل إجاباتها اليوم، لكنها تفتح لكِ أبوابًا واسعة نحو فهم أعمق لنفسكِ.

 

هل أعيش وفقًا لما أؤمن به… أم لما يُتوقع مني؟

هل قراراتكِ نابعة من قناعاتكِ؟ أم من خوفكِ من نظرة الآخرين؟

هل تختارين مساركِ المهني أو الاجتماعي بناءً على ما يرضيكِ، أم فقط لتكوني "مقبولة" أو "مثالية" في أعينهم؟

 

اسألي نفسكِ بصدق: ما القيم التي تحركني؟

اكتبيها: هل هي العدل؟ الرحمة؟ الاستقلال؟ الإيمان؟

عندما تتضح لكِ هذه القيم، تصبحين أقدر على اتخاذ قرارات متوافقة مع ذاتكِ، وعلى قول "لا" لما لا يشبهكِ، بلا شعور بالذنب.

 

هل وقتي يذهب لما يهمّني فعلًا؟

استرجعي أسبوعكِ الأخير…

كم من الوقت قضيتِ في أشياء تُشعركِ بالسلام، أو تقرّبكِ من أهدافكِ؟

وكم من الوقت ذهب في إرضاء الآخرين، أو التشتت، أو مسايرة ما لا يُشبهكِ؟

ضعي جدولًا صغيرًا للأيام القادمة، خصصي فيه وقتًا لنفسكِ، لما تُحبينه فعلًا، حتى لو كان عشر دقائق تأمل أو قراءة أو خياطة.

 

هل علاقتي بنفسي طيبة؟ أم أنها علاقة مشروطة؟

هل تحتفين بنفسكِ عندما تُنجزين فقط؟ أم تُحبينها في كل حالاتها؟

هل تعاتبينها كثيرًا، وتنسين أن تُربّتي عليها؟

العشر من ذي الحجة وقت جميل للمصالحة.

اكتبي لنفسكِ رسالة قصيرة، كما لو كنتِ صديقة عزيزة.

قولي لها: "أنا أراكِ، وأقدّركِ، حتى في تعبكِ، حتى في خوفكِ، أنتِ تستحقين الحب".

 

خصصي وقتًا للتأمل الصامت

اختاري زاوية هادئة في البيت، اجلسي بدون مشتتات، أغلقي عينيكِ واسألي نفسكِ:

– ما الذي يُشعرني بالحياة؟

– ما الذي أتوق إليه؟

– ما الذي أريد تحرير نفسي منه؟

قد لا تأتي الإجابات فورًا، لكن مجرد طرح الأسئلة، يوقظ فيكِ شيئًا جميلًا.

 

اقرئي في سير الصالحات، أو قصص النساء الملهمات

ستكتشفين أن أغلبهن بدأن رحلتهن عندما بدأن بالتساؤل، حين توقّفن عن العيش التلقائي، وبدأن في صنع حياة تشبههن فعلًا.

وتذكّري دومًا: التوازن الحقيقي لا يتحقق بالإنجاز فقط، بل بالانسجام

انسجام بين ما تفعلينه، وما تؤمنين به، وما تحلمين به.

حين تتطابق خطواتكِ مع صوتكِ الداخلي، تشعرين بالسلام حتى وإن لم تكوني "مثالية".

فالحياة ليست ساحة لإرضاء الجميع، بل مسار لصنع ذات حقيقية…ذات تعرف من هي، وإلى أين تمضي، ولماذا تمضي.

 

علاقاتكِ تحت المجهر… ما يستحق البقاء

عزيزتي،

في زحمة الحياة اليومية، قد نعتاد على وجود أشخاص في محيطنا دون أن ننتبه لأثرهم الحقيقي فينا. بعض العلاقات تُرهقكِ بصمت، تسرق من هدوئكِ ورضاكِ عن نفسكِ، دون أن ترفعي صوتًا بالاعتراض. لهذا، فإن العشر من ذي الحجة تُعد فرصة ذهبية لتفتيش داخلي صادق، تُعيدين فيه ترتيب دوائر علاقاتكِ، تمامًا كما ترتبين خزانة ملابسكِ أو تنقّين بيتكِ من الفوضى.

اسألي نفسكِ بهدوء:

-  من يجعلني أبتسم بصدق؟

- من يُرهق تفكيري أكثر مما يُبهج روحي؟

- من وجوده يذكّرني بنعم الله عليّ؟

- ومن علاقتي به تُبعدني عن نفسي وربّي؟

لا خجل في أن تُعيدي حساباتكِ. فالعلاقات الصحية لا تُقيّد، بل تمنحكِ أجنحة. وجود أشخاص يدعمونكِ، يرفعونكِ معنويًا، ويحبّونكِ كما أنتِ دون شروط، هو نعمة تستحق التمسك بها.

وفي المقابل، العلاقات التي تُشعركِ أنكِ دائمًا المخطئة، أو تُقلل من شأنكِ، أو تُسبب لكِ التوتر المزمن… تلك ليست منّة عليكِ، بل عبء.

 

 في هذه الأيام المباركة، خُذي لحظة مع ذاتكِ، وارفعي دعاءكِ:

العشر من ذي الحجة

- "اللهم ارزقني صحبة تُعينني على طاعتك، وتربت على قلبي حين أضعف، وتُحبّني حبًّا يليق بنورك."

