إن تربية الطفل ليكون طيبًا ورحيمًا في عالمنا اليوم، حيث يرى العنف في كل مكان، يجعل من المهم جدًا غرس الرحمة واللطف فيهم منذ الصغر.
الابتسامة هي من أبسط أشكال اللطف، كان سيّدنا محمد -صلّ الله عليه وسلم- يبتسم في كثير من الأحيان، وقد قال: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق" [صحيح مسلم].
يُعلمنا القرآن أن نكون لطفاء مع من حولنا، ولا يتطلب الأمر الكثير من اللطف فبمجرد القيام بذلك بقلب مخلص والسعي لرضا الله، يمكن أن يتحول عمل اللطف والرحمة إلى أجر يحسب يوم القيامة.
بصفتنا آباء يجب أن نتأكد من أن أطفالنا يتعلمون كيفية القراءة والكتابة، ولكننا نفترض غالبًا أن الأطفال سيطورون بشكل طبيعي مهارات مثل اللطف والتعاطف والرحمة.
ربما تقولين: "لم أعتقد أنني بحاجة إلى تربية الطفل الجميل أن يكون لطيفًا" ولكن عزيزتي مثل القراءة والكتابة، الذكاء العاطفي لا يتعلمه الأطفال من تلقاء أنفسهم.
لا يهتم بعض الأطفال بالحركات الصغيرة التي تزعج من حولهم وقد يجدوا صعوبة في وضع أنفسهم في مكان الآخرين، وبعض الأطفال يجدون صعوبة في معرفة كيف يكونون لطفاء.
لذا، كيف أساعد صغيري الجميل أن يكون رحيمًا وحنونًا ولا يتحول إلى متنمر؟
حسنًا، عزيزتي، هناك بعض الخطوات السهلة لبناء التعاطف واللطف في سلوك أطفالك:-
هل تسخرين من الغرباء؟ هل تتحدثين بشكل سيء عن أقاربكِ أو أصدقائكِ عندما لا يكونون حولكِ؟ هل يعاملكِ زوجك أو يعامل أطفالك بطريقة مهينة في بعض الأحيان؟
هناك مثل يقول: "التفاحة لا تسقط بعيدًا عن الشجرة"، إذا قلتِ لطفلك أن يكون لطيفًا ولكنكِ تتصرفين بشكل سلبي وغير لطيف فلن يكون لكلماتكِ تأثير كبير على سلوكه، فالأطفال يفعلون ما يرونه وليس ما تطلبينه منهم، لذلك ذكري نفسك دائمًا بهذه الجملة: "أنا قدوة صغيري الجميل"
أظهري لطفلك الاحترام عند توجيهه أو تأديبه وتحدثي مع زوجكِ بلطف وبالطبع سوف يتعلم منكِ دون حاجة للتحدث معه عن الأمر.
إذا كان طفلكِ يواجه صعوبة في قراءة الإشارات الاجتماعية من حوله فقومي بممارسة لعبة "تخمين الشعور"، اجلسي في متنزه أو مركز تجاري وشاهدوا الناس معًا.
ابحثي عن شخص يظهر عاطفة شديدة مثل الفرح أو الحزن أو الغضب واسألي طفلك "ما هو تخمينك لشعور هذا الشخص؟" اطلبي منه أن يُكوّن قصة عما قد يحدث لهذا الشخص.
هذا الأمر يساعد الأطفال على تحديد المشاعر غير اللفظية وكيف يشعر الآخرون ويساعدهم على فهم معنى المشاعر.
تحب بعض العائلات إغاظة بعضهم البعض لهدف المرح فقط، لكن بعض الأطفال لا يستطيعون تحمل الإغاظة الشديدة، قد لا يعتقد بعض الآباء أن مضايقتهم قاسية ولكن إذا كان رد فعل طفلك هو البكاء والاختباء فمن المحتمل أن يكون الأمر مدمر له!
اسألي نفسك: "هل أريد من صغيري الجميل أن يسخر من الآخرين؟" قد يظن بعض الآباء أنهم يقومون بتقوية شخصية أطفالهم بهذه الطريقة أو يجعلوهم مرحين، ولكن غالبًا ما يُفرغ الأطفال هذه المشاعر السلبية على أصدقائهم.
يتعلم الأطفال كيف يكونوا مرحين بالنبرة التي تحددها أسرهم، فإذا كانت السخرية والإغاظة تصرفات مقبولة في المنزل سيعتقد الأطفال أنها مقبولة في أي مكان آخر.
عندما يؤثر سلوك طفلك على من حوله قومي بتنبيهه ودعيه يعرف كيف يؤثر هذا السلوك على الآخرين دون أن تحرجيه.
مثلًا إذا ضرب أخته، قولي له: "لقد ضربتها والآن هي أصبحت حزينة جدًا..انظر إلى تلك العلامة الحمراء التي تركتها على وجهها، هل كنت تحب أن تضع هي علامة حمراء على وجهك؟ أنا سأكون مستاءة جدًا منها إذا فعلت ذلك، أنا أحبكما ولا أريد أن يتأذى أحدكما".
كوني مثالاً لطفلك وساعدي الغرباء والأصدقاء والعائلة، دعيه يعرف أنه من الجيد مساعدة الآخرين حتى إذا لم يحصل على أي شيء، ووفري له فرصًا لمساعدة الآخرين كعائلة.
علِّمي طفلك أنه حتى أفعال اللطف الصغيرة تظل معه طوال حياته، وأخبريه عن سبب إمساكك الباب لشخصٍ آخر أو السماح لشخصٍ ما بالوقوف أمامكِ في الطابور أو مساعدة شخص ما عندما تكون يديه ممتلئة، اشرحي له أنه من الجيد أن يكون الشخص مفيدًا حتى إذا لم يقل الشخص الآخر 'شكرًا لك' أو لم يقدر هذا الفعل الطيب فأنت تفعل هذا لله وليس لهذا الشخص.
إذا سمحتِ لطفلكِ بالتحدث بوقاحة معكِ فقد يعتقد أنه من المقبول التحدث إلى الآخرين بهذه الطريقة أيضًا؛ اللطف يبدأ في المنزل!
تربية الطفل على الرحمة تحتاج إلى صبر وتكرار، لكن مع الأيام ستجدين طفلكِ أكثر حساسية تجاه مشاعر الآخرين وأكثر حبًا للخير!
متى يبدأ صوم رمضان للاطفال ؟ وكيف نشجعهم ؟
بالطبع تتسائلين ملكتي مع بداية شهر رمضان الكريم، متى يجب أن يبدأ صوم رمضان للاطفال ؟ وكيف اشجعهم على الصيام ؟ لا شك أن الصيام، والإفطار
ما الآثار النفسية للطفل عند مشاهدة الوالدين أثناء العلاقة الحميمة
كيف أتعامل معه وأجعله ينسى هذا الموقف؟" وتتساءل عن التأثير النفسي الذي تسببه مشاهدة الطفل لوالديه أثناء العلاقة الحميمة
التحرش الجنسي بالأطفال: الصمت لم يعد خيارًا
يركز هذا المقال بشكل خاص على التحرش الجنسي بالأطفال وعلامات التحذير من احتمال حدوث هذه الجريمة