وفي الوقت ذاته، فكّري بعلاقات قد تحتاج إلى ترميم لا إلى إنهاء… ربما صداقات جفّ نبعها لا عن قصد، أو قلوبًا تقرّبت فأخطأت، لكنها ما زالت تستحق فرصة ثانية. التقييم لا يعني الإقصاء دائمًا، بل يعني إعطاء كل علاقة حجمها الصحيح ومكانها السليم في حياتكِ.

لا تنسي أن قربكِ من الله في هذه الأيام، يفتح لكِ نور البصيرة… فاستعيني به لتري من يستحق أن يبقى، ومن الأفضل أن يُخفَّف وجوده في محيطكِ. لا من باب القسوة، بل من باب الصون: صون راحتكِ، طاقتكِ، ونفسكِ.

 العلاقات المتزنة تشبه العكاز وقت التعب… لا تجذبكِ للأسفل، بل تُسندكِ.

اجعلي من هذه الأيام محطة نضج واختيار… من تستمرين بالسير معه، ومن تُسلّمينه لله بسلام دون ضغينة.

 

 ركن صغير، أثر عظيم

اصنعي لنفسكِ في البيت زاوية خاصة للعبادة.

لا تحتاجين سوى سجادة، مصحف، وربما شمعة أو زهرة تبعث الطمأنينة.

اجعليها ملاذكِ اليومي في هذه العشر، مكانًا تتركين فيه همومكِ وتتصلين فيه بالله.

كلما دخلتِ إليه، ذكّري نفسكِ بأنكِ تستحقين السلام والسكينة.

 

العطاء… مفتاح لتجديد التوازن

من أجمل ما في هذه الأيام أنها تُذكّرنا بالآخرين، وبقيمة العطاء.

تصدقي ولو بمبلغ صغير كل يوم.

ابحثي عن محتاجة، وامنحيها شيئًا يسعدها.

ادعي لمن تحبين، ولبعض من نسيتِهم.

حين تعطين، يعود إليكِ السلام مضاعفًا. فالعطاء لا يُنقِص من توازنكِ، بل يضاعفه.

 

لا تنسي نفسكِ وسط كل شيء

أنتِ أيضًا تستحقين الرعاية.

نامي جيدًا، تناولي طعامًا صحيًا، مارسي شيئًا بسيطًا تحبينه: قراءة، مشي، أو حتى جلسة شاي في شرفة هادئة.

العشر من ذي الحجة ليست فقط للعبادات، بل أيضًا لإعادة شحن نفسكِ بالكامل.

توازنكِ يبدأ من قرار بسيط: أن تعتني بذاتكِ دون تأنيب.

 

العشر من ذي الحجة فرص لتبدأي من جديد

كل يوم من هذه الأيام هو فرصة، لا لتكوني مثالية، بل لتقتربي أكثر من نفسكِ ومن ربكِ.

استغليها للبدء من جديد، للتخفف من الأعباء، ولتعيشي الحياة بوعي وسكينة.

التوازن ليس حالة دائمة، بل رحلة متجددة.

ابدئيها من هنا… من أيام العشر، بنية صادقة، وقلب ممتلئ نورًا ويقينًا.

ذات صلة

الأضحية لا فرق فيها بين الرجل والمرأة في الإسلام

الأضحية لا فرق فيها بين الرجل والمرأة في الإسلام

الأضحية عبادة من العبادات الصالحة التي رغب الشرع فيها ، من غير فرق بين الرجل والمرأة في الاسلام فيها، ولا بين المتزوجة وغير المتزوجة

487
إذا أردتِ تكوين صداقات تجنبي هذه الأسئلة الشخصية

إذا أردتِ تكوين صداقات تجنبي هذه الأسئلة الشخصية

حتى الأشخاص المهذبين يسألون أحيانًا عن غير قصد بعض الأسئلة الشخصية المحرجة، والتي يمكن أن تسبب الأذى

اختبار الشخصية؛ طريقة المشي ستكشف عن سمات الشخصية

اختبار الشخصية؛ طريقة المشي ستكشف عن سمات الشخصية

أُجريت دراسة في عام 2017 بواسطة "كاليب باك"، خبير الصحة والعافية، لمقارنة سرعة وأنماط المشي مع سمات الشخصية، وكانت

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

توقفت وسائل التواصل الإجتماعي ! إليكِ ما عليكِ فعله !

اختبارات للشخصية

توقفت وسائل التواصل الإجتماعي ! إليكِ ما عليكِ فعله !

ولتكتمل المعاناة التي تحدثها لي وسائل التواصل الاجتماعي اظل اشاهد أحدث صيحات الموضة والأزياء .. وأنا غير مدركة لما يجب أن ارتديه عاده وما هي أهم القطع التي يجب أن تحتوي عليها خزانتي !

ترتيبك بين إخوتك يعبر عن شخصيتك! فهل أنت الكبرى أم الصغرى؟!

اختبارات للشخصية

ترتيبك بين إخوتك يعبر عن شخصيتك! فهل أنت الكبرى أم الصغرى؟!

نظرية حول نمط الشخصية وترتيب الشخص بين إخوته، وكانت نظريته بسيطة للغاية، فالترتيب الذي يولد به الأشقاء يؤثر على شخصيتهم

اختاري إحدى هذه الصور لمعرفة مميزات شخصيتك!

اختبارات للشخصية

اختاري إحدى هذه الصور لمعرفة مميزات شخصيتك!

يمكن لأشكالنا المحببة أن تخبرنا الكثير عن سماتنا الخفية في الشخصية كما يوحي اختبار علم النفس هذا، فقط اختاري الشمس وشاهدي ما يقوله اختياركِ عنكِ!

Powered by Madar Software